الفنانة السعودية سارة طيبة:يجذبني تمثيل شخصياتٍ تمسُّ واقع حياتنا

الفنانة السعودية سارة طيبة
الفنانة السعودية سارة طيبة

شخصيةٌ فنيةٌ متكاملةٌ بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومثالٌ للمرأة الطموحة. تتميَّز بدمج مختلف اهتماماتها من رسمٍ وكتابةٍ وموسيقى وتمثيلٍ بأعلى مستوى. دعمت موهبتها بالحصول على شهادة الماجستير في الرسوم الحرَّة وفن الطباعة من أكاديمية الفنون في سان فرانسيسكو بأمريكا. ولأنَّ أحلامها كبيرة، وشغفها بكل ما يخصُّ الفن أكبر، فقد جذبتها أجواء الإثارة خلف الكاميرات، فأضافت كتابة السيناريو إلى سجلها الحافل بأعمالٍ تعكس صورةً واضحةً لصدق الرسالة الفنية التي تحملها على عاتقها. الفنانة السعودية سارة طيبة، في حوارها مع «سيدتي» تحدَّثت عن رؤيتها للتطور الذي تشهده السعودية حالياً في صناعة السينما، ورؤيتها للفن والمستقبل.

تنسيق | عتاب نور Etab Nour
حوار | أماني السراج Amani Alsarraj
تصوير | هيف آشي Heef Ashy
خبيرة المظهر | ريهام أبو الفرج Reham Abulfaraj
مكياج | ميسون الرمال Maysoon Alrammal
شعر | أروى عز الدين Arwa Ezaldeen
متابعة تصوير | ولاء حداد Walaa Hadad
شكر خاص لمنتجع «بانا بانا» في درة العروس - جدة


 

  تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2135 من مجلة سيدتي

 

سارة طيبة
  
فستان قصير من الدانتيل بأكمام طويلة من OTKUTYR




 

سارة طيبة
 
فستان صديق للبيئة، وهو تعاون مشترك بين دار OTKUTYR، وجمعيه البيئة السعودية MyGreenKSA من كوليكشن الأزياء المستدامة

 

 

بدايةً، كيف تُعرِّفين بنفسكِ في سطور؟
سارة طيبة، وُلدت في مدينة جدة السعودية التي أكنُّ لها كل الحب، وأجمل المشاعر، وأعدُّها الأقرب إلى قلبي بعد أمي، ففيها عرفت الفن حتى أصبح جزءاً لا يتجزأ من شخصيتي.
ببساطة، أنا امرأةٌ واقعيةٌ وحالمةٌ في الوقت ذاته، وليس لدي اعتراضٌ على هذا التناقض، الذي لطالما حاولت الهروب منه عندما كنت أصغر سناً. أهوى دمج مختلف اهتماماتي من كتابةٍ وتمثيلٍ ورسمٍ، وأسعى إلى أن أكون صادقةً في فني، وبيني وبين نفسي، وأحاول إيجاد توازنٍ بين حياتي الشخصية والعملية من دون فصلهما عن بعضهما تماماً، فدائماً ما أستمدُّ من حياتي الشخصية ما يعزِّز حياتي المهنية.

حب السينما مصادفة
كيف بدأتِ مشواركِ الفني، وما الذي جعلكِ متأكدةً من أنه المسار الصحيح لكِ؟

أحببت الرسم والكتابة منذ الصغر، ولم أكترث بشيءٍ آخر غير الفن، أما السينما فوقعتُ في حبها بمحض المصادفة والانجذاب.
ما السبب الذي دفعكِ إلى إضافة كتابة السيناريو لسجلكِ الفني الحافل بالتخصُّصات؟
لطالما أحببت سرد القصص وجمعها. يجذبني كثيراً الاحتفاظ بالأسرار والذكريات المكتوبة، وأُقدِّر تدوين المشاعر والمذكَّرات اليومية، هذا من الجانب العاطفي، أما عملياً، فأنا مؤمنةٌ بأننا في حاجةٍ إلى مزيدٍ من الأصوات النسائية السعودية التي تسرد قصصنا بجميع أبعادها، فلا يوجد مَن يحكي قصص المرأة بشكلٍ أفضل من المرأة نفسها.
بين سارة الممثلة والفنانة والكاتبة، مَن الأقرب إلى قلبك، وكيف توفِّقين بين تطوير مواهبكِ وتحقيق أهدافكِ في الحياة؟
دائماً ما أسأل نفسي هذا السؤال ولا أجد له إجابةً. أنا مع اندفاع الفنان وراء كل ما يلهمه، وبالنسبة إلي، تُكمِّل الاهتمامات المتعددة بعضها، ولا تُنقِص من بعض.

