mena-gmtdmp

في ذكرى رحيله.. نور الشريف أيقونة الدراما التي لا تنطفئ

الفنان نور الشريف -الصورة من حسابه على إنستغرام
الفنان نور الشريف -الصورة من حسابه على إنستغرام

إحساسه بالمسؤولية تجاه مايقدمه، كان سبباً رئيسياً في انجذاب الجمهور نحو أعماله وتعلقهم بالشخصيات والأدوار التي تقمصها، فلم يكن مجرد فنان يقف أمام عدسات وكاميرات التصوير من أجل الظهور أو اكتساب شعبية جارفة، بل كان ممثلاً من طراز فريد تميز عن غيره من أبناء جيله، إنه الفنان الكبير نور الشريف أحد أهم أعمدة الفن المصري والدراما العربية الذي ترك بصمة لا تُمحى في ذاكرة محبيه. وتزامناً مع ذكرى رحيله التي تمر اليوم الاثنين الموافق 11 من أغسطس، سوف نتطرق من خلال التقرير التالي إلى أعماله الدرامية التي حققت نجاحاً وانتشاراً كبيراً.

لن أعيش في جلباب أبي.. دراما تجاوزت حدود المكان والزمان

من الأعمال الفنية المضيئة في المشوار الدرامي للفنان الكبير نور الشريف، هو مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"؛ إذ ظل هذا العمل ساكناً في قلوب وعقول جمهوره، فـفي كل مرة يُعرض فيها على الشاشات يجبرك على مشاهدة أحداثه وكأنه يُعرض للمرة الأولى، ويرجع سبب ذلك هى شخصية "عبد الغفور البرعي" التي قدمها نور الشريف بكل احترافية، فهو الرجل المكافح العصامي الذي قام ببناء ثروة كبيرة إلى أن أصبح من أهم تجار "الخردة"، هذا إلى جانب حبكة المسلسل الدرامية التي تخللتها أحداث اجتماعية قريبة مما تحدث بداخل البيوت والمنازل والمغلفة بالطابع الكوميدي، فمن منا لا يتذكر قصة حب "عبد الغفور" و "فاطمة كشري" الشخصية التي قدمتها عبلة كامل، وأيضاً فرح "سنية" الذي أصبح علامة مميزة على منصات السوشيال ميديا بعد أن تم تداوله في صور ساخرة "كوميكس".

لذلك يبقى مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" واحداً من أهم المحطات في تاريخ الدراما المصرية، وعلامة فارقة في مسيرة نور الشريف الفنية، عمل تجاوز حدود الزمان والمكان ليحفر مكانته في وجدان المشاهد العربي.

سعد الدالي.. جاذبية تخطت حدود المشاهد

وإلى عمل درامي آخر، ترك من ورائه الفنان نور الشريف إرثاً فنياً كبيراً وهو مسلسل "سعد الدالي" الذي قدمه "الشريف" في ثلاثة أجزاء جميعها حققت نجاحات متتالية، فقصة الصعود مع الكاريزما الطاغية التي تمتع بها نور الشريف في ثوب شخصية "سعد الدالي" إلى جانب اللغز الأكبر حول وفاة نجله في العمل، جميعها عوامل ساهمت وبقوة في نجاح هذا المسلسل.

ومن بين المفارقات المهمة في هذا العمل، هو أن شعبيته وجاذبيته لم تتوقف عند حدود المشاهد، بل وصلت إلى كبار النجوم أبرزهم الزعيم "عادل إمام"، الذي دفعه فضوله إلى التواصل مع أحد الفنانين المشاركين بالمسلسل وهو صلاح عبد الله لمعرفة من قتل ابن سعد الدالي.

وعن تفاصيل المكالمة قال خلال استضافته في برنامج صاحبة السعادة الذي تقدمه الإعلامية إسعاد يونس: "اتصل بي الأستاذ عادل إمام وسألني: مَن الذي قتل ابن سعد الدالي؟ فأجبته بأنني لا أعلم. فغضب في المكالمة وقال: يعني أنا عادل إمام، والوزراء يسألونني فأقول لهم لا أعرف؟! فأجبته بأننا لم نصور النهاية بعد. ويبدو أنه شعر أنني لا أرغب في كشف السر الذي حير مصر كلها في ذلك الوقت".

