شباب وبنات: العطاء مدرسة تعلمنا منها معنى الحياة

مساعدة الناس والوقوف إلى جانبهم ومد يد العون لهم، يعود بالنفع والفائدة على صاحبه، نفسياً ومعنوياً، إضافة إلى كسبه محبة الآخرين. ويدفع هذا الأمر كثيرين إلى التطوع في حملات مختلفة الأهداف والتوجهات؛ رغبةً منهم في إدخال السعادة والأمان في نفوس الآخرين، والتمتع في الوقت نفسه بحبهم لهم. وفي المجتمع السعودي، يتهافت الشباب والفتيات على التطوع والعطاء ومساعدة الآخرين، خاصةً بعد إطلاق «رؤية 2030» التي تضع ضمن أهدافها رفع عدد المتطوعين في البلاد إلى مليون متطوع.

«سيدتي» التقت عدداً منهم وسألتهم عن معنى العطاء والتطوع في حياتهم، وقدر أهميته لكسب قلوب الآخرين...ومع إجاباتهم المتنوعة تدور أسطر هذا التقرير


العطاء مدرسة

المذيعة بدور أحمد


كشفت بدور أحمد، مذيعة، عن أن والدها ووالدتها علَّماها أهمية العطاء في حياتها، قائلةً عن ذلك: «منذ كنت صغيرة ووالداي يعلِّمانني حب العطاء، فأمي مثلاً كانت تطلب مني أن أكون إنسانةً معطاءة، في الحياة العامة والشخصية، أما أبي فعلَّمني أن العطاء مدرسةٌ، تصنع المعجزات، وأنه عطاءٌ غير مشروط، وله دورٌ كبير في جعل حياتنا أفضل وأجمل». مشيرةً إلى أن «الحب يطوِّرنا ويرتقي بنا، والشخص المعطاء هو شخصٌ محبوب في مجتمعه، يساعد الآخرين دون مقابل أو شروطٍ».


طاقة إيجابية

رند بني على..أصغر سفيرة للنوايا الحسنة في العالم العربي


وتحدثت رند بني علي، أصغر سفيرة للنوايا الحسنة في العالم العربي، عن تجربتها مع العطاء بالقول: «الحب يمنحنا طاقة إيجابية، وحب العطاء أجمل أنواعه، لذا اخترت طريق الخير في حياتي، وقد غيَّر حب الناس مفاهيم كثيرة لدي، فأصبحت أحب للآخرين ما أحبه لنفسي، وهذا ما علَّمنا إياه نبينا عليه الصلاة والسلام».


محبة الناس

حازم الأهدل مصور فوتوغرافي


كذلك، أكد حازم الأهدل، مصور فوتوغرافي وصانع محتوى، أن حب العطاء بدَّل شخصيته، موضحاً أنه اكتشف أن «مساعدة الآخرين بحبٍّ من أسباب سعادة الإنسان، وكلما نشرت الحب، عاد عليك بحبٍّ أكبر»، وقال: «العطاء جعلني أكتشف جوانب جميلة في الأشخاص وفي الحياة عامةً، الأمر الذي شجعني على الاستمرار به». مبيناً أن «الله يرزقنا بالعطاء محبةَ الناس، وقد يكون منهم شخصٌ يضفي على حياتنا سعادةً لا مثيل لها، يحتوينا، ويُشعرنا بالأمان، لذا انشروا الحب فيما بينكم، وبادلوه مع بعضكم، لتنعموا بأجمل حياة».


الحب عطاء

هيفاء محمد.زلاعبة كرة سلة ومدربة رياضية


أوضحت هيفاء محمد، لاعبة كرة سلة ومدربة رياضية، أن الحب يمنحنا طاقةً كبيرة، ويعزز الأمل في نفوسنا. ولأن الحب عطاءٌ، لذا أعطي حبي ووقتي لعملي، وأبذل كل جهدي للتفوق في المجال الرياضي الذي اخترته، كما أمنحه لعائلتي وصديقاتي، وهذا أعظم أنواع الحب».
وتحدثت هيفاء عن تأثير الحب، فقالت بالنسبة لي، يؤثر الحب على حالتي النفسية، ويمنحني طاقة كبيرة، ويزيد ثقتي في نفسي، ويجعلني أكثر نجاحاً».


أسعد الناس

عمر التركستاني..مدير دعم شبكات الجوال


بينما أشار عمر التركستاني، مدير دعم شبكات الجوال، «العطاء دليل الحب الصادق، الحب الذي يسعدنا، ويمنحنا القوة والأمل لنعطي أكثر، وننشر الفرح والبهجة بين الجميع».
ورأى عمر أن «الاهتمام والعناية بمَن نحب جوهر الحب الصادق، الذي يستمر ولا ينضب، فحبٌّ بلا اهتمام، حبٌّ أبتر مكسور الجناح، وقد علَّمني حبي أن مَن يعطي ويسعد الآخرين، هو أسعد الناس. وأن العطاء تحدٍّ بين حب الذات بالتملك، وبين الفداء. وأن الحاء في الحب حنانٌ، والباء «بوسة على جبين مَن نحب»، كاشفاً أن نعطيها حبنا واهتمامنا».


عطاء دون مقابل

عبد الله منصور الردينيمدرب معتمد


وأشار عبدالله منصور الرديني، مدرب معتمد حاصل على الرخصة الدولية للعمل التطوعي والمسؤولية المجتمعية، إلى أن «الحب والعطاء مترادفان، ولا يصدران إلا من نفسٍ سوية، ولا يعبِّران إلا عن اتزان الداخل، فالإنسان المحب معطاء، ونظرته للحياة واقعية، والإسلام يحث على العطاء ابتداءً من التبسُّم في وجه المسلم إلى العطاء اللامحدود، ومَن يزرع الحب لا يحصد إلا الحب المتبادل، ومَن يقدم العطاء يجد الحب، ومن هنا تأتي ثنائية الرديفين بسمو نفس المحب، وصفاء قلب مَن يعطي.
وأوضح عبدالله، أن «العطاء قد يكون معنوياً، وهو مهم جداً، كونه يستجيب لرغبات وجدانية، وليس أصدق من عطاء الوالدين، والصديق الصدوق، والخل الوفي. والذين منحهم الله القلوب الرحيمة وصفاء النية والحب الصادق والعطاء الجزيل، يدركون أن هذا مكمن السعادة النفسية».


أعلى مراتب الحب

مشاري السند..عضو مجلس إدارة جمعية حقوق الإنسان


وتحدث مشاري السند، عضو مجلس إدارة جمعية حقوق الإنسان عن العطاء كاشفاً عن حقيقته من وجهة نظره بالقول: «الحب مسألة فطرية بين طرفين، هما العقل والقلب، بهما ترتقي مراتبه إلى أعلى وأعظم الدرجات، وليس هناك أعظم من أن يكون محرك هذا الحب، هو حب العطاء، العطاء دون مقابلٍ».
وعرَّف العطاء بأنه «هبة إلهية، وأحد الفضائل والخصال الإنسانية الراقية التي تُعنى بالبذل والتضحية، ويتحقق بحب الشخص ذاته، وحب الآخرين، وتمني الأفضل والأجمل لهم دون النظر إلى عرقٍ، أو أصلٍ، أو لونٍ، أو معتقدٍ، فالعطاء يجب أن يكون خالصاً لوجه الله، ومبتغاه وتحقيق رضاه، فالإنسان الصالح لا ينتظر من الناس مردوداً على عطائه، بل ينتظر نتيجته من رب الناس».