عرفَ العالمُ يسرى مارديني سبَّاحةً أولمبيَّةً، ولاجئةً سوريَّةً، لكنَّ قصَّتها، تتعدَّى حدود الرياضة، لتنسجَ من الألمِ أملاً، ومن المعاناةِ قوَّةً لا تُهزم، فعبر البحرِ، ساعدت المئاتِ في رحلةٍ محفوفةٍ بالمخاطر، وحملت رايةَ الإنسانيَّةِ بشجاعةٍ ونُبلٍ حتى أصبحت رمزاً، يضيء دروبَ التمكينِ والكرامة.
حوار | مروة عوض Marwa Awad
المديرة الإبداعية ومنسّقة الأزياء | جايد شيلتون Jade Chilton
تصوير | سام روادي Sam Rawadi
مكياج | ميشال كيواركيس Michel Kiwarkis، لدى MMG
شعر | علي رضا موسوي Alireza Mousavi، لدى MMG
إنتاج | إيتشو دوكاو Icho Ducao
مساعد منسّقة الأزياء | شادي أزاد Shadi Azad
موقع التصوير | دبي، الممزر، نادي شباب الأهلي Cleopatra Swimming Academy
تصفحوا النسخة الرقمية لـ عدد يونيو 2025 من مجلة سيدتي

فستان بقماش Georgette مطبّع من برادا Prada
حقيبة Prada Galleria من الجلد
بعد مرورِ عشرةِ أعوامٍ على رحلةِ الهجرةِ واللجوء، ما اللحظةُ التي شعرتِ فيها بأنكِ أقوى مما ظننتِ؟
اللحظةُ التي شعرتُ فيها بأنني أقوى مما كنتُ أتصوَّرُ، كانت لحظةَ لجوئي. وصلتُ إلى ألمانيا بسلامٍ، لكنْ بعد عشرةِ أعوامٍ، عدتُ إلى سوريا، وكانت الزيارةُ مملوءةً بالمشاعرِ الصعبة. رأيتُ بيتنا مدمَّراً، وأهلي لا يزالون في سوريا. على الرغمِ من الألم إلا أنني شعرتُ بقوَّةٍ داخليَّةٍ، وأملٍ لم ينكسر. تلك اللحظةُ، جعلتني أُدرِك أنني قادرةٌ على تجاوزِ كلِّ شيءٍ، وأن للحياةِ دوماً جانباً جميلاً، مهما اشتدَّ الظلامُ.
من خلال تجربتكِ الشخصيَّةِ، ما الذي يُميِّز قوَّةَ المرأة؟
قوَّةُ المرأةِ، لا تعني أن تكون قويَّةً كلَّ يومٍ. نحن بشرٌ، نخطئ ونتعلَّم. قد نُجرِّبُ مشروعاً، ويفشل، لكنْ هذا لا يعني أننا فشلنا، لأننا نساءٌ. جرِّبي مرَّةً، ومرَّتين، وثلاثاً، ولا تتوقَّفي حتى تصلي إلى ما تريدين. ثقي بذاتكِ، وتذكَّري أن رِقَّةَ القلبِ، وحدسَ المرأةِ جزءٌ من قوَّتها. ستسمعين كثيراً من الآراء، خذي منها ما يُفيدكِ، لكنْ اجعلي لرأيكِ وإحساسكِ الكلمةَ الأخيرةَ دائماً.
يُقال: وراءَ كلِّ امرأةٍ عظيمةٍ امرأةٌ أخرى تدعمها. هل توافقين على هذه المقولةِ، ولماذا؟
أوافقُ تماماً. أمي، هي الشخصُ الذي أستلهمُ منه القوَّة. علَّمتنا منذ الصغرِ أهميَّةَ التعليم، وكيف نوازنُ بين حياتنا المهنيَّةِ والشخصيَّة. أكَّدت لنا أن الزواجَ، وتكوينَ عائلةٍ أمرٌ جميلٌ، لكنَّه ليس كلَّ شيءٍ في الحياة. هي امرأةٌ قويَّةٌ، حنونةٌ، وصبورةٌ. علَّمتني ألَّا أستسلمَ للفشل، وأن أحاول دائماً من جديدٍ. أمي كانت، وما زالت مصدرَ إلهامي الأوَّل.
