جمعيات باريسية تسعى لمنع الأطفال من ركوب الخيول والحمير.. ما القصّة؟

باريس
1باريس
باريس
باريس
باريس
باريس
2 صور

الحدائق في باريس كثيرة وجميلة ومنتشرة في كل أحياء المدينة السّاحرة، ومن أشهرها حديقة "اللوكسمبورغ" في قلب الحي اللاتيني على بعد أمتار من جامعة "السوربون" العريقة . وهذه الحدائق الغنّاء متعة للناظرين بأشجارها الباسقة الخضراء وأزهارها التي تشرح النفس وتريحها . يؤمّها الناس للنزهة و للترويح عن النّفس والجلوس والتأمّل، ويختارها البعض عندما يكون الطقس جميلا للمطالعة والإسترخاء ،وبها أرائك لكبار السن ومسالك لمن يرغب في ممارسة رياضة المشي ،ويصطفيها بعض المحبين في جلسات رومنسية رائقة ، ويجد الأطفال فيها فسحة للهو والمرح. والطريف انّ ساعات فتحها للعموم وغلقها ليست محددة بوقت معلوم ، بل إنّ فتحها في الفصول الأربعة يكون مع طلوع الشمس وغلقها يحين مع غروبها. وبلدية باريس هي المشرفة على كل حدائق المدينة وتدير كلّ شؤونها.وترأس "آن هيدالغو " حاليا بلدية باريس ،فهي عمدة العاصمة الفرنسية وقد ترشحت باسم الحزب الاشتراكي لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات الاخيرة ولكنها لم تفز.

جولات ترفيهية

ومن بين مجالات الترفيه التي توفّرها بعض هذه الحدائق للأطفال (بمقابل) جولات على ظهور الحمير أو الخيول القصيرة، وهي فصيلة معروفة. و إذا كانت هذه الجولات تُسعد الأطفال ، وأكثرهم لم يروا حماراً إلا في الصور أو في السينما أو في التلفزيون، لذا تتواجد منظمات وجمعيات الرفق بالحيوان ـ وهي كثيرة وتحظى بشعبية لدى النّاس ـ تدعو منذ مدة بلدية باريس (باعتبار أنّ الحدائق العامّة تحت إشرافها) إلى إنهاء مثل هذه الجولات على ظهور الحمير والخيول القصيرة، وهي ترى أنّ استغلال هذه الحيوانات في هذا النشاط مؤلم لها وليس فيه رفق بها. علما وأن هناك مؤسسات صغرى خاصة هي التي تملك هذه الحيوانات وتهتم بها وتجلبها كل صباح من اصطبلاتها وتعود بها في المساءولها طبعا نصيب من مرابيح تأجيرها للأطفال داخل الحدائق.

تقارير

 

احتجاجات


توالت العرائض بل وتم إعداد تقرير ب30 صفحة لإبراز معاناة هذه الحيوانات من هذا العمل المضني، إذ يقع استعمالها كل يوم على امتداد ثلاث عشرة ساعة في الحر والقرّ، و لاتجد هذه الحيوانات دائماً متوفراً لها الماء والعلف عندما تحتاجه لها، و لا تأخذ نصيباً من الرّاحة ،ثم أحياناً يركب الحمارالعديد من الأطفال في نفس الوقت فوق ظهورها فيثقل عليها الحمل.

ـ وحسب ما أوردته جريدة "الباريزيان" اليومية ـ انتظمت وقفة احتجاجيّة أمام حديقة "مانصو" في الدائرة الثامنة في باريس، ضمّت جمعيات الرفق بالحيوان، رفعت خلالها شعارات تطالب بلدية باريس بإنهاء استعمال الحمير والخيول الصغيرة الحجم في النزهات والجولات للأطفال على ظهورها داخل الحدائق . ومن بين الحجج المقدمة أن ركوب الأطفال ظهور الحمير والخيول يعطي انطباعاً للطفل بأنّ الحيوان لعبة. علماً وأنّ هناك طبعاً من يعارض مواقف هذه الجمعيات ويرفضها ويسخر منها ،ولكن هناك أيضا الكثير من يؤيّدها ويناصر مواقفها .