من المعروف أن كل أمّ ترغب في الحفاظ على صحة رضيعها، فهي تتبع قاعدة الحفاظ على الرضاعة الطبيعية للرضيع خصوصاً بعد الولادة؛ للحصول على حليب اللبأ، ولكن بعد أن يتجاوز عمر الرضيع عدة أشهر تبدأ الأم في تقليل عدد الرضعات وخاصة في الليل بسبب شعورها بالتعب، واستنزاف الطاقة، والحقيقة العلمية أن الرضاعة الطبيعية تستغرق طاقة ووقتاً ومجهوداً من الأم يعادل الوظيفة المكتبية أو أكثر، ولكن ذلك لا يعني تقليل الرضعات بل يجب عليها أن تستمر بها؛ لكي تحافظ على صحة رضيعها.
ومن الخطأ أن تستغني الأم عن الرضاعة الليلية خصوصاً، ويجب أن تعرف مميزاتها. ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالدكتورة علياء يزيد؛ استشارية طب الأطفال وحديثي الولادة؛ حيث أشارت إلى ما هي مميزات الرضاعة الليلية مقارنة بالرضاعة خلال النهار خصوصاً في الشهور الأولى، وطرق الحفاظ على الرضاعة الطبيعية في الآتي:
ما هي مكونات حليب الأم؟

- اعلمي أن حليب الأم يتكون في طبيعته من 90% من الماء؛ ولذلك يجب أن تحصل الأم المرضعة وبناء على هذه الحقيقة على كمية وافرة من الماء أثناء فترة الرضاعة لزيادة الحليب في صدرها، ويجب ألا تقل كمية الماء التي تحصل عليها عن ثمانية أكواب خلال اليوم، ويمكنها أن تحصل على هذه الكمية من الماء من العصائر الطبيعية الموسمية الطازجة، ومن الفواكه كحبات سليمة أيضاً بالإضافة إلى الماء الخالص؛ حيث يعمل الماء على زيادة رطوبة الجسم، ويقلل من الشعور بالصداع والإرهاق.
- لاحظي أن العديد من الدراسات العلمية أشارت إلى أنه بعد انتهاء الفترة الأولى من فترات الحمل، يبدأ الثدي بإنتاج وتكوين ما يُسمى بحليب اللبأ أو المسمار؛ حيث يدل تغير شكل وحجم ولون الثدي على علامات الحمل المبكرة والأولى، وتلاحظ الحامل أنه قد بدأ نزول بعض السائل الزيتي من الثديين يشبه في رائحته كثيراً رائحة السائل الأمينوسي المحيط بالجنين في رحم الأم، وهذا السبب، يجعل الرضيع يُقبل على الرضاعة الطبيعية من صدر أمه بمجرد النزول من الرحم، كما يعمل هذا السائل الزيتي على حماية الثديين من العدوى خلال فترة الحمل والتي قد تؤذي الجنين.
- توقعي أن يتضاعف حجم الأنسجة الغدية في صدرك خلال المرحلة الثانية أو الثالثة من مراحل الحمل، أو بعد الولادة مباشرة؛ حيث يبدأ إفراز هرمون الحليب فيتم إرسال الإشارات من الغدة النخامية في المخ إلى صدرها، ويتم الشعور لدى الأم بمشاعر الأمومة مما يحفز الرضاعة، ولكن وعلى الرغم من التغيرات التي تحدث في شكل ثديي الأم وحجمه خلال مرحلة الحمل؛ إلا أن المعتقدات الخاطئة حول علاقة تلك التغيرات بنوع الجنين، وكذلك الإفرازات التي تخرج من الثديين ولونها ودرجة سماكتها وشكلها وعلاقتها بنوع الجنين، فهي معتقدات خاطئة؛ حيث أشارت الدراسات الحديثة إلى أنه لا توجد علاقة بين السائل الذي ينزل من الثدي أثناء الحمل بنوع الجنين على الإطلاق.
مميزات الرضاعة الليلية عن الرضاعة النهارية

