رحيل فيلسوف وعراب العمارة العراقية بسبب كورونا

المعماري رفعت الجادرجي يتسلم إحدى الجوائز
لمعماري العراقي رفعت الجادرجي في أواخر سنين حياته
نصب الجندي المجهول الذي انجزه في خمسينيات القرن الماضي
نصب الحرية الذي تشارك العمل به مع الفنان الراحل جواد سليم
فترة الخمسينيات التي أحدثت ثورة في العمارة البغدادية
6 صور

رحل في العاصمة البريطانية لندن متأثراً بإصابته بفايروس كورونا المهندس المعماري العراقي رفعت الجادرجي (1926 -2020) بعد أن ترك من بعده إرثاً معمارياً ثرياً، وحمل ألقاباً عديدة منها ( فيلسوف العمارة ) و( عراب العمارة العراقية ) و( رائد العمارة العربية الحديثة ).

زينت لمساته الإبداعية شوارع وساحات بغداد، منها (نصب الجندي المجهول) في ساحة الفردوس والذي أنجزه في أواخر الخمسينيات، واستخدم فيه بعض الخدع المعمارية البصرية، وبناية الاتصالات في شارع الرشيد على ضفة نهر دجلة، وقاعدة نصب الحرية، والكثير من التصاميم الفريدة لبيوت بغدادية جمعت واجهاتها بين الحداثة الأوربية، والتراث المعماري المحلي في توليفة نادرة، تترجم رؤية المصمم الذي كان يتعامل مع العمارة كنتاج للتفاعل ما بين التكنولوجيا والحاجة الاجتماعية، وهذه هي واحدة من بصمات هذا الفنان التي لا تتكرر.


ودعت الباحثة الفرنسية في فن العمارة (سيسيليا بييري) إلى وصفه واحداً من عمالقة القرن العشرين في فن العمارة


عندما يتحاور التراث مع روح الحداثة

وفاة المهندس العراقي رفعت الجادرجي


ولد (رفعت الجادرجي) في بغداد عام 1926 لأسرة عراقية عريقة حيث كان والده (كامل الجاردجي) واحداً من أشهر السياسيين والصحافيين في ثلاثينيات القرن الماضي، وقد شجع ابنه على السفر إلى إنكلترا في عام 1946، حيث أكمل دراسته في (مدرسة هامر سميث للفنون).

ثم عاد ليتسلم مهام رئيس هيئة التخطيط في وزارة الإسكان وأنجز خلال تلك الفترة تصميمات استثنائية اعتمد فيها على التراث المحلي ووظف ملامح الجمال في الأقواس والتيجان و(الشناشيل)، التي هي عبارة عن نوافذ وشرفات خشبية مزخرفة كانت تزين البيوت البغدادية في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، وتساهم في أدخال الضوء إلى البيوت مع المحافظة على خصوصية الساكنين.

رحيل عراب العمارة العراقي


وبعد هذه المرحلة المهنية عاد المصمم إلى الدراسة مرة أخرى والتحق بـ جامعة هارفرد سنة 1982 لدراسة التنظير المعماري كما انضم الى معهد "ام. اي. تي" بامريكا و"يونفرستي كولج" في لندن وشارك في معارض عالمية، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة، منها جائزة الرئيس التي تقدمها مؤسسة (اغا خان) سنة 1986، وجائزة زايد للكتاب عام ،2008 كما حصل على (جائزة تميز للإنجاز المعماري مدى الحياة) ومُنح شهادة دكتوراه فخرية من "جامعة كوفنتري" البريطانية في اكتوبر 2015.


وبالإضافة إلى نتاجه المعماري واهتماماته الخاصة بالتصوير الفوتوغرافي والمسح التصويري للعمارة والتطور الاجتماعي في العراق، وفي بعض الدول العربية، فقد اهتم المصمم بتأليف الكتب التي تعاطت مع الشأن المعماري والاجتماعي وحتى الشخصي فيما يشبه السيرة الذاتية، وصدر له كتاب (الأخيضر والقصر البلوري) و(شارع طه وهامر سميث) و(حوار في بنيوية الفن والعمارة) و(جدار بين ظلمتين) .