تولي الأم معظم وقتها ومجهودها لطفلها الذي جاء حديثاً إلى الحياة ولا يعرف غيرها؛ ولذلك فالأم تقدم كل سبل ووسائل الرعاية لطفلها الذي طالما انتظرته بشوف ولهفة وأولى وسائل الرعاية أن تقدم له الرضاعة الطبيعية، حيث تحرص عليها؛ لكي تتأكد من أنه سيكون بصحة جيدة أفضل من أولئك الرُّضَّع، الذين يحصلون على رضاعة صناعية؛ فلا شيء يعادل الحليب الطبيعي الذي وهبته الطبيعة للأمهات وأطفالهن.
من الضروري أن تعرف الأم إذا ما كانت تقدم الرعاية المناسبة لطفلها الرضيع، وذلك من خلال عدة علامات يجب أن تتبعها، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، في حديث خاص بها؛ استشارية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة منى عبد الرازق، حيث أشارت إلى 6 علامات مهمة تعرفين من خلالها أنك تعتنين برضيعك بشكل صحيح، ومنها زيادة وزنه، وقلة بكائه، وتواصله معك بشكل دائم، وغيرها في الآتي.
1- يسير منحنى نموه بشكل صحيح

- تابعي باستمرار ومنذ ولادة طفلك منحنى نموه من حيث زيادة الوزن والطول، وذلك من خلال المتابعة مع طبيب الأطفال أو مركز رعاية الأمومة والطفولة، ويجب أن تكون تلك المتابعة من خلال الحصول على قراءات بشكل شهري، بحيث تكون نتائجها حول المعدل الطبيعي لزيادة الوزن والطول والمتعارف عليه عالمياً مع عدم إهمال قياس محيط الرأس للاطمئنان على صحة دماغ الطفل.
- لاحظي أن وزن رضيعك سوف يقل في الأيام الأولى ثم يبدأ في الزيادة بمعدل كيلوغرام واحد شهرياً بعد ذلك، وفي حال كان الرضيع يحصل على رضعات مشبعة مستمرة ولا يبكي كثيراً، ولا يتعرض للأمراض خصوصاً الأمراض التي تتسبب في نقص وزنه مثل إصابته بالنزلات المعوية بسبب تعرضه للتلوث الخارجي والعدوى، ولذلك تلعب رعاية الأم والاهتمام بنظافته دوراً في حمايته من الأمراض التي تتسبب في بطء نموه.
2- يحقق تواصلاً جيداً ومستمراً مع الأم

- اعلمي أن الطفل الذي ترعاه أمه بشكل جيد هو طفل يجيد التواصل معها، ويعبر عن مشاعره مبكراً؛ فتجد الأم أن طفلها الذي ينمو بشكل صحيح لا يبكي كثيراً، ويبتسم، ويناغي بالتدريج، ويطلق من فمه أصواتاً تدل على سعادته، ويلتفت نحوها، ويسكت حين تحمله والتواصل مع الأم من أهم دلائل نجاح الأم في العناية والرعاية للطفل وبأنها لا تواجه مشاكل في التواصل معه، الذي يؤثر في نطقه وسلامة عقله وتتطور مهاراته.
- اهتمي بمتابعة ما يبدر من سلوكيات وتصرفات بسيطة من رضيعك؛ لكي تطمئني على سلامته وصحته، حيث إن أهمية التواصل البصري مع الطفل حديث الولادة تظهر نتائجها على معدلات نموه لاحقاً التي يجب أن تقوم بها الأم في أثناء الرضاعة وتغيير الحفاض -مثلاً.
3- ينام نوماً هادئاً ومتواصلاً
- لاحظي أن الطفل الذي يلقى رعاية مناسبة من الأم ينام نوماً هادئاً ومتواصلاً بعكس الطفل الذي يعاني من مشاكل صحية أو نفسية؛ فعلى الرغم من صِغَر سنه فهو يشعر بحنان الأم وحبها، وكذلك يشعر الطفل إذا ما كانت الأم قريبة منه وتهتم به، خاصة أن لديه شعوراً بالخوف بأنها سوف تتركه، ويكون هذا الشعور طبيعياً ويبدأ بالتلاشي بالتدريج، ولكنه يسبب النوم القلق للطفل ما لم تقم الأم بتوفير الشعور بالأمان له.
- توقعي أن طفلك الذي يحظى بعناية جيدة أن يكون نومه صحياً، بمعنى أنه ينام لساعات تصل إلى ثلاث ساعات متواصلة بعد الرضاعة وتغيير الحفاض، ويجب أن تتساءلي هل معاناة الأطفال الرُّضَّع من النوم المتقطع أمر طبيعي؟ والحقيقة أن الرضيع الذي لا يشبع ويعاني من أمراض -مثلاً- فهو ينام لدقائق ثم لا يلبث أن يستيقظ ويبكي، وبالتالي لا يحقق نمواً جيداً، ولا تبدو عليه علامات الصحة.
4- يبلل عدداً مناسباً من الحفاضات