- اعلمي أن الرضاعة الطبيعية عموماً هي سر صحة الطفل وصحة ورشاقة الأم، وأن على الأم أن ترضّع رضيعها متى طلب ذلك في الشهور الأولى خصوصاً، ولكن يجب أن تعرف الأم أن سر عدم زيادة وزن الرضيع خصوصاً في شهوره الأولى؛ حيث من المفروض أن يحقق زيادة واضحة في وزنه؛ هو توقف الأم عن إرضاع الرضيع ليلاً؛ لأن الأم تشكو من التعب وتكون بحاجة إلى النوم، وتقديم بدائل للرضيع عن طريق شخص آخر مثل الرضاعة الصناعية أو حتى تقديم المشروبات العشبية، وهي تعد خداعاً للطفل.
- لاحظي أن حليب الأم الليلي يحتوي على نسبة عالية من الدهون الصحية التي تسبب حدوث زيادة في وزن الرضيع مقارنة بحليب الأم النهاري؛ حيث أثبتت الدراسات العلمية أنه خلال فترة الليل يزداد معدل إفراز هرمون الحليب عند الأم وكذلك هرمون النمو عند الطفل، ولذلك يجب على الأم الحفاظ على هذه الهبة الربانية جيداً وعدم التوقف عن الرضاعة الليلية مهما كانت الأسباب.
- اعلمي أن الأطباء يحبذون أن تقوم الأم بإيقاظ الرضيع خلال فترات الليل والحرص على الرضاعة الطبيعية مهما كانت متعبة ومرهقة؛ لكي تقدم لطفلها فوائد غذائية وصحية ثمينة، وبناء على ذلك يجب على الزوج والمحيطين بالأم مثل الجدة والعمة في فترة الرضاعة الأولى من حياة الطفل دعم الأم ومساعدتها على رعاية المولود وتشجيعها؛ لكي تستمر بالرضاعة الليلية بعدة طرق مثل توفير سبل الراحة والهدوء لها؛ لكي تنام لفترات مناسبة خلال ساعات النهار، ويمكن مساعدة الأم المرضعة لكي تنام خلال فترات نوم الرضيع في النهار خصوصاً، وتنظيم برنامج رعايتها اليومي على هذا الأساس؛ ولأن من أسباب زيادة إدرار ونزول الحليب عند الأم على مدار الساعة أي ليلاً ونهاراً هو الرضاعة الليلية، والتوقف عن الرضاعة أو تقليلها خلال الليل يعني أن يقل حليب الأم بصورة ملحوظة وبالتدريج.
نصائح من أجل نجاح الرضاعة الطبيعية بشكل عام

- اعلمي أنه يجب أن تحصل الأم على التغذية الجيدة المتكاملة والمتوازنة؛ لكي تكون قادرة على الرضاعة؛ بحيث لا تفقد صحتها وعافيتها بأن يحتوي طعامها على البروتين الصحي سواء من اللحوم الحمراء والبيضاء أو الأسماك، وكذلك أن تتناول البيض والحليب بشكل يومي كمصدر للبروتين، وكذلك أن تنال حصتها اليومية من الكالسيوم المتوافر في اللبن والجبن، ويجب أن تحصل على عنصر الحديد لكي لا تصاب بفقر الدم؛ حيث يكثر في الفواكه المجففة مثل التمر والزبيب، وكذلك يكثر في صفار البيض والمأكولات البحرية بأنواعها.
- احرصي على شرب الكمية المناسبة من السوائل مثل الماء الصافي والحليب والأعشاب الطبية المتوافرة بكثرة، أو التي تُزيد من إدرار الحليب مثل بذور الحلبة والشومر، والبعد عن المشروبات المنبهة والغازية والتي تؤدي لحدوث المغص وتراكم الغازات والأرق عند الرضيع.
- احرصي أن تجلسي جلسة صحية ومناسبة وأن تكوني في مكان هادئ؛ لكي تكوني مهيأة ومستعدة للرضاعة ولتبادل المشاعر والتواصل مع وليدك وتوثيق علاقتك النفسية به من أجل زيادة إدرار الحليب.
- اعلمي أن العناية بصحة الثديين يكون خلال الحمل، فيجب على الأم تدليك الحلمتين أثناء الحمل بزيت الزيتون برفق؛ لكي لا تبقى الحلمة غائرة خاصة إذا كانت الأم حاملاً للمرة الأولى.
- لاحظي أنه يجب عدم تأجيل الرضاعة الطبيعية إطلاقاً لما بعد الولادة بساعات، بدعوى حاجة الأم إلى الراحة، بل تقديم ثدي الأم بمجرد الولادة ونزول المولود؛ لأن مص الثدي يساعد على نزول المشيمة وزيادة تقلص الرحم وعودته إلى حجمه وطبيعته.
- احرصي على تقديم حليب اللبأ أو ما يُعرف بحليب المسمار لمولودك، فليس صحيحاً أن الحليب بمجرد نزوله يكون ضاراً بالمولود على الإطلاق، بل على العكس من ذلك، فحليب الأم في هذه الفترة يحتوي على مضادات حيوية فعالة للمولود، ويجب أن يحصل عليها من أجل تقوية وتعزيز مناعته.
- لاحظي أنه يجب عدم خلط الرضاعة الطبيعية مع الرضاعة الصناعية، فيجب عدم تقديم الرضاعة الصناعية للمولود بعد شهور لأي سبب مثل أنك تعتقدين أنه لا يشبع من صدرك خاصة في الليل، فالرضاعة الصناعية ليلاً خصوصاً تؤدي إلى حدوث عسر الهضم للطفل، وتُقلل من حليب الأم نهاراً.
قد يهمك أيضاً: 3 نصائح ذهبية وأساسية لزيادة حليب الأم المرضعة
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.