قوى سينمائية سعودية
كنتِ ضمن الفريق الذي اختير لتمثيل السينما السعودية في مهرجان «كان»، ما الصورة والرسالة التي حرصتِ على إيصالهما لمجتمع السينما العالمي؟

لا شكَّ في أن حبَّ السينما والفن لا يقتصر على زمانٍ، أو مكانٍ معيَّنٍ فقط. بالنسبة إلي، حرصتُ على الظهور بصورةٍ طبيعيةٍ وغير مبتذلة، ونقلت للعالم بأسره شغفنا بالسينما منذ الأزل، وشاركتهم توقعاتي وتطلُّعاتي لمستقبل صناعة السينما الواعد في بلدي السعودية، فأنا متأكدةٌ من أنَّ أفلامنا ستكتسح العالم بعد طول انتظار.


الأفلام السعودية ستكتسح العالم بعد طول انتظار.. ولدينا جمهورٌ ذكي ومتعطش لرؤية قصص مجتمعنا


كيف تصفين مشاركتكِ في «كان»، وما أهم اللحظات التي مرَّت عليكِ أثناء حضور المهرجان العالمي؟
تجربة المشي على السجادة الحمراء بحد ذاتها تمثِّل شعوراً سريالياً، خاصة أن المهرجان جاء بعد عام 2020، أما على الصعيد الشخصي، فتمثَّلت أهم اللحظات بالنسبة إلي في حضور أفلامٍ في عرضها الأول مع الأبطال والمخرجين الذين قاموا عليها، من بينهم مَن أحببت أفلامهم السابقة.
ماذا عن مشاركتكِ في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، كيف كانت الأصداء؟
حضور مهرجان البحر الأحمر العالمي في بلدي، وخاصةً في مدينتي الحبيبة جدة، كان حلماً وأصبح واقعاً يُعاش. مع كل حبي وتقديري لجميع ضيوفنا من الفنانين والمخرجين العالميين، لكن إحساس السعادة الذي شعرت به مع أصدقائي وصديقاتي السعوديين في هذا المجال صنع أهم اللحظات بالنسبة إلي.

 

المرأة حاضرة ولها مكانة مهمة في صناعة السينما بالسعودية وهي الأقدر على نقل واقع حياتها وطرح قضاياها



دور المرأة في السينما
هل تحرصين على تقديم أدوارٍ تمسُّ حياة المرأة العربية وقضاياها المختلفة، وكيف وجدتِ تفاعل الجمهور مع هذه النماذج؟

بالتأكيد، تجذبني تمثيل شخصياتٍ تمسُّ واقع حياتنا نحن النساء دون غيرنا، لكن وجود قضيةٍ مهمةٍ ليس أوَّل شيءٍ أبحث عنه في الشخصية، بل أبحث عن قصة الفيلم بشكلٍ عام، ومدى استمتاعي برحلة العمل فيه، حتى لو كانت قصيرةً وبسيطة، كما أهتمُّ بتمثيل شخصياتٍ غير مُنمَّقة، ومن السهل التواصل معها.
نحن لدينا جمهورٌ ذكي ومتعطشٌ جداً لرؤية قصص مجتمعنا، ويتوق كثيراً إلى الارتباط بها، ويعرف جيداً ما يريد منذ اللحظة التي يقرِّر فيها دخول قاعةٍ مظلمة، ويركز كل اهتمامه على تلك الشاشة الكبيرة، ليعيش حالةً تأسره وتأخذه بعيداً عن عالمه.
بماذا تصفين المرأة السعودية اليوم، وكيف تجدين موقعها على الخارطة الفنية العربية؟
المرأة السعودية حاضرةٌ، ولها مكانةٌ مهمةٌ اليوم في صناعة السينما السعودية لما تمتلكه من أبعادٍ كثيرة، وطبقاتٍ متعددة. أنا مقتنعةٌ بأن المرأة السعودية الأقدر على نقل واقع حياتها، وطرح قضاياها، فلا يوجد شخصٌ خارج السعودية يستطيع فعل ذلك، لأن القصص التي تدور خلف أبوابنا لا يعرفها إلا نحن، ونحن الأحق بروايتها، وفي اعتقادي هذا وقتنا ووقت قصصنا.

سارة طيبة
 
كوت وردي لامع من قماش اللامييه مع حزام من آلاء هاشم alaahashim@

 



 

سارة طيبة
 
فستان من التل الأسود الشفاف، والمطرز بالورود الملونة من OTKUTYR

 

 

 

سارة طيبة
 فستان قصير من الدانتيل بأكمام طويلة من OTKUTYR

 



في مهرجان «كان» نقلت للعالم بأسره شغفنا بالسينما منذ الأزل و مهرجان البحر الأحمر.. حلمٌ أصبح واقعاً يُعاش



بنظرةٍ أوسع وأشمل، هل تعتقدين أن المجتمع السعودي في الوقت الجاري أكثر تقبُّلاً لعمل النساء في المجال الفني، خاصةً الدراما؟
أحترم قدرة الشعب السعودي على التغيير، وتعطشه لمواكبته، كما أكنُّ كل الاحترام لأهلي وعائلتي، خاصةً والدتي التي استطاعت أن تتقبَّل تدريجياً شغفي وحبي للفن.
ما مشاريعكِ الفنية المرتقبة؟
مسلسل «جميل جداً» على منصة «شاهد»، وهو عبارةٌ عن كوميديا سوداء، ودراما تتكوَّن من ست حلقات. المشروع بحد ذاته مختلفٌ وقريبٌ جداً من قلبي، فهو أوَّل مسلسلٍ كاملٍ من تأليفي وكتابتي وبطولتي، ويخرجه الموهوب أنس باطهف، ومتحمِّسةٌ جداً للمشروع، ومتفائلةٌ به، ومتشوقةٌ لردة فعل الجمهور نحوه.

