بتنظيم من «موهبة» و«ألكسو».. الرياض تحتفي بالموهوبين العرب

في مبادرة هي الأولى من نوعها لاكتشاف ورعاية الموهوبين العرب، شهدت الرياض وبرعاية وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود، حفل إعلان نتائج مبادرة «الموهوبون العرب» في دورتها الثانية لعام 2022-2023، وبالشراكة بين مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، والمنظَّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو« ومشاركة 1131 طالباً وطالبة من الموهوبين في الهندسة، والرياضيات، والعلوم من 16 دولةً عربيةً.



الرياض | يارا طاهر Yara Taher- سارا محمد Sara Mohammed

تصوير | عبدالعزيز النومان Abdulaziz Alnoman


عن المبادرة

الصورة الجماعية للمكرمين من مختلف الدول

بعد أن أُطلِق البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين في السعودية عام 2011، وتضمَّن حتى الآن أداء أكثر من 466 ألف اختبارٍ، نتج عنه اكتشاف أكثر من 161 ألف موهوبٍ وموهوبة. شكَّلت مبادرة الموهوبين العرب بيئةً حاضنةً للموهوبين، حيث تمَّ اختيار 376 منهم، بواقع 33 طالباً صُنِّفوا مواهب استثنائية، و152 طالباً مواهبَ، و191 واعدين بالموهبة. كما أثمرت عن شراكاتٍ فاعلةٍ، وقادة تغييرٍ، وارتكزت على الاستثمار ورعاية الطاقات الشابة، وتوفير البيئة الملائمة لهم للإبداع، والاستفادة من قدراتهم النوعية، وتمكينهم لقيادة التغيير وصناعة المستقبل عبر برامج إثرائية بحثية وأكاديمية، وارتكز المقياس العلمي لاكتشاف الموهوبين على منهجيةٍ علميةٍ لأفضل الممارسات التربوية العالمية في تحديد القدرات والمهارات، بما يراعي في الوقت نفسه البيئة والثقافة العربية، في مقدمتها أبعاد المرونة العقلية، والاستدلال اللغوي، وفهم المقروء، والاستدلال الرياضي والمكاني، والاستدلال العلمي والميكانيكي.

 


تنافس الموهوبين


تحدث الدكتور نزيه العثماني، نائب الأمين العام للتواصل المؤسسي وتطوير الأعمال في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، على تفاصيل المبادرة بالقول: «الموهوبون العرب مبادرةٌ سنويةٌ، تُشعل من خلالها ألكسو روح التنافس في نفوس الموهوبين، وتبدأ بإرسال دعواتٍ إلى جميع وزارات التعليم في الدول العربية، حيث تطلب منها ترشيح 100 طالب وطالبة للدخول في مقياس قدرات العقل المتعددة، من ثم يؤدي المختارون اختباراتٍ بمراكز متخصِّصة في كل دولة، وقد ازدادت نسبة المشاركة في العام الجاري بـ 35% مقارنةً بالعام الماضي، كما اكتشفنا أكثر من 300 موهوبٍ وموهوبة». مضيفاً: «بعد إعلان نتائج الاختبار، وبناءً عليه سيتأهل الموهوبون المُكتَشفون من الدول العربية إلى المرحلة الثالثة، التي تتضمَّن فرصة الاحتضان والرعاية، وتقديم عددٍ من البرامج الصيفية المتخصِّصة في الهندسة، والطب والصحة، والتقنية والعلوم، لتبدأ بعدها عجلة اكتشاف مواهب جديدة في النسخة المقبلة».

الدكتور نزيه العثماني: الموهوبون العرب مبادرة سنوية، تشعل من خلالها ألكسو روح التنافس في نفوس الموهوبين


ثمار الموهبة

رائد بسام المرامحي

رائد المرامحي: جاء اختياري من بين المتفوقين نتيجة استثماري في موهبتي طوال المدة الماضية

التحق بالمبادرة من السعودية 91 طالباً وطالبة، وتمَّ اختبار 13 موهبةً استثنائيةً، و23 موهوباً، و26 واعداً من بينهم، ومثَّلهم رائد بسام المرامحي الذي كشف عن أنه يشارك في اختبارات موهبة منذ أن كان في الصف السادس الابتدائي، وذكر: «حصلت على درجةٍ عالية، جعلتني أكتشف موهبتي في العلوم والرياضيات، ومجالاتٍ أخرى، واجتهدت لتطويرها عبر الالتحاق ببرامج عدة من أجل نيل درجةٍ عاليةٍ في اختبار الموهوبين العرب. وجاء اختياري من بين المتفوقين كثمرة استثماري في موهبتي طوال المدة الماضية، وسعيدٌ وفخورٌ بتمثيل وطني في هذه المبادرة، وأشكر والدتي وعائلتي ومدرستي التي رشَّحتني للاختبار». لافتاً إلى أن «مؤسسة موهبة لا تبخل علينا بالبرامج، وتطلق عديداً من الدورات، وأحرص على الاستفادة منها، فهي لا تأخذ من وقتي سوى ساعاتٍ قليلة في اليوم، وأحضُّ جميع الطلاب على الالتحاق بها، وتطوير مواهبهم».

