فيروس كورونا: قلة النوم تزيد احتمال الإصابة وفق طبيب سعودي

النوم أثناء ساعات النهار
عدم اخذ الكفاية من النوم
الدكتور أيمن بدر كريّم، استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم
3 صور

أدى فرض الحجر الصحي المنزلي في مختلف دول العالم، واعتماد نظام العمل من المنزل، ووقف الدوام المدرسي، واختيار التعليم عن بُعد إلى تغيُّرٍ كبيرٍ في النمط المعيشي لغالبية الأشخاص، خصوصاً التغير في أوقات النوم والاستيقاظ، حيث فضَّل كثيرون السهر طويلاً، والنوم في النهار لعدم ارتباطهم بأي نوعٍ من الدوام، وما زاد الأمر تعقيداً إقبال الناس على استخدام الأجهزة الذكية، التي عادةً ما يتسبِّب الهوس بها في المعاناة من الأرق، وعدم القدرة على النوم.

فهل يؤثر طول السهر سلباً على الجهاز المناعي للإنسان، بالتالي تقليل قدرته على مواجهة فيروس كورونا؟ الدكتور أيمن بدر كريّم، استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم يجيب عن السؤال ويتحدث أيضاً عن كيفية تنظيم النوم خلال فترة الحجر الصحي المنزلي في الموضوع الآتي:


الأثر الجسدي لقلة النوم


أوضح الدكتور أيمن بدر  كريّم  بداية العلاقة بين ساعات النوم وقوة وضعف الجهاز المناعي لدى الإنسان، قائلاً: "أكدت دراسات علمية عديدة على حصول اضطراب في جهاز المناعة نتيجة الحرمان المزمن من النوم الكافي، ففي بحثٍ، درس نمط النوم خلال 14 يوماً عند 153 شخصاً من متوسطي العمر من الجنسين، واختبر قابليتهم للإصابة بأعراض الزكام بعد تعرضهم جميعاً لفيروس، كانت النتيجة إصابة الأشخاص الذين بلغ معدل نومهم أقل من سبع ساعات يومياً بأعراض الرشح بنسبة أكبر بثلاثة أضعاف مقارنةً مع الأشخاص الذين ناموا ثماني ساعات أو أكثر خلال الليل. كما استطاع الأشخاص الذين بلغت جودة نومهم 98%، أن يقاوموا بشكل أفضل خطر الإصابة بفيروس الزكام مقارنةً مع أصحاب النوم الرديء بجودة أقل من 92%، إذ أصيب معظمهم بأعراض الرشح، وتضاعفت فرصة الإصابة بأعراض فيروس الزكام بنحو خمسة أضعاف لدى مَن قل نومهم عن سبع ساعات في الليل، واشتكوا من رداءة النوم في الوقت نفسه. وتبيَّن أن كثرة التململ أثناء النوم من أهم أسباب ضعف مقاومة الجسم لهذا الفيروس. وبذلك، أضافت هذه الدراسة المزيد إلى رصيد الأدلة المتواترة حول الأثر السلبي للحرمان من النوم الجيد على نظام المناعة، وضعف السيطرة على العدوى الفيروسية، نظراً لاحتمال الإصابة بخلل في وظيفة خلايا الدم البيضاء، خاصةً الخلايا التائية T، وعمل الأجسام المضادّة والبروتينات المقاومة للالتهاب سايتوكاينز. كما تؤثر قلة النوم سلباً على قدرة الجسم على التعافي من العدوى، والاستجابة الـمُثلى للّقاحات. ومن الملاحظ علمياً إصابة عددٍ كبير من أصحاب النوم الرديء، مثل موظفي المناوبات الدورية، بالنزلات المعوية المتكررة، والتهابات الجهاز التنفسي أكثر من غيرهم، لذا يُسهم الاكتفاء من النوم بعدد ساعات مناسبة ومستقرة أثناء الليل في التمتع بصحة مناعية أفضل. ومَن ينام لمدة سبع إلى ثماني ساعات، يتجنَّب الأثر السلبي لزيادة إفراز هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول، والأدرينالين، نتيجةً للسهر المفرط والأرق، ما يساعد على الحفاظ على الوزن المناسب، وتجنُّب البدانة ومضاعفاتها، إضافة إلى خطر الإصابة بالعدوى الفيروسية، مثل الزكام، والإنفلونزا، والمساعدة على الوقاية من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري".

 

تابعي المزيد: طرق الوقاية من اضطرابات النوم برأي اختصاصية

 


الأثر النفسي لقلة النوم

قلة النوم تصيبك بالتوتر واضطراب التفكير
قلة النوم تصيبك بالتوتر واضطراب التفكير


وتطرق الدكتور أيمن إلى الجانب النفسي، الذي يعدُّ مهماً جداً في فترة الحجر الصحي لضبط المزاج والحفاظ على التوازن والارتياح العصبي، قائلاً: "للنوم فوائده النفسية والسلوكية أيضاً، مثلاً النوم الهانىء يخفّض من مستوى التوتر العصبي، ويساعد على استقرار النفس، وصفاء التفكير، وسلامة الحكم، وحُسن التصرف، ويقي بشكل ملحوظ من اضطرابات المزاج، كمرض الاكتئاب، لما لاضطرابات النوم من ارتباط وثيق بالمشكلات السلوكية والنفسية. ومن الطبيعي أن يتأثَّر نوم البعض سلباً الآن بسبب وظيفة النوم الفسيولوجية الحساسة، حيث يتأثر بتغيُّرات البيئة المحيطة، واضطرابات المزاج، وتبدُّل نمط الحياة لإرتفاع مستوى التوتر، والتعامل مع المجهول، وتبادل الأخبار بكثافة، ما يقلل من قدرة الدماغ على الإسترخاء. ومن جانب آخر، فإنَّ الملل الناتج عن الحجر الاحترازي، يصيب بنوبات نعاسٍ فـي أوقات النهار غير الملائمة".

 

تابعي المزيد: اضطرابات النوم: هل جرّبت المعادن التي تملك قدرات مهدّئة ؟

 


النوم المثالي

 


وقدم الدكتور أيمن نصائح لنوم مثالي، وهي:

- الحرص على النوم في ساعات الليل، والاستيقاظ صباحاً فـي الوقت نفسه يومياً.
- التعرّض لضوء الشمس عند الاستيقاظ لـمدة 20 دقيقة على الأقل لتحفيز النشاط.
- مـمارسة الرياضة الخفيفة بالاستفادة من برامج التمارين الرياضية الـمنزلية.
- الامتناع عن التدخيـن، وتخفيف المشروبات التي تحتوي على الكافيين خصوصاً خلال ساعات المساء وقبل النوم.
- الابتعاد عن السرير خلال أوقات عدم النوم، وتجنُّب الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي، أو مشاهدة الأفلام على الإنتـرنت والتلفاز قبل النوم.

تابعي المزيد: الاضطرابات النفسية تمنعك من النوم؟ إليك الحلول