قرية تايلاندية يبتلعها المحيط ببطء

صورة  تعبيرية للبحر -الصورة من shutterstock
صورة تعبيرية للبحر -الصورة من shutterstock
صورة  تعبيرية للبحر -الصورة منDon Pablo/ shutterstock
صورة تعبيرية للبحر -الصورة منDon Pablo/ shutterstock
صورة  تعبيرية للبحر -الصورة من shutterstock
صورة  تعبيرية للبحر -الصورة منDon Pablo/ shutterstock
2 صور

قرية تايلاندية زحف البحر عليها بفعل تغيّر المُناخ؛ حيث غُمرت منذ فترة بالمياه في خليج بانكوك.. وقد تقدم الشاطئ بمقدار كيلومترين- وفقدت مزارع الروبيان أشجار المانغروف التي كانت تقلل الأمواج، وقد اضطرت المدرسة، المرتفعة على ركائز خرسانية، إلى التراجع مرتين بالفعل، وقامت العائلات بنقل منازلهم بشكل متكرر، وغادر الكثيرون تماماً بعد العثور على عمل في مكان آخر، وعدد السكان يصبح أقل.

ووفقاً لموقع (Theguardian): يقف أربعة أطفال حفاةً لتأدية النشيد الوطني التايلاندي، صباح كل يوم، أمام مدرستهم المشيدة على دعائم متينة، والمحاطة بالأمواج، هؤلاء الأطفال هم آخر مجموعة من التلاميذ في قرية بان خون ساموت تشين الساحلية الواقعة على بعد أقل من 10 كيلومترات من بانكوك، والتي يبتلعها المحيط ببطء.

قرية تايلاندية يبتلعها المحيط

ولا يتجاوز عدد المتبقين في القرية 200 شخص، وهو مصيرٌ قد تواجهه مجتمعات ساحلية كثيرة في العالم، بسبب ارتفاع مستوى البحار جرّاء التغيّر المُناخي.يقول رئيس القرية ويسانو كينجسامات: "لقد ولدتُ هنا، لقد رأيت ولايزال بإمكاني رؤية التغيّرات التي تحدث،مشيرا إلى أن كيلومترين من الأرض ابتلعهما البحر منذ ستينيات القرن العشرين.واصفاً التغيّرات التي شهدها خلال العقود الأربعة الماضية: "في السابق كان هناك 100 أسرة، أصبح الآن حوالي 80 أسرة.. انخفض عدد السكان إلى النصف".

يتعين على الشباب الخروج من القرية للالتحاق بالمدرسة الثانوية وغالباً لا يعودون.. يقول ويسانو: "بالنسبة لبعض العائلات، لم يعد لديهم منزل بسبب التآكل؛ لذا لم يعُد لديهم مكان للعيش فيه أو حتى لكسب المال".. "إذا تمكن الناس من العثور على عمل في مكان آخر- كعامل مصنع أو عامل مكتب أو مزارع- فسوف يذهبون".يقول ويسانو، إن أولئك الذين بقُوا أصبحوا أكثر تشتتاً؛ حيث سعى الناس إلى الحصول على أرض في مناطق أكثر أماناً.

أحد معلمي المدرسة: نغلق المدرسة إذا كان اليوم ممطراً

يقول المعلم أوراوان كايونوم، إن بعض الطلاب يمشون لمدة تصل إلى ساعة على طول الجسور للوصول إلى المدرسة.. "عادةً ما تبدأ المدارس التايلاندية في الساعة 8:30 صباحاً، وفي الساعة 8 صباحاً يجب أن تكون هنا وجاهزاً.. لكن هنا نحن مرنون، لا يمكننا تحديد الوقت.. إذا كان اليوم ممطراً؛ فقد يستغرق وقتاً طويلاً.. عندما نرى غيوماً سوداء قادمة، نغلق المدرسة مبكراً".يضيف أوراوان: "نحن مثل النمل الصغير مقارنةً بالطبيعة".

تقع القرية في الخطوط الأمامية لمعركة ضد حالة الطوارئ المناخية وارتفاع منسوب مياه البحر، وهو تهديد يتسارع عالمياً.. على مدى العقد الماضي، ارتفعت مستويات المحيطات بمقدار 4.62 ملم في السنة، وتفاقمت الأزمة؛ مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة إلى التحذير من أنها قد تؤدي إلى "نزوح جماعي للسكان ".

 

تايلاند معرضة للخطر بشكل خاص

تايلاند؛ حيث يعيش حوالي 17٪ من السكان- 11 مليون شخص- في المناطق الساحلية، معرضة للخطر بشكل خاص.وتواجه عاصمتها بانكوك مخاطر معقدة تتمثل في ارتفاع منسوب مياه البحر؛ فضلاً عن هطول الأمطار الغزيرة وجريان المياه.غالباً ما يحظى خطر ارتفاع مستوى سطح البحر بأقل قدر من الاهتمام لأنه يحدث بشكل تدريجي، كما يقول ويجيتبوسابا مارومي، الأستاذ المساعد في كلية الهندسة المعمارية والتخطيط بجامعة تاماسات."قد لا ترى دليلاً مباشراً على وقوع كارثة، أو على أشخاص عالقين في ازدحام مروري بسبب هطول الأمطار الغزيرة.. لكنها تؤثر تدريجياً على مصدر رزقك".

في بان خون ساموت تشين، استخدم القرويون التبرعات، وعملوا مع أكاديميين من جامعة Chulalongkorn في بانكوك، لمحاولة بناء هياكل واقية.. على مدار العقدين الماضيين، قاموا بزراعة 19.2 هكتاراً (47 فداناً) من أشجار المانغروف، وبنوا سياجاً من الخيزران.. تم تركيب أعمدة خرسانية في بعض المناطق لتقليل تأثير الأمواج.

يقول نبت، إنه غير متأكد مما يريد أن يكون عندما يكبر، يقول إن التفكير فيه كثير جداً.تعتقد جدته، Wanna Mainuam، أنه سيبقى في بان خون ساموت تشين.. يمكن للقرويين جمع بعض الإيرادات عن طريق فتح منازلهم للسياح، أو عن طريق استضافة مجموعات سياحية من المدارس أو الشركات . تقول جدته، إن نبت يحب بالفعل اصطحاب السياح إلى المعبد في عطلات نهاية الأسبوع وشرح تفاصيل القرية.وتقول إن الصيد أصبح أكثر صعوبة، لكنها تعتقد أن السياحة يمكن أن توفر المستقبل.. يمكن للناس زيارة القرية وتذوق المأكولات البحرية الطازجة، كما تضيف: "إنها وسيلة للزوار لرؤية حياة سكان القرية".