اليوم الوطني السعودي ال 92 صنَّاع السينما والدراما: الفن في السعودية حقق قفزةً نوعيةً

اليوم الوطني السعودي ال 92 صنَّاع السينما والدراما: الفن في السعودية حقق قفزةً نوعيةً
اليوم الوطني السعودي ال 92 صنَّاع السينما والدراما: الفن في السعودية حقق قفزةً نوعيةً
هند محمد
هند محمد
نورة عصر
نورة عصر
شيماء الفضل
شيماء الفضل
عبدالإله السناني
عبدالإله السناني
نورة عصر 
نورة عصر 
سماح زيدان
سماح زيدان
علي سعيد
علي سعيد
نجلاء العبدالله
نجلاء العبدالله
مروة محمد
مروة محمد
اليوم الوطني السعودي ال 92 صنَّاع السينما والدراما: الفن في السعودية حقق قفزةً نوعيةً
هند محمد
نورة عصر
شيماء الفضل
عبدالإله السناني
نورة عصر 
سماح زيدان
علي سعيد
نجلاء العبدالله
مروة محمد
10 صور

تشهد السعودية تطوراً كبيراً في جميع المجالات، خاصةً بعد إطلاق «رؤية 2030»، بما في ذلك المجال الفني، الذي حقق قفزةً نوعيةً في الفترة الأخيرة. ويشهد هذا القطاع نشاطاً كبيراً، لا سيما بعد إتاحة الدراسة الأكاديمية في فئاتٍ فنيةٍ عدة، وتكثيف إقامة ورش العمل والدورات المتخصِّصة، واستضافة أحداثٍ ضخمةٍ ومهرجاناتٍ سينمائيةٍ مهمة، والمشاركة في المهرجانات الخارجية، وتحقيق جوائز متنوعة وأصداءٍ واسعةٍ فيها. وبمناسبة اليوم الوطني الـ 92، استضافت «سيدتي» عدداً من الفنانين والمخرجين والكتَّاب السعوديين للحديث عن واقع الفن في البلاد، وأبرز ما يتطلبه للتطور أكثر.
 

نورة عصر


قرارات مهمة

عبدالإله السناني

 


بدايةً، تحدَّث الفنان عبدالإله السناني عن القرارات التي أسهمت في تطور الفن السعودي كاشفاً عن أن «السعودية تشهد حالياً حركةً ثقافيةً قوية، لعبت دوراً محورياً في تطورها، وإبراز ريادتها وتراثها، خاصةً بعد إدراج تطوير القطاع ضمن رؤية 2030»، مبيناً أن «البلاد تعيش حالياً أزهى عصور الاهتمام بالعلم والثقافة والفن والأدب وكل ما يتصل بهذه المجالات، إذ تسلِّط عليها الضوء باعتبارها ممراً آمناً نحو حقبةٍ أكثر تطوراً ونضجاً في حياة الأمم»، لافتاً إلى أن «السعودية تحرص على تعزيز مكانتها عبر قوتها الناعمة من علومٍ وفنونٍ وثقافةٍ إيماناً منها بأهمية هذه المجالات في توفير حاضرٍ مزدهرٍ ومستقبلٍ مشرق، إلى جانب قدرتها على استقطاب المبدعين، وبث الحوار والتواصل بين الأمم»، مشدداً على أن «رؤية 2030 الطموحة تؤكد على أهمية الاستثمار الثقافي لما تختزنه أرض السعودية من إمكاناتٍ هائلة، وثقافةٍ وتاريخٍ وحضارة». وحول واقع الفن في البلاد، قال السناني: «يشهد الواقع الثقافي والفني في السعودية حراكاً مختلفاً منذ سنواتٍ، يتماشى مع التغيير المرتقب، وإتاحة فرص الاستثمار في هذا المجال المهم عبر مهرجاناتٍ وبرامجَ تتفق والحالة الرقمية التي يعيشها العالم». مضيفاً: «الثقافة والفنون من أهم ركائز التحول الوطني للسعودية، لذا تمَّ إدراجهما في رؤية 2030 للإسهام في بناء مجتمعٍ حيوي واقتصادٍ مزدهرٍ ووطنٍ طموح، ومن أبرز ملامح التطور الثقافي في البلاد إنشاءُ الأكاديمية الملكية للفنون».

