راقصة الباليه والمدربة الكويتية سارة الحمود: لنتمسك بطموحاتنا..فوحده الخوف يعيق تقدم الإنسان

راقصة الباليه والمدربة الكويتية سارة الحمود
راقصة الباليه والمدربة الكويتية سارة الحمود

تجمع في شخصيتها ثقافتين مختلفتين، فوالدها كويتي ووالدتها مكسيكية الجنسية، ما منحها المزيد من الحضور والتألق، تخرَّجت في مدرسة جوفري للباليه، إحدى أعرق مدارس التدريب على الرقص في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ قدَّمت أفضل وأشهر الراقصين والراقصات في العالم. تطمحُ إلى تغيير الصورة النمطية حول الرقص في الكويت والعالم العربي، وحث المهتمين بهذا الفن، لا سيما الفتيات، على عدم الخوف من دخول المجال، والتمسُّك بشغفهن، لأن الرقص من منظورها مصدر راحةٍ وسعادة. مظهرها الأنيق، وذوقها المميَّز في الأزياء، جعلاها محط أنظار مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ما فتح أمامها بابَ شغفٍ جديداً. ترى في نفسها مزيجاً من كل شيء، وتؤكد أنها حالمةٌ إلى أقصى حدٍّ، فلا يغرُّها ما حققته حتى اليوم، إذ لا يزال في جعبتها كثيرٌ من المفاجآت. راقصة الباليه الكويتية سارة الحمود، ضيفة غلاف مجلة «سيدتي» لهذا العدد، لتطلعنا على عالمها الجميل بكل تفاصيله.


تنسيق | زهراء الخالدي Zahra AlKhaldi
حوار | عبير بو حمدان Abeer Bu Hamdan
تصوير | عادل جاويد Adel Javed
اخراج ابداعي وتنسيق مظهر | جمانة صوفي Joumana Soufi
تصفيف شعر ومكياج | علي عون Ali Aoun
أزياء | هارفي نيكلز الكويت Harvey Nichols Kuwait

 

تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2187 من مجلة سيدتي

 

 

راقصة الباليه والمدربة الكويتية سارة الحمود




دخلتِ مجال رقص الباليه في سن الرابعة، مَن ساعدك ووجَّهكِ لاختيار التخصُّص؟
حقيقةً لم أختر المجال بنفسي، إذ كان عمري أربعة أعوامٍ فقط حينما أخذتني والدتي إلى صفوف الباليه، وصراحةً لم أكن أستمتع به كثيراً في ذلك الوقت، لكنَّ الوضع تغيَّر كلياً بعد عامين، وتحديداً بعد أن أخذتني إحدى صديقات أمي لمشاهدة عروض الباليه، حيث وقعتُ في حب هذا الرقص، وأصبح حلمي.
ما التحديات والصعوبات التي واجهتكِ لتحقيق هذا الحلم؟
بما أن معظم فترة طفولتي تمحورت حول الرقص وفنون الأداء، لذا لم يكن لدي وقتٌ، أو قدرةٌ على فعل أشياءٍ أخرى كثيرة، وهذا لا يعني أنني لم أهتم بها، لكنني كنت سعيدةً جداً بفعلي ما أحب بشكلٍ دائم. رداً على هذا السؤال، يمكنني التأكيد أن الصعوبة تكمن في مدى تنافسية الرقص، وقد واجهت ذلك فعلياً وبشكل كبير خلال مسيرتي المهنية، كذلك أصبت لفترةٍ بألمٍ في ركبتي اليمنى، وبوتر أخيل، الأمر الذي أدَّى إلى تراجعي قليلاً في مسيرتي المهنية.

