mena-gmtdmp

تيجان ملكية عريقة زينها حجر الإسبينل الفاخر..اكتشفي تاريخ مذهل لكل منها

التاج الإمبراطوري يُحمل عبر الردهة النورماندية قبيل افتتاح البرلمان الملكي في مجلس البرلمان في 17 يوليو 2024 في لندن (مصدر الصورة :Justin Tallis - WPA Pool/Getty Images)
التاج الإمبراطوري يُحمل عبر الردهة النورماندية قبيل افتتاح البرلمان الملكي في مجلس البرلمان في 17 يوليو 2024 في لندن (مصدر الصورة :Justin Tallis - WPA Pool/Getty Images)

لطالما ارتبطت التيجان الملكية بأفخم الأحجار الكريمة وأكثرها ندرة، ولا يقل حجر الإسبينل شأنًا عن باقي الجواهر المستخدمة في صناعة التيجان التاريخية. فعلى الرغم من أنه ظل لقرون يُخلط بينه وبين الياقوت، إلا أن الإسبينل يتميز بجاذبية لونية ساحرة تتراوح بين الأحمر القاني والوردي والأرجواني، مع بريق بلوري خلاب يضاهي أرقى الأحجار الكريمة.
وقد وجد هذا الحجر طريقه إلى المجوهرات الملكية منذ العصور الوسطى، مزينًا تيجانًا اشتهرت بجمالها وقيمتها التاريخية، أما في العصر الحديث، فتتألق الملكات والأميرات بتيجان مزدانة بهذا الحجر الراقي، وفي زمن تتغير فيه صيحات الموضة، يظل الإسبينل خيارًا ملكيًا خالدًا، بفضل ألوانه العميقة وتاريخه الغني الذي يجمع بين الأسطورة والفخامة.

ياقوت الأمير الأسود يزين التاج الإمبراطوري لملك بريطانيا

 

 

حجر ياقوت الأمير الأسود Black Prince Ruby هو أشهر حجر كريم في العالم حيث أنه مثبت في التاج الإمبراطوري لملك بريطانيا، ورغم اسمه، إلا أنه في الواقع حجر إسبينل انتحل صفة الياقوت، لأن اكتشافه تم قبل تطوير التقنية التي تمكن من التمييز بين الياقوت والإسبينل في عام 1783، وكل الأحجار الكريمة ذات اللون الأحمر التي كانت تكتشف قبل هذا التاريخ كانت تعتبر أحجار ياقوت.
يعتقد المؤرخون أن اكتشاف هذا الحجر جرى في القرن 14، وتحديداً في جبال الهملايا في وسط آسيا، في منطقة بالاسكيا المشهورة بأحجار الإسبينل، التي كانت في حينه تسمى أحجار ياقوت بالاس.