تابعي المزيد: السناني: انتظروني بشكل جديد ومختلف في العاصوف 3 والزاهرية

 


المحافل العالمية


بينما أكد الفنان محمد الكنهل اهتمام السعودية بجميع أنواع الفنون، وتقديم فنٍّ متميز، «وهذا ما تثبته المشاركات الخارجية للأعمال السعودية في أهم المحافل الدولية والمهرجانات العالمية، سواءً على مستوى السينما، أو المسرح، في دليلٍ على حضور الفن السعودي دولياً، وتطور الفنون في البلاد بجميع أشكالها»، مؤكداً أن «الأعمال السعودية تشارك في الملتقيات العالمية من أجل المنافسة، ونيل الجوائز، وتحقيق مراكز متقدمة»، مبيناً أن «وجود وزارة الثقافة، والهيئات المتخصِّصة لكل فنٍّ تحت مظلتها، وهيئة الترفيه، منح الفن السعودي زخماً كبيراً، وقدَّم دعماً كبيراً لكافة الفنانين والفنانات لإبراز مواهبهم، هذا إضافةً إلى جمعيات الثقافة والفنون». وشدَّد الكنهل على أن «السعودية تعدُّ الآن في مصاف الدول المتقدمة في الفنون المسرحية والسينمائية والموسيقية، إضافةً إلى الفن التشكيلي، والأدب والشعر بدليل نيل أغلب الفنانين السعوديين جوائز قيِّمة وتحقيقهم مراكز متقدمة في المحافل الفنية الدولية».


دعم فني

علي سعيد

 


وتطرَّق علي سعيد، كاتبٌ سينمائي ومخرج، إلى بيئة صناعة الأفلام في السعودية، وعن ذلك قال: «عملت في العام الجاري على فيلمٍ بعنوان «رقم هاتف قديم»، وشاركت به في افتتاح مهرجان أفلام السعودية، كما سيُعرض في مهرجاناتٍ خارجيةٍ عدة، واستطعنا إنجازه بفريق عملٍ سعودي في معظمه، ووسط أجواءٍ فنيةٍ داعمة». مضيفاً: «يشهد الفن ازدهاراً هائلاً في السعودية، خاصةً صناعة الأفلام بعد إطلاق رؤية 2030، وهذه النهضة الفنية الكبيرة لا تنفصل عمَّا تشهده البلاد من تقدمٍ في كل القطاعات».

تابعي المزيد: ماذا قال علي سعيد عن تجربته مع يعقوب الفرحان

 


مكانة السينما

هند محمد

 


أثنت الفنانة هند محمد على المكانة العالية التي وصلت إليها السينما السعودية، مؤكدةً في هذا السياق، أن «قاعات السينما أخذت حيزاً كبيراً، ولم تقتصر فقط على عرض الأفلام المتاحة في دور العرض العالمية، بل ووفرت مساحةً مهمةً لتقديم الأفلام السعودية أيضاً، وهذا يؤكد تطور السينما لدينا، خاصةً أنها تقدم قضايا، تلامس واقعنا، كما تسهم المهرجانات المحلية في استقطاب الممثلين والمخرجين السينمائيين»، وقالت: «في التلفزيون والسينما، نلاحظ تنافساً كبيراً بين الفنانين السعوديين لتقديم الأفضل، وهذا ما يرفع من أسهم الأفلام والمسلسلات السعودية، كما أن للإنتاج دوراً فاعلاً في استقطاب فئةٍ كبيرةٍ من محبي الفن».

وأوضحت هند أن «السينما والدراما لا تقتصران على وجوهٍ معينةٍ فقط في السعودية، كما نشهد تطوراً كبيراً وعملاً مستمراً للوصول للإبداع والتميز في الفن»، مشددةً على أهمية اكتشاف المواهب الشابة، ومنحها الفرصة للبروز، وزيادة الإنتاجية بتقديم أعمالٍ أكثر، ووضع بصمةٍ مؤثرةٍ في كل الأعمال المقبلة، مع التركيز على الأدوار التي تستحق العناء وبذل الجهد.

