برعاية كريمة من قرينة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، نظم المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في مركز الجواهر للمؤتمرات والمناسبات، حفل تكريم الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في دورتها السابعة.
وقد سلمت نورة النومان رئيس المكتب التنفيذي لحرم حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وصالحة غابش المستشار الثقافي ورئيس المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، دروع التكريم للفائزات، اللواتي أجرت معهن "سيدتي" هذه اللقاءات.
وتم تكريم الفائزة بجائزة الشخصية الثقافية لهذا العام، وهي الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسي من سلطنة عمان.
الفائزات في مجال الدراسات النقدية
د. صباح عيسوي: أسعدني اهتمام أسرتي لتهيئة الجو اللازم للقراءة

د.صباح بنت عبد الكريم عيسوي، من المملكة العربية السعودية عن دراستها "جدلية الأنا والآخر في الأدب الرحلي العربي"، وجاءت النتائج بعد الكشف عن بعض السلبيات في دراسات أخرى بسبب إخفاق بعضها في التحليل النقدي مما يوقعها في نتائج غير صادقة، كما تضمنت النتائج مقترحات لمسارات مختلفة في مجال دراسة موضوع الأنا والآخر.
أسعدني اهتمام أسرتي لتهيئة الجو اللازم للقراءة والتحليل
تقدمت د. عيسوي للجائزة بعد متابعة حسابات المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة،وفق ما جاء على لسانها، وتابعت: "جاء موضوع مسار الدراسات النقدية للجائزة موافقاً لقراءاتي الحالية، وقد أبلغت بالفوز بعد مكالمة هاتفية من المكتب الإعلامي خلال شهر رمضان صباحاً، كنت قد نمت بعد الفجر ولا أزال في أول ساعات نومي فأيقظني رنين الهاتف من النوم، وبدا واضحاً للمتصلة أنني استيقظت للتو، فاعتذرت لإيقاظي وبشرتني بالفوز وهنأتني بالجائزة، سبحان الله كان لدي إحساس قوي بالفوز وأن الله سيكرمني مجدداً بنيل الجائزة للمرة الثانية بعد أن حصلت عليها في الدورة الثالثة التي تزامنت مع أزمة كورونا؛ لذا لم يعقد حفل تكريم وقتها، فجاء الفوز ناقصاً".
تجد د. صباح أن رحلة البحث كلها جميلة وكانت مستمتعة بإعداد الدراسة من بدايتها وحتى ختامها. تضيف: "كما أسعدني اهتمام أسرتي لتهيئة الجو اللازم للقراءة والتحليل والكتابة".
د. نادية هناوي: ثراء أدب المرأة يكاد يَغيب أمام السطوة الذكورية المهيمنة

اطلعت د.نادية هناوي سعدون من العراق على جائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية، من خلال بعض وسائل التواصل الاجتماعي، ووجدت فيها ما يحفزها على التقدم بدراسة نقدية حول الموضوع المحدد وهو( الأنا والآخر في الأدب الرحلي)، وقد طبقت تصوراتها من خلال روايتين: الأولى هي "الخيميائي" للكاتب البرازيلي باولو كويلو، والأخرى "ابن فطومة" للكاتب العربي الشهير نجيب محفوظ".
أما بشأن توقع الفوز، فأوضحت: "لم أتوقع الفوز، لكنني أردتُ المشاركة انطلاقاً من موضوع الجائزة وهو المرأة عامة والخليجية خاصة، وبالتأكيد فإن أية فعالية من هذا القبيل ستعزز دور المرأة وتخدم قضاياها عامة".
للناقدة العربية مكانة جلية في المشهد الثقافي العربي
إنجاز الدراسة هو أجمل موقف مرت به د. نادية، فق تعبيرها، "خصوصاً إنها وجدت أصداء في نفوس القراء والنقاد".تتابع:"للناقدة العربية مكانة جلية في المشهد الثقافي العربي بيد أن ما لها من ثراء معرفي يكاد يَغيب أمام السطوة الذكورية المهيمنة على المجتمع العربي، ومن هنا تأتي أهمية الاحتفاء بالمرأة شاعرة وقاصة وروائية وناقدة".
