اكتشاف بحيرات على سطح المريخ

كوكب المريخ
البحيرات في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)
كوكب المريخ
3 صور

كشفت دراسة جديدة أن كوكب المريخ - الذي يبلغ عمره حوالي 4. 5 مليار سنة - قد يعج بالحياة بسبب البحيرات الواقعة أسفل قطبه الجنوبي (مثل تلك الموجودة في أنتاركتيكا) حيث تم اكتشاف نظام معقد من البحيرات الجوفية المتعددة في القطب الجنوبي. وبحسب موقع «ميرور» استخدم الباحثون تقنية انعكاس الإشارة التي حددت من خلالها الأقمار الصناعية بحيرات تحت الصفائح الجليدية القطبية على الأرض وتشير نتائج الفريق الدولي إلى أن الماء هو سمة دائمة تحت سطح الكوكب الأحمر ذلك بعد اكتشاف ثلاثة خزانات بأحجام مختلفة على مسافة ميل واحد أسفل طبقة سميكة من الجليد - وأكد وجود ربع أكبر بكثير.


قامت البروفيسورة «إيلينا بيتينيلي» المؤلفة الرئيسية المشاركة للبحث من جامعة روما وزملاؤها بإلقاء نظرة فاحصة وتحققوا من وجود البحيرات وقالت: «قد يكون لوجود البحيرات شبه الجليدية عواقب مهمة على علم الأحياء الفلكي - ووجود منافذ صالحة للسكن على المريخ. فهذه البحيرات غنية بالملح - مما يقلل من درجة تجمد الماء. هذا من شأنه أن يبقيها سائلة عند درجات حرارة منخفضة تصل إلى -74 درجة مئوية».


علاوة على ذلك، حددوا عدداً من الآخرين عبر منطقة تمتد على أكثر من 170 ميلاً مربعاً - مفصولة عن الجسم الرئيسي بشرائط من المواد الجافة والتي تحتوي على تركيزات عالية للغاية من الملح المذاب في الماء - مما يمكنها من البقاء في صورة سائلة على الرغم من درجة حرارة التجمد. البحيرة الرئيسية محاطة بأجسام مائية أصغر ولم يُعرف بعد ما إذا كانت مترابطة.


من الممكن أيضاً وجود الهوائيات أو اللاهوائية - الكائنات الحية التي تزدهر مع أو بدون الأكسجين، على التوالي.


قالت البروفيسورة «بيتينيللى»: «إن احتمال امتداد المسطحات المائية شديدة الملوحة على المريخ أمر مثير بشكل خاص بسبب احتمالية وجود حياة ميكروبية، مثل الكائنات القاسية أو اللاهوائية أو حتى الأيروب». وأوضحت أن قابلية ذوبان الأكسجين في المحاليل الملحية تصل إلى ستة أضعاف الحد الأدنى المطلوب للتنفس الميكروبي.


وقال المؤلف المشارك البروفيسور «روبرتو أوروساي» من المعهد الوطني الإيطالي للفيزياء الفلكية في بولونيا: «يمكن أن يعزى وجود بحيرة جليدية واحدة إلى ظروف استثنائية مثل وجود بركان تحت الغطاء الجليدي. لكن اكتشاف نظام كامل من البحيرات يعني أن عملية تكوينها بسيطة وشائعة نسبياً - ومن المحتمل أن تكون هذه البحيرات موجودة في معظم تاريخ المريخ».


«لهذا السبب، لا يزال بإمكانهم الاحتفاظ بآثار أي أشكال حياة يمكن أن تكون قد تطورت عندما كان المريخ يتمتع بجو كثيف، ومناخ أكثر اعتدالاً ووجود ماء سائل على السطح، على غرار الأرض في وقت مبك».


قالت «بيتينيللى»: «يجب أن تستهدف البعثات المستقبلية إلى المريخ هذه المنطقة للحصول على بيانات تجريبية تتعلق بالنظام الهيدرولوجي الأساسي، وكيميائيته وآثار النشاط البيولوجي الفلكي».