تابعي المزيد: بدأت بالإذاعة والدبلجة.. لمحات من حياة الفنانة هند محمد في يوم ميلادها

 


البطولة النسائية

نجلاء العبدالله

 


ورأت الفنانة نجلاء العبدالله، أن «الفن السعودي في تقدمٍ مستمر، وتطورٍ سريع، وبإذن الله ستصل أعمالنا إلى العالمية قريباً».

وحول دور المرأة فنياً، قالت: «سعيدةٌ جداً بالدور الكبير الذي تؤديه المرأة في الفن، وبطولاتها في الدراما، ومناقشتها قضاياها الاجتماعية، وإبراز إنجازات النساء في المجتمع، وأشكر دولتنا العظيمة على دعمها الفنانات السعوديات وتقدير الفن ودوره».

 


نقل الثقافات


وبيَّن الفنان مهند الجميلي، أن «السينما منبعٌ لإيصال الثقافات»، مشيراً إلى أن «كل منطقةٍ في السعودية تمتاز بسينما معينة، نتعلَّم منها اللهجة والثقافة، كما تعلَّمنا من السينما المصرية»، وقال: «كنا نتمنى أن تكون لدينا دور عرضٍ سينمائية، والحمد لله تحقق الحلم بعد إطلاق رؤية 2030، التي أسهمت بفكر القيادة الشابة في تغيير واقع الفن السعودي 180 درجة، واليوم نعمل على إيصال رسالتنا وفننا وعاداتنا وتقاليدنا إلى بقية شعوب العالم عبر المشاركات الخارجية، إلى جانب التنافس على جوائزها».

تابعي المزيد: مهند الجميلي يتحدث لـ "سيدتي" عن دوره في "شباب البومب 8" ومفاجآت في الحلقات القادمة


مواكبة الرؤية


وتذكَّر الفنان والكاتب علي إبراهيم، في هذه المناسبة العظيمة، الملحمة الكبرى التي خاضها المؤسِّس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، لتوحيد البلاد، مشيداً بما تنعم به السعودية من أمنٍ واستقرار، مثنياً على ما تشهده من تقدم في كافة المجالات، بما فيها الفن والثقافة.

وحول رأيه في السينما السعودية، قال: «تواكب السينما السعودية ما تشهده البلاد من تطورٍ، خاصةً بعد إطلاق رؤية 2030، فاليوم نرى السينمائيين من كتَّابٍ ومخرجين وممثلين وممثلات، يثبتون وجودهم في المهرجانات والمشاركات الخارجية والمحلية، وقد أسهمت دور السينما، التي افتُتحت أخيراً، في تعزيز الحراك الثقافي والسينمائي بالسعودية، إضافةً إلى تطور التلفزيون، وتنامي تأثيره في المجتمع عبر ما يقدمه من مسلسلاتٍ وبرامج، تتماشى مع لغة العصر وإيقاعه السريع. ولا أنسى هنا دور الإذاعة والفنون التشكيلية والموسيقية، حيث لاحظنا بروزاً للشباب السعودي في مختلف المجالات الفنية والثقافية».

 

علي إبراهيم: اليوم نرى صناع السينما يثبتون وجودهم في المهرجانات والمشاركات الخارجية والمحلية

 


تسارع مذهل


كذلك أثنى حامد عبدالله الحربي، كاتبٌ وسيناريست، على تأثير «رؤية 2030» على الفن في السعودية، مبيناً أن «الفن السعودي من دراما ومسرح، كان يسير بخطواتٍ بطيئةٍ جداً في السنوات الماضية، وبالكاد كنا نرى مسلسلاً، أو مسرحيةً سعوديةً في العام، وتحديداً في شهر رمضان، ليتوقَّف النشاط الفني بعد انتهاء الشهر الكريم، لكنَّ الأوضاع اختلفت تماماً بعد إطلاق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رؤية 2030، إذ أحدثت نقلةً نوعيةً في جميع مؤسسات الدولة، أذهلت العالم، وشملت الفن والفنانين، حيث انطلقت عجلة الإنتاج في البلاد، في المسرح والدراما والسينما، إلى جانب إنشاء منصَّاتٍ إعلامية لعرض أعمالنا، وتقديم مواسم وفعالياتٍ يومية وموسمية لافتة عبر هيئة الترفيه، تفوق في أهميتها ما يقدَّم في دولٍ كثيرة، كانت تسبقنا فنياً، الأمر الذي جعل العالم ينظر إلى السعودية نظرة إعجابٍ، وفتح الباب أمام قدوم أبرز الفنانين إلى بلادنا لإقامة الحفلات، وصناعة الأفلام».


