"الباركور" يحول الجسد الحي لطاقة أثيرية تتماهى مع الفراغ

بدون سابق إنذار تحولت كبرى قاعات المعهد الفرنسي للثقافة والتعاون بالإسكندرية منذ عدة أيام لساحة تفاعلية ضخمة عالية الديناميكية والتعقيد، وتحولت الجدران المرتفعة لمسرح عمليات تفاعلي، يتسلقه شباب لا يزيد عمرهم على 19 عاماً، وتحولت أعمدة البهو الشاهقة بتيجانها التي تعانق السماء في نقاط ارتكاز رأسية لمسار أفقي ممهد يتخطاه الشباب بخفة في لحظات، وذلك في مشهد فني رائع اختلطت فيه إحداثيات المكان، وتقاطعت مع إحداثيات الزمان، وتبدلت فيه خطوط الطول ودوائر العرض، وعطلت فيه الجاذبية وفق متتالية حركية لإعادة اكتشاف حركة الجسد الإنساني، وذلك بالعرض المبهر الذي قدمه فريق “باركور في مصر"، المكون من مجموعة من شباب مصريين محترفين وهواة (لا يزيد عمرهم علي 19 عاماً).. والذين حوّلوا أرضية القاعة المزينة بخريطة ضخمة للجمهورية الفرنسية لممشى يسير فيه اللاعبون على رؤوسهم وأكتافهم وأيديهم وأصابعهم بسرعة وخفة وسلاسة وثقة، وسط صيحات المشاهدين وانفلات أعصاب الحاضرين وصرخات المتفاعلين المنفعلين وأصوات المشجعين المتحمسين..

 

الابتكار والإبداع هما من أهم نقاط القوة في رياضة الباركور
الابتكار والإبداع من أهم نقاط القوة في رياضة الباركور

 

ما هو الباركور ؟

 

 

الباركور(Parkour) حسب موقع الويكيبيديا يعني الوَثَابة، فهو مجموعة حركات الوَثب، يكون الغرض منها الانتقال من النقطة أ إل النقطة ب بأكبر قدر ممكن من السرعة والسلاسةإنه فن ورياضة غير تنافسية حديثة نسبياً، وقد نشأت عل يد ضابط بحري فرنسي يدعى جورج هربرت، الذي استطاع أن يبني أشكالاً جديدة من الألعاب الرياضية، التي اكتشفها من مجموعة من القبائل الأصلية في أفريقيا، ومؤخراً حسب موقع theconversation اعترفت المجالس الرياضية في عدد من دول العالم عل رأسها المملكة المتحدة بالباركور؛ ليتم إدراجه كرياضة ذات قواعد تُجر فيها منافسات وبطولات. وقد شكل الباركور أيضاً أساس المجتمع المتنامي عبر الإنترنت. يُمارس هذا النشاط في الغالب من قبل الشباب. ويعتبر الابتكار والإبداع هما أهم نقاط القوة في رياضة الباركور كرياضة، والعديد من مقاطع الفيديو عبر الإنترنت وأفلام هوليوود وألعاب الكمبيوتر تدمج اللياقة البدنية المذهلة للباركور عبر العديد من المشاهد التمثيلية والحركية المثيرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

الباركور فن يغني عن الخدع السينمائية

 

 

 
الباركور فن يغني عن الخدع السينمائية
الباركور فن يغني عن الخدع السينمائية


يؤكد أحمد نبيل ترايسور مصري (أحد لاعبي الباركور) من فريق باركور ايجيبت لسيدتي أن الحركات التي يقومون بها وينظر لها كثيرون عل أنها خارقة ليست خدعاً سينمائية، إنما واقع يتمّ تقديمه فهم يتسلقون الحواجز الصعبة، ويتخطون العوائق المستحيلة عبر تشكيل فني حركي شاق، يمنح طاقة رمزية ودلالية أكبر من السياق الطبيعي، يستمدها اللاعبون من صيحات إعجاب المشاهدين وصرخات المندهشين ومشاركة عفوية من المتفاعلين."

 

 

يقول أحمد: "عندما يتعلق الأمر بفن الباركور، يبدو العالم كساحة تفاعلية كبيرة للغاية وصغيرة للغاية، شاسعة وضيقة في آنٍ واحد، فيها يرسم ترايسور حدود نقاط مساراته، ويلتف في دوائر أفقية ورأسية، ويلتف حول ذاته في مكانه وفي الهواء في نقلة زمنية كبيرة؛ حيث يتحول الجسد الحي لطاقة أثيرية تتماه من نقطة إل أخر في أسرع وقت، والهدف ليس فقط تخطي العقبات أو الموانع. بل يجب أن يكون ذلك بطريقة فنية حيث يتحول ما كان يعتقد أنه خدع سينمائية إل واقع حقيقي."

 

 

"فالباركور يهتم بجميع أجزاء الجسد بشكل متناسق؛ ليخلق حالة من التناغم الحركي الجسدي، والذي يقلل من قوة ارتطام الجسم بالأرض عن طريق تطبيق بعض الحركات، التي تعمل عل تقليل وزن الشخص عند لحظة التصادم حيث يتم توزيع وزنه عل محيط، فتتوزع ردود الأفعال عل محيط جسده". وعن أنواع حركات الباركور يقول "القفزات Jumps، و Vaultsوالتسلق Climbing، والدحرجةRolls، وكل حركة تندرج تحت هذه التصنيفات لها أسسها الفنية والتدريبات البدنية الخاصة بها". ويؤكد أحمد أن الفتيات كذلك يمارسن الباركور بمهارة، وهناك محترفات يقمن بحركات لا تقل ف درجة الصعوبة عن الشباب.

 

 

 

• السعودية ومصر أهم دولتين عربيتين في رياضة الباركور

المراة أيضا تمارس رياضة الباركور
الفتايات يمارسن رياضة الباركور

 

 

وعن انتشار الباركور يقول.. "انتشر في السنوات الثلاث الأخيرة ف المملكة السعودية والكويت والبحرين وسوريا والجزائر؛ إلا أن مصر والمملكة السعودية استطاعتا ف فترة وجيزة أن تصبحا إحد أهم الدول العربية في هذا الفن، ولدينا لقاءات مشتركة ونتبادل المهارات عبر الإنترنت تحت رمز السرعة والقوة و البراعة الفنية "لافتا أن دور الباركور ف السينما العربية بدأ ينمو، واسُتخدم مؤخراً بكثرة في الإعلانات نظراً لاعتماده عل حركات حقيقية دون اللجوء إل الخدع السينمائية، لتحقيق عنصر الإثارة ."

 

 

 

 

 

 

الفيديو من موقع theconversation.com