mena-gmtdmp

كيف تسأل في العمل من دون أن تبدو ضعيفاً؟ 5 طرق ذكية تحفظ صورتك

في بيئة تنافسية، السؤال ليس ضعفًا، بل مهارة تحتاج إلى وعي وتوقيت وذكاء
في بيئة تنافسية، السؤال ليس ضعفاً، بل مهارة تحتاج إلى وعي وتوقيت وذكاء - المصدر: freepik by creativeart


في العمل، لا أحد يعرف كل شيء، حتى أكثر الموظفين خبرة يحتاجون إلى التوضيح، أو إعادة الفهم، أو الدعم. لكن السؤال في بيئة مهنية قد يبدو للبعض وكأنه اعتراف بالنقص أو ضعف في الكفاءة. هذه المخاوف تجعل كثيراً من الموظفين يترددون في السؤال، ويفضلون الصمت، حتى على حساب الدقة أو الفهم الكامل. المشكلة ليست في السؤال بحد ذاته، بل في الطريقة التي يُطرح بها. فكيف تسأل من دون أن تهتز صورتك؟ وكيف تطلب المعلومة بطريقة تعكس ثقة لا تردداً؟ هذا ما يوضحه المهندس مرتضى الشلبي، الخبير في مجال الموارد البشرية وإدارة الموظفين.

اختر الوقت المناسب

السؤال الجيد قد يُفهم خطأ إذا جاء في توقيت غير مناسب. طرح الاستفسار وسط ضغط أو اجتماع سريع؛ قد يجعل الآخرين يرونه تشتيتاً بدلاً من طلب مساعدة. لذلك، راقب مزاج الفريق، وحجم الضغط، وتوقيت العمل، ثم اختر لحظة يكون فيها النقاش متاحاً، والعقول أكثر تقبّلاً. التوقيت الذكي يجعل السؤال يبدو وكأنه جزء من الحوار الطبيعي، لا مقاطعة أو ارتباك مفاجئ.
لا تفوت قراءة: الموظفون في العالم أكثر عرضة للتوتر.. ما الأسباب؟ وكيف يتجاوزون ذلك؟

قدّم سياقاً واضحاً

عندما تسأل من دون أن توضح خلفيتك أو ما تعرفه أصلاً، قد يبدو سؤالك ساذجاً أو مكرراً. لكن حين تُهيّئ الطرف الآخر بسياق مختصر، مثل ما جربته أو ما فهمته، فأنت تبيّن أنك تفكر وتحلل، ولست فقط تطلب المعلومة جاهزة. هذا النوع من الأسئلة لا يظهر جهلك، بل يُظهر حرصك على الفهم الدقيق، ويعكس أسلوباً ناضجاً في التواصل مع الزملاء والمديرين.

اسأل بهدف التطوير

حين يكون هدف سؤالك هو تحسين الجودة أو تطوير الأداء؛ يظهر الأمر وكأنك تبادر لا تطلب فقط، مثل أن تسأل عن سبب اختيار آلية معينة لتنفيذ مهمة، أو تطرح اقتراحاً وتطلب رأياً فنياً فيه. بهذه الطريقة، لا تبدو محتاجاً، بل تبدو مشاركاً يفكر، ويبحث عن الأفضل. السؤال هنا يصبح جزءاً من المساهمة لا التبعية، ويعزز حضورك بدلاً من أن يقلله.

استبدل الأسلوب المباشر

بدلاً من أن تقول "لا أعرف أو لا أفهم"، يمكنك استخدام تعبيرات ذكية تفتح الباب للحوار من دون أن تُظهرك في موضع ضعف؛ مثل أن تقول "أريد التأكد أنني فهمت هذه النقطة بالشكل الصحيح"، أو "هل من الأفضل استخدام هذا الأسلوب أم ذاك؟"، هذه الصياغات تحفظ كرامتك المهنية، وتُظهر أنك تبحث عن الدقة وليس عن الإنقاذ!

اختر الشخص المناسب

ليست كل الأسئلة تصلح أن تُطرح على أي شخص. اختر من تثق بأنه لن يحمّلك مشاعر فوق السؤال، ولا يُشعرك بالتوتر أو التقييم الدائم. أحياناً سؤال صغير يوجّه إلى شخص غير مناسب يتحول إلى عبء نفسي طويل. لذلك، لا تسأل فقط من يعرف، بل من تتقبل طريقته، وتشعر بالأمان في التعامل معه؛ لأن الثقة أثناء السؤال نصف الجواب.

لماذا نخاف من السؤال في بيئة العمل؟

الخوف من السؤال في بيئة العمل لا يرتبط دائماً بالواقع، بل غالباً ما ينبع من تصوراتنا الخاصة عن أنفسنا وصورتنا أمام الآخرين. في كثير من الأحيان، نسجن أنفسنا داخل فكرة أن المعرفة تعني الهيبة، ونخشى أن نُسأل عما لا نعرفه، والأسباب قد تتمحور بالآتي:

  1. لأن بعض البيئات المهنية لا تشجّع على الخطأ، ما يجعل الموظف يتعامل مع السؤال كعلامة ضعف لا كخطوة فهم.
  2. لأن الموظف يربط صورته أمام الزملاء بقدرته على الإجابة لا على طرح الأسئلة، فيقع في فخ التردد والصمت.
  3. لأن غياب ثقافة التعلم الجماعي يجعل السؤال يبدو كأنه خروج عن السياق، بدلاً من كونه علامة على النضج المهني.


استعن بفضولك: إشارات تدل على إقالتك من وظيفتك بالعمل بشكل هادئ