ما أصعبُ موقفٍ واجهتِه بوصفكِ امرأةً، وشعرتِ فيه بأنكِ في حاجةٍ إلى إثباتِ نفسكِ؟
من أبرزِ المواقفِ التي شكَّلت رحلتي حينما عدتُ إلى السباحةِ بعد انقطاعٍ عنها خلال وجودي في سوريا. قيل لي آنذاك: «أنتِ فتاةٌ، وقد كبرتِ، وهذه سنةُ البكالوريا، وستتزوَّجين، وتبقين في المنزل». وكأنَّ شغفي بالرياضةِ لا يستحقُّ أن يُؤخَذ على محملِ الجد!
مَن قالَ ذلك، كان رجلاً، ما جعل وقعَ الكلماتِ أثقلَ عليّ! لكنَّني لم أتأثَّر بتلك النظرةِ فقد كنت مؤمنةً بأن طموحاتي أوسعُ من التوقُّعاتِ التقليديَّة، وأن لي مكاناً، أستحقُّه في هذا المجال. وعلى الرغمِ من التحدِّياتِ إلا أنني واصلتُ طريقي بثقةٍ، وكنت على يقينٍ بأنني سأصلُ إلى أبعدَ مما يتوقَّعه الآخرون، والحمد لله، هذا ما حقَّقته.

فستان بقماش مطبّع بالورود بطريقة Pongé
حقيبة Bucket من الجلد
في أصعبِ لحظاتٍ، مررتِ بها، ما الأمرُ الذي تمسَّكتِ به داخلكِ، ليستمرَّ الأملُ؟
اللجوءُ من أصعبِ التجارب، فهو يعني أن تبدأ حياتَك من الصفر. خرجتُ من بلدي دون عائلتي، فقط مع أختي سارة، وابن عمنا، وكان عمري وقتَها 17 عاماً. كنتُ في بلدٍ جديدٍ، لا أعرفُ لغتَه، ولا ثقافتَه، ولا أعلمُ إن كان سيتقبَّلني أحدٌ. شعرتُ بالخوف، لكنْ الرياضةُ منحتني الأمل. كنتُ أخرجُ من مخيِّم اللاجئين لأركض، وأتمرَّن، وحافظتُ على روتين يومي وسطَ الفوضى والقلق. الرياضةُ، أصبحت منزلي، والشيءَ الوحيدَ المألوفَ في بلدٍ لا أعرفُ فيه شيئاً. بعد شهرَين فقط من وصولنا إلى ألمانيا، عدنا مباشرةً إلى المسبح، وبدأنا التدريب. تمسَّكتُ بالرياضةِ، لأنها أنقذتني، ولم أسمح لنفسي بالاستسلام. عشتُ خمسةَ أعوامٍ في منطقةِ حربٍ، وكنتُ أعلمُ تماماً كم أنا محظوظةٌ، لأن الحياةَ منحتني فرصةً جديدةً، فقررتُ أن أستثمرها.
كيف تصفين طفولتكِ، وما الذكرى الأقربُ لقلبكِ من تلك الفترةِ؟
طفولتي كانت جميلةً بكلِّ تفاصيلها. أتذكَّرُ الصباحاتِ التي كانت أمي، توقظُ فيها الجميع، وتُعلِنُ حالةَ الطوارئ إذا كان هناك مَن سنستضيفه! في خضمِّ هذا النشاطِ، كانت شهد، أختي الصغيرة، لا تزالُ في بدايةِ تعلُّمها المشي. تأتي وهي تحتضنُ «دبدوباً» على شكلِ أرنبٍ بنِّي، وترتدي «أوفرولاً» وردياً، وشعرها «الكيرلي»، ينسدلُ على وجهها. كنتُ وشهد، نذهبُ معاً لإيقاظِ سارة، أختي الكبرى، التي غالباً ما تكون نائمةً بعمقٍ. كنا نمرحُ، ونضحك، ونحن نحاولُ إقناعَها بالنهوض. أحياناً، كنتُ أطلبُ من سارة أن أنامَ في سريرها، فكانت تضحك، وترفضُ، فنحن نتشارك بالأساسِ الغرفةَ ذاتها، وهذا كافٍ! تلك اللحظاتُ الصغيرةُ، مع بساطتها، ما زالت تمنحني حتى اليوم شعوراً عميقاً بالدفءِ والانتماء.