تاريخ ياقوت الأمير الأسود

تبدأ القصة الموثقة لحجر ياقوت الأمير الأسود، الذي يبلغ وزنه 170 قيراطًا، في ستينيات القرن الرابع عشر في غرناطة، حيث يظهر أول ذكر له خلال الصراع بين السلطان محمد السادس من غرناطة/ والملك بيدرو الأول من قشتالة.
كان حجر الإسبينل الضخم هذا من بين كنوز السلطان في قصر الحمراء الملكي الشهير في غرناطة، وفي أبريل 1362، عندما تمت الإطاحة بالسلطان محمد السادس، هرب ومعه العديد من ممتلكاته ومن بينها هذا الحجر.
وبواسطة السلطان محمد وصل الحجر إلى إشبيلية التي لجأ إليها السلطان لمساعدته على استعادة ملكه، إلا أن ملكها بيدرو كان حليفاً للسلطان الجديد، فقتل السلطان محمد السادس، واستولى على مقتنياته ومن بينها حجر ياقوت الأمير الأسود.
لم يبق حجر الإسبينل في خزينة الملك بيدرو لفترة طويلة، فقد تمرد عليه شقيقه غير الشقيق إنريكي الذي أراد العرش القشتالي، وهذا ما دفع بيدرو إلى طلب العون من أحد حلفائه الأجانب، وهو الملك إدوارد الثالث ملك إنجلترا.
ومن أجل المساعدة في قمع التمرد، سافر إدوارد، الإبن الأكبر لإدوارد الثالث، إلى قشتالة في عام 1367، وقد كان إدوارد جنديًا بارعًا، لقب بـ "الأمير الأسود" لأنه كان شديد القسوة في المعركة.
انتصر تحالف بيدرو وإدوارد الأمير الأسود، على إنريكي في معركة ناغيرا، وقد حصل الأمير على دفعة أولى من مستحقاته، كانت عبارة عن الحجر الذي كان يسمى حجر ياقوت بالاس من غرناطة، وأخذه معه إلى إنجلترا، ولهذا السبب صار حجر الإسبينل معروفًا باسم "حجر ياقوت الأمير الأسود".
توفي إدوارد في إنجلترا في سبتمبر 1376، وعندما توفي والده، الملك إدوارد الثالث، بعده بعام، خلفه حفيده ابن الأمير الأسود البالغ من العمر 10 سنوات، ليصبح الملك ريتشارد الثاني.
في هذه الفترة لم يرد أي ذكر لحجر ياقوت الأمير الأسود، لكن المؤرخين يفترضون أنه بقي في خزينة الملك الشاب، وعندما تم خلع ريتشارد في عام 1399، انتقلت ملكية الحجر إلى الملك الجديد هنري الرابع، وظل الحجر الكريم مختفيًا عن الأنظار حتى حلول العام 1415، وتحديدًا في عهد الملك هنري الخامس، الذي حارب الفرنسيين مرتديًا بحسب المؤرخين خوذة مغطاة بالأحجار الكريمة، من بينها حجر ياقوت الأمير الأسود.
وفي عام 1521، تضمن جرد جواهر التاج الخاصة بالملك هنري الثامن ذكرًا لحجر ياقوت مثبت في تاج الملك، أجمعت المصادر على أنه حجر ياقوت الأمير الأسود، وظل الحجر يزين التاج حتى الفترة التي حصلت فيها ثورة على الملكية، وتم تفكيك جواهر التاج وتفريقها.
ما حدث للحجر الكريم بعد ذلك غير واضح، ولكن عندما استعاد الملك تشارلز الثاني العرش في عام 1660، أعيد حجر الإسبينل إلى الخزينة الملكية، وفي عام 1838 قامت الملكة فيكتوريا بتثبيت حجر الإسبينل، الذي يتميز بقطع كابوشون بشكله غير المنتظم في مقدمة تاجها الملكي الجديد، وظل في مكانه رغم إدخال الكثير من التعديلات على التاج، كما أنه ظل محتفظًا باسمه رغم اكتشاف أنه إسبينل وليس ياقوتاً.
اقرئي أيضاً لمناسبة ذكرى ميلادها: مجوهرات أيقونية تزينت بها الأميرة ديانا

ياقوت تيمور

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Studio57(@since.1872)


حجر ياقوت تيمور هو حجر كريم ضخم يبلغ وزنه 352.54 قيراطًا، إلا أنه ليست ياقوتًا حقيقيًا، بل هو حجر إسبينل أحمر غير مصقول. كان جزءًا من مجموعة المجوهرات الملكية البريطانية منذ منتصف القرن التاسع عشر، ويحمل أهمية تاريخية كبيرة بسبب انتقال ملكيته بين عدد من أباطرة المغول وحكام آخرين، نُقشت أسماؤهم مباشرة على الحجر.

