أهمية الوعي الاجتماعي لمواجهة فيروس كورونا

أهمية الوعي الاجتماعي لمواجهة فيروس كورونا
أهمية الوعي الاجتماعي لمواجهة فيروس كورونا
أهمية الوعي الاجتماعي لمواجهة فيروس كورونا
أهمية الوعي الاجتماعي لمواجهة فيروس كورونا
4 صور

أطلقت منظمة الصحة العالمية منشوراً، ركّز على أهمية الدور الاجتماعي والوعي لمكافحة فيروس كورونا. وجاء في مضمونه: إن العالم يخوض حرباً فعلية مع فيروس كورونا؛ بسبب سرعة انتقال الفيروس واتساع رقعة انتشاره، وكأن الكل ينتظر دوره. وهنا يلعب الوعي الاجتماعي دوره، وكذلك العقل الباطن؛ لأن مجابهة الجائحة نفسياً قد لا تقل أهمية عن مقاومتها جسدياً.


غلب طابع السخرية والاستخفاف على ردود الفعل، إزاء القرارات التي أعلنتها الحكومات، لكن هذا يمكن تفهمه في إطار سيكولوجية آليات الدفاع النفسي.
وهي ببساطة آليات يخلقها العقل الباطن للتغلب على هواجس ومخاوف تؤرق العقل.


لا يمكن للعقل إنكار جدية المرحلة التي يمر بها العالم؛ بسبب جائحة فيروس كورونا، التي خرجت عن السيطرة حول العالم، لكن الوعي التام بخطورة الوضع يشكل ضغطاً نفسياً وعصبياً على الناس، فيفضل بعضهم الاستعاضة عن القلق الشديد والخوف؛ بالاستخفاف بالوضع بشكل ما، والأصل في الأمر تقدير تام لجدية الأوضاع.


يرى كل فرد الإجراءات الحاسمة المتخذة من منظاره، فيخشى البعض انقطاع السلع الأساسية وارتفاع أسعار ما يتوفر منها.
بينما يفكر البعض الآخر في أعمالهم، التي قد تتوقف تماماً وأنشطتهم الاقتصادية التي قد تتضرر بشكل كبير، خاصة أصحاب المشاريع الصغرى.


مخاوف مشروعة قد تدفع من يشعر بها إلى السخط على هذه الإجراءات ومن أعلنها. لكن ارتباط هذه الإجراءات بخياري الحياة والموت، هو ما يكبح غضب البعض ورفضهم، فتُضعِف احتمالات الموت وقع الخسارة المادية.


دور الوعي الاجتماعي في الحرب النفسية

الوعي الجماعي في مواجهة كورونا


قد تكون طبيعة فيروس كورونا، سريعة العدوى، لعبت دوراً في جعل الفرد يرى أنه جزء من مجموعة عليه أن يحافظ على سلامتها، إن لم يكن ذلك مدفوعاً بأسباب عاطفية إنسانية، فإنه مفروض بواقع أنه إذا أصيب من حولك؛ فإنك ستصاب حتماً.


ومن هذا الوعي بضرورة العمل الجماعي في مواجهة وباء خارج عن السيطرة، انطلقت فكرة وسوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ تدعو الناس للالتزام بإجراءت الوقاية المعلنة، خاصة في المناطق التي فرض فيها الحجر الصحي العام.


وأنشئت أيضاً على فيسبوك مجموعات دعم يشارك فيها البعض مقاطع مصورة وأخباراً عن يومياتهم في ظل انتشار فيروس كورونا؛ ليطمئن باقي الأفراد الذين يجدون راحة نفسية في بعض الأخبار «الجيدة».
لكن هذا الوعي على أهميته، لا يبدو منتشراً بما يكفي لمواجهة وباء عالمي خرج عن سيطرة أكبر الدول وأكثرها تقدماً.


خالف كثيرون قواعد الحجر الصحي؛ ظناً منهم بأنه لا قيمة له ما داموا لا يشعرون بأي أعراض للمرض، بينما يقول العلماء إن حامل فيروس «كوفيد -١٩» قد لا تظهر عليه أي أعراض لأيام.
وباعتبار خطورة الوضع، عمدت السلطات في بعض الدول إلى إلزام سكانها باتباع التعليمات بقوة القانون، وفرضت عقوبات بالسجن على من يخالف.


ومن مظاهر التكافل الاجتماعي في مواجهة الأزمة، والمخاوف الناتجة عنها، محاولات البعض نشر بعض من الأمل والإيجابية؛ عبر معلومات عن عدد الحالات التي شفيت من الوباء مثلاً، أو عبر تفنيد المعتقدات الخاطئة والأخبار الكاذبة التي انتشرت حول المرض.


لكن البعض قد يتجاوز «الإيجابية» إلى غياب تام للوعي، بوقع ما يعتبره جوانب إيجابية على بعض الفئات.
وأشهر الأمثلة هنا ما يتداوله كثيرون من أن الفيروس لا يقتل إلا كبار السن، مطمئناً بذلك نفسه ومن حوله من غير تلك الفئة العمرية.


لكن ما يغفل عنه هؤلاء هو وقع هذه التعليقات على كبار السن، والذين يعانون من أمراض قد تضعف مناعتهم.
وربما أن ما يحزنهم أكثر هو عدم الاكتراث الذي يبديه البعض بهم، وما يقرأونه من خلف التعليقات، من أنه: «لا بأس بفيروس يقتلهم؛ ليصبح للآخرين مناعة منه في المستقبل».