المهندس السوري يزن أبو أرشيد: علّمني شغفي بالتصوير أن أتخيل الفراغ قبل أن أنفّذه

خلف العدسة، يقف يزن أبو أرشيد ليخلّد العمارات وقطع الأثاث والحياة في أبوظبي؛ فهو شغوف بالتصوير. وكونه خارج الضوء، يدقق في المَشاهد قبل توثيقها، وهو يتميّز بشدة الملاحظة لأدق التفاصيل؛ مما يجعله مميزاً في أداء عمله. فهو مهندس ومصمم، سليل سوريا، ويقيم في أبوظبي، عاصمة الإمارات، التي يقول إن العيش فيها شكّل نقطة تحوُّل في حياته؛ لأن البلد مركز إقليمي وعالمي للتصميم والعمارة والفن، مما يضع المصمم في تماسٍّ مباشر مع أحدث صيحات الأثاث والديكور. في الحوار الآتي نصه، يتحدّث المهندس والمصمم يزن أبو أرشيد عن شغفه بالتصوير، ومصادر الاستلهام، والجديد على صعيد طُرز التصميم الداخلي وتصميمات الأثاث.

تصوير العمارة

قبل الخوض في مجال التصميم الداخلي والأثاث، جديرٌ بالذكر أنك تهوى التصوير، ولاسيّما تصوير العمارة والتصميم الداخلي. حدّث القراء والقارئات أكثر عن هذا الجانب في حياتك؟

يعني التصوير لي أكثر من مجرد هواية؛ فهو شغف حقيقي. أحبّ أن أصوّر المباني من الداخل والخارج من منظور معماري وفني، وأوثّق العلاقة بين الضوء، والمساحة، والخطوط. كما أحبّ أن أصوّر المفروشات، والأعمال الفنية، وحياة الشارع في أبوظبي، بهدف إظهار المدينة والإمارات بعدستي بأبهى صورة. علّمني التصوير أن أنظر إلى التصميم بعينيّ قبل عدستي، وأن أتخيّل الفراغ قبل أن أنفّذه، وهذا ساعدني كثيراً في عملي في مجالات الهندسة والتصميم.

الأثاث

ماذا عن اهتمامك بالأثاث؟ وماذا عن موضة الأثاث أخيراً، لنواحي التصميمات والألوان والأشكال والأقمشة؟

أنظرُ إلى الأثاث وأعتبره أكثر من قطع عملية بل لغة متكاملة تعكس أسلوب حياة الناس؛ فاهتمامي بالأثاث يرجع إلى حبي للتفاصيل الدقيقة، من خامات القماش، وملامس المواد، أو حتى الإضاءة المحيطة بالقطع. في إطار موضة الأثاث الرائجة، هي تميل للبَساطة والراحة: ألوان ترابية وهادئة، مع إضافات جريئة من ألوان قوية تكسر الروتين. كما أن الأقمشة الطبيعية والمواد المستدامة صارت أساسية؛ لأنها تعكس وعياً أكبر بالبيئة وبالحياة اليومية العصرية.

الجانبان الإبداعي والإداري

تتوزع نشاطاتك على ميادين تصميم مختلفة. حدثني عن يوم عمل في حياتك؟

يبدأ يومي عادةً في صالة العرض، وأقضي الوقت بين متابعة التفاصيل الإدارية، ولقاء العملاء، واختيار القطع المناسبة، والاجتماعات مع الفريق، مع الموازنة بين الجانبين الإداري والإبداعي، مع كلّ ما يتطلب ذلك مني بأن أكون حاضراً ذهنياً ومرِناً في الوقت عينه. ومع نهاية اليوم، أقوم بالتصوير؛ فهذا ملجأ يعطيني طاقة جديدة وإلهاماً إضافيّاً.