حضرة المتهم أبي.. مرآة للواقع

وما زلنا في أرشيف نور الشريف الدرامي، وهنا وقع اختيارنا على مسلسل بعنوان "حضرة المتهم أبي" الذي عكس وبقوة صورة لما نعيشه على أرض الواقع، هذه الصورة ترجمها "نور" على الشاشة بكل واقعية واحترافية من خلال شخصية المعلم "عبد الحميد دراز" مدرس اللغة العربية الذى يحظى بشعبية وحب بين الطلاب والمدرسين بالمدرسة التي يعمل بها، فهو الرجل الذي ينتمي للطبقة المتوسطة ويعيش فى إحدى المناطق الشعبية، وبسبب انتمائه لهذه الطبقة يتعرض للظلم من قبل أشخاص آخرين ينتمون لطبقة أعلى منه استغلوا نفوذهم للضغط عليه من أجل التنازل عن حقوقه.

وبعيداً عن دور نور الشريف وقصة مسلسله، اكتملت الصورة بنجاح آخر يُحسب لصناعه أيضاً، ومن أهم معالمه كلمات الشاعر العظيم أحمد فواد نجم لأغنية تتر البداية والنهاية، وصوت الفنان الجميل مدحت صالح المليء بالشجن والإحساس الذى نقل الكلمات المؤثرة للجمهور، فقد نالت شهرة كبيرة جداً لا تقل عن نجاح المسلسل.

عائلة الحاج متولي.. من المحلية إلى العالمية

عمل درامي آخر للنجم نور الشريف، ظل بريقه يزداد يوماً بعد الآخر مع كل إعادة عرض وهو مسلسل "عائلة الحاج متولي"، العمل الذي أسر قلوب المشاهدين داخل مصر وخارجها، حتى بلغ نجاحه حد ترجمته خصيصاً عبر إحدى المنصات العالمية، لينتقل من الشاشات العربية إلى جمهور جديد يتذوق سحر القصة وروحها، رغم اختلاف اللغة والثقافة.

وكشفت المترجمة رولا عادل، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "التاسعة" المذاع على القناة الأولى المصرية، كواليس عملها على ترجمة مسلسل عائلة الحاج متولي، مشيرة إلى أن إحدى المنصات الأجنبية قررت عرضه للجمهور العالمي. وقد انضمت رولا إلى فريق مكوَّن من ستة أشخاص تولوا مهمة ترجمة الحلقات الأربع والثلاثين في أقل من شهر، بمعدل يوم ونصف اليوم تقريباً لكل حلقة، وأوضحت أن أصعب ما واجهوه كان ترجمة الأمثال الشعبية والحوارات الساخرة؛ إذ تطلب الأمر جهداً كبيراً لتوضيح المعنى مع الحفاظ على روح الحوار ومصداقيته.

البدايات

بدأ الفنان نور الشريف التمثيل في المدرسة حيث انضم إلى فريق التمثيل بها، كما كان لاعباً في أشبال كرة القدم بنادي الزمالك، ولولا حبه للتمثيل لاتجه لكرة القدم. بعد أن حصل على الثانوية العامة التحق بكلية التجارة، ثم تركها والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وحصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1967 بتقدير امتياز وكان ترتيبه الأول. تعرف في أثناء دراسته بالمعهد إلى الفنان سعد أردش، الذي رشحه للعمل معه في دور صغير في مسرحية الشوارع الخلفية، ثم اختاره المخرج كمال عيد ليمثل في مسرحية روميو وجولييت، وفي أثناء البروفات تعرف إلى الفنان عادل إمام الذي رشحه للمخرج حسن الإمام ليقدمه في فيلم قصر الشوق، وقد حصل عن هذا الدور على شهادة تقدير، وكانت أول جائزة يحصل عليها، قام بالإخراج المسرحي أول مرة على مسرح الهناجر بمسرحية الكاهن، كما قام بالإخراج السينمائي لمرة واحدة بفيلم العاشقان.
حصل على عدد من الجوائز عن العديد من أعماله السينمائية من عدد من المهرجانات.

يمكنكم قراءة.. من بينهم عادل إمام: أعمال بشير الديك التي أعادت اكتشاف النجوم

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»

وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي»

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»