mena-gmtdmp
صورة لأم تقضي وقتًا مع طفلها
خصصي لطفلك روتينًا يوميًا

يبدأ الطفل بعد عمر الثانية أولى خطوات الانفصال التدريجي عن الأم لأن الأطفال عادة يبدأون في الاعتماد على أنفسهم في تناول الطعام ودخول الحمام بمفردهم، ويبدأ الطفل في تعلم النظام والترتيب والبعد عن كل مظاهر الفوضى وحيث أنه يكتشف أن النظام في كل شؤون الحياة هو أساس نجاح الإنسان.
بناء على تعليم الطفل للنظام فيجب أن تهتم الأم بإعداد روتين يومي لطفلها نظرًا لأهمية وفوائد هذا الروتين في حياة الطفل، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشاري التربية الأسرية الدكتور باسم عيسى، حيث أشار إلى أهمية الروتين اليومي في حياة الأطفال وخطوات تساعدك على إعداد روتين يومي بسيط لتنظيم أوقات طفلك بعد عمر الثانية ومنها تخصيص وقت النوم والمذاكرة وغيرها في الآتي:

هل يحب الطفل الروتين اليومي في حياته؟

  • اعلمي أنه ولا تصابي بالدهشة حين تكتشفين أن طفلك الصغير ومنذ الأيام الأولى من عمره سوف يكون متعلقًا بالروتين وملتزمًا به بصورة كبيرة، وإذا كان الروتين بمعناه العام يعني الالتزام ببرنامج معين لأداء مهمات محددة، فالروتين بالنسبة للطفل المولود حديثا مثلًا يعني أن يتعود على طقوس معينة، مثل المولود الذي لا يمكن أن ينام إلا حين تغطيه الأم ببطانيته الأولى التي لف بها جسده في لحظة خروجه من رحمها ولا زال يحمل رائحة السائل الأمينوسي الذي كان يغمره، فتكتشف معظم الأمهات أن مثل هذا الغطاء الصغير يجب الاحتفاظ به لدرجة كبيرة لأن الطفل يظل غير قادر على النوم دون أن تكون رائحته قريبة من وجهه.
  • لاحظي أن الطفل يحب روتين تغذيته الذي تنظمينه معه، وبالتالي تجدين أنه من السهل بعد ذلك تعويده على طعام معين، كما أنك سوف تكتشفين أنه من السهل أن ينام في موعد محدد بمجرد إطفاء الأنوار في كل غرف المنزل، ولذلك عليك استغلال تعلق طفلك المبكر بالروتين لكي تنظمي له برنامجًا يوميًا منظمًا من أجل ترتيب يومه.

فوائد الروتين اليومي في حياة الطفل

أم تعتني بطفلتها
  1. اعلمي أن التنظيم هو أساس النجاح في الحياة، وأن أي مشروع أو برنامج يحاول الإنسان القيام به فهو يحتاج إلى تخطيط مسبق فالعشوائية هي حجر الأساس للفشل، ولذلك فمن الضروري أن يكون هناك برنامج مسبق ليوم طفلك يكون مبنيًا على اختيار الأولويات في حياة الطفل وتحديد وقت لها فوجود ثلاث وجبات في حياة الإنسان يعني أن يكون لها الأهمية الأولى ثم توضع الخطوات الأخرى بين أوقاتها وهكذا.
  2. لاحظي أن وجود روتين يومي في حياة طفلك يعوده على احترام مبكر لقوانين الأسرة ويجعله يكتشف أن حياة الأسرة الهادئة والمنظمة هي السبب في كونه طفلًا ناجحًا ومتفوقًا ويجعله فخورًا بذلك أمام أصحابه كما أنه سوف ينعكس ذلك على حياته في المدرسة ويصبح قدوة لرفاقه.
  3. توقعي أن طفلك سيفتخر بكونك أمه التي علمته النظام في حياته؛ لأنه سوف يرى في محيطه نماذج لأطفال يعيشون في فوضى، فيصلون متأخرين إلى المدرسة مثلًا، أو لا يحلون الواجبات المدرسية ولا يحصلون على نتائج جيدة وكل هذه السلبيات هي نتائج تراكمية لحياة غير منظمة.

خطوات إعداد روتين يومي لطفلك بعد سن الثانية

1- أعدي روتينًا يوميًا لطفلك لتناول الطعام

عائلة تتناول الطعام
  • اهتمي ومنذ بداية حياتك الأسرية أن يكون هناك موعد ثابت لتناول الوجبات الرئيسية الثلاثة، وراعي أن يكون توقيت تناول كل وجبة تحديدًا مرتبطًا بنظام وروتين وتوقيت عمل الأب لأنه من المهم أن يتواجد الأب بين الأطفال على مائدة الطعام بشكل يومي وفي كل وجبة، حيث أن وجود الأب يسهم في تحسين شهية الطفل، إضافة إلى أن جلوس الأب مع الأطفال حول مائدة الطعام يعزز من الروابط الأسرية ويكون ذلك فرصة لأن يصبح وقت الطعام هو وقت جميل يتبادلون فيه المشاعر و يتحدثون عن الإنجازات مما يجعل الطفل ينتظر هذاالوقت في لهفة.
  • تعرفي لماذا يرفض الطفل الجلوس إلى مائدة الطعام مع العائلة؟ لأن مثل هذا التصرف هو أول علامات عدم التزام الطفل بالروتين اليومي والذي يساعده على إنجاز مهامه اليومية وعدم تحويل يومه إلى فوضى ولذلك يجب أن يكون وقت تناول الطعام وقتًا محببًا عند الكبار والصغار، ولأن الطفل يتعلم بالقدوة وليس الوعظ المباشر فيجب أن يلاحظ اهتمامك مع الأب على التجمع العائلي وعدم التأخير للالتفاف حول المائدة، مما يساعد أيضًا على تحسين صحة الطفل من خلال تناوله وجباته الرئيسية بشكل منتظم.

