المشكلات الأسرية وأثرها على تنشئة الطفل

تؤثر الخلافات الأسرية على تنشئة الطفل

لا يمكن أن ينشأ الطفل في بيئة غير مستقرة، فالخلافات الزوجية التي تحدث بين الأب والأم داخل البيت تؤدي دي لحدوث مشاكل نفسية وسلوكية لدى الطفل، ولذلك يقدم لك الاختصاصي النفسي الدكتور محمد سميح، شرحاً لأهم المشاكل التي تحدث للطفل بسبب الخلافات الأسرية وطرق علاجها كالآتي.

التبول اللاإرادي

التبول المصاحب للأحداث

كشفت الدراسات الحديثة أن التبول اللاإرادي ينقسم لعدة أنواع منها التبول اللاإرادي المصاحب للأحداث: ويحدث هذا النوع بعد أن يتعلم الطفل السيطرة على التبول نتيجة وقوع حادث أو مشكلة بين الوالدين في نفس الليلة، وهناك التبول اللاإرادي غير المنتظم حيث يتبول الطفل على نفسه مرة، ثم يتوقف عن ذلك لمدة طويلة، ثم يعود إلى التبول اللاإرادي مرة ثانية، ثم يختفي، وهكذا. ويرتبط هذا النوع بأحداث الليلة التي يحدث فيها التبول اللاإرادي مثل ضرب الأب للأم أمام الأطفال أو بكاء الأم وصوت الشجار المرتفع.

الهروب من المدرسة

تدني المستوى الدراسي

كشفت دراسات حديثة أن هناك 200 ألف حالة هروب من المدرسة تحدث عالمياً، وهي تزداد في المرحلة العمرية من 14 - 17. وتندر في المرحلة العمرية من 6 - 12 سنة، 70 في المائة، منهم يهربون للأصحاب والأقارب و13 في المائة للشارع وذلك بسبب الخلافات الأسرية في البيت، وتؤدي هذه الخلافات أيضاً لتدني المستوى الدراسي للطفل وتراجع معدل الذكاء لديه.

العزلة والخجل

يميل الطفل إلى العزلة

يشعر الطفل بأنه بحاجة لكي ينعزل عن العالم في ظل وجود الخلافات الأسرية بين الوالدين، ويكون الطفل متألماً بسبب حالة عدم التفاهم بين الوالدين، ويقرر أن ينسحب من الحياة العامة، ويغلق بابه عليه، وفي حال كان يجلس مع باقي أفراد الأسرة فهو يبدو كأنه في مكان آخر، ولا ينفعل ولا يشارك، ويلتزم الصمت في معظم الأحيان، وعلى الأم أن تحتوي طفلها وتقربه منها كما عليها ألا تتحدث عن مشاكلها مع الأب معه، وتتركه لكي يعيش طفولته.

الاضطرابات العاطفية

تؤثر على حياة الطفل الأسرية في المستقبل

وجود الطفل خاصة في سن المراهقة في بيئة تشتعل بها الخلافات الأسرية تولد مشاعر الحزن والاكتئاب عند المراهق وقلة الثقة بالنفس وبالعائلة، كما أنها تعطيه صورة مغلوطة عن الحب والعلاقات العاطفية وعن أسس تكوين الأسرة؛ ما يؤثر بطريقة سلبية في حياته الزوجية في المستقبل، ولذلك يجب على الوالدين عزل الأبناء خاصة في فترة المراهقة عن المشاكل وحلها بعيداً عنهم.

العصبية والميل إلى العنف

يصبح الطفل عصبياً

يميل الطفل الذي يعيش في بيئة مفككة وتكثر فيها الخلافات الأسرية إلى العنف والعصبية، وقد تلاحظ الأم نوبات من الغضب الشديد تحدث لديه، كما أن هناك بعض التصرفات التي يقوم بها مثل ضرب الأطفال الآخرين، وتدمير الممتلكات والتخريب في البيت، وكل ذلك بسبب ما يمر به من ضغط نفسي للخلافات الأسرية التي يجب أن يبتعد عنها، وربما كان على الأب أن يحب الأم ويعاملها بمودة ورحمة من أجل الأبناء الذين ينعكس عليهم أي تصرف يحدث بين الوالدين، خاصة في سن الطفولة والمراهقة.