ما الدورُ الذي لعبته أسرتُكِ في تشكيلِ شخصيَّتكِ القويَّةِ والطموحة؟
أسرتي لعبت دوراً كبيراً في تكوين شخصيَّتي وطموحي. والدتي كانت تُؤكِّد دائماً أهميَّةَ التعليمِ، وبناءِ المستقبل، وتشجِّعنا على أن نسعى إلى تحقيقِ أحلامنا، أمَّا والدي، فكان داعماً لمسيرتي الرياضيَّة، ويؤمنُ بأهميَّةِ السباحةِ في حياتنا. لقد شكَّلا معاً توازناً رائعاً بين العلمِ، والطموحِ الرياضي. شقيقتاي أيضاً، كان لهما تأثيرٌ خاصٌّ، فسارة لطالما أعجبتني طريقةُ تعبيرها عن رأيها بشجاعةٍ ووضوحٍ، وكنتُ أراها نموذجاً للقوَّةِ والثقة، في حين أن شقيقتي الصغرى ذكيةٌ، هادئةٌ، ومتفهِّمةٌ، وتعلَّمتُ منها الصبرَ والحكمة. كلُّ فردٍ في عائلتي، ترك أثراً داخلياً، وكانوا دائماً الداعمَ الأوَّلَ لي.
ما الجملةُ، أو النصيحةُ التي سمعتِها يوماً من والديكِ، ولم تغادر ذاكرتكِ حتى اليوم؟
من العباراتِ التي بقيت عالقةً في ذهني حتى اليوم، ما كان يقولُه لي والدي: «عندما تدخلين المسبح، لا تُفكِّري بما يحدثُ خارجه. أياً كان ما يُزعجكِ، اتركيه خلفكِ، وركِّزي فقط على هدفكِ». هذا علَّمني كيف أفصلُ بين حياتي الشخصيَّةِ والمهنيَّة. ومن والدتي، تعلَّمتُ ألَّا أفقدَ الإحساسَ بالأمان. كانت تقولُ لي دائماً: «اليوم الصعبُ مجرَّد تجربةٍ، تعلَّمي منها، وواصلي طريقكِ. ما لم يحدث، فهو ليس مكتوباً لكِ. وأنتِ إنسانةٌ مجتهدةٌ، وما تسعين إليه سيأتي، فقط ثقي بنفسكِ وبخطواتكِ».
ما رأيك بالتعرف على السباح السعودي ولاعب نادي الهلال زيد السراج
رقة قلبك وحدسك جزء من قوتك. استمعي للآراء، لكن دعي إحساسك يقول الكلمة الأخيرة

توب من القطن وجاكيت Blouson وشورت Poplin وحزام من جلد Saffiano
وحذاء Mule من جلد Suede وحقيبة Tote من الكروشيه
ما الشيءُ الذي تغيَّر في يسرى الطفلةِ التي وُلِدَت في دمشق لليوم؟
أدركتُ بأنني قادرةٌ على إحداثِ فرقٍ. حين كنتُ صغيرةً، لم أكن أعي أن الإنسانَ، يحملُ في داخله قوَّةً، تؤهِّله لتغييرِ الأشياءِ نحو الأفضل. لم أكن أفهمُ أنني أستطيعُ، حتى بأبسطِ الطرق، أن أسهمَ في تحسينِ حياة الآخرين.
وبعد أن مررتُ بتجربةِ اللجوء، وعشتُ تحدِّياتٍ كثيرةً، أدركتُ أنه ليس من الضروري أن أملكَ الكثير لأكون قادرةً على العطاء. أصبحتُ أؤمنُ بأهميَّةِ التطوُّعِ، والمبادرةِ، والمساعدةِ، وشعرت بأنني أمتلكُ القدرةَ على إحداثٍ أثرٍ حقيقي حتى لو كان بسيطاً. هذه القناعةُ لم أكن أملكها في الصغرِ، لكنَّها نضجت داخلي بعد أن خضتُ كلَّ تلك التجارب.
ماذا علَّمتكِ السباحةُ عن الحياة؟
السباحةُ علَّمتني الصبر. على الرغمِ من أنها رياضةٌ، تعتمدُ على الأداءِ الفردي إلا أنك من دون فريقك، لا تتقدَّمُ، ولا تتحسَّن، وهذا يُشبه الحياةَ تماماً، فلا يمكنك أن تنجحَ بمفردك، فالدعمُ، والتعلُّمُ من الآخرين، والتفاعلُ معهم، هو ما يصنعُ الفرق. لا توجدُ قِصَّةُ نجاحٍ عظيمةٌ، بُنِيت على يدِ شخصٍ واحدٍ فقط. عندما وصلتُ إلى الأولمبياد، وعندما حقَّقتُ النجاح، لم أكن وحدي، كان حولي فريقٌ، وعائلةٌ، وأصدقاءٌ.