تجارب مختلفة

شيماء الفضل

 


ولفتت الفنانة شيماء الفضل إلى أن هناك اختلافاً في الفرص والدعم الفني، تشهده السعودية حالياً مقارنةً بالماضي، وتابعت: «لاشك أن كل مَن ينتمي إلى المجال الفني والجمهور، يلاحظ التطور الفني الهائل الذي تشهده السعودية اليوم على مستوى السينما والدراما، ويعود السبب وراء ذلك إلى اهتمام الدولة بالفنون»، وقالت: «في السنوات الخمس الماضية كنا نستغرق وقتاً طويلاً لإنتاج عملٍ ما، ومع ذلك كانت الجودة السينمائية دون المستوى المأمول، وهذا ما أفقدَ تجربتي السابقة في السينما كل عناصر النجاح، عكس الحال اليوم، إذ نلمس دعماً كبيراً من الشركات للممثل، ما يحفزه على تقديم أفلامٍ جديرة بالعرض في السينما السعودية والخليجية والعربية، كذلك الحال في التلفزيون، حيث زاد الاهتمام بجودة المنتج والممثل».

وحول رأيها في المهرجانات التي تقام بالسعودية، ذكرت شيماء: «في السابق كنت أضطر إلى السفر للإمارات ومصر ودول أخرى لحضور المهرجانات السينمائية، والاستفادة مما تقدمه من مشاركاتٍ وحوارات، أما اليوم فأصبحت لدينا مهرجاناتنا الخاصة».

تابعي المزيد: كيف علقت شيماء الفضل على فيديو الميراث

 


منافسة شرسة

مروة محمد

 


كشفت الفنانة مروة محمد عن تفاصيل من تجربتها السينمائية الأولى بالقول: «أفتخر بتقديمي عملاً سينمائياً سعودياً مهماً في هذا التوقيت بالذات الذي تشهد فيه البلاد حراكاً سينمائياً كبيراً هدفه الوصول إلى العالمية، وفي سبيل ذلك تحقَّقت قفزةٌ نوعيةٌ في التنفيذ، والنصوص، والإخراج». مضيفةً: «الفن السعودي اليوم على مفترق طرقٍ، خاصةً مع التطور العظيم الذي تشهده البلاد في كافة المجالات، ونشاهد حالياً تقدماً ملحوظاً في الأعمال الدرامية، وهي في طريقها للمنافسة بشراسة مع دولٍ سبقتنا بأشواطٍ فنياً، وبإذن الله سنتجاوزها قريباً»، مثنيةً على فيلم «شمس المعارف»، و«حد الطار» الذي نال جائزةً في مهرجان موريكس دور حيث قدمت بنفسها الجائزة للمخرج عبدالعزيز الشلاحي، لكونها عضوةً في لجنة التحكيم.

وتمنَّت مروة تقديم أعمالٍ مختلفة في السينما والدراما، وأن تضع بصمتها في الفن السعودي، وتلهم الأجيال القادمة.

تابعي المزيد: ماذا قالت مروة محمد في حضور فيلم "ستيلتو"​​​​​​​

 


سوق الإنتاج


طارق ملفي، منتج ومخرجٌ، أوضح أن «الساحة الفنية السعودية تشهد تطوراً مستمراً، خاصةً الأعمال السينمائية، بعد دخول شركاتٍ عالمية في المجال، وتصوير أفلامٍ كاملةً بميزانياتٍ ضخمة في مختلف مناطق البلاد، والتعاون مع شركات محلية».

وعن سوق السينما السعودية، قال: «تضاعفت في الآونة الأخيرة صالات السينما في البلاد، وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي يقدَّم لهذا القطاع، إلا أن السوق ما زال يحتاج إلى سنواتٍ لينضج، ومع ذلك يبقى سوقاً واعداً، وينتظره مستقبلٌ كبير».