سمية علي رهيف: الجائزة مساحة حيوية لتكريم صوت المرأة
أما الجائزة الثالثة في مجال النقد الأدبي، فقط كانت من نصيب سمية علي رهيف من العراق بجائزة لجنة التحكيم عن دراستها انجذاب المتضاد بين الأنا والآخر في القصة القصيرة، التي تبحث عن معاناة الأنا وصراعها مع الآخر بأشكاله المختلفة الناتج عن المفارقات الحاصلة بين طموح تريده وواقع يخالفه بتعقيدات لا يمكن تغييرها بسهولة.
تستوقف سمية جائزة المرأة الخليجية منذ سنوات، لكنّ حلم التقدّم لها ظل مؤجَّلاً، تتابع: "حين أُعلِن عن اختيار العراق ضيفاً لهذه الدورة، شعرت بأن الباب الذي طالما رغبت في طرقه قد فُتح أخيراً".
أصعب مرحلة مرت بها سمية أثناء إنجاز البحث كانت خلال حملها بطفلها البكر، تستدرك قائلة: "كنت أكتب جزءاً من المادة ثم أضطر للتوقف لأسابيع، لأعود إليها كلما تحسّنت حالتي، لكنني أرسلت المادة قبل يومين من الموعد النهائي".
من أجمل اللحظات التي قد يعيشها الباحث، وفق سمية، هي لحظة عثوره على عنوان مناسب ومادة علمية غنية يستند إليها في بحثه، تعلّق: "لم أتوقع الفوز، فقد نسيت أمر البحث تماماً بعد إرساله، لانشغالي بأحداث مهمة في حياتي، وبعد شهر ونصف تقريباً من ولادتي، تلقيت رسالة من الأخت أمل الشامسي تُعلِمُني فيها بالفوز".
الفائزات في مجال الشعر العمودي
د. دلال المالكي: قادتنا يمكنون ويقدرون المرأة

فازت د.دلال بنت بندر المالكي، من المملكة العربية السعودية عن ديوان "غيبوبة"، وقد وصلها إعلان الجائزة من إحدى الصديقات، وكانت جميع قصائد الديوان تركز على الأنثى وأوجاعها، مثل: الفقد والحب، والموت، والغياب والأمومة وهذه الأخيرة وحدها تكفي لاحتواء العالم بكل صيغه المختلفة، تتابع: "وصلني خبر التأكيد في اتصال بهيج أول أيام شهر رمضان المبارك، وكنت حينها أحتفل أيضاً بمناسبة أخرى، فكانت نوراً على نور".
قصائد الديوان تركز على الأنثى في الصيغ التي تسببت في أوجاعها
مع كل أعمال د. دلال تعتبر أصعب الأوقات هي الإعلان عن نشر العمل؛ حيث ينفصل عنها، وتبدأ مرحلة جديدة تتقاسم فيها مع القارئ حق القراءة والتأويل والشعور، هذا الأخير هو ما يخفف وطأة هذا الانشطار. تستدرك قائلة: "عقدت اتفاقاً بيني وبين الديوان أن يكون خاتمة الشعر لأتفرغ للدراسات النقدية، وأخفف من الهم الإبداعي، ولكن حدث ما أعادني إليه راضية، وبهذه المناسبة أهديكم ديواني (غيبوبة) الفائز بجائزة الشعر العمودي في الدورة السابعة لجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية للعام 2025م بهذه القصيدة:
كنا افترقنا! فماذا تفعل الصدف؟
كالظل تدنو بدفء ثم تنصرف
منذ اتفقنا سلال الروح مرهقة
ودهشة البدء في معناك تختطف
للقلب عدت أما خمنت قافية
سواي يشعلها الموال والأسف
لي كنت كالموج لا منفى ولا وطن
بين ارتباكين ورد العمر يقتطف
تعيد د.دلال ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله عن المرأة؛ بأنها: "مصدر التطور لأي مجتمع، فمن غير نساء متمكنات يصعب إصلاح المجتمعات، حيث إن المرأة هي نصف المجتمع وهن مربيات الأجيال"، تتابع: "وفي مقولة داعمة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قال فيها "أنا أدعم السعودية ونصف السعودية من النساء وأنا أدعم النساء"، ولراعي هذه الجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في أحد خطاباته "المرأة هي شريك أصيل في الحياة بكل ما فيها في أيام الرخاء، وفي أيام الشدة وفي السهل والصعب جنباً إلى جنب مع الرجل في كل أمور الدنيا لا أفضلية لأحد على آخر"، تعلّق د. دلال: "هذه المقولات التي تصدر عن الحكومات في الخليج العربي تنم عما وصلت إليه المرأة عامة والشاعرة خاصة في هذا المجتمع من تمكين وعلم واحترام وتقدير.