السباحةُ علَّمتني أن أمتلك هدفي، وأن أسعى له بكلِّ إصرارٍ، لكنْ أيضاً أن أفتحَ قلبي للتعلُّم من غيري، وألَّا أبخلَ بأن أشارك تجربتي مع مَن حولي.
كيف كان شعوركِ لأوَّلِ وهلةٍ عند مشاهدةِ فيلمٍ يُجسِّد قِصَّةَ حياتكِ وشقيقتكِ سارة؟
عندما شاهدتُ الفيلمَ للمرَّةِ الأولى، كنتُ أبكي أغلبَ الوقت. كنتُ وسارة، ننظرُ إلى بعضنا تارةً، وإلى الشاشةِ تارةً أخرى مصدومتَين مما نراه. حتى الآن، وأنا في الـ 27 من عمري، لا أصدِّقُ أن هناك فيلماً، يُجسِّد حياتي. أشعرُ بامتنانٍ كبيرٍ حين يأتي أحدهم، ويقولُ لي: إن القِصَّةَ، أثَّرت فيه. هذا يجعلني أؤمنُ بأننا لم نروِ قِصَّتنا فقط، بل وقدَّمنا أيضاً صوتاً لقصصِ لاجئين كثيرين حول العالم. هذا كان من أهمِّ أهدافنا، والحمد لله، رسالتنا وصلت.
كيف بدأت فكرةُ تحويلِ قِصَّةِ حياتكِ إلى فيلمٍ، هل كانت صدفةً أم قراراً مخطَّطاً؟
بكلِّ صدقٍ، لم تكن الفكرةُ في بالي أبداً. كنتُ في الـ 18 حين شاركتُ في أولمبياد 2016، وتلقَّيتُ بعدها عروضاً كثيرةً لتحويلِ قِصَّتي إلى فيلمٍ، لكنَّني رفضتها جميعاً، لأن هدفي كان الأولمبياد لا الشاشة. المخرجُ اللبناني علي جعفر، ظلَّ على تواصلٍ معنا، وكان صادقاً في اهتمامه. التقى عائلتي في برلين، وعرضَ علينا فيلماً من إخراجه، أحببناه كثيراً. بعدها دعانا إلى لندن للقاءِ شركةِ الإنتاج Working Title Filmz، وهناك شعرتُ بالثقة، ووافقت. وقَّعنا العقد عامَ 2018، وفي 2020 انضمَّت Netflix، وبدأ المشروعُ يتحقَّق.

توب بقماش مطبّع بالورود بطريقة Pongé
بنطلون من الجلد Nappa
جزمة من جلد suede
حقيبة Bucket بالتقليمات Mariner
كيف ترين دورَ السينما في روايةِ الحقيقة، هل يُمكنها أن تخلقَ تغييراً حقيقياً؟
السينما، تلعبُ دوراً بالغَ الأهميَّةِ في إيصالِ الأصواتِ الحقيقيَّة، إذ لا تكتفي بسردِ القصص، بل وتلتزمُ أيضاً بإبرازِ أصواتٍ مؤثِّرةٍ وقادرةٍ على إلهامِ العالمِ وتغييره. لو لم يُعرَض هذا الفيلم، لبقيت قِصَّتنا معروفةً لدى القليلين فقط، لكنْ السينما جعلتها مرئيَّةً، وملموسةً لعددٍ كبيرٍ من الناس، لذا أؤمنُ بأن السينما، تستطيعُ أن تكون أداةً حقيقيَّةً للتغيير.
في رأيكِ، من 100، كم كانت دقَّةُ الفيلمِ في نقلِ الحقيقة؟
أقولُ 85 من 100. الفيلمُ كان قريباً جداً من الواقع، خاصَّةً في نقلِ المشاعرِ الأساسيَّة، والتجربةِ العامَّةِ التي عشناها. هناك تفاصيلُ، تمَّ تعديلها لأسبابٍ دراميَّةٍ مثل مشهدِ الصاروخ الذي يسقطُ في المسبح، نحن فعلاً كنا في المسبحِ في تلك اللحظةِ، لكنَّني لم أكن أسبحُ بمواجهته كما ظهرَ في الفيلم، وهذا التغييرُ كان لخلقِ تأثيرٍ درامي أقوى.
