الرواية الإماراتية هي فرعٌ من الأدب الإماراتي، ولقد شهدت تطوراً ملحوظاً خلال العقود الأخيرة، وأصبحت أكثر انفتاحاً على العالم، وارتباطاً بالمجتمع وتعمقاً بقضاياه؛ لتشمل مواضيع وقضايا معاصرة، بأساليب أكثر تنوُّعاً وحداثة. وقد استطاعت الأديبات الإماراتيات مؤخراً أن يحفرن أسماءهن في عالم الإبداع؛ لتبدو المسيرة النسائية العربية والإماراتية، حافلةً بالتطور والتجديد؛ حيث توسّعت الموضوعات التي تناقشها المرأة، وزادت اهتماماتها بما تمثّله من قضايا؛ لتشمل القضايا المعاصرة بأساليب أكثر تنوُّعاً وحداثةً، مع استمرارها في التطور والبحث عن هويتها الخاصة.
وفي ظل الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية، «سيدتي» تلقي الضوء على بعضٍ من إبداعات الأديبات الإماراتيات، وتعرّفكِ إلى سبع روايات لأديبات إماراتيات أثرين المشهد الثقافي الإماراتي.
رواية على نافذة الأمل: سمية جاسم الخميس

هي روائية إماراتية شابة، تتحدث في روايتها والتي تدور في أحداث واقعية، عن قصة واقعية حقيقية تخاطب عصرنا الحديث؛ فقد حدثت منذ فترة قريبة، وتحمل سياقات العصر بما يحمله من تحديات وصراعات. وتدور الرواية حول فتاة كانت تدرس في الجامعة مثل أيّة فتاة أخرى، ولكنها تزوجت ولم تمُر حياتها ببساطة؛ فقد تأخر حملها وعانت كثيراً بسبب هذا الأمر. وما بين معاناتها مع الحمل وما ترتب عليه، والكثير من الأحداث الأخرى المشوّقة، تدور أحداث الرواية لننظر ماذا حدث لها مستقبلاً.
رواية بنت نارنج الترنج: سارة الجروان الكعبي

سارة الجروان هي من الأديبات الإماراتيات الرائدات في مجال الأدب النسوي، ولقد دخلت سارة الجروان إلى عوالم الكتابة في سن مبكر؛ فكتبت: شجن القدر الحزين، ثم كتبت القصة القصيرة فالروايات والمقال، ومؤخراً اتجهت لكتابة السيناريو. ورواية "بنت نارنج الترنج" هي رواية "حكاية مروية" تتناغم بجزئيتين: إحداهما لغة فصيحة خالصة، والأخرى شفاهية بموروث "لهاجي" إماراتي، خليجي، تتصعّد بنا إلى جزر الواق واق، وتعرج على حطاب فقير، لا يتوانى حتى عن قطع الشجر الأخضر؛ فيخرج له جني غاضب. ومن المعروف عن الجروان مزجها الملهم ما بين ظروف البيئة المحلية وعادات وتقاليد المجتمع الإماراتي، والذي تقدّمه ضمن قالب سردي جميل؛ حيث أبدعت في حياكتها لنسَق الأحداث وبناء نموذج روائي سردي رائع، مع عدم إغفالها تشييد شخوص الرواية بدقة، راعت فيها التركيب النفسي والتراثي لكلّ شخصية؛ مما مكّنها من إحداث ترابُط منسجم بين الأحداث، في ضوء تطويرها لعناصر البناء الروائي بلمستها الخاصة ككاتبة مبدعة.
قد ترغبين في التعرُّف إلى كيف تصبحين كاتبة روايات؟
رواية أجوان: نورة النومان