عفاف الحربي: لولا إنجازاتنا لبقينا نهيمُ في هذه الدنيا حائرين فارغين

في المركز الثاني للشعر العمودي، فازت عفاف بنت حسين الحربي، من المملكة العربية السعودية، عن ديوان "على أعتاب الغياب"، وكما تقول إنها ومنذ زمن بعيد تحلم بأن تحلِّق عالياً بالمنطاد، وتجلس على متنِ غيمة، تُحاورُ نجمة وتسامرُ القمر!
تتابع: "وبالفعل حلَّقتْ؛ ولكن بخيالي، حتى أضحتْ كتاباتي ملونةً كأسرابِ الطيور ما بين شعرٍ وقصةٍ وخواطر ومقالة ومسرحية... وكلَّما أنجزتُ رفَّ قلبي كالطير، واشتقتُ لأن أُحلّق بعيداً في مجالٍ أحبّ وأرحب..."
تمت طباعة أول ديوان لعفاف ( على أعتابِ الغياب)، وهو خليط من المشاعر ( الحب والشوق والغياب والحنين والشكوى والعتاب)، ثم شاركتُ به في معرض الكتاب بجدة، تتابع: "في ذلك الوقت قرأت عبر منصات البحث عن جائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في دورتها السابعة، حينها لم يتبقَ من الوقت إلا القليل... فشاركت وأكملتُ البيانات والمتطلبات في الوقت المحدد ولله الحمد، حيث كانت نبرة صوت المتحدثة وهي تبارك لي كأنها (معزوفةُ حب)، شممتُ رائحة العود يحترق طرباً من أقصى الشارقة إليّ! وعلى الفور أخبرت الأهل والمقربين، ونشرت الفرح على مواقع التواصل".
توقع الفوز هو شعور ظلّ يرافق عفاف، كانت تغمضُ عينيها وتتخيّل أنها على منصة التتويج، تعلّق: "أنظر إلى مرآتي كل صباح يرافقني الأمل بأن تُلامس أحرفي القلوب، وأنال شرف جائزة المرأة الخليجية المبدعة.
منذ زمن بعيد أحلم بأن أحلِّق عالياً بالمنطاد
تعتبر الحربي أن أجمل موقف مرت به هو حينما حَملت قطعة من روحها (ديواني) وأرفقته مع البيانات... وتطايرت أوراقه كفراشات تسابق بعضها بعضاً، في تلويحة تأسر القلوب، تتابع: "لقد احتلت المرأة العربية جزءاً كبيراً من المشهد الثقافي.
واستطاعت أن تتصدر القوائم وتترك بصمتها في المهرجانات واللقاءات، وتحصد الجوائز ويُباهَى بحضورها الحضور، ولولا منجزاتنا -وإن كانت بسيطة- لذبلت أرواحنا وتلاشت في مياهٍ تتزاحم فيها الأعباء، ولولاها أيضاً لبقينا نهيمُ في هذه الدنيا حائرين فارغين، نعيش في الظّل، فالإنجازُ بدايةُ الدهشة وروح المغامرة التي نتشاركها الآن".
الفائزات في مجال أدب الطفل -القصة القصيرة
بدرية البدري: أعرف الطفل أن نعمة السلام هي من أغلى النعم

فازت بدرية بنت محمد البدري، من سلطنة عمان عن قصة "أنا وصديقي"، لم تخف بدرية ارتباكها عندما سمعت خبر الفوز، تتابع: "دائماً في مثل هذه المواقف أشعر بأني لا أعرف بما أرد، هل يكفي أن أقول شكراً لمن أبلغني بالخبر؟ وكيف يأتي هذا الشكر؟ هل يمكن أن أقطف ابتسامتي ولمعة عينيّ وخفقان قلبي وأرسلها الآن إليه؟ أحياناً أتمنى لو أن من أبلغتني كانت أمامي لترى أثر الخبر على وجهي، أو أضمها وأقول لها شكراً بصوت لا يُسمع منه إلا "أحبك، شكراً لأنك هنا".