هل هناك مشهدٌ، مثَّلَ مشاعرَكِ الحقيقيَّةَ بدقَّةٍ؟
مشهدُ الأولمبياد عندما تقولُ لي شقيقتي: «اسبحي من أجل اللاجئين، ولأبي، ولصديقتنا التي فارقت الحياة». كنتُ أؤمنُ بكلِّ كلمةٍ، لذا يُبكيني هذا المشهدُ في كلِّ مرَّةٍ أتابعه. أيضاً مشهدُ والدتي، وهي تقولُ إنها لم تكن تُفكِّر بنا بوصفنا عرائسَ، بل بوصفنا أعظمَ نساءٍ في العالم. هذا الكلامُ يشبهها تماماً، وكان من أكثر اللحظاتِ التي شعرتُ بأنها حقيقيَّةٌ جداً.
لو كان لكِ الخيارُ بالعودةِ إلى يومٍ واحدٍ من حياتكِ السابقةِ، أي يومٍ ستختارين؟
سأعودُ دائماً بذاكرتي إلى يومِ وُلِدَت فيه شقيقتي الصغيرة. كنتُ في التاسعةِ من عمري، وترك لنا أبي وأمي رسالةً على البابِ، تقولُ: إنهما ذهبا لإحضارِ أختٍ لنا. وعندما أحضروها إلى البيتِ، أمضينا ساعاتٍ، نحاولُ إيقاظها فقط لنرى لونَ عينَيها! في اليوم التالي، تحجَّجتُ بها بأنها السببُ لعدمِ اجتيازي اختبارَ الرياضيَّات في المدرسة!
إطلعي على هذا اللقاء مع فاتن مرزا لاعبة رياضة تجديف
أدركت اليوم أهمية التطوّع والمبادرة، واكتشفت أنني أملك القدرة على ترك أثر حقيقي، فكل خطوة تصنع فرقاً

جاكيت Blouson من الجلد والدنيم
بنطلون Batiste مطبّع بالورود
جزمة من الجلد
ما الشيءُ البسيطُ الذي يمنحكِ السعادةَ مع أنه قد يبدو عادياً في نظرِ الآخرين؟
قد يبدو أمراً عادياً للآخرين، لكنْ أن أكون مع عائلتي في الأعيادِ، هو سعادتي الحقيقيَّة. بوصفنا لاجئين، افتقدنا هذه اللحظاتِ البسيطة! في ألمانيا، كان العيدُ، يمرُّ مثل أي يومٍ آخرَ، وكنت أفتقدُ دفءَ العائلةِ، وتفاصيلَ اللقاءاتِ التي تجمعنا.
لماذا اخترتِ اسمَ «الفراشة» لكتابكِ؟
لأنني كنتُ طفلةً خجولةً جداً، ولم أتخيَّل أن أصبحَ شخصيَّةً عامَّةً. «الفراشةُ»، ترمزُ إلى تحوُّلي، وتحرُّري من الخوف، تماماً كما تتغيَّرُ الفراشةُ، وتنطلق.
أمرٌ لا يعرفه الكثيرون عنكِ، وقد يُفاجِئهم لو علِموا به؟
لا يُصدِّق الكثيرون أنني أمارسُ رفعَ الأثقال، كما أنني أكتبُ الشعرَ بالفصحى.
ما اللحظةُ التي شعرتِ فيها بأنكِ أصبحتِ قدوةً، أو مصدرَ إلهامٍ لغيركِ؟
بعد أولمبياد 2016، بدأتُ ألاحظُ أن الأطفالَ في المدارس، باتوا يختارون قِصَّتي لمشروعاتهم، ولاحقاً علمتُ أنها أصبحت تُدرَّسُ في مناهجَ دراسيَّةٍ بأكثر من بلدٍ! بل حتى في كتبِ التاريخ! الأمرُ فاجأني كثيراً، وشعرتُ بفخرٍ لا يُوصف، الحمد لله، بأن تكون قِصَّتي مصدرَ إلهامٍ للآخرين، وهو شرفٌ كبيرٌ بالطبع.
ما الدافعُ الرئيسُ وراءَ تأسيسكِ مؤسَّسةً، تحملُ اسمكِ، وتُعنى بدعمِ اللاجئين من خلال الرياضةِ والتعليم؟
بكلِّ بساطةٍ، أنا إنسانةٌ، وقادرةٌ على أن أمدَّ يدي لإنسانٍ آخرَ، للاجئ آخرَ، وأمنحه الفرصةَ ليسعى وراءَ حلمه كما سعيتُ أنا. أؤمنُ بأن التعليمَ والرياضةَ، يمكن أن يكونا بوَّابتَين حقيقيَّتَين للتغيير، ومن حقِّي، ومن واجبي أن أساعدَ الآخرين في الوصولِ إلى أحلامهم.