تحضير مكثف للشخصية
كيف تحضِّرين للشخصيات التي تمثِّلينها وتعيشين مع كل تفاصيلها الإنسانية؟
قراءة نصٍّ جديدٍ، وتجسيد شخصيةٍ مختلفةٍ بالنسبة إلي أشبه برحلةٍ، تأخذني إلى عالمٍ آخر. في البداية أقرأ النص بوصفي مُشاهداً، ثم بوصفي كاتبةً، وفي المرة الثالثة بوصفي ممثلةً، ثم أسرح بخيالي في الشخصية حتى أجد فيها ما يربطني بها، وأزيد عليها بعض التفاصيل الصغيرة التي تكون بيني وبينها.
بوصفكِ ممثلةً، قدَّمت أدواراً مميَّزة، أي دورٍ تعدِّينه الأهم بالنسبة لكِ؟
كل دورٍ قمت بتجسيده له مكانةٌ خاصةٌ في قلبي، لأنني أعيش داخل الشخصية، وأسمح لها بالدخول إلى قلبي وليس عقلي فقط، لكن إن كنت مضطرةً، فسأختار «يارا» من «موال ثاني»، و«جوجو» من «جميل جداً» و«لمى» من «نمرة اتنين».
«يارا» سمحت لي بالظهور بمكياجٍ أقل، وشفافيةٍ أكبر، وهو دورٌ صعبٌ، وبطولةٌ مطلقةٌ لامرأة تصارع الاكتئاب وفكرة الانتحار، وتنتصر عليها كل يوم، أما «جوجو» فشخصيةٌ غاضبةٌ ومندفعةٌ وغير ناضجةٍ عاطفياً، لكنها حسَّاسةٌ جداً، ومفعمةٌ بالحياة في الوقت نفسه، والأهم أنها تصغرني سناً، ولا تشبهني إلَّا بالتناقض، بينما تعدُّ «لمى» من مسلسل «نمرة اتنين» أوَّل شخصيةٍ أكتبها وأمثِّلها، وأنا أحبها لأسبابٍ أنانية، فهي تشبه نسخةً قديمةً مني، ولها مكانةٌ خاصةٌ في قلبي.

 

أنصح الشباب بوضع الخوف جانباً والاستمرار بالمحاولة مهما بدا الأمر مستحيل



لا للمستحيل
ما مساحة وجود النقد في حياتكِ، وهل تذكرين مرةً تعرَّضتِ فيها لنقد هدَّام وناقشتِه؟

لا أمانع النقد، ولدي مساحةٌ للاستماع طالما كان نقداً هادفاً وذا فائدة، وليس بغرض الأذية، أو التجريح، كما أن لدي مساحةً لا بأس بها للتغاضي عمَّا لا يناسبني.
ما نصيحتكِ للشباب والشابات الذين يبحثون عن مستقبلهم في عالم صناعة السينما؟
أنصحهم بأن يضعوا الخوف جانباً، وأن يستمروا في المحاولة مهما بدا الأمر مستحيلاً. من جهتي أحرص دائماً على أن أوضح، خاصةً للفتيات، أنه من الصعب علينا أن نحقق أحلامنا، لكن ذلك ليس مستحيلاً، فكل مَن حولي، لا سيما أهلي، كانوا ضد دخولي التمثيل، لكنني لم أستسلم فمن الصعب جداً قتل الشغف، لذا أنصحكم بأن تعتنوا بشغفكم، وأن تسقوه كل صباح، فهو مثل النبات يحتاج إلى الهواء والشمس والماء ليعيش.

 

 

Q&A



أخبرينا باختصار عمّا يأتي:
صفي لنا نفسك بثلاث كلمات؟
متعجلة، شغوفة، محبة.
ما هي أكبر مخاوف سارة؟
فقد الأمل
إلى أي مدى تحرصين على استخدام المكياج في حياتك الخاصة؟
مكياج خفيف جداً في غالب الأوقات.
كيف تحافظين على رشاقتك؟
أحاول تناول الكثير من الخضروات دائماً، وتجنب الأكل الثقيل ليلاً.
ما النصيحة الجمالية التي تقدمينها لمعجباتك؟
ترطيب البشرة دائماً وأبداً.
ماذا نجد غالباً في حقيبة سارة؟
دفتر وقلم.
ما أحب الألوان إليك؟
أسود، أزرق، بنفسجي، وزهري.