تاريخ حجر ياقوت تيمور

حجر ياقوت تيمور هو حجر كريم قدمته شركة الهند الشرقية إلى الملكة فيكتوريا في أكتوبر من العام 1851، ومنذ ذلك الحين أصبح جزءًا من مجموعة المجوهرات الملكية البريطانية، وهو يتمتع بتاريخ طويل وعريق.
تيمور كان حاكمًا تركمانيًا مغوليًا، ويُعتقد أنه استولى على حجر الإسبينل هذا عند اجتياحه لمدينة دلهي عام 1398. وقد أقام في الهند لأكثر من عام بقليل، ثم عاد إلى سمرقند ومعه الغنائم، بما فيها هذا الحجر الذي ورثه عنه ابنه مير شاه روخ، ثم حفيده ميرزا أولوغ بيك. خلال فترة حكم أولوغ بيك، اندلعت عدة حروب مع الفرس، وبعد إحدى تلك الحروب، انتقل الإسبينل إلى ملكية الشاه عباس الأول، الذي أهدى الحجر عام 1612 لصديقه المقرب، الإمبراطور المغولي جهانكير. وقد نقش جهانكير اسمه واسم والده "أكبر" على الحجر. وتقول الأسطورة إن زوجته المفضلة لامته على تشويه هذا الحجر الثمين، فأجابها: "هذا الجوهرة ستخلّد اسمي أكثر من أي تاريخ مكتوب. قد يسقط بيت تيمور، لكن طالما هناك ملك، فسيكون هذا الحجر ملكه".
المالك التالي للجوهرة كان الشاه جهان، الذي نقش اسمه عليه ووضعه في عرش الطاووس الشهير، واستمر الملوك اللاحقون بنقش أسمائهم عليه حتى فاروق سير، آخر أباطرة دلهي وقد خلفه نادر شاه الإيراني، الذي غزا دلهي عام 1739.
أما آخر نقش على حجر تيمور، فقد أُضافه أحمد شاه، قائد جيش نادر شاه أثناء اغتياله عام 1747، حاول أحمد شاه الاستيلاء على العرش، لكنه اكتفى بالحصول على كنز كبير استخدمه في تأسيس مملكة أفغانستان.
ولكن الحجر عاد مجددًا إلى الهند بعد أن ورثها حفيده شاه شجاع، الذي طُرد من بلاده ولجأ إلى البنجاب، حيث أُجبر على تسليم الجوهرة إلى رانجيت سينغ، "أسد البنجاب"، إلى جانب ماسة كوه-نور الشهيرة.
وكحال الكثير من الأحجار الكريمة الشرقية، سافر حجر "ياقوت تيمور" إلى إنجلترا ضمن مجموعة من المجوهرات الهندية التي نُقلت من خزانة لاهور عام 1849، عند ضم البنجاب إلى الإمبراطورية البريطانية، وقد عُرضت المجوهرات في المعرض الكبير في قصر كريستال عام 1851، ثم قُدمت إلى الملكة فيكتوريا.
أُعجبت الملكة فيكتوريا كثيرًا بهذه الأحجار الكريمة، ووصفتها في مذكراتها بقولها: "إنها غير مصقولة الجوانب، غير مرصعة، لكنها مثقوبة. إحداها هي الأكبر في العالم، وبالتالي فهي أكثر إثارة للإعجاب من ماسة كوه-نور!".
في أبريل 1853، قامت دار غارارد Garrard بتصميم عقد جديد من الذهب المطعم بالمينا والمرصع بأحجار الألماس على طراز شرقي، وركبت عليه أربع من أحجار الإسبينل، إلى جانب أربع قطع من الألماس من لاهور، واحتل حجر ياقوت تيمور مركز العقد، الذي تم تعديله فيما بعد ليصبح بالإمكان فصل الحجر، لاستخدامه كدبوس زينة وتبديله مع حجر ألماس كوه-نور.
اليوم يُعتقد أن "ياقوتة تيمور" محفوظة ضمن مجوهرات التاج البريطاني، وهي معروضة في برج لندن إلى جانب أحجار كريمة وتحف ملكية أخرى.

طقم إسبينل باغراشيون


الطقم البديع المسمى طقم إسبينل باغراشيون Bagration Spinel Tiara and Parure، مرصع بأحجار من الإسبينل قطع إجاصي ومخدد ودائري، وهو يتميز بأنماط لفافات مرصعة بالألماس، كما أنه مؤلف من تاج وعقد وزوج من الأقراط، بالإضافة إلى مشط يعود تاريخها إلى القرن الـ19، ويحمل الطقم توقيع الصائغ فوسين Fossin من دار شوميه Chaumet، بينما يعود تاريخ العقد والأقراط إلى حوالي عام 1840.

