السفر إلى إيطاليا: جنوة محطّة بحريّة

السفر إلى إيطاليا: جنوة محطّة بحريّة

جنوة مسقط رأس المستكشف كريستوفر كولومبوس، ثقافتها بحرية، تعكسها أماكن سياحية عدة جديرة بالزيارة، عند السفر إلى إيطاليا، لا سيما في إطار السياحة العائليّة، هي: الـ"أكواريوم" و"المتحف البحري"، بالإضافة إلى المنارة.

 

أماكن سياحية في جنوة

هيكل الـ"أكواريوم" يتخذ هيئة كروية من الصلب والزجاج

يشغل الـ"أكواريوم" مساحةً كبيرةً من الواجهة البحريّة الضخمة، ويتخذ هيئة هيكل كروي من الصلب والزجاج، ويتطلّب زيارات عدة حتّى اكتشاف أقسامه. كان شُيّد عام 1992 للاحتفاء بمرور 500 عام على رحلة كولومبوس إلى الأميركيتين. هو يأوي الحيوانات البحرية، ويظهرها في بيئاتها الطبيعية. صمّمه المهندس المعماري الإيطالي رينزو بيانو. وفي المكان، مساحة عبارة عن حديقة استوائية تتضمّن معروضات تخبر عن النظم البيئية الهشة والمُهدّدة بالانقراض.

لناحية "المتحف البحري"، المُسمّى "جالاتا"، والذي يشغل جزءًا من قصر "جالاتا" بمنطقة "دارسينا"، هو المتحف الأكبر من نوعه في منطقة البحر الأبيض المتوسّط. ستجذب "الاكتشافات داخل المكان المهدى للكائنات المائيّة فئة الأطفال، بخاصّة. 

منارة جنوة تعدّ الثالثة في العالم التي لا تزال شغالة

منارة المدينة، بدورها، تستمر في العمل منذ 500 سنة، وهي المبنيّة في عام 1128. ترتفع المنارة إلى 76 مترًا، أمّا ارتفاعها الكلّي (مع الصخرة التي تتكئ عليها) فيبلغ 117 مترًا، وبالتالي من الممكن رؤيتها من مسافة تبعد 50 كيلومترًا منها. منارة جنوة تعدّ الثالثة في العالم التي لا تزال شغالة، ومفتوح قسم منها للجمهور. 

البناء الخارجي لقصر "دوجي" (أو دوكالي، بالإيطاليّة)

إلى ذلك، القصور القديمة هي أكثر عددًا وروعةً في جنوة، مقارنة بأي منطقة أخرى في إيطاليا، وتمثّل نقطة جذب. وفي هذا الإطار، لا تفوّت زيارة قصر "دوجي" (أو دوكالي، بالإيطاليّة)، الذي يصنّف في عداد معالم المدينة التاريخيّة، ويقدّم مثالًا عن الطراز القوطي. يرجع البناء الأصلي إلى عام 1298، خلال فترة انتصارات عرفتها جنوة، سواء في "معركة ميلوريا" ضد بيزا أو في "معركة كرزولا" التي خاضتها ضد فينيسيا، مثبتة أنّها "مركز القيادة البحريّة" في البحر الأبيض المتوسط ​.

كانت سكنت عائلة دوجي القصر عام 1339، مع الإشارة إلى أن المكان الذي لا يخلو من أبهة عرف تحديثات عديدة بعد الحرائق التي طالته، كما إضافة الملحقات إليه والترميم. راهنًا هو متحف، ومركز للأحداث الثقافية والمعارض الفنّية. يقع في قلب المدينة، مع مدخلين وواجهتين مختلفتين، الأولى في "ساحة ماتيوتي"، والثانية في "ساحة دي فيراري".

نظرة إلى "ساحة دي فيراري"

"ساحة دي فيراري" هي الساحة الرئيسة في جنوة، كانت مهداة لرافاييل دي فيراري، المتبرّع السخي في عام 1875 من أجل توسيع الميناء. تتوسّط الساحة نافورة برونزية ضخمة، صمّمها المهندس المعماري سيزار كروسا في عام 1936. تحضن الساحة مباني هاّمة كـ"التياترو" و"أكاديمية ليغوريا للفنون الجميلة" ومكاتب إقليم "ليغوريا" و"البورصة"، والأخيرة مبنية عام 1912، وتقدّم في عمارتها مثالًا عن الفن الحديث في جنوة. في الساحة، يحلو الاسترخاء، ومراقبة خليط البشر، أثناء ارتشاف الـ"إسبرسو".    

 

فنون الطعام في جنوة

طبق الـ"تروفي" (الباستا صحبة البستو) شهير في جنوة

مناخ إقليم "ليغوريا" بشمالي إيطاليا، معتدل، على عكس المناطق الأخرى في شمالي إيطاليا، مع الإشارة إلى أن زيت الزيتون والريحان يحتلّان مكانة بارزة في مطابخ الإقليم، بالإضافة إلى السمك، كالسردين والأنشوجة والحبار والتونا على طول الساحل. من جهةٍ ثانيةٍ، يشتهر الإقليم بأطباق معدّة من الأرانب ولحم العجل. في جنوة "عاصمة إقليم ليغوريا"، يطلب الذوّاقة الأطباق التي تدخل البيستو فيها، الصلصة التي تتحدّر من غربي جنوة، والمتفق بين الإيطاليين بأنها مميّزة في البلاد، ولا سيما الـ"تروفي" (الباستا صحبة البستو). تجدر الإشارة إلى أن مصدر نبات الريحان ذا الرائحة المميّزة  هو "برا" الواقعة جنوبي البلد حيث ينظّم مهرجات سنوي لتقدير هذا المحصول.

خبز الـ"فوكاشيا" ذو القوام المطّاطي شهير أيضاً في جنوة، وهو يؤكل وحده، أو مرطّباً بزيت الزيتون، مع الزيتون والأعشاب.

تابعوا أيضاً: حصّة الذوّاقة وافرة عند السياحة في إيطاليا