الجريش زاد الأسفار والمقشوش حلوى شتاء حائل

المقشوش
طبق حلوى المقشوش
الجريش من إعداد الشيف ضحى
طبق الجريش من إعداد الشيف ضحى
المقشوش
الجريش من إعداد الشيف ضحى
2 صور

لم يكن مفاجئاً أن يصبح كل من الجريش والمقشوش أطباق وطنية،ضمن مبادرة هيئة فنون الطهي "روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق"الرامية إلى حصر وتصنيف الأطباق المحلية الشهيرة ذات الارتباط الوثيق بالهوية السعودية ،والتعريف بها إقليمياً ودولياً، ودعمها محلياً عبر العديد من الأنشطة والفعاليات والمسابقات وورش العمل التي تستهدف جميع شرائح المجتمع كنوع من الوفاء لهذه الأطباق التي أصبحت جزء من ثقافة وحضارة السعودية، فتناول أي منها يعد تجربة ثرية وله معاني ثقافية كثيرة.

الجريش زاد الأسفار الطويلة

إن اختيار هيئة فنون الطهي على الجريش، لم يكن إلا احتفاءً بأحد أصناف المأكولات التي ابتكرها الأجداد لتكون لهم زاداً في الأسفار الطويلة التي اشتهر بها سكان الجزيرة العربية في سالف العصور، في رحلة البحث عن الكلأ، وهذا السفر الطويل دفعهم إلى التفكير في أطعمة ذات مواصفات خاصة تلائم البيئة، وتُعين على تجاوز الصعاب وكثرة الترحال، ومع مضي الأيام أصبح الجريش ملازماً لموائد مناسبات سكان الجزيرة العربية وخاصة المناسبات السعيدة.
وجاء ذكر الجريش في كتب التراث العرب،ي من خلال الإشارة إلى نساء الجزيرة العربية عندما يطحنّ القمح يدوياً باستخدام "المجرشة الخشنة" التي تعمل على تجريش الحبوب.

المقشوش حلوى الشتاء

ولتحمل برودة الشتاء ابتكر أهالي حائل حلوى المقشوش الفريدة، لتكون معيناً لهم على تحمل موجات البرد القارس بفضل مكوناتها وقيمتها الغذائية العالية ولتصبح ضيف أساسي على مجالس الكرم التي اشتهر بها سكان الجزيرة، فالكرم أحد الأخلاق الكريمة التي كانت ملازمة لأجدادنا وبها تميزوا عن باقي الشعوب الأخرى وعلموها لكل سكان الكرة الأرضية،وتعد وجبة "المقشُوشْ" من الأطباق ذات الانتشار الواسع في أجزاء من السعودية ،وكان لها ذكر تاريخي خلال فترة (1238 - 1309هـ / 1823 - 1891م)، حيث ذُكر بأنها من الأطعمة التقليدية والمُحببة في وسط الجزيرة العربية.والمقشوش عبارة عن أرغفة صغيرة من دقيق الحنطة ، ويضاف إليها السمن مع العسل أو الدبس أو السكر وتقدم عادة في أو وقت مع القهوة والشاي و كما تقدم كثيراً كوجبة إفطار، بالإضافة إلى ارتباطها ببرودة الجو، ونزول الأمطار..


 ارتباط  أطباق بالهوية الثقافية السعودية

تمثل مبادرة هيئة فنون الطهي "روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق"،جانباً من جهود هيئة فنون الطهي، لتحقيق مستهدفات وزارة الثقافة في مشروع النهوض بالقطاع الثقافي السعودي، والمتوائمة مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في جوانبها الثقافية والاجتماعية والتنموية. ويأتي استثمار القيمة الرمزية للأطباق السعودية المُختارة، كواحداً من أهداف المبادرة التي امتد نطاقها إلى مناطق المملكة البالغة ثلاث عشرة، وجرى خلالها تحديد الأطباق ذات الارتباط بالهوية الثقافية السعودية، بهدف الاحتفاء بها، وتوثيق وصفاتها، وتصديرها من خلال برامج ومحفزات تنافسية لاستثمار مكونات الطبق السعودي.وخضع اختيار طبقي "الجريش" و"المقشوش" لمعايير دقيقة تتضمن مستوى حضور الطبق في التراث والثقافة، واتسامه بالطابع المحلي، وفرصه الاقتصادية، وحصريته، وسهولة تحضيره، إضافةً إلى اتساع انتشاره الجغرافي، وارتفاع جاذبيته المحلية. وقد تم اعتمادهما واختيارهما وفق مراحل دراسة وتقييم من قِبل لجان مختصة وبالشراكة مع الجهات ذات العلاقة، وفي مقدمتها إمارات المناطق.

العوائد الاقتصادية للجريش والمقشوش

تسعى مبادرة "روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق"، إلى استثمار القيمة الرمزية لطبقي "الجريش" و"المقشوش" ، إلى جانب تقديم "الطبق الوطني" في جميع المنافذ التي تستقبل زوار المملكة، مع ما يرتبط بذلك من نمو العائد الاقتصادي للمجالات المرتبطة بهذين الطبقين، سواءً في التحضير أو الإعداد والتقديم، أو استثمار مكوناتهما، أو تنمية القوى العاملة في الصناعات المرتبطة بهما، في سياق جهود الهيئة لتعزيز حضور المطبخ السعودي وتنميته ورفع مستوى تأثيره الثقافي والاقتصادي داخل وخارج المملكة.
وإلى جانب اعتماد طبقي "الجريش" و"المقشوش" رسمياً، فإن هيئة فنون الطهي ستواصل العمل من خلال مبادرة "روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق" على دراسة الأطباق الخاصة بكل منطقة من مناطق المملكة على حدة، بالتنسيق مع إمارات المناطق والمختصين في كل منطقة، بهدف اختيار طبق وطني واحد لكل منطقة، ووفق معايير تضمن بأن الطبق المُختار يُعبّر عن هوية المنطقة وتراثها وثقافتها تعبيراً دقيقاً.