قصص للأطفال .. الطفل نيمار واللاعب دياز

الطفل نيمار واللاعب دياز

بقلم - لينا الحوراني

ذهب الطفل نيمار مع صديقه رامي ليلعبا كرة القدم في ملعب الحي القريب من بيتهم. كان الملعب مليئاً بالعشب، ويأتي إليه أطفال الحي كل يوم ليستمتعوا باللعب، وفي الطريق، قال رامي لصديقه نيمار: هذه أول مرة تأتي معي للعب كرة القدم، بعد تعافيك من الإصابة، لذا لا بد من أن تكون حذراً في اللعب ولا تؤذي نفسك مرّة ثانية.

ردّ نيمار: حسناً يا رامي لا تنس أن والدي أطلق عليّ اسم نيمار، لأكون مثل لاعب الكرة البرازيلي نيمار جونيور، فهم بطبيعة الحال يخافون من اسمي، وسوف أريهم مهاراتي الخارقة في كرة القدم. ضحك رامي وقال: هيا بنا لنريهم من نحن.

وصل نيمار وصديقه رامي إلى الملعب، وكان هناك اللاعبون قد بدأوا بتقسيم أنفسهم إلى فريقين. كان نيمار يعرف الكثير منهم. بعضهم من المدرسة التي يدرس فيها وبعضهم من الحي الذي يعيش فيه وكان بينهم عداوات ومشاكسات أطفال الحي التي لا تنتهي.

كلمة السر

كان نيمار اللاعب ذي الرقم 11

انقسم اللاعبون إلى فريقين في كل فريق ستة لاعبين، حيث كان نيمار اللاعب ذي الرقم 11 وكان يلعب إلى جانب صديقه رامي في الفريق نفسه.

طلب المدرّب من نيمار أن يكون حارساً للمرمى. فرفض وقال: أريد أن أكون في قلب الهجوم لأسجل أهدافاً كثيرة. ضحك المدرّب وقال: الآن كن حارساً للمرمى ومن بعدها سأبادلك المكان مع أي لاعب لتلعب في الهجوم.

واتفق أعضاء الفريق فيما بينهم على كلمة سر، وهي أن يصرخ كل لاعب قائلاً: "قبلت التحدي" كلما وقع في مأزق، ليستعيد قواه، ولا يرتبك في الموقف الذي هو فيه، ويتمكن من الخروج منه.

ظهور اللاعب دياز

ظهور اللاعب دياز

وقف نيمار في حراسة المرمى بينما أخذ الفريقان ينقلان الكرة من مكان لآخر وهو يراقب الكرة بحرص شديد كي لا تدخل المرمى ويحتسب هدفاً.

كان في الفريق الآخر لاعب ماهر اسمه دياز، وكان من أفضل اللاعبين وقد ركل الكرة باتجاه المرمى؛ ولكن كل الكرات كانت إما بعيدة أو غير قوية وهذا أعطى الفرصة لنيمار بصدها بكل حرفية.

وبعد مرور زمن معين من الشوط الأول من المباراة استلم دياز الكرة ببراعة وتخطى عدداً من اللاعبين وتقدم نحو نيمار الذي أصبح وحيداً أمام المرمى.

الكرة عند عارضة المرمى

الكرة عند عارضة المرمى

نظر  دياز في عيني نيمار وابتسم ابتسامة عريضة كأنه يقول لي: الآن سأسجل هدفي الأول في المبارة وأنك لا تستطيع صدها. سمع نيمار صديقه رامي يصرخ من بعيد "قبلت التحدي"، فتذكّر كلمة السر، التي تجمع بين اللاعبين في الفريق، وكان كلّ همّه أن يبقى على العهد الذي اتفق عليه معهم قبل المباراة.

وبينما دياز يقترب أكثر وأكثر باتجاه نيمار. ركل الكرة بقدمه، وكانت تطير بشكل لولبي باتجاه المرمى، فيما وقف نيمار يراقب حركتها ثانية بثانية وقلبه ينبض بشدّة. لقد كان مصراً على صدها، وعندما اقتربت الكرة وانحرفت إلى الزاوية اليمنى العليا من المرمى. قال نيمار في نفسه: "لن أستسلم، وسأبقى على العهد مع الفريق، ثم أطلق صوته عالياً في الملعب وهو يقول: "قبلت التحدي"، وقفز قفزة قوية باتجاه الكرة كأنه طائر يطير ويحلق في السماء، ليتمكّن من الكرة قبل دخولها المرمى.

صراخ في البيت!

صراخ في البيت

امتدت أطراف أصابع اليده اليمنى لنيمار لتلمس الكرة القوية ما تسبب بتغيير مسارها واصطدامها بقائمة المرمى، وارتدادها خارجها. هنا صرخ الفريق بصوت عال يرددون كلمة السر، التي اتفقوا عليها، "قبلنا التحدي" .. "قبلنا التحدي".

وفي هذه اللحظة بالذات دخلت والدة نيمار إلى غرفة النوم مذعورة من صوت ابنها الذي يصرخ، فوجدته يقفز على السرير ويصرخ في نومه: "قبلنا التحدي" "قبلنا التحدي"، فأمسكت به، حتى توقف عن القفز، وفي هذه اللحظة استيقظ من النوم وسألها: "أين دياز"؟

فردّت الأم: قلت لك لا تشاهد المباريات حتى وقت متأخر من الليل.