- توقعي أن تقومي بتغيير الحفاض لرضيعك بعد كل مرة تقدمين له فيها الرضاعة الطبيعية، وحيث إن لكل فعل رد فعل؛ فمن الطبيعي أن يحدث الإخراج لديه وخاصة في الأشهر الأولى، ومع تعود جهازه الهضمي على هضم الحليب، وإن كانت بعض الأمهات يشعرن بالقلق من هذه الظاهرة ولكنها تدل على نمو الطفل نمواً سليماً خاصة أن الرُّضَّع يواجهون مشكلة الإمساك المزعج؛ ما يفاقم من حدوث مغص الرضع، وما يصاحبه من تجمع الغازات في البطن وحدوث الانتفاخ.
- اعلمي أن تبديل الحفاض للرضيع يعني أن وزنه يزداد بشكل طبيعي؛ لأن الرضاعة وما يتبعها من إخراج يعني أن الطفل يحصل على كفايته من الغذاء، ومع ملاحظة لون وطبيعة فضلات الطفل يمكن التأكد من أنه يشبع بشكل جيد مثل عدم انبعاث رائحة كريهة أو تحول الفضلات إلى اللون الأخضر بسبب الجوع، وليس بسبب نوع الطعام الذي تناولته الأم المرضعة.
5- تبدو عليه السعادة بعد الرضاعة
- لاحظي أن رضيعك الذي يتلقى رعاية مناسبة منك سوف يقبل على الرضاعة من دون أن يتعرض إلى مشاكل الرضاعة، مثل البكاء في أثناء الرضاعة، وحيث إن سبب بكاء الطفل عند الرضاعة الطبيعية غالباً ما يكون بسبب عدم وجود حليب كافٍ في صدر الأم لسوء اهتمامها بتغذيتها وكذلك عدم عناية الأم بطريقة الرضاعة الصحيحة من حيث التقام الحلمة ومحيطها؛ لكي لا تتعرض للتشقق، وأيضاً لكي لا يبذل الرضيع مجهوداً مضاعفاً فيشعر بالتعب في أثناء الرضاعة فيبكي ويتركها.
- توقعي أن يبتسم طفلك بعد أن يرضع وتبدو عليه علامات الرضا والسعادة، وقد يخلد إلى النوم في أشهره الأولى، أما بعد ذلك؛ فسوف يطلق أصواتاً تدل على سعادته؛ لأنه يحصل على حاجته ولا يعاني من المغص والانتفاخ خاصة في حال اهتمامك بخطوة التكريع بعد كل رضعة.
6- يمتلك بشرة ناعمة ونقية
- راقبي بشرة رضيعك حيث إن الطفل الذي يتلقى رعاية جيدة ومناسبة من الأم يكون لديه بشرة ذات مواصفات خاصة؛ حيث تمتلك بشرة الطفل مميزات خاصة بحيث تبدو لامعة ونقية، ولكن في بعض الأحيان قد تبدو بشرة الطفل شاحبة خصوصاً بعد الشهر السادس، وذلك بسبب نقص الحديد في جسمه وعدم حصوله عليه في صورة مكمل غذائي، إضافة لتعرض بشرة الطفل لمشكلات قد تؤدي لظهور الهالات السوداء حول عينيه والبقع البيضاء في وجهه، وتكون هذه مشكلات صحية بحاجة إلى علاج.
- لاحظي أن بشرة الطفل وكذلك شعره يرتبطان بالعناية التي توليها الأم للطفل واستخدامها مرطبات البشرة المناسبة وشامبو الشعر المناسب خاصة أن الطفل يكون لديه شعر ضعيف ويميل إلى التقصف بعد أشهر من الولادة، ثم يتحسن بالتدريج مع إضافة المكملات الغذائية والعناية بتقديم الطعام التكيملي الصحي إلى نظام تغذيته.
قد يهمك أيضاً: دليلك لأهم الفحوصات الدورية لصحة طفلك: من الولادة حتى 10 سنوات
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.