 

 


التواصل مع العالم

القطرية كلثم محمد العمادي

من قطر، شارك 39 طالباً وطالبة، اختير منهم خمسة موهوبين، و11 واعداً، والتقينا منهم الطالبة كلثم محمد العمادي الشغوفة بتعلُّم اللغات، وسألناها عن أهدافها وموهبتها، فأجابت: «أحبُّ تعلُّم لغاتٍ عدة، فهي تجذب انتباهي، وأرى فيها عالماً كاملاً، إذ تساعدني في التواصل مع الناس من كافة أنحاء العالم، وسعيدةٌ بترشيحي من قِبل وزارة التربية والتعليم العالي للمشاركة في هذه المسابقة، والتواصل مع فئةٍ أكبر، وفخورةٌ بوجودي هنا اليوم، وتمثيل وطني، وأطمح إلى أن أتخرَّج في الجامعة بامتيازٍ، وأن يكون لي أثرٌ عالمي، خاصةً بين الطلبة الموهوبين».

تابعي المزيد: 35 طالبا وطالبة يمثلون المملكة في آيسف 2023 بالولايات المتحدة مايو المقبل

 


دعم الأم

ومثَّل الإمارات في المبادرة 71 طالباً وطالبةً، واكتشف المحكِّمون من بينهم 13 موهوباً، و20 واعداً، منهم الطالب راشد خالد العبيدلي، الذي أثنى في حديثه لـ «سيدتي» على دعم والدته له، وإسهامها في اكتشاف موهبته، وذكر: «والدتي تؤمن بموهبتي، وتدعمني كثيراً، وقد عَلِمت من زميلٍ لها في العمل بتنظيم هذه المبادرة، ووجدت فيها فرصةً رائعةً لإبراز موهبتي، ودعتني للتسجيل فيها، وطلبت مني ألَّا أقلق، وألَّا أهتم بآراء الناس، مؤكدةً أنها ستحبني مهما كانت النتيجة، وبالفعل التحقت بالمبادرة، والحمدلله كانت طريقة التسجيل فيها سهلةً وسريعةً، وتعلَّمت خلالها كيف أستخدم الحاسوب في المواقف الصعبة، خاصةً عندما لا يكون الإنترنت في أفضل حالاته»، لافتاً إلى أن «أسئلة الاختبار كانت جيدةً، ومعاييره صادقة».

فرصة لن تتكرر

الموهوبٌ في مجال الرياضيات والعلوم وتقنية المعلومات واللغة العربية، الطالب عبدالرحمن بن عبدالله اليامي، كان ضمن 85 طالباً وطالبةً احتضنتهم المبادرة من سلطنة عُمان، وجرى انتقاء موهبتين استثنائيتين، و14 موهوباً، و29 واعداً.
عبدالرحمن تحدَّث عن مسيرته في المبادرة بالقول: «وصلتنا الدعوة للمشاركة في المسابقة عبر وزارة التربية والتعليم، ثم أجرينا عديداً من الاختبارات قبل خوض المنافسات، وأشكر السعودية بشكلٍ عام، ومسؤولي مؤسسة موهبة خاصةً على جهودهم لإبراز المواهب العربية، والتجربة كانت جميلةً، وأعدُّها فرصةً لا تتكرَّر، وأنصح كل موهوبٍ عربي باستغلال مثل هذه التجارب، وسعيدٌ جداً بتكريمي، وأشكر أبي وأمي اللذين حرصا على تعليمي، واهتمَّا بدراستي وموهبتي، وحقيقةً لم أتوقَّع أن أصل إلى هذه المرحلة، وبإذن الله سأتخصَّص في مجال الكيمياء، أو تقنية المعلومات».

إضافة مؤثرة

ومن السودان، أدَّى الاختبار 30 طالباً وطالبةً، اختارت اللجنة منهم موهوباً واحداً، وأربعة واعدين، ومثَّلتهم مشكاة عثمان، التي أوضحت، أنها تنجذب إلى الجانب الكمي والأدبي، كما تفضِّل الرسم والشعر، مبينةً أنها اكتشفت موهبتها في الصغر، وساعدتها أسرتها في تنميتها، لتشارك في هذا الاختبار، وتحقق المركز الأول على مستوى بلادها. وعن شعورها بهذه النتيجة، قالت مشكاة: «أشعر بالبهجة لتمثيل وطني إلى جانب عديدٍ من الموهوبين العرب، وقد أتاحت لي هذه المبادرة الفرصة للتعرُّف على أشخاصٍ من ثقافاتٍ مختلفة». مضيفةً: «أعدُّ المسابقة إضافةً مؤثرةً في مسيرتي، وأشكر المعلمين والمعلمات الذين أشرفوا علي، ونمُّوا موهبتي، وبإذن الله سأتعلم في الفترة المقبلة لغاتٍ جديدة، وأطوِّر معلوماتي عن مجالاتٍ مختلفةٍ في قطاع العلوم».