فستان طويل من الحرير
حقيبة Bucket من الجلد
حذاء Mule من الجلد
ما الحلمُ الأكبر الذي تطمحُ له يسرى اليوم؟
أكبر حلمٍ لي اليوم، هو أن يُذكرَ اسمي بعد رحيلي لا لأنني أنجزتُ شيئاً عظيماً، بل لأنني أحدثتُ فرقاً. أن تتعلَّم الناسُ من قِصَّتي أنه كإنسانٍ، يمكنك أن تُساعِدَ إنساناً آخرَ، وهذا وحده كافٍ لي.
رسالةٌ، تتمنِّين أن تتركيها في قلوبِ مَن يتابعونكِ؟
لا تفقدوا الأمل. الحياةُ قد تكون صعبةً أحياناً، لكنَّنا أقوى بكثيرٍ من الظروفِ التي نمرُّ بها. آمنوا بأنفسكم، وصدِّقوا أنكم قادرون على تحقيقِ أحلامكم وأهدافكم. لا تسمحوا لأي شيءٍ أن يُضعِفَكم، أو يُحبِطكم، أنتم تستحقُّون الأفضلَ دائماً.
صِفي لنا جلسةَ التصويرِ مع «سيدتي»، وبرادا Prada؟
أحبُّ تجربةَ ارتداءِ قطعٍ جديدةٍ حتى لو لم أكن متأكِّدةً كيف ستبدو عليّ. أحببتُ كلَّ الإطلالاتِ في الجلسة، وأحببتُ كثيراً الفستانَ الأبيضَ الطويل، إذ شعرتُ بأنه يعكسُ جانبَ البراءةِ في شخصيَّتي. الأجملُ من ذلك شعورُ الفريقِ من حولي. لقد كانوا جميعاً فخورين، وكلُّ شخصٍ من موقعه، حاول أن يُبرِزَ أهميَّةَ السباحةِ في حياتي، وهذا ما جعل التجربةَ مميَّزةً جداً.
كيف يمكن للمرأةِ أن تُعبِّرَ عن قوَّتها من خلال إطلالاتها؟
الإطلالةُ القويَّةُ لا تعني أن تظهري مثل الجميع، أو أن تتَّبعي الترندات. أنا لا أسيرُ خلفَ الموضةِ الرائجة، بل أحرصُ على أن تعكسَ ملابسي شخصيَّتي، وثقتي. القوَّةُ في الإطلالة، تأتي من الراحةِ، والتناسقِ، وأن تكوني أنتِ كما أنتِ أنيقةً، واثقةً، وصادقةً في أسلوبكِ.
ما رأيك أيضًا بالتعرف على السباحة العالمية فريدة عثمان
الأناقة هي أن تختاري أسلوبك الخاص، بثقة تعكس هويتك، وصدق يبرز في كل تفصيل

قميص Old Marocain وقميص من الحرير
تنورة من القطن
حزام من الجلد
ما القطعةُ الأساسيَّةُ التي لا تخلو خزانتكِ منها؟
أحرصُ على وجودِ القطعِ الأساسيَّةِ مثل البدلةِ السوداء، والبنطلونِ الأسودِ الكلاسيكي.
مَن الشخصيَّةُ النسائيَّةُ التي تستلهمين منها أناقتكِ؟
ما لونُكِ المُفضَّل؟
العنَّابي، والأزرقُ الفاتح.
أكثرُ قطعةٍ تُفضِّلينها في ملابسكِ؟
البليزر بأكتافٍ عريضةٍ، وخصرٍ مشدودٍ.
نصيحةٌ ذهبيَّةٌ لكلِّ امرأةٍ تبحثُ عن إطلالةٍ مميَّزةٍ؟
كوني نفسكِ، ولا تخافي من التغيير.
أكثرُ بلدٍ رغبتِ في زيارته؟
سوريا، طبعاً.
بلدٌ، تحلمين بزيارته؟
أستراليا.
روتينٌ يومي، يُشعِرُكِ بالراحةِ والسعادة؟
الرياضةُ. أنا أذهبُ إلى النادي يومياً.