تم تحويل قصتي إلى كتاب صوتي في منصة عين التابعة لوزارة الإعلام في سلطنة عمان
تقول:" كلما رأيت طفلاً من أطفالنا يعيش حياته الطبيعية تذكرت أولئك الأطفال الذين يعيشون تحت وطأة الحروب، من هنا جاءت القصة لعمل مقارنة بين الحياة الطبيعية التي يجب أن يحياها أي طفل، والحياة أو (اللاحياة) التي يعيشها الأطفال في ظل الحروب، هذه القصة هي صمام أمان أطفالنا وهم مستقبل أوطاننا ضد أي فكرة دخيلة، ليعرفوا أن نعمة السلام من أغلى النعم التي يجب علينا المحافظة عليها."
كتبت بدرية هذه القصة خلال يومين مع المراجعة، كما تقول، بعد أن سيطرت عليها الفكرة، تعلّق: "أسعدني خبر فوز القصة، ومن قبله تحويلها إلى كتاب صوتي في منصة عين التابعة لوزارة الإعلام في سلطنة عمان، وقبل كل ذلك رؤيتها في أيدي الأطفال، لذلك تجد أن حال أدب الأطفال في الوطن العربي، بخير تقريباً؛ فهناك الكثير من دور النشر التي تتنافس لرفد عالم الطفولة بالكتب المتميزة والمثرية التي يستحقها أطفالنا، تستدرك قائلة: "لكنني أجد فجوة بين دورالنشر والناشئة، فما زالت دور النشر توجه منشوراتها للفتيان لمن هم دون الثالثة عشرة أو الثانية عشرة في حين أن الكتب يجب أن تكون موجهة لمن هم دون الثامنة عشرة." تتابع:"من هنا أرجو أن يُعاد تصنيف فئة الناشئين إلى أكثر من فئة وأن تكتب كتب المرحلة العمرية الأعلى بلغة شبيهة جداً بكتب الكبار مع الاهتمام العالي باللغة لتكون لائقة بهم" .
مريم الشحي: مها هي طفولتي وفضولي ومرحي

فازت بالمركز الثاني مريم خليفة الشحي من الإمارات العربية المتحدة عن قصة "ما معنى أن ننتمي؟، بعد أن رشحتها دار النشر "سيل/البحارة" وشجعتها للتقديم، تتابع قائلة: "وأنا فعلاً ممتنة لدعم الأستاذة الملهمة إيمان بن شيبة التي دائماً تحرص على تشجيع الكتّاب، وتشعرنا بأن دار النشر هي منزلنا الثاني، أتذكر سعادتي بالخبر! كنت أعمل على رسالة الماجستير في المكتبة في ولاية نيويورك، وكنت منغمسة بالعمل فجاء الخبر كدافع كبير لي، فعلاً كانت لحظة لن أنساها في حياتي."
بطلة قصتي تصنع مفهومها الراسخ عن ذكرياتنا في الإمارات
"ما معنى أن ننتمي" تتبع قصة الطفلة مها التي تتعلم كلمة "الانتماء" في صف التربية الوطنية، وتشعر بالحزن لأنها لم تفهم المعنى العميق الذي يحمل أبعاداً مختلفة لا يستطيع الطفل أن يفهمها بسرعة، لذلك تقرر مها بدء رحلة البحث عن مفهومها للانتماء، تبحث في الأشخاص، الأشياء، اللحظات، وفي الأماكن عن كل ما تنتمي إليه، في النهاية تجمع محصولاً كبيراً من كل ما تنتمي إليه ويتكون لديها مفهوم راسخ يعرفها بنفسها ومحيطها أكثر، تستدرك مريم: "لقد كبرت مع القصص ومع حرص أمي أن تقرأ لي في كل ليلة، وحرصت أن أملأ مكتبتي بكتب أطفال تجذب إخوتي للغة العربية، والشخصية، "مها" تشبه شخصيتي وأنا طفلة فضولية، مرحة، تحب القراءة واللغة العربية، وتحب استكشاف كل ما حولها، في النهاية مها تصنع مفهومها الخاص الذي هو متأصل وراسخ عن ذكرياتنا في الإمارات".
تجد مريم أن أصعب موقف مر بها ترجمة الكلام لرسومات، "مها" ومغامراتها عاشوا معها لأشهر طويلة دون أن تطابق بين الصور التي في خيالها والنص، لذلك شعرت بأنها تجربة علمتها فن ترجمة الكلمة لصورة تعلّق: "أشكر الرسامة نوران سامي على رسوماتها لجميلة".