2- أعدي روتينًا يوميًا لنوم طفلك

  • اعلمي أن فوائد النوم المبكر للأطفال.. وأضرار السهر من 0-18 عاماً يجب أن تضعيها في اعتبارك وتتجنبي تعريض طفلك للنوم غير المنتظم والمتقطع ، ويبدأ الطفل عمومًا في التعود على النوم المنتظم بعد عمر الثانية، ولذلك يجب أن يخضع طفلك لنظام الأسرة والتي يجب أن تنام مبكرا؛ بسبب فوائد النوم المبكر الكثيرة للصحة العامة ، حيث أن هرمون النمو خصوصًا عند الأطفال لا ينشط إلا ليلًا ومن الضروري أن تجهزي طقوس نوم خاصة لطفلك لكي يحقق معدلات النوم الطبيعية من حيث طوله ووزنه.
  • احرصي على أن يلتزم طفلك مبكرًا بالنوم في موعد محدد وألا يتجاوز ذلك في يوم الإجازة مثلًا، ويمكن أن تخبريه أن لديه ساعة سهر إضافية خلال الإجازة يمكن قضاؤها في نشاط أسري ممتع، وذلك لأن مثل هذا النشاط يساعد على تحفيزه للنوم أسرع مع حصوله على فوائد تحفيزية للعقل والذكاء.

3- أعدي روتينًا يوميًا لحل الواجبات المدرسية

تنظيم الوقت
  • لاحظي أن اعتبار وقت حل الواجبات المدرسية هو عقاب للطفل هو أول طرق فشل الطفل الدراسي، وحيث أنك يجب أن تخصصي الوقت المناسب لكي يقوم طفلك بحل واجباته المدرسية ويفضل أن تختاري هذا الوقت بعد استيقاظ طفلك من نوم القيلولة وهذه الفترة من النوم القصير بعد تناول وجبة الغداء.
  • خصصي مكانًا هادئًا لحل الواجبات والاستعداد للدروس في اليوم التالي وتحضيرها وتخصيص مكان للمذاكرة يعد من طرق الروتين التي تسهم في تعليم الطفل الالتزام والنظام واحترامه لوقت المذاكرة بعيدًا عن كل وسائل التشتت حوله مثل لعب إخوته الصغار وأجهزة الهواتف الذكية والتلفاز وغيرها.

4- أعدي روتينًا يوميًا لكي يلعب ويمرح الأطفال

أم تلعب مع طفلتها
  • خصصي موعدًا يوميًا لا يقل عن ساعتين لكي يلعب الطفل خاصة في سن المدرسة، فليس من الأساليب التربوية السليمة أن يقضي الطفل وقته في الدراسة ما بين المدرسة ومراجعة دروسه في البيت؛ لأن اللعب بالنسبة للطفل يكون مثل الطعام ويجب أن تعرفي أهمية اللعب عند الأطفال لكي تساعدي طفلك على الحصول على روتين يومي لكي يلعب، حيث أن اللعب يساعد طفلك على إتمام باقي المهام اليومية التي يجب أن يقوم بها فلا تتوقعي استمرار طفلك وحفاظه على نفس مستواه الدراسي وهو لا يترك له وقت لكي يمارس اللعب مثل كل الأطفال، ويمكن أن يكون وقت اللعب بعد حل واجباته كنوع من المكافأة، وفي حال الطفل الذي لا يذهب إلى المدرسة فيجب أن يقسم وقت اللعب على مدار يومه ويفضل أن تكون قصة قبل النوم من ضمن الوقت المخصص للعب الطفل؛ لأن حكاية قبل النوم تمنحه فوائد اللعب ومنها تحفيز الخيال اللازم للتعلم.
  • احرصي على اختيار وقت اللعب حسب عمر الطفل وفي نفس الوقت اختاري ألعاب تعليمية يمكن أن يمارسها الطفل وليس اللعب لمجرد تمضية الوقت، ولا تنسي أن تقومي باللعب مع طفلك؛ لأن الطفل يحب أن يمارس ما يحب عمله مع من يحب وخاصة الأم، كما أن اللعب الجماعي كأسلوب يلعب دورًا في تنمية مهارات طفلك في التواصل الاجتماعي، وبذلك يمكنك أن تخصصي وقتًا يوميًا للخروج به من نطاق المنزل والاجتماع مع أطفال آخرين، في الملاهي او الحدائق ويجب عدم إهمال هذا الوقت الثمين لحماية طفلك من العديد من المشاكل السلوكية مستقبلًا مثل الخجل والانطواء.

قد يهمك أيضًا: كيفية تنظيم روتين يومي للرضيع بين النوم والطعام واللعب؟

تسمية