تاريخ طقم إسبينل باغراشيون

بحسب المؤرخين يعود هذا التاج إلى الأميرة كاثرين باغراشيون، ابنة أخ الأمير بوتمكين، التي عرفت بجمالها وعلاقاتها وتصرفاتها غير المبالية بالتقاليد، وقد ورثت الأميرة كاثرين باغراشيون مجوهرات الأمير بوتيمكين، لكن مصير هذه المجموعة ظل مجهولًا، حتى ظهرت في مزاد دار كريستيز في جنيف في نوفمبر عام 1973، حيث اشتراها متجر إس. جي. فيليبس S.J Phillips، قبل أن يقتنيها دوق وستمنستر السادس المستقبلي في عام 1977، كهدية لعروسه ناتاليا فيليبس، التي كانت بدورها من أصول روسية، حيث أنها كانت حفيدة كبرى للدوق الأكبر ميخائيل من روسيا، ومن السلالة المباشرة للشاعر ألكسندر بوشكين.
وقد ارتدت نتاليا التاج لمرة واحدة وأخيرة في حفل زفافها من الدوق في عام 1978، لكنها ارتدت العقد والأقراط من أجل الاحتفال باليوبيل الفضي لزواج الملك كونستانتين والملكة آن في كوبنهاغن في عام 1989.
على مر السنين، تم تصوير التاج وطقم الإسبينل التابع له لاستخدامها في كتب متخصصة، كما عُرضت في مناسبات مختلفة، لا سيما في سياق تسليط الضوء على المجوهرات ذات الأصول الروسية.
يمكنك أيضاً قراءة لمناسبة الذكرى الـ14 لزواجهما: هدايا فاخرة تلقتها كيت ميدلتون من الأمير ويليام

التاج الإدواردي العتيق


هذا التاج الجميل الذي يتميز بتصميم أنثوي يعتبر من أبسط وأكثر تيجان العرش الدنماركي رقة، وقد اشترته الملكة ماري ملكة الدنمارك في العام 2012 في مزاد علني وهو مصنوع من الذهب والفضة ومرصع بأحجار الألماس والإسبينل وكذلك الياقوت الأحمر وهو يأتي مع أقراط متدلية مرصعة بالألماس.

تاريخ التاج الإدواردي

صُنع هذا التاج في الفترة ما بين عامي 1900 و1910، ويجسّد ببراعة فخامة الحقبة الإدواردية. ويأتي مرصّعاً بأحجار ألماس عالية الجودة، تتميز بصفائها ودقة قطعها، وهو ما يميز مجوهرات تلك الفترة، وقد نُسّق مع معادن البلاتين والذهب المتضادة، وأُضيفت إليه أحجار من الياقوت الأحمر الداكن والإسبينل.
تتجلى الحرفية الدقيقة في العمل المعدني للتاج، من خلال تفاصيله الزهرية المتدلية وأشكاله المتشابكة المستوحاة من الطراز الباروكي، ما يمنحه مظهرًا راقيًا سواء تم ارتداؤه كتاج أو كعقد.
ظهرت الملكة ماري بهذا التاج لأول مرة خلال الاحتفال بعيد ميلاد الملكة مارغريت الخامس والسبعين في عام 2015، لكنها لم ترتده على رأسها، بل استعانت بتصميمه المرن لتحوله إلى عقد فاخر زين عنقها، لكنها فيما بعد ارتدته في عدة مناسبات، منها مأدبة العشاء الرسمية خلال زيارة الدولة المكسيكية إلى الدنمارك في أبريل 2016، كما تألقت به أيضًا على غلاف مجلة Vogue Australia، بعدسة المصور الشهير ماريو تستينو، في عدد أغسطس من العام نفسه، ولا ننسى إطلالتها بهذا التاج في حفل زفاف ولي عهد الأردن الأمير الحسين وزوجته الأميرة رجوة.