أجمل موقف مر مع مريم هو ردة فعل الأطفال ومشاهدتهم يقرأون ويكتشفون معناهم الخاص، خصوصاً أن القصة تشبه ذكريات الكبير والصغير، تعلّق: "أنا ممتنة جداً لوزارة التربية والتعليم لإدراجها القصة ضمن منهج الصف الثالث، فالجهود المبذولة من الكتّاب العرب وجهود المراكز مثل مركز اللغة العربية لترجمة الكتب مطمئن وينم على حرصنا على اللغة العربية".
ندى فردان: كان صعباً تحويل المشاعر إلى رسومات رمزية

في المركز الثالث عن أدب قصص الأطفال، فازت ندى أحمد فردان من مملكة البحرين بجائزة لجنة التحكيم عن قصتها شامبو الشعور العجيب
ندى مهندسة معمارية من المتابعات للجائزة سنوياً منذ إطلاقها في العام 2017م، وكانت على يقين بأن هذه الجائزة القيّمة لابد وأن تولي في النهاية اهتماماً لأدب الطفل؛ تتابع: "نعم توقعت الفوز، لأن قصة شامبو الشعور العجيب هي قصة تغوص في أعماق النفس البشرية، لتصيغ رسالة للصغار بأسلوب طفولي ممتع بمشاركة من رسومات زاهية توصل الفكرة بشكل مبسط للطفل، وقد تلقيت اتصالاً في نهار رمضان، وحينما رأيت أن الرقم من دولة الإمارات العربية المتحدة تهلل وجهي فرحاً، وغمرني شعور بالحماسة، كطفلة في التاسعة من العمر! وأذكر أنني هرعتُ لأبي ليكون أول من أبشره بالخبر السعيد.
أردت أن أخبر الطفل بأن الإنسانية مرتبطة بالـ "التعاطف"
القصة تدور أحداثها في حصة التربية الفنية، حيث دعت المعلمة الطلبة لتخيل اختراعات تفيد البشرية، فرسمت الطفلة غادة "شامبو الشعور العجيب"، وشرحت لزملائها أن هذا الشامبو مخصص للمشاعر والأحاسيس وليس للشعر! فكما هناك أنواع من الشامبو تعالج كل نوع شعر، كذلك يفعل الشامبو العجيب ويعالج كل قلب، ويعطيه الإحساس الذي ينقصه، يدور جدل حول فائدة هذا الشامبو، ومن خلال نقاش الطلبة، يكتشفون أهمية التعاطف والشعور بالآخرين، وكيف أن العالم سيصبح مكاناً أجمل لو شعرنا وأحببنا بعضنا البعض، تتابع ندى: "أردت أن أخبر الطفل بأن الإنسان لكي يكون إنساناً لابد وأن يحمل صفة "التعاطف"، هذه الصفة التي تجعله يشعر بالآخرين".
أصعب موقف مرت به ندى، خلال كتابة القصة، هو كيفية تحويل المشاعر غير المرئية إلى رسومات رمزية بصرية يستطيع من خلالها الطفل فهم فكرة القصة، تعلّق: "حاولت أن أقدّم "سكتشات" توضيحية للرسامة، توضح فكرتي بأن يتحول الشعر الذي يستخدم شامبو الشعور العجيب إلى مترجم للشعور الذي ينبع بعد استخدام هذا الشامبو، فعلى سبيل المثال، الشخص الذي لا يحمل في قلبه عاطفة المحبة، سيتشّكل شعره على شكل قلب محب حينما يستخدم الشامبو العجيب، ومثال آخر، الشخص العبوس سيتشكل شعره على شكل ابتسامة، وهكذا، أما أجمل موقف فهو حينما لمست حماسة الأطفال لهذه القصة، واستمتاعهم بها، فمن خلال ورشي التي أقدمها تحت مسمى "ورش قطر الندى" يتم سرد القصة، ومن ثم تقديم نشاط تعليمي ترفيهي لتعزيز مفاهيم القصة".
تجد ندى أن هناك طفرة في الاهتمام بهذا الأدب، من خلال تخصيص جوائز وإقامة مهرجانات ومعارض كتب، ومن خلال تشجيع المدارس على غرس عادة القراءة للطفل، وهناك تطور مستمر في نوعية النصوص الإبداعية المقدمة، كما ساهم التطور الجرافيكي والإخراج الفني للكتب في جعل الكتب في الوطن العربي لا تقل في مستواها عن الكتب في الدول المتقدمة.