 

 

راقصة الباليه والمدربة الكويتية سارة الحمود

 

قليل من الرقص يمنحني كثيراً من الفرح..لأنه شكل من أشكال التعبير عن الذات

 


من هواية إلى مهنة
هل تعدِّين الرقص هوايةً أم مهنةً أم مصدرَ راحةٍ نفسية؟

الثلاثة معاً. لطالما كان الرقص بالنسبة لي شكلاً من أشكال التعبير، وإراحة التفكير والذات، فالقليل جداً منه يمنحني قدراً كبيراً من الراحة والفرح، خاصةً عندما أتشاركه مع فنانين آخرين. يمكنني القول إنه بدأ معي بوصفه هوايةً، ليتحوَّل بعدها إلى مهنة، وحالياً يقع بين الاثنين.
أنشأتِ أخيراً مدرستكِ الخاصة بالرقص في الكويت، ما تطلعاتكِ منها، وكيف مكَّنتكِ خلفيتكِ في الباليه في إحدى أعرق مدارس الرقص بالعالم من بناء هذه التصوُّرات؟
صحيح، افتتحت أخيراً معهد الفنون الأدائية IPA في الكويت، وهو بالنسبة لي حلمٌ وتحقَّق، ومتحمسةٌ جداً حيال ذلك. أشعر بأن هذا المكان يقوم على كثيرٍ من إمكانات النمو، ولا أطيق انتظاراً لرؤية جميع الفرص التدريبية التي سيتيحها لطلابه. في يومٍ من الأيام، كنت طالبةً في مدرسة جوفري للباليه بمدينة نيويورك الأمريكية، وكنت أتدرَّب وأكتسب الخبرات يومياً، ووجودي فيها كوَّن شخصيتي وأسلوبي من خلال التمرُّن مع أشهر وأفضل الفنانين. مع IPA أريد أن أقدم تدريباً بالمستوى العالي والاحترافي نفسه للطلاب والطالبات في الكويت.

إرث غني
من خلال تجربتكِ، هل ترين أن مجتمعاتنا ما زالت غير مستعدةٍ لقبول حرية الرقص؟

الشرق الأوسط في اعتقادي يملك إرثاً غنياً فيما يتعلَّق بالفنون، وأؤمن بأن شعوبه تتجه لتصبح أكثر قبولاً لفن الرقص، مثله مثل كل الفنون الأخرى.
ما الهدف أو الرسالة التي تريدين إيصالها من خلال الرقص؟
الرقص بالنسبة لي يعني الحرية، والإحساس العالي، والفرح، وهذا ما أحبُّ تقديمه لكل مَن يشاهد رقصي.
ما الذي يتطلَّبه الأمر للاستمرار والنجاح في هذا المجال؟
أهمُّ ما يجب أن يتوافر لدى الشخص لينجح في أي عملٍ، وليس فقط الرقص، الشغفُ الكبير، والانضباطُ الذاتي، والجوعُ للتعلُّم، والكثيرُ من الحب لما تفعله، والرقص مثل أي مجالٍ آخر عليك أن تمنحه كل هذه العناصر لتتقدم وتنمو وتنجح.
هل هناك قواعد صارمةٌ للرقص تجعلكِ تشعرين بالإرهاق أحياناً؟
إنه شكلٌ من أشكال الفن، ويتطلَّب جهداً بدنياً عالياً، ويؤثر في الجسم. عندما كان عمري 17 عاماً، عانيت بشدةٍ من آلامٍ في ركبتي، وفي وتر أخيل، كما أسلفت، واضطررت إلى الابتعاد عن الرقص فترةً طويلة لحين التعافي، لذا أعدُّ هذا أصعب جزءٍ بالنسبة لي.
مَن الراقصون أو الراقصات الذين يُلهمونك؟
هذا سؤالٌ صعبٌ جداً. في الواقع هناك عديدٌ من الراقصين والراقصات الذين نشأت على مشاهدتهم، وتعلَّمت منهم الكثير، وإذا كان عليَّ أن أجيب عن هذا السؤال، فسأقول ميخائيل باريشنيكوف، وسيلفي جويلم، وأليساندرا فيري.