وتطرَّق ملفي إلى المبادرات الفنية مؤكداً في هذا الجانب على أن «مهرجانات الأفلام السعودية، مثل مهرجان البحر الأحمر، سحبت البساط من مهرجاناتٍ عربيةٍ عريقة، وتميَّزت بنوعية الأعمال المشاركة فيها»، مؤكداً أن «هذه المهرجانات ستصبح في المستقبل من أهم الأحداث الفنية في الشرق الأوسط، وستفتح الأفق لكل صنَّاع الأفلام في العالم لمشاهدة التطور الفني في السعودية».

وتحدَّث عمَّا يعمل عليه حالياً بالقول: «نعمل الآن في فايف كلرز على عديدٍ من المحتويات الإعلانية والمرئية والمسموعة، وقد قدَّمنا أخيراً فيلم «ذاكرة الشمال»، الذي وجد تفاعلاً واسعاً، خاصةً في الخليج العربي، وهو فيلمٌ وثائقي، عرَّف الجيل الجديد بأحداثٍ مهمة، وقعت في السابق، كما نعمل على فيلمٍ حربي سعودي مميَّز تصويراً وقصة، وهو من الأعمال المكلفة التي تحتاج إلى الدقة والوقت والتنسيق مع الجهات المسؤولة للظهور بأفضل شكل».

تابعي المزيد: المخرج طارق ملفي لـ "سيدتي": هذه المقالب المحذوفة من ركشنة.. وصعوبات الكاميرا الخفية كالسجن​​​​​​​


الاهتمام بالإنتاج

نورة عصر

 


وأشادت الفنانة نورة عصر باهتمام منصَّات العرض بالإنتاجات السعودية، كاشفةً عن أن «أكبر منصَّات العرض والقنوات المختصَّة، تهتمُّ اليوم بالأعمال السعودية، وهذا ما زاد من الإنتاجات الفنية لدينا، مع تقديمها بجودةٍ عالية، إلى جانب التنويع في قصصها».

وأكدت على أهمية التعاون، عربياً ودولياً، للوصول إلى مستقبلٍ فني مشرق، لاسيما مع الحركة الكبيرة في المشهد السينمائي والدرامي السعودي.

 


الدراسة الأكاديمية


من جانبه، شدَّد طارق المقاطي، مخرج ومنتج ومختص في الإتصال السينمائي، على أهمية دراسة السينما أكاديمياً، موضحاً أن «السعودية اليوم من أهم دول المنطقة في الإنتاج السينمائي، وهذا سببه الجدية والسرعة في تطوير البنية التحتية اللازمة، ووضع الأنظمة والقوانين الداعمة، والانفتاح على كل الأفكار، خاصةً الجديدة التي تخدم نمو هذه الصناعة»، وقال: «الاعتقاد السائد محلياً وعالمياً بأن السعودية لم تبدأ جهودها السينمائية إلا عام 2017 عندما تمَّ الإعلان عن السماح بعودة النشاط السينمائي إلى البلاد اعتقادٌ خاطئ، إذ بدأت هذه العودة فعلياً عام 2012 حينما سمحت بدراسة تخصُّصات صناعة الأفلام في برنامج الابتعاث، الذي كنت من أوائل المستفيدين منه».

مثنياً على إنشاء عديد من الهيئات الداعمة للفنون، منها هيئة الأفلام، بدعمٍ من وزير الثقافة بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، لافتاً إلى أن «الهيئة بدأت عملها بشكلٍ قوي عن طريق توقيع عديدٍ من اتفاقيات التفاهم مع كبرى المؤسسات التعليمية في العالم من أجل تقديم برامج تعليمية متخصِّصة، وإتاحة الفرصة لكل الراغبين والمهتمين بالدخول في هذه الصناعة».

وقال المقاطي: «كوني أحد المتخصِّصين في صناعة الأفلام، أرى أن تلك البرامج والاتفاقيات من أهم الخطوات في سبيل خلق سوقٍ سينمائية حقيقية وواعدة، ومن منبر «سيدتي» أوجّه رسالةً لجميع المهتمين بصناعة الأفلام بأن يستفيدوا من هذه الفُرص كون الصناعة السينمائية لا تزال في مراحلها المبكرة في مملكتنا الحبيبة».