مشكاة عثمان: أتاحت لي المبادرة الفرصة للتعرّف إلى أشخاصٍ من ثقافاتٍ مختلفة


تحقيق الأهداف

الفلسطينية شهد جميل

الطالبة شهد جميل، خاضت المبادرة مع 54 طالباً وطالبةً من فلسطين، اختير منهم 14 موهوباً، و20 واعداً، بينهم، والتي وصفت تجربتها في المسابقة بالرائعة، وذكرت: «أي شخصٍ في المسابقة من المواهب العربية، يستحقُّ الأفضل، وساعدته المبادرة في تحقيق هدفه»، موضحةً أنها حظيت بدعمٍ كبيرٍ من أهلها الذين وقفوا دائماً معها، كما شكرت معلماتها على مساندتها في كل مراحل تعليمها، مؤكدةً أن لهن دوراً كبيراً في استكشاف موهبتها.

تابعي المزيد: بالفيديو طلاب مبادرة "الموهوبون العرب" لـ"سيدتي": نفتخر بتمثيل بلادنا

 


تمثيل بلدي

الجزائرية شيماء العربي

الطالبة شيماء العربي، من الجزائر أكدت أن تكريمها جاء نتيجة تفوقها في مجالات مختلفة، مثل الفيزياء، والرياضيات، واللغة العربية، والمرونة العقلية. وعن شعورها بهذا التفوُّق، قالت: «أفتخر بتمثيل بلدي الجزائر بأفضل شكل، ويعود الفضل في ذلك، بعد الله، إلى والدتي التي شجَّعتني وساعدتني للمشاركة في هذه المسابقة». متمنيةً أن تدرس الذكاء الاصطناعي، وتطوِّر موهبتها في الرياضيات مستقبلاً.

يذكر أن 48 طالباً وطالبة، قدَّموا الاختبارات من الجزائر، ووصل منهم إلى المرحلة التالية موهبتان استثنائيتان، وثمانية موهوبين، وثمانية واعدين بالموهبة.

 


دفعة معنوية

العراقي حسين الحمامي

حسين الحمامي: أبرع في برمجة التطبيقات على نظامَي أندرويد وiOS

 

وتأهل من العراق، أربع مواهب استثنائية، وسبعة موهوبين، وواعدان، وأدَّى الاختبارات 14 طالباً وطالبةً، التقينا منهم الطالب حسين الحمامي، الذي شكر السعودية على تنظيم هذه المبادرة، وحرصها على الموهوبين، وقال: «المسابقة أعطتنا دفعةً معنويةً كبيرةً لتنمية مهاراتنا، ومن جهتي أبرزت موهبتي في البرمجة، إذ أبرع في برمجة التطبيقات على نظامَي أندرويد وiOS، كما أمتلك مهاراتٍ في لغة الهندسة الكهربائية، وكتابة الخواطر باللهجة العراقية».

وعن خططه المستقبلية، كشف الحمامي عن أنه يهتمُّ كثيراً بمجال الطب، ويخطِّط على أن يصبح طبيباً في المستقبل، إلى جانب صنع وتطوير التطبيقات، وأن يكون نموذجاً يحتذى به في النجاح لكافة طلاب وطنه العراق.


أنشطة إثرائية


واستقطبت المبادرة 25 طالباً وطالبةً من الأردن، اختارت اللجنة منهم موهبتين استثنائيتين، أحدهما الطالب مهدي طراد عبدالله السخني، الذي كشف عن منظوره للمبادرة وتجربته بخوضها في السعودية بالقول: «تواصلت معي مدرستي للمشاركة في المسابقة، وتحمَّست كثيراً لذلك، خاصةً مع وجود والدتي إلى جانبي، ودعمي دائماً، والحمد لله شاركت في هذه المبادرة القيِّمة، التي جمعت موهوبين من أغلب الدول العربية، والتي ستسهم في تنمية مواهب المشاركين عبر أنشطةٍ إثرائية خلال فترة الصيف، وتساعدهم في التقديم على الجامعات مستقبلاً، والحمدلله استفدت وبشكل شخصي بالتعرُّف إلى ثقافاتٍ جديدة، وأتمنى ألَّا تكون هذه آخر زيارة لي إلى السعودية».


دول عربية أخرى


ومن الدول الخليجية الأخرى، شارك 53 طالباً وطالبةً من البحرين، اختار منهم المحكِّمون موهبةً استثنائية، وثلاثة موهوبين، و13 واعداً، بينما خاض المسابقة من الكويت 39 طالباً وطالبة، تمَّ اكتشاف 12 واعداً منهم، كذلك شارك طلابٌ وطالباتٌ من اليمن وموريتانيا.

ومن ليبيا التحق 53 طالباً وطالبةً، اختير منهم 26 موهبةً، إلى جانب 61 من المغرب، اكتُشف منهم موهبتان استثنائيتان، و16 موهوباً، و14 واعداً، و33 من تونس، انتقت منهم اللجنة خمس مواهب استثنائية، و12 موهوباً، وثمانية واعدين.

تابعي المزيد: مبادرة الموهوبون العرب تعلن نتائجها وتحتفي بطلابها المميزين