 

 

راقصة الباليه والمدربة الكويتية سارة الحمود


النظام الغذائي
هل يحتاج الراقصون إلى نظامٍ غذائي معيَّن للحفاظ على لياقتهم؟

كما هو الحال في أي رياضةٍ، يجب أن تكون مُزوَّداً بالطاقة لتقدم أفضل أداءٍ، فأنت تحرق كثيراً من السعرات الحرارية، وتحتاج للتأكد من أنك تعوِّضها بشكلٍ صحيح.
ما الأغنية التي تحبين الرقص على إيقاعها؟
في الواقع، ليست هناك أغنيةٌ محددةٌ أحبُّ الرقص على إيقاعها، وأعتقد أنني أستطيع الرقص على وقع كل شيءٍ تقريباً. فقط أعطوني إيقاعاً جيداً.
جينات مختلفة
قلتِ سابقاً إنكِ خليطٌ من الجينات العرقية، كيف ذلك؟

نعم بالفعل، فوالدي كويتي، وأمي مكسيكية، وأنا وُلِدت في سنغافورة، وعشتُ بين لندن ونيويورك والكويت، لذا أشعر نوعاً ما وكأنني «سلطةٌ» من الأعراق، أو بعبارةٍ أخرى مزيجٌ من أشياء كثيرة.
حالياً، هل تقيمين بشكلٍ دائمٍ في الكويت؟
نعم، أنا مستقرةٌ حالياً في الكويت مع عائلتي. لقد شعرنا جميعاً برغبةٍ في العودة في الأعوام القليلة الماضية، ويسعدني كثيراً أن تكون هذه قاعدتي ومقري في الوقت الجاري.
كونكِ لا تتحدثين العربية بشكلٍ جيد، هل يعيقكِ هذا الأمر عند التواصل مع الآخرين، لا سيما أنكِ عدتِ للعيش في بلدٍ عربي هو الكويت؟
أنا أفهم اللغة العربية جيداً، لكنني لا أتحدثها بطلاقة. هذا الأمر لا يعيقني اجتماعياً، وإنما أواجه عوائق في العمل، ومع ذلك، أحاول التحدُّث بشكلٍ أفضل، وقد أسهم وجود الأصدقاء والعائلة من حولي، ودعمهم لي في تجاوزي كثيراً من المواقف، وتحسين لغتي العربية.
ومن الأجواء الفنية أيضاً نختار لك لقاء خاص مع الفنانة فاطمة كازروني

 

راقصة الباليه والمدربة الكويتية سارة الحمود


افتتاح معهد الفنون الأدائية IPA كان حلماً وتحقق خصوصاً أن منطقة الشرق الأوسط تزخر بإرث غني بالفنون
خلال السفر أستمتع برؤية مناطق مختلفة وساحرة.. وأتعلم الكثير من الأمور الجديدة

 


حب السفر
الفنانون عادةً يستلهمون بعض الأفكار حول عملهم خلال السفر، ماذا عنكِ؟

من جهتي، أحبُّ السفر كثيراً، وأستمتع خلاله بتجربة أمورٍ جديدة وتعلُّمها، ورؤية أماكن مختلفة، ولقاء أشخاصٍ جددٍ. أسافر أحياناً عندما أشعر بأنني في حاجةٍ إلى تحديثٍ إبداعي، والتنقُّل كثيراً خلال مرحلة شبابي، جعلني أمتلك عديداً من الأصدقاء الرائعين في أماكن مختلفة حول العالم، وأستمتع بزيارتهم كل فترة، وإحياء التواصل معهم.

الأزياء والماركات العالمية
اهتمامكِ بالأزياء والموضة العالمية جعلكِ محط أنظار مَن يتابعكِ في مواقع التواصل الاجتماعي، هل هذا شغفٌ آخر إلى جانب الرقص؟

لطالما أحببت الموضة، واعتدت على التسلُّل إلى خزانة أمي وارتداء جميع فساتينها وأحذيتها من الكعب العالي. الآن أستمتع بتنسيق الملابس، وتكوين مظهرٍ جميلٍ ومتناسق، وأحبُّ ارتداء ألبسةٍ تعكس شخصيتي، وأفضِّل العمل مع علاماتٍ تجارية، أشعر بأن قيمها تتماشى مع قيمي الخاصة، لا سيما في شروط المسؤولية البيئية والاجتماعية.
ما العلامات التجارية التي تحبين أن ترتدي من منتجاتها؟
هذا سؤالٌ صعبٌ. بصراحة، أرتدي فقط القطع التي تعجبني، وفي الفترة الأخيرة كنت مهووسةً بـ Paloma Wool وNANUSHKA وY/Project.

