تتساءل الأمهات عن موعد تقديم الماء للطفل بعد الولادة وتحديداً في سن الرضاعة الأولى ويتساءلن أيضاً عن الكمية اللازمة والمناسبة للرضيع من الماء لكي يحافظن على صحة أطفالهن على اعتقاد أن الماء هو سر الحياة وهذه حقيقة، فجسم الإنسان عموماً يتكون في معظمه من الماء الذي يسري في العروق والخلايا والماء يفيد الجسم للحصول على فوائد كثيرة ولولاه سوف يفقد الإنسان حياته.
على الرغم من الفوائد العامة للماء بالنسبة للإنسان إلا أنه يجب عدم تقديمه دون ضوابط وشروط للطفل الرضيع، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باختصاصية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة وفاء منصور، حيث أشارت إلى ما هو التسمم المائي عند الرضع وطرق الوقاية منه وأخطاء تبكير تقديم الماء للرضع ومقاديره المناسبة للرضيع حسب عمره في الآتي:
فوائد الماء للطفل الرضيع
- اعلمي أن الماء يفيد في تنظيم جميع العمليات الحيوية داخل جسم الطفل مثل عمل القلب والرئتين وعملية الهضم والامتصاص وغيرها.
- اعلمي أن الماء يمد الجسم بشكل عام بالرطوبة ويحمي الطفل خصوصاً من الجفاف، ويجب ملاحظة أعراض الجفاف التحذيرية عند الرضع.. وكيفية التعامل معه بالإضافة لملاحظة مهمة لأهمية وفوائد الماء للرضيع وهي أنه يحمي الرضيع من الإصابة بالإمساك خاصة بعد مرحلة دخول الطعام الصلب لنظام تغذية الرضيع.
متى أقدم الماء لرضيعي بحيث أحافظ على صحته؟

- اعلمي أنه يجب عليك البدء في تقديم الماء للرضيع بعد عمر أربعة أشهر أو حتى الشهر السادس، وذلك حسب توصيات الأطباء، ويكون ذلك مرتبطاً بتقديم الطعام التكميلي للرضيع أي الطعام الصلب والخارجي الذي يُضاف إلى رضعات الحليب الطبيعي التي يحصل عليها الطفل من الأم أو حتى الحليب الصناعي، ويجب أن تراعي أضرار تأخير إدخال الطعام التكميلي الخارجي لنظام تغذية رضيعك وقبل هذا العمر لا يُحبذ تقديم الماء للرضيع تحت أي سبب مثل لجوء بعض الأمهات لتقديم الماء للرضيع بمجرد الولادة على اعتقاد منهن أن صدر الأم لا يحتوي على الحليب والمولود يكون جائعاً أو أن تقديم الماء للمولود سوف يحميه من الإصابة بالصفراء، إلا أنه وفي الواقع هناك بعض الأبحاث التي تربط بين تقديم المياه لحديثي الولادة، وزيادة خطر الإصابة بالصفراء.
- لاحظي أنه وفي بعض الأحيان تقوم بعض الأمهات بإذابة القليل من "سكر النبات" في الماء وتقديمه للمولود، وهذا خطأ يضر بصحة المولود ويعد خداعاً له لأنه لا يقدم أي قيمة غذائية فعلية له، حيث إن تقديم الماء للرضيع قبل سن أربعة أشهر عموماً يؤدي إلى قلة حليب الأم؛ لأن إقبال الرضيع على شرب الماء يملأ معدته الصغيرة فيقل وزنه، ويقل إقباله، بالتالي على الرضاعة الطبيعية فيقل إنتاج وإدرار حليب الأم.
تعريف التسمم المائي عند الرضع

