اكتشاف مدينة رومانية أثرية

اكتشاف مدينة رومانية أثرية
اكتشاف مدينة رومانية أثرية
اكتشاف مدينة رومانية أثرية
اكتشاف مدينة رومانية أثرية
5 صور

لم يعد يتعين على علماء الآثار التنقيب عن المدن المدفونة لاكتشاف شكلها، حيث قامت مجموعة من الباحثين البلجيكيين ومن المملكة المتحدة من جامعتي كامبريدج البريطانية و«خنت» البلجيكية، في دراسة نشرتها دورية «أنتيكوتي» (Antiquity)، المتخصصة في علم الآثار، مؤخراً، برسم خرائط لمدينة فاليري نوفي القديمة بأكملها، على بعد نحو 30 ميلاً خارج روما، باستخدام تقنية الرادار التي تقوم بمسح تحت التربة. عندما تصل الموجات الكهرومغناطيسية للرادار إلى بنية تحت الأرض، فإنها ترتد مرة أخرى كمقياس يمكن استخدامه لإنتاج صورة ثلاثية الأبعاد، وتسمى هذه التقنية الحديثة «رادار قياس الأرض».

رادار هوائي للكشف عن الآثار المدفونة


يقول «مارتن ميليت»، أستاذ علم الآثار في جامعة كامبريدج، والباحث الرئيسي في الدراسة، إن الدراسة اعتمدت على رادار هوائي؛ يرسل إشارة راديوية نابضة إلى الأرض ويستمع إلى ترددات، ويستقبل النظام الحاسوبي الذي ابتكره باحثو جامعة «خنت» هذه الإشارات لتحليلها وترجمتها إلى أنماط تضاريس، موضحاً أن النظام يسجل الموقع الدقيق لبناء صورة مركبة، مع قراءة واحدة كل 12.5 سم، وكل 6.5 سم في بعض المواضع على مساحة 30 فداناً داخل أسوار المدينة التي مسحها الباحثون.

تتناسب الترددات مع العمق؛ حتى يمكن للبرنامج تحديد الموجود في أعماق مختلفة من التربة، ينتج عن ذلك الكثير من البيانات (28 مليار نقطة بيانات)، لذا فإن كلمة السر في العملية هذه تكمن في سعة البرامج والكمبيوتر المستخدم.

أهمية تقنية «رادار قياس الأرض»

ترجع أهمية استخدام تقنية «رادار قياس الأرض» إلى أنها جعلت من الممكن استكشاف مناطق أكبر بدقة أعلى، كما أن لها آثاراً كبيرة على دراسة المدن القديمة التي يتعذر التنقيب عنها؛ إما لأنها كبيرة، أو لأنها مدفونة تحت المدن الحديثة، وللمرة الأولى، تمكن الباحثون من تحديد الهياكل الجديدة مثل الحمام المتقن والنصب العام الكبير، الذي لم يسبق اكتشاف له مثيل من قبل، وتمكنوا أيضاً من تحديد كيفية تنظيم المدينة مقارنة بالمدن الرومانية الأخرى.


تتحدى الدراسة بعض الافتراضات المسبقة حول التصميم الحضري الروماني، مما يدل على أن تخطيط المدينة كان مختلفاً عن المدن الأخرى المدروسة جيداً، مثل مدينة بومبي. كما اتسمت المباني المكتشَفة في المدينة -مثل المعبد والسوق- بكونها أكثر تفصيلاً هندسيّاً مما هو متوقع في مدينة صغيرة، وقد كشف استخدام هذه التقنية داخل أسوار المدينة في المنطقة الجنوبية عن مبنى كبير مستطيل متصل بسلسلة من أنابيب المياه التي تؤدي إلى القناة الرئيسية.


يشير الباحث إلى أنه أمكن تتبُّع هذه الأنابيب عبر جزء كبير من المدينة، متضمناً تحت المباني، وليس فقط على طول الشوارع. ويعتقد «ميليت» وفريقه أن هذا المبنى كان عبارة عن مسبح في الهواء الطلق يشكل جزءاً من مجمع استحمام عام كبير، كما رصد الفريق بالقرب من البوابة الشمالية للمدينة زوجاً من المباني الكبيرة المتقابلة داخل ممر مغطى مع صف مركزي من الأعمدة، وهو ما يعتقد الباحثون أنه كان جزءاً من نصب تذكاري عام.


يقول «ميليت»: «أكثر ما أثار اهتمامي بخصوص نتائج الدراسة، التفاصيل والدقة العالية التي خرجت عليها الخرائط والصور، لقد طبقنا هذه التقنية على مدن في إيطاليا وإنجلترا، ونتطلع إلى استخدامها لدراسة مدن أخرى في اليونان وتركيا وليبيا».