المرأة العربية
هل تعتقدين أن المرأة العربية تستثمر بشكلٍ جيدٍ في المبادرات القائمة للتمكين ونقل صوتها؟

بالتأكيد، ونحن نشهد حالياً كثيراً من المبادرات التي يتم دفع المرأة فيها بقوة نحو تأمين حقوقها كاملة.
ما المجالات التي تعتقدين أن المرأة العربية تتألق فيها؟
ريادة الأعمال، إذ أرى كثيراً من النساء يقمن بعملٍ رائعٍ في مختلف المجالات بالكويت، مثل المأكولات والمشروبات، والتكنولوجيا، والأزياء، والاقتصاد، ومن الملهم أن نرى ذلك، وأعتقد أن المنطقة بشكلٍ عام قطعت أشواطاً نحو تطوير نظامها فيما يخصُّ بيئة الشركات الناشئة، وقد شهدت ريادة الأعمال العربية النسائية توسعاً ملحوظاً نتيجةً لذلك.

مجالات أخرى
هل تستمتعين بتذوق نكهات من المطابخ العالمية؟

نعم. أنا أستمتع كثيراً بالطعام، خاصةً المطبخ المكسيكي، فهو واحدٌ من المطابخ المفضَّلة بالنسبة لي، وقد تعرَّفت إليه من خلال والدتي. افتتحت عائلتي مطعم Azteca قبل أعوامٍ في الكويت، وهو مخصَّصٌ لتقديم المأكولات المكسيكية الأصلية.
تحبين الحيوانات، ويظهر ذلك في بعض صوركِ، هل لديكِ حيوانات أليفة في المنزل؟
نعم، أحبُّ الحيوانات كثيراً، خاصةً الكلاب، ولدي كلبان «جايك» ويبلغ من العمر 15 عاماً، و«تشيكو» وقمنا بتبنِّيه أخيراً وعمره عامٌ واحد.

كأس العالم
هل شاهدتِ مباريات كأس العالم لكرة القدم، وما رأيكِ في استضافة قطر للبطولة؟

شاهدت بعض المباريات، فأنا أستمتع كثيراً بالجانب الاجتماعي لمشاهدة الألعاب الرياضية، وأحبُّ الالتقاء بالأصدقاء للقيام بذلك. في رأيي، استضافة قطر كأس العالم حدثٌ تاريخي، وتمثيلٌ رائعٌ للمنطقة.
أي منتخبٍ كنتِ تدعمين؟
المكسيك بالتأكيد، لكنني سُعِدت بتألق المغرب في مبارياته الأخيرة.
الأحلام
هل حقَّقتِ كل أحلامكِ، وإلى ماذا تطمحين؟

أنا حالمةٌ إلى أقصى حدٍّ، وأهدافي وتطلُّعاتي تتطوَّر بمرور الوقت. سعيدةٌ جداً بما حققته حتى الآن، لكنني متحمسةٌ بالقدر نفسه لمعرفة أين سأذهب بعد ذلك، وما الذي سأتمكَّن من تحقيقه.
في رأيكِ، ما الذي يعيق الإنسان عن تحقيق أحلامه؟
وحده الخوف، هو الذي يعيق تقدم الإنسان وسعيه خلف أحلامه.
من خلال «سيدتي»، ما رسالتكِ للفتاة الكويتية والعربية؟
بل أقول لكل فتاةٍ في العالم: لا تدعي الخوف من توقعات الآخرين يعيقكِ عن أن تكوني ما تريدين، وافعلي ما ترغبين القيام به، واعملي بجدٍّ، وحافظي على تركيزكِ، وأحيطي نفسكِ بأشخاصٍ طيبين وإيجابيين، واستمتعي بهذه الرحلة.
ومن عالم الفن أيضاً نقترح عليك متابعة لقاء الفنانة سماوة خالد الشيخ

 

 

راقصة الباليه والمدربة الكويتية سارة الحمود