ماذا تعرفين عن الألف يومٍ الذهبية في حياة طفلك؟

كان لا بد من الإشارة إلى أهمية الأيام الأولى في حياة الإنسان ومن بينها الأيام التي يقضيها في رحم أمه ويتأثر بكل ما يحدث مع الأم أو ما يدور حولها، وبناء على ذلك فقد اهتمت وزارة الصحة المصرية بهذه الأيام الألف ودشّنت حملة لتوجيه ونصح النساء إليها وذلك بدءاً من العام2023 وحتى اليوم.
إذا كان علينا أن نحصل على طفل سوي من كل الجوانب فيجب أن نعرف أهمية أيام الحمل وما بعد الولادة وما يمكن تقديمه للطفل خلال هذه الأيام التي تصل إلى ألف يوم، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب النساء والولادة الدكتورة شيرين فلاح، حيث أشارت إلى ماذا تعرفين عن الألف يوم الذهبية في حياة طفلك؟ وكيف ترتبط بصحته وسلامته الجسمية والنفسية طيلة حياته؟ ودورك فيها في الآتي:

لماذا سُميت الألف يوم الأولى من عمر الطفل بالأيام الذهبية؟

• اعلمي أن الدراسات العلمية قد أثبتت أن الألف يومٍ الذهبية التي تشمل مرحلة الحمل وما يليها من عامين هما سنتا المهد يتم خلالهما تكوين ما يقارب من 85% من قدرات الطفل سواء القدرات الجسمية أو المهاراتية أو العقلية، وقد أُطلق على هذه الأيام بأنها هي التي يمكن ضمان النشأة المتميزة والمستقبل الصحي للطفل إذا ما أحسن استغلالها من قِبل الأم.
• اعلمي أن المبادرة التي تم تبنيها في مصر كواحدة من أكثر البلاد التي تعاني من كثرة الإنجاب قد حققت عدة نتائج لأنه من الضروري في أي بلد أن يكون هناك حرص على صحة ونفسية الأم والطفل، حيث أثبتت مثل هذه المبادرة ومن خلال التوعية بأهميتها أن هناك انخفاضاً ملحوظاً في معدلات الحمل غير المخطط له بعد الحمل الأول مثلاً مع زيادة الاعتماد والاهتمام بالصحة الإنجابية وتحسين مؤشرات عامة ترتبط بالرضاعة الطبيعية والولادة الطبيعية الآمنة أيضاً، وكذلك توفير الحضانات الصناعية المجهزة لتقليل وفيات الأطفال الخدج.
• لاحظي أن العلم قد أثبت أن هناك فى الجسم ما يُطلق عليه علمياً بمراكز الإحساس ومهمتها بناء قدرات وخصائص ومهارات الإنسان، وقد أثبت العلم أن أفضل أداء لهذه المراكز يكون فى فترة الألف يوم الذهبية وتُسمى هذه المراكز علمياً بـ"منافذ الفرص" التي من خلال استغلالها وتوظيفها الجيد يصلح العنصر البشري لكي يستكمل رحله حياته على أسس واضحة سواء كانت الأسس الصحية أو الاجتماعية أو النفسية.

الأيام الذهبية خلال مرحلة الحمل

• اعلمي أن هناك فترة مهملة لدى الكثير من الأمهات وكذلك لدى الأطباء وأخصائيي التربية وحتى وقت قريب وهي فترة الحمل التي تمتد إلى تسعة أشهر تقريباً، حيث تبلغ مدة الحمل الطبيعية ما يقارب الـ280 يوماً والتي يجب أن تهتم الأم ليس بصحة الحمل والجنين فقط، بل يجب أن تعرف أن هناك كائناً يشعر ويحس في أحشائها ويجب أن تتعامل معه على هذا الأساس.
• راعي الوضع النفسي واهتمي بالحصول على الدعم من الآخرين وخاصة الزوج خلال فترة حملك وابدئي بأول خطوة وهي الحصول على الاسترخاء والحديث مع الجنين وخاصة في وجود الأب لأن أهمية التحدث مع الجنين خلال فترة الحمل.. نتائجه تفوق الخيال ويجب عليك أن تهتمي بأن تحصلي على هذه النتائج، حيث إن الجنين يتعرف إلى صوتك ثم صوت الأب، ويمكنه أن يشعر بالسعادة مما يعزز نموه وتتفتح قدراته اللغوية والعقلية مبكراً بفعل هذا التواصل، ويشعر بالأمان والطمأنينة مما ينعكس على معدلات نموه.

