في كل عام، وتحديداً في 21 من يونيو، يحتفي العالم باليوم العالمي للموسيقى، احتفالاً بلغة الفن العالمية التي تتجاوز الحدود والثقافات، وتوحد الشعوب على اختلاف أعراقهم وألسنتهم، ولا يكرس هذا اليوم فقط لأصوات الآلات والألحان، بل يُعَد تكريماً للإبداع الإنساني الذي يجد في الموسيقى وسيلة للتعبير، وساحة للتأمل، وجسراً للتواصل بين القلوب، وعلى هامش الاحتفال بهذا اليوم، سلطت كاميرا "سيدتي" الضوء على تحولات المشهد الموسيقي العربي في العقد الأخير، من خلال رؤية نقدية يقدمها الناقد الموسيقي مصطفى حمدي، الذي فتح لنا نافذة على واقع الأغنية العربية من القاهرة إلى الخليج، ومن الرباط إلى بيروت.
مصر التغيير الجذري والتخبط
يرى الناقد الموسيقي مصطفى حمدي أن العقد الأخير كان مضطرباً في عمر الموسيقى المصرية؛ إذ بدأ بصعود موسيقى "المهرجانات"، وانتهى بانتشار "البوب"، وهو اللون الذي حاول العديد من الفنانين الانخراط فيه، وعلى الرغم من الجدل؛ فإن هذا النوع بات يفرض نفسه على الساحة من خلال أسماء بارزة مثل ويجز، ومروان بابلو، إلى جانب بعض نجوم المهرجانات الذين طوروا أسلوبهم الموسيقي.
يمكنكم متابعة: اليوم العالمي للموسيقى: فوائدها على الصحة النفسية غير متوقعة
الخليج والنهضة الموسيقية
أما عن الساحة الخليجية؛ فأكد حمدي أنها تعيش نهضة موسيقية واضحة، تتجلى في تنظيم حفلات ضخمة تستضيف نجوماً عالميين وعرباً، كما عززت هذه النهضة حضور نجوم الطرب الكلاسيكي مثل: محمد عبده، وأحلام، ونوال الكويتية، مع بروز أسماء جديدة مثل الفنان عايض، الذي كان آخر المنضمين إلى قائمة النجوم المؤثرين.

المغرب العربي و سعد لمجرد
وفي المغرب العربي، أشار حمدي إلى بروز الفنان سعد لمجرد بوصفه وجهاً فنياً أعاد تسليط الضوء على موسيقى المنطقة، خاصة المزج بين الطابع الشعبي التقليدي والإيقاعات العصرية مثل البوب، كما أن الموسيقى الجزائرية والتونسية حافظت على هويتها، مع تطوير أدواتها بشكل يتماشى مع الذوق الموسيقي الحديث.
بلاد الشام و الشامي
أما بلاد الشام؛ فقد تأثرت بشكل كبير بالأوضاع الاجتماعية، وهو ما انعكس على حالتها الفنية، التي شهدت فترات ازدهار وتراجع، ورغم ذلك، برزت مواهب شابة مثل "الشامي"، الذي أصبح أصغر فنان يدخل قائمة "بيلبورد عربية 100"؛ ما يشير إلى تجدد الطاقات الفنية في المنطقة.
أفضل الحقب الموسيقية
وعن الحقبة الموسيقية الأفضل، يرى حمدي أن بداية الألفية الجديدة تمثل العصر الذهبي الحديث؛ إذ أنتجت جيلاً من النجوم الذين تركوا بصمة لا تُنسى، بعد مرحلة من التراجع الفني شهدتها التسعينيات، كما أشار إلى أن ثمانينيات القرن الماضي كانت محطة فاصلة في تاريخ الموسيقى المصرية، بظهور فرق مثل "الأصدقاء" و"الفور إم"، وانتهاءً بألبوم "شبابيك" لمحمد منير الذي اعتبره نقلة نوعية في تلك الفترة.
نجوم تركوا بصمة لا تُنسى
كما كشف "حمدي" عن رؤيته لأبرز منْ تركوا أثراً في تاريخ الموسيقى العربية، مشيراً إلى أسماء مثل محمد عبده الوهاب، وطلال مداح، وأم كلثوم، لكنه يرى أن عمرو دياب هو صاحب التجربة الغنائية الأنجح، نظراً لاستمراريته التي تجاوزت الأربعين عاماً، مؤكداً أنه يتفوق في مشروعه الغنائي على عبد الحليم حافظ من حيث الاستمرارية والتأثير الجماهيري رغم وفاة العندليب الأسمر المبكرة.
يمكنكم قراءة: بعد صلحهما.. عادل حقي يكشف عن عمل يجمع عمرو دياب بعمرو مصطفى