تعد المملكة العربية السعودية من أغنى دول العالم في نقوش الفنون الصخرية التي دلت تفاصيلها على وجود حضارات إنسانية قامت على أرضها خلال زمن ما قبل التاريخ أي قبل اكتشاف الكتابة. وبرزت هذه النقوش في "الحناكية" بمنطقة المدينة المنورة، و"الشويمس، وجبة" في منطقة حائل المدرجتين ضمن قائمة مواقع التراث العالمي بمنظمة اليونسكو.
ويعد الفن الصخري الذي يضم ألواحًا من الرسومات والنقوش المنحوتة على جبل أم سنمان في جبة وجبال المنجور وراطا في الشويمس في منطقة حائل، من أكبر وأقدم الفنون الصخرية في العالم، حيث يقدر بنحو 5431 نقشا ثمودياً يجسد مناظر حيوانية وبشرية ونباتية ورمزية، ورسومات لحيوانات مختلفة يمتد تاريخها إلى عشرة آلاف عام.
وتحتوي الرسوم الصخرية في جبة على مجموعة متنوعة من الرسومات الصخرية المميزة، فمنها ما يجسد مناظر حيوانية وبشرية ونباتية ورمزية، وكذلك يحتوي "جبل جبة" ما يقارب 5,431 نقشاً عربياً قديماً
موقع جبة الأثري في عصر ما قبل التاريخ
وتعد مدينة جبة واحدة من أكبر وأهم مواقع النقوش والرسوم الصخرية في المملكة، وهي متحف فني من متاحف الشعوب القديمة، ووجهة سياحية تراثية صحراوية في المنطقة، وتضم أقدم المواقع الإنسانية التي تعود إلى العصور الحجرية، حيث عاش الإنسان حياته في الكهوف والمغارات معتمداً في قوته على الصيد وجمع الأطعمة، واستمر العصر الحجري آلاف السنين في الجزيرة العربية.
وتضم مدينة جبة الأثرية آلاف الرسوم والنقوش الصخرية التي تحكي قصة الإنسان وحياته اليومية في فترة ما قبل التاريخ، وأهم الأنشطة الاقتصادية والممارسات الدينية والعادات والتقاليد في تلك الفترة، وهي تعد مادة غنية وفريدة لدراسة تاريخ الإنسان في عصر ما قبل التاريخ وأساليب تكيفه مع البيئة المحيطة.
إدراج رسوم حائل ضمن قائمة التراث العالمي في اليونسكو
وفي عام 2015 انضم الموقع لقائمة التراث العالمي لليونسكو، ويتكون الموقع التراثي المختلط "ثقافي/ طبيعي" في منطقة حائل من موقعين صحراويين، يوجد بهما جبل أم سنمان في مدينة جبة الأثرية الواقعة في الشمال الغربي من مدينة حائل على بعد 100 كيلومتر داخل صحراء النفود، وجبال المنجور وراطا في الشويمس.
المراحل التاريخية للنقوش الصخرية
تنقسم المراحل التاريخية للنقوش الصخرية في حائل إلى 4 مراحل، هي: العصر الحجري القديم ويمتد من 7 إلى 12 ألف عام ق.م، والعصر النحاسي من 5600 -4500 ق.م، والعصر البرونزي 2500 ق.م، وأخيرا العصر الحديدي قبل 1500 قبل الميلاد، وهي فترات تاريخية اعتمد فيها الإنسان في نشاطه الاقتصادي من أجل الغذاء على صيد الحيوانات وتربيتها، وبواكير المحاصيل التي تنبت في الواحات، وعلى ضفاف الأودية وفي الأرضي الخصبة عقب السيول.