مصرية تجري فحصاً جينياً لتعرف أصلها ثم تتفاجأ

مومياء فرعونية
مومياء مصرية (المصدر: pexels)
تمثال فرعوني
تماثال فرعوني (المصدر: pexels)
تابوت فرعوني
تابوت فرعوني يحمل مومياء (المصدر: pexels)
مومياء فرعونية
تمثال فرعوني
تابوت فرعوني
3 صور

أجرت امرأة مصرية مقيمة في أستراليا فحص جيني لمعرفة أصلها وجذور عائلتها، وقد اكتشفت السيدة مفاجأة مدهشة فهي تنتمي جينيًا ووراثيًا للحوض الفرعوني المصري القديم، وأنها امتداد مباشر لمومياوات العصر الفرعوني الصاوي.

• جينات فرعونية ممتدة منذ آلاف السنين


حسب الموقع الرسمي لجريدة The Eastern Herald، ووفقًا لـ easternherald.com، فقد انتاب الفضول السيدة تريفينا باسيلي، وهي مصرية ولدت بمدينة طنطا بمصر وتقيم حاليًا بأستراليا، لتتعرف على أصولها وشجرة عائلتها وجذور أسلافها مما دفعها للتواصل مع شركة متخصصة لإجراء فحص جيني
وقد وجدت السيدة مفاجأة مثيرة بعدما أجرت التحليلات اللازمة، فقد علمت أن نتائج تحليلات الاختبار الجيني تشبه تحليلات مومياوات العصر الصاوي الفرعوني الجينية وتتشابه معها إلى درجة تصل 100٪ من الأصول المصرية القديمة، بفارق 0.029، دون أي أصول أجنبية أخرى أو حتى أفريقية.

• حمض نووي مشابه لمومياه مصرية من العصر الصاوي

وبحسب موقع world-today-news.com تقول باسيلي: كنت أعمل محامية في مصر وعندما هاجرت لاستراليا أردت إجراء تحليل فحص جيني يوضح تاريخ شجرة العائلة وإلى أي أصول انتمي، ولأن التحليل يحتاج لمتخصص، لذلك قمت بإرسال النتائج إلى الباحث في علم الوراثة والأنساب محمد عبد الهادي، وهو مهندس مصري وباحث في علوم التاريخ وأصول الشعوب والجينات والأركيولوجيا اعتمادُا علي الدراسات الأكاديمية، (وكان الباحث قد أطلق مبادرة لمعرفة الجينات العرقية للمصريين ومدى ارتباط الأجيال الحالية بأصولهم المصرية من خلال عمل قاعدة لجمع بيانات المصريين وأصولهم، عقب انتشار حركة الافروسنتريك مؤخرًا وادعاء أن كليوباترا البطلمية سمراء ومن أصول أفريقية)
تفاجأت باسيلي من نتيجة الفحص الجيني ولم تتخيل أن القضية ستأخذ مثل هذه الأبعاد، فقد اكتشفت أنها تنتمي إلى الشعب المصري تمامًا، وأن حمضها النووي قريب جدًا من إحدى المومياوات وهي أعلى نسبة تشابه فحص جيني تم رصدها في جميع تحليلات المصريين، لافتة أن هذا الاكتشاف أحدث فرقًا بالنسبة لها، فقد اعتادت أن تسمع أن المصريين ينتمون إلى خلفيات هجينة وديموغرافيات من جنسيات وخلفيات مختلفة، وقد تبين خطأ هذه الفكرة، فالشعب المصري متجانس إلى حد كبير.

• المصريون لديهم خصائص جينية مشتركة

وبحسب الموقع السابق أكدت باسيلي أن "النتيجة غيرت طريقة تفكيري وحتى وجهة نظري عن أجدادي وأولادي، حيث يعتقد البعض أن المصريين ذوي البشرة البيضاء والعيون الملونة جاءوا من خارج مصر، لكن هذا لا يبدو صحيحًا، وما يبدو أن المصريين لديهم خصائص مشتركة وهي التي تسود بين معظم الناس.
ومن ناحيته فقد أوضح الباحث في علم الوراثة والأنساب محمد عبد الهادي تعليقًا على نتيجة تحليل تريفينا لجريدة The Eastern Herald، easternherald.com أن العديد من الدراسات أثبتت وجود استمرارية وارتباط جيني واضح بين المصريين القدماء والجيل الموجود حاليًا، فقد أثبتت النتائج الأولية لمعظم التحليلات امتداد الجينات الوراثية وتشابهها بالشعب المصري.
وأشار عبد الهادي أن تحليل تريفينا الجيني كان قريبًا لدرجة مدهشة من المومياوات، حيث ظهر أنها تحمل نفس مجموعة الجينات لإحدى المومياوات الفرعونية، لافتًا لوجود دراسة قريبة نشرها فريق بقيادة الدكتور طارق طه بالهيئة الطبية للقوات المسلحة بالتعاون مع جامعة القاهرة وعدة مراكز علمية عالمية أثبتت وجود تجانس بين المسلمين والمصريين المسيحيين وعودة جينات كل منهما لنفس الأجداد.

