سبعيني يحقق حلم الطفولة بالطيران من قبو منزله

حلم تحقق بعد سنوات. الصورة من وكالة فراس برس بالعربية
حلم تحقق بعد سنوات. الصورة من وكالة فراس برس بالعربية
كلفه المشروع ستة آلاف دينار. الصورة من فرانس برس بالعربية
كلفه المشروع ستة آلاف دينار. الصورة من فرانس برس بالعربية
سبعيني يحقق حلم الطفولة بالطيران من قبو منزله. الصورة من وكالة فرانس برس بالعربية
سبعيني يحقق حلم الطفولة بالطيران من قبو منزله. الصورة من وكالة فرانس برس بالعربية
بنى قمرة قيادة طائرة في قبو منزله. الصورة من وكالة فرانس برس بالعربية
بنى قمرة قيادة طائرة في قبو منزله. الصورة من وكالة فرانس برس بالعربية
حلم تحقق بعد سنوات. الصورة من وكالة فراس برس بالعربية
كلفه المشروع ستة آلاف دينار. الصورة من فرانس برس بالعربية
سبعيني يحقق حلم الطفولة بالطيران من قبو منزله. الصورة من وكالة فرانس برس بالعربية
بنى قمرة قيادة طائرة في قبو منزله. الصورة من وكالة فرانس برس بالعربية
4 صور

الأحلام لا تقف عند عمر محدد، فطالما أنّ الإنسان لديه شغف وإصرار على تحقيق حلمه فسيسعى إلى جعله واقعًا حقيقيًّا، وهذا تحديدًا ما قام به الأردني "محمد ملحس"، الذي كان يحلم بأن يصبح طيارًا، إلا أنّ ظروفه لم تسمح له بذلك، فقرر "محمد" البالغ 76 عامًا بناء قمرة قيادة طائرة في قبو منزله لتحقيق حلمه بالتحليق في رحلات افتراضية من المنزل.



حلم الطفولة


وبحسب وكالة "فرانس برس" فإنّ "ملحس" المتقاعد الذي عمل لمدة 35 عامًا في إدارة مستشفى خاص أنشأه والده في عمّان كان قد علق على جدران قبو منزله نماذج من طائرات مصغرة، وملأت مكتبته كتب حول الطيران منذ كان عمره 10 سنوات، وعندما كان يلعب مع زملائه بالطائرات الورقية خلال العطل الصيفية المدرسية كان يسأل نفسه: كيف باستطاعة هذه الأوراق أن تحلق هكذا عاليًّا في السماء؟، لتتولد عنده رغبة وحب للطيران.

وظل قلب "محمد" معلقًا في السماء، وحلم بأن يصبح طيارًا لكنّ الظروف لم تسمح بذلك، إلا أنّ الشغف ظل في داخله طوال حياته.

هواية رافقته لسنوات


ورغم انشغال "محمد" في إدارة المستشفى بعد تخرجه من جامعة "سيتي أوف ويستمينستر كولدج" في لندن عام 1969 حيث درس إدارة المستشفيات ظل يتابع هوايته ويقرأ الكتب المتعلقة بالطيران، وفي عام 1976 انضم إلى أكاديمية الطيران الملكية ليتعلم قيادة طائرة صغيرة من نوع "بايبر" ذات المحرك الواحد، فكان يطير فجرًا قبل أن يتوجه مسرعًا إلى عمله صباحًا في المستشفى. وقد حصل على الرخصة بعد عامين، ثم انضوى لقرابة عقد في نادي الطيران الشراعي الملكي وكان يطير أسبوعيًّا بطائرة شراعية.
وبعد عام 2006 كان "ملحس" يطير افتراضيًّا من خلال برامج طيران إلكترونية، ثم انضم لمنظمة عالمية تحمل اسم "فيرتشوال ترافيك ستيموليشن" تساعده على الطيران في ظروف شبه حقيقية بوجود مراقب جوي يوجهه.

وقال "ملحس" عن هذه التجربة:" كنا مجموعة من نحو 30 إلى 40 صديقًا من هواة الطيران من مختلف دول العالم نتحدث مع بعضنا البعض ونطير افتراضيًّا في أوقات فراغنا، كنا نطير إلى بيروت ودمشق وبغداد والقاهرة ودبي وجدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليونان وقبرص وبريطانيا والولايات المتحدة، نبقى أحيانًا ست ساعات جالسين على أجهزة الكمبيوتر كما لو كنا نحلق برحلات حقيقية".

مبينًا أنّ الأمر أشبه بخداع الدماغ من خلال النظر تشعر وكأنك تطير في السماء، ولكنك في الحقيقة جالس في بيئة آمنة تسترخي على كرسي داخل منزلك بعيدًا عن المخاطر.

تحويل الحلم إلى واقع


إلا أنّ هذه التجربة لم تشعر "ملحس" بمتعة الطيران الحقيقي أمام شاشة الكمبيوتر، فقرر أن يصنع قمرة قيادة تحاكي التصميم الداخلي للقمرة في طائرة بوينغ 800-737 للشعور بقدر أكبر من الواقعية، في قبو منزله في حي دابوق الراقي غرب عمان. حيث اشترى كل شيء من السوق المحلية. كما استحصل على الكراسي في القمرة من سوق الخردة، وهي كانت عائدة لحافلة.
ووضع أمامه ثلاث شاشات كبيرة ليشعر بالاندماج في محيطه، وذلك من خلال مقاطع فيديو مصممة لتتناسق مع تحركاته ليبدو وكأنه في طيران حقيقي في الجو، حيث السماء والغيوم والبر والأنهار والغابات والصحراء. كما في إمكانه تحديد الطقس خلال الطيران.
وقد استغرق إنجاز المشروع ثلاث سنوات، بمساعدة عدد من أصدقائه من مهندسي الإلكترونيات والكهربائيات بكلفة تجاوزت ستة آلاف دينار (8460 دولارًا) تمكّنه من خوض تجربة الطيران بكافة تفاصيلها وحيثياتها.