علماء يحذرون: فيروس كورونا «لن يكون الوباء الأخير»

فيروس كورونا، لن يكون الوباء الأخير
فيروس كورونا، لن يكون الوباء الأخير
فيروس كورونا، لن يكون الوباء الأخير
فيروس كورونا، لن يكون الوباء الأخير
5 صور

تسعى حالياً منظمة الأغذية والزراعة، بالتعاون مع المكتب الدولي للأوبئة الحيوانية ومنظمة الصحة العالمية، إلى وضع مقترحات لنظام عالمي للإنذار المبكر عن الأمراض الحيوانية العابرة للحدود، يجمع بين نظام الإبلاغ الرسمي عن الأمراض لدى المكتب الدولي للأوبئة الحيوانية، و«طرق مبتكرة للمعلومات عن الأمراض»، ويركّز هذا النظام بنوع خاص على الأوبئة الحيوانية الرئيسية، ومنها: الحمى القلاعية، والطاعون البقري، وحمّى الريفت فالي، وحمى الخنازير الأفريقية، وأنفلونزا الطيور، مع الإستعانة بنظم الإبلاغ عن الأمراض القطرية والدولية القائمة، كما يستخدم النظام مجموعة من التقنيات الرسمية وغير الرسمية، بما في ذلك الرصد الشامل للقاحات، ورصد المسالخ والبحث عن الأمراض المدعوم بالحوافز.

الأنظمة البيئية التي صنعها الإنسان تزيد من فرص إنتقال الأمراض


يتفق العديد من العلماء على أن سلوكنا - وخاصة ما يتعلق بإزالة الغابات وزحفنا على موائل الحياة البرية المتنوعة - يساعد الأمراض على الانتشار من الحيوانات إلى البشر بشكل متكرر، ووفقاً للأستاذة كيت جونز من جامعة كوليدج لندن؛ فإنّ الأدلة «تشير بشكل عام إلى أنّ الأنظمة البيئية التي غيّرها الإنسان.. غالباً ما ترتبط بزيادة خطر إصابة البشر بالعديد من العدوى»، كما حذّر علماء من أننا خلقنا «بيئة مثالية» تساعد على انتقال الأمراض من الحياة البرية إلى البشر وانتشارها بسرعة في جميع أنحاء العالم، إذ يسرّع تدخل البشر في الطبيعة من حولنا من احتمالات وقوع ذلك.


تأتي هذه الفرضية من خبراء دوليين في الصحة، يدرسون كيفية وأمكنة ظهور الأمراض الجديدة، حيث يشرف علماء في جامعة ليفربول بالمملكة المتحدة على تطوير نظام للتعرف على أنماط الأوبئة، بهدف التنبؤ بالأمراض الموجودة في الحياة البرية التي تشكل أكبر نسبة من الخطورة على البشر، وتأتي هذه الجهود في إطار مساع دولية لتطوير طرق للاستعداد بشكل أفضل لاحتمالات تفشي الأمراض في المستقبل.

قال البروفيسور ماثيو بايليس من جامعة ليفربول لبي بي سي نيوز: «في السنوات العشرين الماضية، كانت لدينا تهديدات كبيرة - سارس، ميرس، إيبولا، أنفلونزا الطيور، وأنفلونزا الخنازير»، وأضاف: «لقد هربنا من خمس رصاصات لكن السادسة أصابتنا»، وأوضح: «هذه ليست آخر جائحة سنواجهها؛ لذا نحتاج إلى النظر عن كثَب في الأمراض الموجودة في الحياة البرية».

وكجزء من هذه الدراسة الدقيقة بهذه الأمراض، صمّم بايليس وزملاؤه نظاماً للتعرف على الأنماط التنبؤية، يمكنه استكشاف قاعدة بيانات واسعة من كل أمراض الحياة البرية المعروفة، ومن بين آلاف البكتيريا والطفيليات والفيروسات المعروفة، يبحث العلماء عن دلائل للتعرف على ما قد يشكل أكبر تهديد للبشر، وإذا أثارت مسببات مرض ما الاهتمام، يستطيع العلماء توجيه جهود البحث إلى الوقاية أو العلاج قبل حدوث أي تفشٍ، وقال البروفيسور بايليس: «سيكون علينا إجراء خطوة إضافية لمعرفة الأمراض التي يمكن أن تتسبب بجائحة، لكننا نحرز الآن تقدماً في الخطوة الأولى».

وتعتبر المزارع الواقعة على حافة الغابات والأسواق التي يتم فيها بيع وشراء الحيوانات، من الأماكن التي يرجح أن تظهر فيها الأمراض، وأضاف: «نحن بحاجة إلى أن نكون دائماً على اطلاع على هذه الواجهات، وأن يكون لدينا أنظمة للاستجابة إذا رأينا أي شيء غير عادي، مثل تفشي مرض مفاجئ في موقع معين»، إذ تظهر الأمراض الجديدة في البشر على الأرجح ثلاث إلى أربع مرات في السنة، ليس فقط في آسيا أو أفريقيا، ولكن في أوروبا والولايات المتحدة أيضاً.