المستشارة والباحثة السعودية غادة أبا الخيل: طموحي دعم تأسيس أرشيف وطني يكون مرجعًا للأجيال القادمة

حلت المستشارة والباحثة السعودية غادة المهنا أبا الخيل ضيفة في "بيت سيدتي الزجاجي" الواقع بمنطقة بوليفارد رياض سيتي، ضمن سلسلة لقاءات حوارية تنظمها "سيدتي" مع شخصيات ملهمة ومبدعة ومشاهير من عالم السوشيال ميديا.

غادة أبا الخيل


بداية حدثتنا غادة عن تخصصها العلمي في مجال القانون وقالت "القانون يعطيك تصور لكل مجالات الحياة كالإعلام والنصوص السياسية وغيرها، فعندما تخرجت بتخصص القانون رأيت زميلات لي يعملن في هذا المجال المحاماة ووجدت أنه ليس من الأمور المثيرة لاهتمامي ولم يستهويني كثيرًا، لأنني كنت مهتمة أكثر بالمجال السياسي وكنت أدرس قانون دولي وسياسات دولية، لذلك اهتممت أكثر بالإعلام".
وأضافت "عندما عملت في مركز الخليج للأبحاث كباحثة في الشؤون الأمنية كنا نتطرق في كثير من الاجتماعات إلى صورة السعودية أمام العالم، ومع الوقت بدأ يصبح لدي اهتمام أكبر بهذا الجانب واهتمام أكثر أيضًا في إبراز الهوية السعودية للعالم الخارجي وتغيير الصورة النمطية للعالم عن الجزيرة العربية، لذلك دخلت في المجال الإعلامي وبدأت أعمل في استشارة مؤسسات معينة عن كيفية صياغة الصورة للدول الغربية، وبالفعل اليوم الصورة تغيرت بشكل كبير للعالم عن السعودية والجزيرة العربية لا سيما مع رؤية 2030".

مركز الخليج للأبحاث

وحدثتنا غادة عن عملها في مركز الخليج للأبحاث وقالت "عندما عملت بمركز الخليج برئاسة الدكتور عبدالعزيز بن صقر، كنت أعمل في شؤون مكافحة الإرهاب وكيفية تجنب مشاركة المرأة في الإرهاب فكان هذا الموضوع شيق بالنسبة لي خاصة أنه كان ظهور النساء في ذلك الوقت بالشؤون الأمنية قليل عالميًا وليس فقط الشرق الأوسط، وعندما دخلت هذا المجال وبحثت في الموضوع كان هناك معلومات جدًا صادمة بالنسبة لي، فعلى سبيل المثال، الكثير لا يعلم أن النساء هن أكبر ممول للإرهاب في العالم، فمعلومات كهذه تصدم الشخص وتغير نظرته تجاه مجتمعات معينة ووجود المرأة فيها".
واستطردت "هذا المجال أعطاني نظرة مختلفة للعالم وغير في شخصيتي الكثير وجعلني أصبح منفتحة للاختلافات الموجودة حولي، لأنه لكل دولة نمط مختلف وسياسات معينة والتحديات كانت ممتعة بالنسبة لي خلال العمل والبحث".

غادة أبا الخيل ضيفة بيت سيدتي الزجاجي

مشهد ثقافي ملهم

وحول المشهد الثقافي السعودي اليوم تقول "المشهد الثقافي الآن ملهم جدًا، وأنا أشكر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورؤية 2030 لأنها أنعشت المشهد الثقافي الموجود بالمملكة لا سيما مع وجود وزارة الثقافة برئاسة الأمير بدر بن عبدالله آل فرحان، وهذه إضافة رائعة جدًا للأعمال التي تقوم بها الوزارة، لآنه عندما يكون هناك بروز في مجالات معينة مثل صناعة الأفلام الأزياء والطهي وغيرها من هذه الأمور فإلى جانب أنها تنعش الثقافة فهي تنعش الاقتصاد، فهي ليست نهضة ثقافية فقط بل نهضة اقتصادية".

بداية الأرشفة

بدأت غادة بأرشفة كل ما يتعلق بتاريخ المملكة والجزيرة العربية، وحدثتنا عن هذا الاهتمام وكيف تحول إلى عمل تقول "قبل 4 سنوات انتقلت للإقامة في ألمانيا وبالطبع كغيري من المغتربين اشتاق للوطن وأحن إليه فهذه المشاعر دفعتني أن أبحث عن أمر يعافي هذا الشعور -مع أنه لا يوجد- وحينها كنت أعمل مع مركز الخليج للأبحاث وخلال عملي كنت أقضي وقت كبير بالمكتبات وأدخل وأبحث في الأرشيفات ووجدت أنهم يستخدمون مصطلحات معينة وصور عن شبه الجزيرة العربية ورغبت بمشاركة صديقاتي بها، وبعد ذلك شعرت أنها أصبحت مسؤولية لأني اكتشفت أن هناك شغف واهتمام واحتياج لمواد عن تاريخ المنطقة بشكل عام فتحول الموضوع من هواية إلى مسؤولية وعمل يأخذ من وقتي وجهدي الكثير بكل فرح وشغف طبعًا وأصبح بالنسبة لي مهمة حياة وجزء من المسؤولية الوطنية".
واستطردت "طالما أن الصور التي أوفرها على منصتي تخدم الأشخاص المهتمين فهذا يسعدني، وعلى سبيل المثال هناك الكثير من مصممين ومصممات الأزياء ومخرجي الأفلام والكتاب وغيرهم من الذين هم بحاجة إلى الإلهام وبحاجة إلى مواد تشجعهم على صياغة الإبداع لديهم، فأنا شخصيًا أشعر أن المواد التي أوفرها تسعدهم وهذا شعور جدًا رائع".

المستشارة والباحثة غادة أبا الخيل


وحول مصدر هذه المواد أخبرتنا أبال الخيل أنها تحصل عليها من كل أنحاء العالم وبشكل خاص أوروبا "وذلك لطبيعة وجودي هناك ولسهولة التنقل بين الدول، ولكن في الحقيقة أتواصل مع كل الأرشيفات في كل العالم الذين أثق أن لديهم معلومات عن شبه الجزيرة العربية وأحصل عليها".
ولفتت إلى أن هناك اهتمام عالمي كبير بتاريخ الجزيرة العربية "لأن الجزيرة العربية من الأماكن التي لم تنقب بشكل عميق، فالمؤرخ عندما ينظر للجزيرة العربية ينظر إليها كصفحة هو بحاجة للتعرف عليها أكثر، أو ينظر إليها كمعلومات لم يستقي منها الكثير بعد، ويعتقد العديد من الباحثين اليوم أن الجزيرة العربية هي المكان الذي نبع منه الانسان، فكثير يقولون أن الإنسان خرج من أفريقيا ولكن الأبحاث الجديدة تقول أن الإنسان خرج فعليًا من الجزيرة العربية ومن ثم إلى العالم. لذا نجد أن هناك اهتمام كبير جدًا بتاريخ الجزيرة العربية".
واخبرتنا أنها تطمح لدعم أي جهة مؤسسية تسعى لتأسيس أرشيف وطني للأجيال القادمة، ليكون لديهم تصور واضح لهوية وطنهم.