- اعلمي أن تقديم الماء للرضيع قبل عمر أربعة أشهر أو بمجرد الولادة وبشكل يومي يعمل على رفع مستويات الصوديوم في دمه، مما يمكن أن يؤدي إلى دخول الرضيع في غيبوبة قد تهدد حياته، كما أن تقديم الماء للرضع في سن مبكرة يؤدي إلى حدوث تضخم وانتفاخ الخلايا، ما يزيد من وزن الرضيع ولكن ليس بصورة صحية.
- احذري من حالة تصيب الرضع وتعرف بالتسمم المائي وهي حالة غير شائعة، لكنها ربما تصيب رضيعك عند شربه الكثير من الماء في اليوم الواحد وبصورة متلاحقة، حيث تظهر عليه أعراض مثل ظهور بول نقي بشكل غير طبيعي، إضافة للشعور بالدوخة والخمول والتراخي، كما تظهر على الطفل حالات من العصبية والانزعاج غير الطبيعي.
- توقعي أن يكون من أعراض التسمم المائي عند الطفل حدوث انخفاض في درجة حرارة الجسم، أي أن تسجل درجة حرارته أقل من (36 درجة مئوية) كما قد يحدث لديه حالة من الاستفراغ والشعور العام بالغثيان، ويصاب الطفل بتورُّم في الأطراف، أي الذراعين والساقين وكما يحدث أيضاً تورم في الوجه ويبدو التنفس عند الطفل غير منتظم. وقد يؤدي إلى دخول الطفل بنوبات إغماء.
- لاحظي أن حالة التسمم المائي لا يمكن علاجها في المنزل بل يجب التوجه إلى الطبيب، اعتماداً على شدة وحدة الأعراض، حيث سيقوم الطبيب بتنفيذ خطة علاجية؛ لاستعادة توازن ما يعرف بـ"الكهارل" في جسم الطفل مع تقييد كمية الماء التي يتناولها الطفل لكي تستطيع الخروج من الجسم، عن طريق التبول.
- اعلمي أنه من الضروي وحين تبدئين بتقديم الماء للرضيع، فيجب عليك وحتى في سن مبكرة أن تلاحظي لون بول الرضيع، ففي حال كان لون بوله غامقاً فيعني هذا أنه لا يحصل على كمية الماء اللازمة له، ويجب عليك أن تقدمي له الماء بكمية أكثر، وكلما أصبح لون البول مركزاً عند الطفل فهذا يعني أن الطفل لا يحصل على كمية من الماء وفيرة و مناسبة لعمره ووزنه، وعليك أن تزيدي من كمية الماء المخصصة له ولاحظي أن لون البول للطفل الذي يحصل على كمية مناسبة لوزنه وعمره من الماء يكون شفافاً، أو يكون لونه أبيض يميل إلى الصفرة مما يعني أن لون بول الطفل وصفرته يعكس طبيعة تركيز السوائل في جسمه.
أعراض نقص الماء عند الرضيع بعد الشهر السادس
- توقعي أن تظهر أعراض الجفاف على طفلك في حال عدم تقديم الماء له بعد الشهر السادس وحسب الكمية المحددة لذلك، ومن أعراض ظهور الجفاف على الطفل أن تصبح عيناه غائرتين وجلده جافاً ومكرمشاً، إضافة إلى انبعاث رائحة كريهة من فمه مع قلة وركود البول، ويجب أن تتبعي دلالات لون بول الطفل لكي تعرفي مدى حاجته للسوائل.
- لاحظي أن من أعراض نقص الماء في جسم الرضيع وحاجته للشرب أنه يكون كثير البكاء، بالإضافة إلى ظهور أعراض العصبية وقلة النوم عليه بشكل واضح فيصبح سريع التهيج وغير قادر على النوم المتواصل.
- توقعي أن يُصاب رضيعك في حال عدم حصوله على الماء إلى جانب تقديم الوجبات التكميلية بالتهاب البول، وكذلك كثرة التعرض إلى التهابات المسالك البولية عموماً لدى الطفل، كما قد يصاب الطفل بالإمساك المزعج والمؤلم بسبب نقص السوائل اللازمة للهضم والامتصاص وتباطؤ حركة الأمعاء.
كمية الماء الطبيعية الموصَى بها للرضيع

- قدمي لطفلك في الشهر الرابع من عمره ومع إدخال الطعام الصلب وتقليل عدد الرضعات حوالي أربع ملاعق كبيرة من الماء بعد كل وجبة طعام، ويجب أن تحثي رضيعك على تناول الطعام الخارجي، لأن العناصر الغذائية المهمة تبدأ في التناقص في حليبك وخصوصاً الحديد إضافة إلى أن الجهاز الهضمي تكون قد ارتفعت كفاءته وأصبح قادراً على هضم المواد الصلبة، إضافة لأن اتساع معدة الطفل يعني أن حليب الأم لم يعد مشبعاً بصورة كافية له على الرغم من فوائده الصحية والنفسية.
- اتبعي قاعدة مهمة عند تقديم الماء لرضيعك، فمثلاً بعد عمر سنتين يحتاج طفلك إلى نحو 50 مل من الماء لكل كيلوجرام من وزنه، كما أن الطفل الذي يبلغ وزنه نحو 10 كيلو جرامات فهو يحتاج إلى نحو 500 مل ماء، والطفل الذي يبلغ وزنه 15 كيلو جراماً، يحتاج إلى نحو 750 مل ماء، وأما الطفل الذي يبلغ وزنه نحو 20 كيلو جراماً، فهو يحتاج إلى لتر كامل من الماء يومياً.
متى يجب زيادة كمية الماء المقدمة للطفل؟
- اعلمي أنه يجب عليكِ زيادة كمية الماء التي تقدمينها لرضيعك في حال ارتفاع درجة حرارة الجو؛ حيث يعمل الجو المرتفع الحرارة على زيادة معدل فقدان الطفل الرضيع للسوائل من جسمه عن طريق العرق أكثر من البول.
- توقعي أنه في حال حدوث الإسهال عند الطفل يجب أن تزيدي من كمية الماء المقدم له لأنه سوف يفقد الكثير من السوائل ولكي لا يصاب بالجفاف.
- اهتمي بتقديم الماء بكثرة لطفلك في حال وجود التهابات مثل التهاب البول، حيث يعمل الماء على تقليل كثافة البول، وتقليل تركيز الأملاح الضارة فيه مما يقلل من حدوث المضاعفات.
قد يهمك أيضاً: شرب الماء بكثرة عند الرضع والأطفال.. بين الفوائد والأضرار
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.