وأكد على أنه «من المهم جداً إدراك الفرق بين البرامج والأنشطة والدورات من جهة، والدراسة الفعلية للتخصُّص من جهةٍ أخرى، فلا تكفي دورةٌ تدريبية، أو دورتان للوصول إلى فهمٍ أعمق لكيفية عمل هذه الصناعة، لذا وُجِدَت عديدٌ من برامج الابتعاث الداعمة لدراسة التخصَّص، على رأسها برنامج الابتعاث الثقافي المقدَّم من وزارة الثقافة، وكلي أملٌ بأن يكون هناك تفعيلٌ أكبر لدور الدارسين والمتخصِّصين والمساعدة بكل ما يتعلَّق بإنجاح وتأسيس صناعة أفلامٍ سبَّاقة وسوقٍ سينمائيةٍ رائدة».

تابعي المزيد: المخرج طارق المقاطي لـ"سيدتي": هناك ضعف في الأعمال السينمائية السعودية​​​​​​​​​​​​​​

 

طارق المقاطي: أملٌ بأن يكون هناك تفعيلٌ أكبر لدور الدارسين والمتخصِّصين

 


هيئات حكومية


أما الفنان خالد الحربي، فشدَّد على أهمية دور هيئات وزارة الثقافة في تقديم إنتاجٍ محلي هادف، وقال: «رؤية 2030 أنصفت الفنون التي ظُلمت سنواتٍ طويلة، لإيمان الدولة، وقائد نهضتها الحديثة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، بأن الفنون من أهم روافد القوى الناعمة لأي مجتمعٍ، لذا قامت وزارة الثقافة بإنشاء الهيئات المختصَّة بالمسرح والفنون الأدائية، والأفلام، والموسيقى، والفنون البصرية، وسعت تلك الهيئات إلى تطوير القطاع الخاص بها عن طريق المبادرات والأنشطة والابتعاث والدورات، ما أسهم في خلق أجيالٍ عاملة في القطاع وأخرى متذوقة له، ولا يمكن أن نغفل دور هيئة الترفيه في نشر الفنون خلال السنوات الماضية بإطلاق المواسم الترفيهية في جميع أنحاء البلاد حتى أصبح مقصداً لأهم فناني الوطن العربي والعالم». وأضاف: «إذا تناولنا قطاع الأفلام على سبيل المثال، سنرى أن الدولة قد أقرَّت وجود دور عرضٍ سينمائية، ما أتاح افتتاح صالاتٍ في مختلف المدن عبر شركاتٍ عالمية وعربية ومحلية، ففي خلال فترةٍ قصيرةٍ شاهدنا على الشاشة الكبيرة أفلاماً مثل «شمس المعارف»، «حد الطار»، «بلال»، «مهمة مش مهمة»، «أبطال»، وأخيراً «90 يوم»، و«سكة طويلة». أما الإنجاز الأكبر من وجهة نظري، فهو هذا العدد الهائل من شبابنا الذي بدأ في المشاركة بتنفيذ تلك الأعمال، وهذا نتيجة ما توليه الدولة من اهتمامٍ بتدريبهم على كافة وظائف الصناعة السينمائية». واختتم حديثه بالقول: «ونحن نحتفل بمرور 92 عاماً على توحيد المملكة العربية السعودية، أقول إننا على الطريق الصحيح لتطوير قطاع الفنون، وأتوقَّع خلال سنواتٍ قليلة أن يشهد لنا الجميع بدورٍ ريادي في أغلب المجالات الفنية».

