قصة مدينة أثرية في السعودية أغرقتها الرمال

ما تبقى من قصر علياء في مدينة الجحفة. الصورة من إنستغرام عبدالعزيز الدخيل
ما تبقى من قصر علياء في مدينة الجحفة. الصورة من إنستغرام عبدالعزيز الدخيل
الصورة لسلسلة توثيق ماتبقى من آثار مدينة الجحفة. الصورة من إنستغرام عبدالعزيز الدخيل
الصورة لسلسلة توثيق ماتبقى من آثار مدينة الجحفة. الصورة من إنستغرام عبدالعزيز الدخيل
قصر علياء. الصورة من إنستغرام عبدالعزيز الدخيل
قصر علياء. الصورة من إنستغرام عبدالعزيز الدخيل
ما تبقى من قصر علياء في مدينة الجحفة. الصورة من إنستغرام عبدالعزيز الدخيل
الصورة لسلسلة توثيق ماتبقى من آثار مدينة الجحفة. الصورة من إنستغرام عبدالعزيز الدخيل
قصر علياء. الصورة من إنستغرام عبدالعزيز الدخيل
3 صور

تضم أرض السعودية العديد من المواقع الأثرية التي يتم كشف الستار عنها يومًا بعد آخر، ولعل الآثار الغير ظاهرة أو معروفة بين الناس هي غالبًا ما تحظى بالكثير من الاهتمام والدراسة، وتعد المدينة القديمة للجحفة الواقعة على الضفة اليسرى لوادي الغائضة، شرق مدينة رابغ في منطقة مكة، وتحديدًا شمال ميقات الجحفة على مسافة حوالي 5 كيلومتر على مرتفع صخري من الأرض قد عاشت منذ مئات السنين إلا أنّ الرمال غمرتها ولم يتبق منها سوى جزء من مبنى وحيد.

وبحسب هيئة التراث السعودي لم يتبق من المدينة سوى بقايا قلعة متهدمة يُطلق عليها قصر "علياء" يعود طرازها المعماري للعصر العباسي ولا يزال مغطى بالرمال، حيث تتناثر حول الموقع الكثير من قطع الفخار، والخزف، والزجاج.

وكانت الهيئة قد ذكرت عن مدينة الجحفة القديمة قول الإمام الحربي في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري "إنّ بالجحفة بركة ماء وعلى جانبها حوض وأبار كثيرة، وعين في بطن الوادي، عليها حصن وبابان، والمنازل في السوق داخل الحصن".

بدوره نشر قائد ومؤسس فريق "إرث" للتوثيق الجوي المصور السعودي "عبد العزيز الدخيل" ما تبقى من آثار مدينة الجحفة القديمة على حسابه الرسمي على إنستغرام، مبينًا أنّ مدينة الجحفة تُعد واحدة من المواقع التاريخية وأحد أهم المحطات التي يتوقف عندها الحجيج للوقوف بها والاستسقاء من بركة الماء الموجودة بها.

وتتمثل أهمية مدينة الجحفة القديمة في مكانتها التاريخية، وهو محور يندرج ضمن اهتمامات فريق إرث للتوثيق الجوي، الذي يركز على البحث والاستكشاف والتوثيق والتنقيب الجوي عن هذه المواقع التاريخية والأثرية والطبيعية في المملكة.

مشيرًا إلى أنّ الجحفة هي من المدن التي ذكرت في كتب التاريخ، والآن أصبحت مدينة مندثرة لم يتبق منها سوى بعض من أساسات المباني، مؤكدًا بأنه يسعى من خلال هذا التوثيق إلى إبراز هذا الموقع لعامة الناس.

يذكر أنّ أفضل مشاهدة لهذه المدينة المندثرة تكمن من الجو، حيث يمكن مشاهدة تخطيط المدينة من حيث تقييمها العمراني، وحجم منازلها، وطرقها الداخلية.

وقد ركز الدخيل وفريقه على توضيح حجم المنازل والمساحات المعمارية الدارجة في تلك القرون، وكيف تبني الحضارات السابقة منازلها وتقسيماتها الداخلية، وفيما يخص المباني المتبقية مثل، قصر علياء، ركزوا على الفن المعماري وماهية المواد المستخدمة في البناء وفن العمارة في ذلك الوقت.

قصر علياء


يشار إلى أنّ هذه السلسلة الجوية تغطي ثلاثة مواقع رئيسية، وهي منظر عام لمدينة الجحفة المندثرة، وقصر "علياء"، بالإضافة إلى ميقات الجحفة.
ويتميز قصر علياء بأنه عبارة عن فناء واسع تحيط به جدران القصر من الجهات الأربعة، ويقع مدخل القصر في الجهة الشمالية التي تهدمت بشكل كامل على عكس الجهة الجنوبية التي لم تتأثر، بينما سقطت أجزاء من الجهتين الشرقية والغربية قد تُعزى إلى عوامل طبيعية، واعتمد بناء القصر على الصخر الأسود، أي البازلت، غير منتظم الشكل، والذي جُلب من الجبال المحيطة به.

ويمكن الاستدلال على الفترة التاريخية التي يعود إليها هذا القصر من خلال بعض الكسر الفخارية لأجزاء من الأواني، والتي ظهر فيها أجزاء من الفخار المزجج باللون الأخضر، وهو الخزف ذو البريق المعدني والذي ظهر واشتهر خلال الفترة العباسية.


ميقات الجحفة


يُعرف ميقات الجحفة على أنه ميقات مكاني لكل من أهل الشام وبلاد المغرب ومصر، وكل من جاء عن طريقهم، وفيه ينزل الحجاج، ويقع بالقرب من مدينة رابغ، وهناك يُحرِم الناس منها، ويبعد عن مكة مسافة 183 كيلومترًا، ويبعد عن موقع قصر علياء الأثري مسافة 5 كيلومترات.