دونيا كاورد Donya Coward تبتكر منحوتات حيوانات نسيجية لحفظ تراث التطريز والمنسوجات العتيقة

إبداعات نسيجية
أعمال إبداعية نسيجية تراثية

رغما عن التكنولوجيا وتوغلها في مختلف مناحى الحياة وتجاسرها حتى على أرقى الفنون، وإقحامها وإقتحامها مختلف مجالات الإبداع، تظل الحرف التقليدية اليدوية ذات الطابع التراثي على قمة قائمة الإبداع الفني ذو المكانة المميزة والقيمة الفريدة، فما زالت تحتفظ بقيمتها وزخمها لدى ثُلة من الحرفيين المخلصين والهواة المبدعين والفنانين أصحاب الذوق الرفيع.

• فنانة متحمسة لقيمة الحرف التراثية

*
أحد هؤلاء المخلصين المتحمسين والمحافظين والداعمين لفكرة وقيمة الحرف التراثية دونيا كاورد Donya Coward، فباستخدام الكروشيه والتريكو مع المواد القديمة والمعاد تدويرها، والأقمشة المعاد صياغتها، تجمع مصممة المنسوجات Donya Coward بين المواد الحرفية التقليدية والتقنيات البدائية لإنشاء قطع معاصرة. وبينما تبني تصاميمها على قواعد التحنيط والصيد التقليدية ، فإن عملها "يدور حول الحفاظ على المنسوجات بقدر ما يتعلق بأشكال الحيوانات التي يتم تقليدها".
تعد التحف الأثرية، والأيقونات التاريخية، والطقوس الفنية الكاثوليكية، والمنحوتات الحجرية من حركة النهضة في العصور الوسطى ،والطبيعة مصدر إلهام لدونيا حيث الفولكلور الزهري ، فاللوحات الإليزابيثية ، والمهرجانات المقنعة من جميع أنحاء العالم ، إضافة إلى البساطة وما تخلفه الشعوب الأخرى من آثار نسيجية أو فنية تزينية تعتبرها كنزها الذهبي.

• محنطة نسيج

+
حسب موقع designwrld.com، Donya Coward هي فنانة نسيج مقيمة في نوتنغهام ، إنجلترا ، تصنع منحوتات رائعة من تحنيط النسيج، وهي تشير إلى نفسها بـ "محنطة نسيج" ، حيث تتعامل مع تقنيات الحرف اليدوية بمهارة، وتفك شفرات صناعة الأربطة العتيقة والتراثية، حتى تصل للمطرزات التقليدية الفرنسية الفيكتورية بدقتها المعروفة، مستعينة بمواد الخردوات و خامات الإكسسوارات المكملة لتضفي مظهرًا حيًا على محنطاتها الرائعة من الحيوانات التي تنحتها نسيجيًا بطريقة احترافية. من تماثيل الكلاب القائمة بذاتها إلى تماثيل الحيوانات النصفية المركبة إلى اللافتات المعقدة بشكل لا يصدق ، على أن عمل Donya مذهل للغاية، واللافت به شغفها الكبير بالطراز الفيكتوري ورسومات التشريح من القرن التاسع عشر وكيفية تجميع الخامات والمكونات فى منحوتة متجانسة، كما يظهر شغفها بالألوان الصريحة والواضحة وأنماط التطريز الكبيرة والجريئة بتفاصيلها المدغمة والظاهرة .

تابعي المزيد: حيوانات هولي جورتين Holly Guertin الملبدة الضبابية المصنوعة من الصوف

• ولع شديد بالكلاب


حسب صفحتها الرسمية عبر الفيس بوك، لا تخفي دونيا ولعها الشديد بالكلاب، فهي مفتونة بعالم هذه الكائنات من ذوات الأربع، وما يحيط به من سحر ونبل ووفاء وأخلاق تدعو للدهشة والإعجاب. ويظهر اهتمام دونيا بكلابها عبر العديد من الصور واللقطات التي جسدت ولائها لهم وعشقها لعالمهم والفولكلور الحيواني الطقسي الذي يحيط بهم في أعمالها النسيجية، وقد ابتكرت بفن النسيج رؤوسًا للكلاب ولافتات تظهر مختلف السلالات، كما أنها لم تكتفي بذلك بل وصنعت أيضًا حيوانات أخرى مثل الحمير الوحشية والعقعق وغيرها حيث تظهر كل قطعة فريدة تمامًا.

• تستلهم في عملها عمق الزمن


ينصب تركيز عمل دونا حسب موقع design-milk.co، على الحفاظ على مواد التطريز الإبداعية بقدر ما هو حول أشكال الحيوانات التي يتم تقليدها. وقد تستغرق كل قطعة تصممها ما بين أربعة وثمانية أسابيع حتى تكتمل.
تستلهم فنانة النسيج المتحمسة في عملها كثير من التفاصيل من عمق الزمن، والتي لا تخرجها من العيوب التي ألمّت بها، فالمواد القديمة وما يثيره التاريخ المتأصل في عمر كل منها، يمثل حالة من النوستالجيا المدهشة لديها، ولهذا السبب اختارت عدم استخدام الأقمشة الحديثة نسبيًا، كما أنها لا تجنح لإزالة حتى البقع والتمزقات، ولا تعمد للقيام بأي إصلاحات نسيجية كأن تغير شكل وهيئة العلامات التي تحدث بسبب العمر مثل علامات الدبابيس الصدئة أو آثار التبييض ، بل تترك القطعة كما هي بهيئتها التي قد تبدو بالية أو قديمة والذي يضيف طابعًا مميزًا إلى ألوان وعلامات شكل حيواناتها المحنطة..
ترى دونيا أنه من الهام جدًا رفع مستوى الحرفية والمهارات التي كانت سائدة في الأيام الماضية والحفاظ عليها ومنح من يقومون بها أو يعملون عليها هوية جديدة. فمنذ تخرجها من جامعة نوتنغهام ترنت في عام 2004 ، كانت دونيا تقوم ببناء ممارسة وطنية ودولية تعني بالحفاظ على الحرف التراثية ، وهي تبحث بانتظام عن المواد التي يمكن العمل عليها وتكريسها فى محتواها الإبداعي، حيث تجد أن طبيعة العمل بشكل كبير تعتمد على شكل وهيئة المواد وقد يستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على القطعة الصحيحة التي تكمل شخصية الحيوان.
المواد المفضلة لدي دونيا هي زخارف الدانتيل والجيبر الفيكتورية والتي تعمل عليها بنظام الأبليك، وقد كانت تلك الخامات شائعة في عهد الملكة فيكتوريا الأخير ، إلا أن هذه المواد أصبحت نادرة ويصعب العثور عليها ، ولكن عندما يتم تزيينها معًا ، فإنها "ببساطة تتألق وتذهلك بجودة الحرفية التي دخلت فيها لصنعهم."
شاركت دونيا منحوتاتها ومعروضاتها في العديد من صالات العرض في جميع أنحاء بريطانيا ، وباعت قطعًا في Anthropologie و Paul Smith وعرضت مؤخرًا أعمالها في Tent London (جزء من مهرجان لندن للتصميم).

تابعي المزيد: باربرا فرانك Barbara franc تستلهم قوة الطبيعة الخارقة في الحيوان عبر إعادة التدوير