تابعي المزيد: خالد الحربي لـ"سيدتي": فيلم "90 يوم" فكرة الماجستير وعمرها 15 عاماً​​​​​​​


إنجازات سعودية

سماح زيدان

 


وتطرقت سماح زيدان، ممثلة، بالحديث عن إنجازات السينمائيين في السعودية، وقالت: «للفن أولوية في رؤية 2030 بمساعٍ جادة من الكتّاب والفنانين والمخرجين لتقديم أعمال سينمائية وتلفزيونية تنافس على المستوى العربي والدولي، فخلال السنوات القليلة الماضية وصل العديد من الأفلام السعودية للعالمية، وشاركت في مهرجانات كان السينمائي، وأيام قرطاج، والرباط الدولي للفيلم، ومهرجان القاهرة الدولي للسينما، وحصلت على كثير من الجوائز المتنوعة، وهو ما يؤكد أن السينما السعودية سيكون لها مكانتها الكبيرة على الساحة الدولية في السنوات المقبلة، بعد أن أثبتت حضورها القوي على مدار السنوات الماضية، وهناك إشارة أيضاً تتمثل في وجود العديد من المخرجات السعوديات، وحصلن على جوائز في مهرجانات عدة، وهي إشارة جيدة بشأن مشاركة وتمكين المرأة في صناعة السينما والتلفزيون، وأطمح إلى تقديم أعمال فنية عربية قيّمة تجسد واقعنا بثقافاته الغنية ومتغيراته وتعقيداته وسرعة تطوره وتنافس عالمياً».

تابعي المزيد: بالصور.. سماح زيدان في جامع الشيخ زايد الكبير​​​​​​​

 


ترسيخ الحضور


وشاركنا بدر الحمود، مخرج وكاتب سينمائي، عن رؤيته للسينما السعودية، قائلاً: «في الواقع كان عام 2022 على مستوى صناعة السينما حول العالم محصلة طبيعية لتداعيات أزمة كورونا التي ضربت جميع القطاعات، بما فيها قطاع الإنتاج السينمائي، الذي خسر خلال عامين الكثير من الأموال، وقد عوّض بعض الأعمال تلك الخسائر بشكل جزئي، وقد رحّلت الشركات المنتجة مواعيد عرض أغلب الأعمال السينمائية البارزة إلى عام 2022، أملًا في تحسن الأوضاع وعودة الحياة إلى ما قبل فيروس كورونا، وبالتالي انعكس ذلك بشكل كبير على الأعمال السينمائية التي ظهرت هذا العام من حيث الكم (رصدت ما يقرب من 1250 فيلماً ومسلسلاً تم عرضها في النصف الأول من هذا العام عربياً وعالمياً)، لكن اللافت أن المستوى الفني لتلك الأعمال لم يكن على قدر هذا الكم، ولم يأتِ متناسباً مع حالة الجمود التي حدثت في هذا القطاع على مدار العامين الماضيين، وللأسف الكثير من الأعمال التي حصلت على جوائز هذا العام في المهرجانات العالمية لم يُتح عرضها جماهيرياً حتى الآن، كما غاب كبار صناع الأفلام عن المشهد السينمائي خلال هذا العام والعامين المنقضيين. وأنا على ثقة بأن السعودية على الصعيد السينمائي ستتحول قريباً إلى حاضنة جديدة في الشرق، وذلك يعود في المقام الأول إلى الرعاية التي توليها الدولة للفن عموماً، ولموقعه المتقدم في منظومة الثقافة. وإذا كانت الدولة توفر السياق الملائم وتقدّم الرعاية اللازمة لخلق مناخ فني مزدهر، فالدور المتبقي سيكون على المبدعين الذين من المفترض أن يواكبوا هذا العطاء بتقديم أفضل ما لديهم. وقد أنجزتُ، وفريق عملي، تجربة سينمائية وثائقية مهمة، تحت عنوان «انسياب» سنكشف عنها قريباً، ونتفاوض حالياً لعرضها عبر إحدى المنصات الرقمية العالمية، فهي تجربة ملهمة على المستوى الإنساني، ولهذا لها مكانة خاصة، وبالنسبة لمشاريعي السينمائية المستقبلية، أجهز لأول عمل روائي من إخراجي، وأتمنى أن يكون بداية موفقة لمشاريع روائية مستقبلياً».

 

بدر الحمود: السعودية على الصعيد السينمائي ستتحول قريباً إلى حاضنة جديدة في الشرق

 

 


تابعي المزيد: الفنان علي إبراهيم يجري عملية قسطرة ورواد "السوشيال ميديا" يتفاعلون