هل فكرتَ يوماً في كمْ يمكن أن تؤثر علاقتك بزملائك في العمل على حياتك؟ بين لحظات من الدعم والتعاون، قد تكون هناك خيوط خفية تدفعك للتعلق بهم أكثر مما ينبغي. فبينما يظن البعض أن العلاقة الطيبة مع الزملاء تعزز الإنتاجية، قد يكون الثمن الذي تدفعه في النهاية أكبر مما تتصور. هناك أربع خسائر مهنية قد لا تدركها إلا عندما تجد نفسك في منتصف الطريق، وقد حان الوقت لتسأل نفسك: هل تستحق هذه العلاقة العاطفية كل هذا التعلق؟ تجيب عن ذلك الاختصاصية في مجال علم النفس الإكلينيكي، سوزان محمد.
التبعية العاطفية: حين تصبح أنت الملاذ دائماً
هل شعرت يوماً أنك الشخص الذي يلجأ إليه الجميع لحل مشاكلهم الشخصية؟ قد يبدو في البداية كدعم متبادل، لكن مع مرور الوقت يصبح عبئاً ثقيلاً لا ترى آثاره إلا عندما تجد نفسك قد ضحيت بوقتك وطاقتك في أشياء لا تخصك. يبدأ زملاؤك في العمل بالاعتماد عليك في كل مشكلة، سواء كانت عاطفية أو شخصية، مما يجعلك تتنازل عن وقتك الذي كان يمكن أن تخصصه لمهامك المهنية. تصبح تدريجياً عاطفياً أكثر من اللازم، مما يؤدي إلى تراجع في قدرتك على اتخاذ قرارات مهنية متوازنة. في النهاية، تجد نفسك مشغولاً في حياة الآخرين بدلاً من التركيز على حياتك المهنية، وتزداد مستويات التوتر لديك، مما يؤثر سلباً على إنتاجيتك.
اغتنم الفرصة: 5 رسائل غير مباشرة تقول لك: لا تنتظر الوعود بعد الآن
الانحياز الشخصي: كيف تصبح غير موضوعي في تقييم زملائك؟
هل أصبح حكمك على الآخرين مشوباً بمشاعرك تجاههم؟ في العمل، من السهل أن تتحول العلاقة الطيبة مع الزملاء إلى تأثير غير مرغوب فيه على تقييماتهم أو آرائهم. عندما تكون عاطفياً تجاه شخص ما، تبدأ في إغفال تقييم الأمور بشكل موضوعي. فجأة، تجد نفسك تتجنب إبداء الملاحظات القاسية أو اتخاذ قرارات صعبة؛ لأنك تخشى أن تضر العلاقة الشخصية التي بنيتها. هذا النوع من التحيز يضر بقدرتك على تقييم المواقف بموضوعية، ويؤثر في القدرة على اتخاذ قرارات صائبة تؤدي إلى تقدم الفريق أو حتى المؤسسة ككل. الأمر لا يقتصر فقط على العمل الجماعي؛ بل قد تجد نفسك تمنح امتيازات أو فرصاً معينة لأشخاص لم يحصلوا عليها بسبب قدرتهم أو أدائهم المهني، بل لمجرد أنك تربطك بهم علاقة شخصية.
التلاشي الشخصي: عندما تذوب هويتك في هوية الزملاء
هل فقدت جزءاً من شخصيتك لتتناسب مع الآخرين؟ عندما تعلق بزملائك بشكل مفرط، تصبح متورطاً في محاولات لإرضائهم أو الانسجام معهم بشكل دائم. تبدأ في تقديم تنازلات عن قيمك الشخصية، وتضحي بأفكارك فقط لتجنب الصدامات أو الانتقادات. مع مرور الوقت، يبدأ الشخص الذي كنت عليه في الاختفاء تدريجياً؛ لتحل مكانه صورة أخرى تكون قد بنيتها فقط؛ لتلائم بيئة العمل أو تطلعات زملائك. ربما تضحك معهم على نكات غير لائقة أو تشاركهم في مواقف قد لا تكون من اهتماماتك، لكنك تجد نفسك تدريجياً تذوب في هذه الهوية المشتركة. هذه الضغوط الاجتماعية تؤدي في النهاية إلى فقدان صلتك بذاتك الحقيقية، مما يجعل من الصعب عليك اتخاذ قرارات مهنية واضحة أو بناء مسار مستقبلي يتماشى مع طموحاتك الشخصية.
التضحية بالأهداف الشخصية: متى تصبح مصلحة الفريق على حسابك الخاص؟
هل شعرت أنك تضع أهدافك الشخصية جانباً لصالح المجموعة؟ في بيئة العمل، قد تكون العلاقات الشخصية مع الزملاء عاملاً إيجابياً في التنسيق والتعاون، لكن التعلق العاطفي المفرط قد يجعلك تهمل أهدافك المهنية الخاصة. قد تجد نفسك دائماً موافقاً على المهام المشتركة أو مشغولاً بمشاكل الفريق، مما يجعلك تنسى أن لديك طموحاتك الشخصية التي تحتاج إلى وقت واهتمام. ربما تضطر إلى تأجيل مشروعك الخاص لصالح خطة عمل الفريق، أو حتى تضع أحلامك المهنية على الرف بسبب بعض التوقعات غير المعلنة من الزملاء. هذه التضحيات قد تكون هادئة في البداية، لكنها تصبح واضحة مع مرور الوقت؛ حيث تبدأ في الشعور بالإحباط وعدم الرضا عن سيرك المهني. في النهاية، قد تجد أنك تخطيت فرصة كبيرة لتحقيق هدفك الشخصي بسبب اهتمامك الزائد بالآخرين، وتبدأ في التساؤل عما إذا كانت تلك العلاقة قد استحقت هذا العناء.
اكتشف الحقيقة: هل كل زميل صديق؟ 7 فروقات دقيقة لا ينتبه لها الموظفون