شعار السعودية تراث عربي أصيل متجذر من الهوية والثقافة

رقصة السيف- الصورة من visitsaudi.com
رقصة السيف- الصورة من visitsaudi.com
رقصة السيف- الصورة من visitsaudi.com
رقصة السيف- الصورة من visitsaudi.com
رقصة السيف- الصورة من visitsaudi.com
رقصة السيف- الصورة من visitsaudi.com
2 صور

يلمع جسده المعدني الرشيق تحت أشعة شمس صحراء شبه الجزيرة العربية في توهج مدهش يخطف الأبصار، غايته حماية الأوطان، أو للتفاخر فيهز قلوباً ويرجف أوصالاً، ويعود ليستكين في غمده المعدني المكفت بالفضة والذهب.. هكذا كان حال السيف العربي في المملكة السعودية وفي المنطقة العربية كأداة حرب وقتال، ومدعاة ذود وفخار وهيبة ووقار، ومطية سجال مجالس أدباء وشعراء لأزمان  موغلة في القدم. 

 

أيقونة حية في الذاكرة الجمعية السعودية 

السيف العربي هدية فاخرة من فيسبوك السيف العربي
السيف العربي هدية فاخرة من فيسبوك السيف العربي

على الرغم من توقف استخدام السيف كأداة حرب وقتال، فإن الزمن لم يجرؤ على قطع هيبة عمّقت موروثها السنون، ليظل السيف أيقونة حية في الذاكرة الجمعية لأهل الجزيرة العربية خاصة المملكة السعودية، حيث ظل السيف محتفظاً بزخم أصالته التراثية، وعمق دلالاته الأخلاقية، فقوة العربي من قوة سيفه وأصالته من أصالة وعراقة سيفه، ليظل تقليد الاحتفاظ بالسيف بالمنازل السعودية أحد التقاليد المتوارثة والتي أرسى قيمتها الأجداد، وحافظ على رسوخها الأبناء والأحفاد.

التعبير عن الفرح في المناسبات الوطنية والأعياد

الرئيس الأمريكي ترامب وخادم الحرمين الشريفين يرقصان بالسيف في رقصة تراثية- من موقع businessinsider
الرئيس الأمريكي ترامب وخادم الحرمين الشريفين يرقصان بالسيف في رقصة تراثية- من موقع businessinsider

تحول السيف لأيقونة تراثية ذات دلالات سيمولوجية قوية، فهو قطعة فنية أصيلة تزين بيوت المجتمع الخليجي وبالأخص السعوديين الذين احتفظوا به كجزء من الإرث والأصالة. حاضر بقوة في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات القومية، كأداة للرقص بالأعراس والأعياد والأيام الوطنية، وفي الاحتفالات الرسمية واستقبال الملوك والرؤساء لابد من ظهور السيف مرفوعاً بيد رئيس التشريفات، كما أنه عنصر للتفاخر والتباهي خاصة عند كبرى القبائل العربية، وهو أهم أدوات الزينة للرجال وهدية عالية القيمة عظيمة الشأن. 

 

استخدامات أخرى للسيف  

سيف من أيام الدولة العثمانية - من فيسبوك موسوعة السيوف
سيف من فيسبوك موسوعة السيوف

يقول أحمد ناشد: يعمل بمحل للأسلحة المرخصة بالإسكندرية لـ"سيدتي": كما أن للسيف مكانة كبرى في رياضات المبارزة، فلعبة الشيش والمبارزة إحدى أهم فعاليات الألعاب الأولمبية، بعض الدول العربية تستخدم السيف استخدامات غير تقليدية، كأيقونة فلكلورية شعبية، فهو لعبة سحرية لدى الشعبيين، وإحدى أدوات حفلات الدراويش يتمايلون به، 

يقول أحمد:  السيف يتكون من ثلاثة أجزاء؛ مقبض، غمد، نصل، ويصنع من الحديد الصلب، ويضاف  إليه بعض المعالجات الفنية، حيث يقطع الحديد ويحمى بالنار ثم يطرق لفرده ويتم حده وشحذه بالمبرد ليصبح حاداً قاطعاً، ثم يعود النار لتحميته ويغمس بماء ثم زيت مخصوص ليكتسب صلابة ثم يجلى ويلمع، وبعد ذلك يؤخذ إلى قسم الزينة لتزيينه وتكفيته بالذهب والفضة وتزيين الغمد ليصبح بعدها جاهزاً. 

ويتابع: "عملية صناعة السيف تتم يدوياً؛ لأن السيف المصنع يدوياً أجود وأجمل من المصنع ميكانيكياً، وزبائن السيف غالباً ما يكونون من الأشقاء الخليجيين أو الأجانب، وهم يفضلون الصناعة اليدوية"، ويؤكد أحمد أن صناعة السيف صنعة تحتاج إلى دقة وتفانٍ في العمل، فلا بد أن يكون السيف قطعة فنية فريدة من نوعها؛ لإرضاء عشاق اقتناء السيوف. 

السيوف السومرية أشهر السيوف التراثية  

يقول أ. عبد النعيم قمر، باحث في التراث الإسلامي، وموظف سابق بهيئة الآثار المصرية، أشهر السيوف القديمة السيوف السومرية، وكانت تصنع من البرونز، ثم تحولت للحديد، وصنعه الفراعنة على هيئة سيف هلالي الشكل، وكان سلاحاً مرعباً في ذلك الوقت. 

السيف من أشهر أدوات الحرب والقتال والهجوم والدفاع لدى العرب في الجاهلية، وبعد ظهور الإسلام، وظل على هذا الشأن قروناً طويلة، وقد عني المسلمون باقتناء السيوف وكان للرسول محمد صلى الله عليه وسلم سيوف مشهورة ومن أشهر أسماء السيف الحسام وذو الفقار والمهند والصارم والفيصل والبتار. 

السعوديون بارعون في التفنن في صناعة السيوف وزخرفتها 

السيوف أنواع، أشهرها السيف الهندي والدمشقي والتركي والفارسي والباكستاني والسعودي، على أن السيف الجيد هو المصنوع من الحديد النقي أو الفولاذ، وقد أتقن العرب بالجزيرة العربية، خاصة المكيين والحجازيين، صناعة السيوف بطريقة مبهرة، وقاموا بتوشيتها وتحليتها بالذهب والفضة والمعادن النفيسة.  

وأكثر ما يميز السيوف السعودية هو خفتها ورشاقتها، حيث يبرع الحرفيون السعوديون بالتفنن في صناعتها وزخرفتها وصياغتها. وتعرف السيوف والخناجر لدى السعوديين باسم "الجنبية" التي يرتديها أغلب رجال جنوب المملكة على جانبهم وحول خاصرتهم، ويشدون عليها الحزام متفاخرين بها في المناسبات والأعراس. 

تجارة السيوف تزدهر بالمناسبات الوطنية 

يعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" أحد أهم مواسم ازدهار صناعة السيوف، حيث يستقطب المهرجان السياح الأجانب من مختلف أنحاء المملكة؛ للتعرف على هذه الأيقونة التراثية والتى تزدهر بقوة في مثل هذه المناسبات، وفي ظل احتفال المملكة باليوم الوطني، تزدهر تجارة السيف خلال هذه الاحتفالات الكبرى، حيث يحرص الجميع على شراء السيوف كقطعة فنية وأثرية لينقشوا عليه أسماءهم؛ ليظل السيف أيقونة تراثية خالدة شاهدة على إبداع متواصل، يتجدد مع الحاضر، في جدلية لا تنفصم أبداً.