وهي رواية تدور أحداثها في المستقبل، وتستكشف مواضيع الهوية والذاكرة والتكنولوجيا، وهي أول رواية إماراتية في الخيال العلمي باللغة العربية، وبأسلوب روائي جذاب يجمع بين الخيال العلمي والأسلوب الأدبي الشيّق. تقدّم لنا الكاتبة رواية تنتمي لأدب الخيال العلمي، النادر في عالمنا العربي؛ فنتعرّف إلى "أجوان" التي تتعرض لتدمير كوكبها وفناء شعبها وتشرُّدها كلاجئة وحيدة من دون أسرة أو أصدقاء، وتوقظ صدمةُ تلك الأحداث في بطلة الرواية، القدرة الكامنة بداخلها على التقمُّص العاطفي للآخرين. في ذات الوقت الذي تجري فيه مجموعةٌ من الأحداث الغريبة والغامضة في عدد من الكواكب الأخرى، التي تتعرض لهجوم يقوم به مجموعات مسلحة لا يُعرف لها هدفٌ محدد. وتزداد مأساة أجوان بعد اختطاف طفلها الذي لا تجد مبرراً لاختطافه أو أثراً للخاطفين؛ فتقرر الصمود والبحث عن طفلها من خلال الانضمام للقوات المسلحة، مُتحدية بذلك مبادئ شعبها المسالم، ولكنها تواجه التحدي الأكبر في قدراتها على استشعار كلّ ما يشعر به المحيطون بها. والرواية حائزة على أفضل كتاب لليافعين في عام 2013 في جائزة اتصالات لكتب الأطفال.
رواية ملمس الضوء: نادية النجار
تُعتبر نادية النجار إحدى الأديبات الإماراتيات البارزات، ومن الأصوات المميزة المعروفة للنساء في الأدب الإماراتي، اللواتي حققن إنجازات مُشرّفة ونلن جوائز متميزة خلال مسيرتهن الأدبية، بفضل إبداعاتها ورواياتها الأدبية المتنوّعة. ولقد كتبت رواية ملمس الضوء بأسلوب منظّم ومبوّب ودقيق، ولقد ساعد ذلك على سرد لغوي هادئ وانسيابي، واستطاعت من خلاله النجار أن توظّف كلّ الجماليات الأسلوبية في توظيف الفكرة لخدمة السرد. سيتعرّف القارئ شيئاً فشيئاً من خلال الرواية إلى عوالم المكفوفين، وعلى تاريخ بلد قبل وبعد اكتشاف النفط، وسيقوم، بكلّ يُسر وسلاسة، بإجراء دراسة مقارنة من دون أن يضطر للعودة إلى أيّ مرجع آخر سوى هذه الرواية. وقد أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية عن روايات القائمة القصيرة في دورتها الثامنة عشرة لعام 2025، ترشيحَ كتّاب إلى القائمة القصيرة لأول مرة، ومنهم الكاتبة والروائية الإماراتية نادية النجار، من خلال روايتها "ملمس الضوء"، والتي اختيرت ضمن القائمة القصيرة هذا العام، كإحدى الروايات المتميزة بالتنوّع في المضامين والأساليب والتمثيل السردي.
ويمكنكِ التعرُّف كذلك إلى رواية أخرى لكاتبة عربية إذا تابعتِ الرابط: "لا أتنفس" رواية جديدة لزهور كرام
رواية الكوكب 10: باسمة يونس
هي كاتبة إماراتية، لها العديد من الأعمال الروائية والقصصية والمسرحية. ورواية "الكوكب 10" مجموعة من القصص القصيرة التي تتعلق بـ"الهروب"، وهي تضم ثلاث سرديات تتسم بـ"الهروب"، ولكن الكاتبة تؤكّد من البداية أن الهروب من الواقع أصعب من مواجهته؛ لأن ذلك سيحوّل الأرض إلى كوكب مهجور. وتستشهد الكاتبة بمقولات عدد من الكتاب الغربيين. وقد جاء الهروب الأول بعنوان: "صمت غاشم" حيث تهرب الزوجة إلى الخيال وأحلام اليقظة وكلّ ما يبعدها عن واقعها الحزين. والهروب الثاني بعنوان: "خيانة مضللة" حيث نرى زوجين عائدين إلى شقتهما وهما يمران أمام "أبواب مغلقة من اليمين واليسار لشقق متشابهة"، ويعطي هذا المدخل الرمزي بكثافة مدهشة، حالةَ النفور والدمار التي بلغتها علاقتهما؛ منذرة بنهاية حياتهما المشتركة. أما الهروب الثالث فكان بعنوان: "لعنة مادلين"، وبطلتها موظفة تفتح حاسوبها وتحاول أن تقرأ قصة لكاتب قصص الرعب إدجار آلن بو، ولكنها تفاجأ بأن لعنة مادلين أصابتها وامتدت إلى جميع زملائها.
رواية نسيتُ مَن أكون: نجاة المرزوقي

نسيتُ مَن أكون هي رواية للكاتبة الإماراتية نجاة المرزوقي، حازت الرواية الصادرة عام 2017 على جائزة الإمارات للرواية، وتتناولُ قصةً مؤلمة تنشأ في ظل نشوب حرب بين الوالدين، والتي تنعكس تأثيراتها القاسية على حياة الأبناء؛ ففي هذه الرواية سنجد الكثير عن حياة أحد التوأمين الضحيتين، وعن أثر تلك الحرب الطاحنة التي يستمر صداها حتى بعد أن تخمد الرياح ويسود الهدوء، لكن يبقى صوتٌ يتيم في داخلها يحكي عن حياتها والصعوبات التي واجهتها. وتجمعُ المرزوقي في روايتها بين الأبعاد الرمزية والواقعية والطموحات المتشابكة في بنية السرد والتقنية. وذكرت في أحدِ اللقاءات الأدبيّة، أنها تستخدمُ معجمها اللغوي ومخزونها الثقافي وقلمها؛ لرسم صورة متناغمة مع مشاعر وأحاسيس البشر.
رواية أيام الزغنبوت: مريم الغفلي

مريم الغفلي هي كاتبة وروائية إماراتية، في سنة 2017، فازت الغفلي بجائزة الإمارات للرواية عن روايتها "أيام الزغنبوت"، ولقد اعتمدت الغفلي شكل "الرحلة الروائية" في روايتها، وهو شكل شائع في التراث الحكائي العربي القديم كما في ألف ليلة وليلة؛ حيث تأخذنا الكاتبة في هذه الرواية إلى رحلة في أعماق تاريخ منطقة الخليج العربي؛ مسلطةً الضوء على البيئة الاجتماعية والاقتصادية ما بين فترة 1940 وحتى 1950؛ حيث اتسمت تلك الفترة بالقحط ونقص الموارد والجوع؛ حتى زاد ضعف الناس وتغيّروا، وكما تسلّط الرواية الضوء على ذلك الزمن الموحش، تُبرز أيضاً ظله الثقيل على الحاضر. ولقد قامت الكاتبة بتوظيف تقنيات سردية عدة لتمرير عالم روايتها، مثل: الراوي العليم بكلّ شيء، والمونولوج، والاقتباسات، والرسائل، وهو ما زاد من دينامية الرواية وحيويتها.
ونحو المزيد عن نجاح المرأة الإماراتية، يمكنك متابعة الرابط التالي للتعرُّف إلى سيدة الأعمال الإماراتية سارة المدني: أحلامنا هي بوصلتنا