اللحظة التي يُوجّه إليك فيها نقد من مديرك ليست لحظة عادية. تتوقف فيها لغة الجسد، يتباطأ الزمن في رأسك، ويصبح لكل كلمة تقولها وزن مضاعف. البعض يرد بانفعال، فيخسر صورته وثقة الإدارة. البعض الآخر يصمت بتوتر، فيبدو مرتبكًا وضعيفًا. لكن القلة فقط يعرفون كيف يردون بحكمة، فيُظهرون وعيًا واحترامًا دون أن يتنازلوا عن حضورهم. في هذا المقال، نقدم لك أربع ردود ذكية تحميك من التوتر وتمنحك صورة الموظف المتزن مهما كان الموقف صعبًا. بحسب ما يشير إليه الصحفي والخبير في التنمية البشرية، ابراهيم السواحرة.
اشكر على الملاحظة أولًا
الخطوة الأولى في التعامل مع أي نقد هي أن تتقبله بشكل ظاهر دون دفاع مباشر. حين تبدأ ردك بالشكر على الملاحظة أو التنبيه، فأنت تعطي انطباعًا فوريًا بأنك لا تتهرب من المسؤولية. هذه البداية تُطفئ نار التوتر في الحوار، وتُظهر أنك قادر على تقبّل التقييم بهدوء. كثير من المديرين لا يتوقعون تبريرًا مباشرًا بقدر ما يريدون رؤية نضج في استقبال الملاحظة، وهذه الجملة البسيطة تكسبك احترامًا قبل أن تبدأ بأي توضيح.
تعرف: هام للموظفين.. ما هي المهارات الشخصيّة الأهمّ في بيئة العمل؟
اعترف بالخلل بوضوح
إذا كان هناك خطأ واضح، لا تحاول التهرب منه أو تغليفه. الاعتراف المباشر والمسؤول يعطي شعورًا بأنك شخص قادر على تقييم ذاته، وهذه من الصفات النادرة في بيئة العمل. حين تقول إنك تلاحظ الخطأ وتدرك تأثيره، فأنت تنزع الحرج عن مديرك وتُظهر شجاعة في المواجهة. وهذا لا يضعف صورتك، بل يعكس صدقك واحترافيتك، خاصة إن تبعت هذا الاعتراف بخطوة عملية لمعالجة الوضع.
اشرح خلفية الموقف بهدوء
بعد تقبلك للنقد واعترافك إن وُجد خلل، يمكنك أن تشرح الأسباب أو السياق الذي أدى للموقف. لكن الأهم أن تفعل ذلك دون لهجة دفاعية أو تبريرية. الهدف ليس أن تبرر، بل أن تُظهر صورة كاملة تشرح بها المنطق الذي تصرّفت به. هذا التوازن يمنحك فرصة لتوضيح وجهة نظرك، دون أن تظهر وكأنك تتهرّب أو تتذرّع. الموظف الواعي يعرف كيف يروي القصة دون أن يلوم أحدًا، ودون أن يحاول قلب الطاولة.
اقترح حلًا مباشرًا
ما يثبت احترافيتك في الرد على النقد ليس فقط هدوءك، بل أيضًا الخطوة التي تطرحها بعد انتهاء الحوار. حين تُنهي الموقف باقتراح حل، أو تعد بخطوة تصحيحية واضحة، فأنت تُظهر أنك لا تنتظر التوجيه فقط، بل تتحرك من تلقاء نفسك. المدير في هذه اللحظة لا يرى فقط موظفًا تلقى نقدًا، بل قائدًا صغيرًا قادرًا على التصرف تحت الضغط. هذه النقطة هي ما تحوّل النقد من لحظة مربكة إلى فرصة لإثبات القوة والثقة.
لماذا يخسر بعض الموظفين احترامهم عند أول نقد؟
- لأن الرد يعكس الوعي الذاتي: الموظف الذي يعرف نفسه جيدًا لا يتعامل مع النقد كتهديد، بل كفرصة للوضوح. وعيه بذاته يجعله قادرًا على فصل شخصيته عن ملاحظات الأداء، فيرد بذكاء دون أن يُهتز داخليًا أو يفرط في التبرير.
- لأن الإدارة تراقب أسلوب التصرف: المدير لا يتأثر فقط بما تقوله، بل بكيف تقوله. نبرة الصوت، لغة الجسد، واختيار الكلمات كلها ترسل إشارات غير مباشرة عن مستوى نضجك. الرد الذكي يترك أثرًا حتى بعد انتهاء الحديث.
- لأن الثقة لا تعني العناد: الموظف القوي لا يتمسك برأيه عند كل نقد، بل يعرف متى يعترف، ومتى يشرح، ومتى يصمت. هذه المرونة الناضجة لا تقلل من هيبته، بل تمنح من حوله ثقة أكبر بقدرته على التعلّم والتحسن دون حساسية.
شاركينا رأيك: الإساءة اللفظية..سلاح لإيذاء الموظف بالعمل ولكن كيف؟