الأيام الذهبية خلال مرحلة الرضاعة الطبيعية

• اهتمي بنجاح الرضاعة الطبيعية على أساس أن تكون هي الخيار المثالي والأول لتغذية مولودك، حيث إن فوائد الرضاعة الطبيعية مذهلة لكل من الأم والطفل وليس على النواحي الصحية من حيث تعزيز صحة الطفل والمساعدة في عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي وغيرها من الفوائد الصحية بل تتعدى ذلك إلى فوائد نفسية وسلوكية ترتبط بالطفل أيضاً.
• لاحظي أن الرضاعة الطبيعية تُسهم أولاً في حمايتك من الإصابة بما يُعرف باكتئاب ما بعد الولادة وتُحسن من نفسيتك وتُساعدك على استعادة رشاقتك، أما بالنسبة للطفل فقد تبين أن هناك فوائد نفسية للرضاعة تعود على الرضيع، حيث تقل لديه احتمالات الإصابة بالتوحد وفرط الحركة، إضافة لأن علاقته بأمه تكون وطيدة وتحميه من أي مشاكل قد تنشأ لديه في مرحلة المراهقة خصوصاً.

علاقة الأم بطفلها في سنتي المهد

• لاحظي أن التربية تختلف عن الرعاية، ولذلك فبناء علاقة جيدة وتربية الطفل تربية إيجابية تنبع من التعامل معه على أساس أنه إنسان حساس وذكي، وذلك منذ أيام حياته الأولى، والاعتقاد بأن الطفل لا يشعر أو لا يفهم هو اعتقاد خاطئ ويؤدي إلى نتائج سيئة، حيث لا يحصل الطفل على التواصل النفسي مع أمه وهو أهم كثيراً من قيامها بإرضاعه وتغيير ملابسه والاهتمام بصحته وتقديم كل ما يلزمه وهو الدور الذي يمكن أن يقوم به أي شخص بديلاً عن الأم ولكن المشاعر والعواطف التي تقدمها الأم لطفلها لا يمكن أن يحل محلها أي شخص آخر.
• اهتمي بالتواصل البصري مع طفلك بعد الولادة مباشرة وذلك خلال الرضاعة وتغيير الحفاض، ولا تتوقفي عن التواصل معه والحديث معه حتى لو كان لم يتعلم الكلام بعد فسوف يراقب طريقة كلامك ويرتبط بك من حيث المشاعر والأحاسيس مما يعزز من صحته النفسية، ولأن الصحة النفسية للطفل تؤدي لتعزيز مناعة الطفل في المقام الأول فهي تعزز نمو جسمه وتطور قدراته الحركية، حيث إن الطفل الذي تساعده أمه بالألعاب التفاعلية المناسبة لعمره يحقق تطوراً ملحوظاً سواء في مهاراته وقدراته أو في تطور لغته.
• اعلمي أن مرحلة سنتي المهد هي مرحلة الاكتشاف والتي تحدد خط سير حياة الطفل لاحقاً في بقية سني حياته، ولذلك يجب أن تتساءلي كيف أعرف أن طفلي عنده مشاكل في النمو خاصة في سنتي المهد وذلك من خلال تواصلك ومراقبتك للطفل خلال هاتين السنتين مثل علامات تأخر الجلوس منفرداً أو تأخر المشي لأن هذه المشاكل يمكن حلها مبكراً ما لم تكن لها أسباب صحية مرتبطة بالدماغ مثلاً.

قد يهمك أيضاً: ما هي الساعة الذهبية بعد الولادة؟
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.