• الجينات المصرية لا يفرقها موقع الجغرافي أو فئة دينية

أوضح عبد الهادي للموقع السابق، أن السياق العام للجينات المصرية هو أن غالبية السكان ينتمون إلى الجينات الوراثية المصرية القديمة، على الرغم من وجود نسبة تنتمي إلى أصول أجنبية، وهم العمال من الأجانب، على أن النخبة الثرية جيناتهم تتشابه وتكاد تكون نقية، فلم يتم اكتشاف فرق بين الأصل المصري بحسب الانتماء المكاني أو الموقع الجغرافي أو الفئة الدينية. فالمصريون من مدينة سوهاج هم مسلمون من صعيد مصر ويتشاركون النسب والأصول الجينية مع العديد من المسيحيين من الدلتا.
وأكد عبد الهادي أنه لا يمكن حصر شعوب البحر الأبيض المتوسط في بشرة معينة، لأن هناك تدرجات من البشرة البيضاء والبشرة الداكنة، وهي أشياء أصيلة في البلاد وتوجد في رسومات قدماء المصريين موضحًا أن لون البشرة ليس معيارا لسلالة معينة لشعوب البحر الأبيض المتوسط، ما لم يظهر مزيج أوروبي أو أفريقي واضح على الوجه.

• السمات المصرية من الناحية الجسدية

مومياء مصرية (المصدر: pexels)


وعن السمات المصرية من الناحية الجسدية أكد عبد الهادي أن المصريين يتمتعون بصفات متوسطة، وهذا عنصر مشترك بين جميع شعوب البحر الأبيض المتوسط، فهم متوسطو الطول، ومتوسطو لون البشرة، على أن مصر قد تلقت تأثيرات من العرب والأفارقة والمماليك، وفي ظل الكثافة السكانية للشعب المصري، كان من الصعب عليهم أن يكون لهم تأثير واضح على الجينات المصري، فقد كان قدماء المصريين من بين أكبر شعوب العالم من حيث عدد السكان، وكان المصريون يعتبرون شعبًا كثيفًا حتى في العصور الهلنستية، كما أفاد المؤرخون الرومان واليونانيون.
بالنهاية يؤكد عبد الهادي أن نتيجة هذا الفحص الجيني لا تعني أن الشعب المصري "نقي عرقيًا"، فعلميًا لا يوجد عرق نقي عالميًا، كما روجت بعض المواقع، على أن المصريين اليوم، يتتبعون بشكل كبير أصولهم إلى أسلافهم القدماء، على أن البعض قد يجدون تطابقًا كثيرًا بين جيناتهم وجينات أجدادهم الفراعنة على الرغم من أن هذا أمر نادر وغير منتشر.
يُشار إلى أن العصر الصاوي الذي تنتمي إليه تريفينا من العصور المصرية القديمة ويأتي في المرتبة التاسعة في العصر القديم، ويُعرف بعصر النهضة، وقد شهد نهضة مصرية خاصة في عهد الأسرة السادسة والعشرين ومن أهم ملوكه بسمتيك الأول والثاني والثالث ونخاو وأحمس الثاني، وقد شهدت هذه الحقبة تحرير مصر من الصراعات الداخلية والأجانب على يد الملك بسمتيك الأول الذي أعاد وحدة البلاد واستغل مواردها وحقق طفرة اقتصادية وعلمية فيها.
وإذا كانت السيدة تريفينا باسيلي اكتشفت جذورها المصرية تمامًا من خلال الاختبار الجيني، فهذا تحليل جيني يكشف لفرنسية وجود أشقاء لها بعد 63 عامًا