الديكور والتصميم

إلى أيّ حدٍّ ترى أن تواجُدك في دولة الإمارات يقرّبك من عالم الديكور والتصميم؟

وجودي في الإمارات كان نقطة تحوُّل في حياتي؛ فالبلد مركز إقليمي وعالمي للتصميم والعمارة والفن. ووجودي في أبوظبي خصوصاً، وضعني في تماسٍّ مباشر مع أحدث صيحات الأثاث والديكور، وأتاح لي فرص التعاون مع معماريين، والتعرُّف إلى مصممين عالميين، ووسّع مداركي ورؤيتي بشكل كبير.

قد يهمك الاطلاع أيضاً على: صيحات ديكور المنزل الأبرز لصيف 2025: طُرز وأكسسوارات وألوان في الصدارة

دمج الطُرز ببعضها

أنت سليل سوريا؛ حيث للعمارة التقليدية أهمية، ولتقنيات تصنيع الأثاث يدوياً تاريخٌ عريق. هل تأثّرت بذلك أم تفضّل الطرازين المودرن والمعاصر؟

متأثّر بـالعمارة السورية التقليدية والحِرف اليدوية الغنية بالتفاصيل، لكنني أحب الدمج بين عناصر من طُرز مختلفة، تقليدية ومودرن ومعاصرة؛ فالجمال الحقيقي لعينيّ يأتي نتيجةً للتوازُن بين الأصالة والحداثة، وبين التفاصيل الدقيقة واللمسة العصرية البسيطة.

السفر والفن والطبيعة

ماذا عن مصادر الاستلهام؟

أستلهم من السفر، والفن، والطبيعة، وضوء النهار، وحتى حياة الشارع. التصوير بدوره مصدرُ إلهام قوي؛ فهو يحثّني على رؤية الزوايا والتفاصيل بشكل مختلف.

البساطة العملية

حدّثني أكثر عن طُرز الديكور الشائعة أخيراً للفلل والشقق، هل هناك اختلافات متوقّعة في مطلع العام المقبل (2026)؟

النمط المفتوح، ودمج الداخل بالخارج، واستخدام الزجاج والإضاءة الطبيعية، كلها سمات ستميّز الفلل،  بينما ستتجه تصميمات الشقق إلى البساطة العملية: مساحات صغيرة، وألوان محايدة، وقطع أثاث متعددة الاستخدامات. هناك وعي متزايد بالراحة اليومية والوظيفية، وليس بالشكل والجماليات حصراً.

قد يهمك الاطلاع أيضاً على: أفكار عملية قبل اختيار قطع الأثاث متعددة الوظائف ونماذج عنه

الاستدامة

كيف تنظر إلى مستقبل التصميم الداخلي في المنطقة العربية؟

هناك طلب متزايد على التصميمات العصرية، ووعي أكبر بأهمية الاستدامة، وربط التصميم بالثقافة المحلية. أعتقد أن المنطقة ستشهد توازناً جميلاً بين الحداثة والأصالة.

نصائح للقراء

قدّم نصائح عملية للقراء حول كيفية البدء في تصميم ديكورات منازلهم؟

نصيحتي لكلّ قارئ وقارئة ينويان تنسيق ديكورات منازلهم(ن)، بـ:

1. اختيار ألوان محايدة للأساسيات، وإضاءة مناسبة، وقطع أثاث مريحة.
2. لا تملأوا الفراغات بالقطع؛ بل اجعلوا المساحات "تتنفس".
3. أضيفوا لمساتكم الشخصية من خلال قطعة فنية أو لون جريء؛ حتى تحكي منازلكم قصصكم وتعكس شخصياتكم.
4. تذكروا أن المنزل يجب أن يسمح لكم بالراحة قبل أن يكون مجرد واجهة لعرض قطع الأثاث والأكسسوارات والكماليات.

بطاقة تعريف
يزن أبو أرشيد، مهندس معماري سوري مقيم في أبوظبي، حاصل على بكالوريوس في الهندسة المعمارية في جامعة اليرموك الخاصة، ودبلوم من المعهد التقاني الهندسي في جامعة دمشق.
يعمل مديراً تصميمياً ومدير معرض، ويقود ثلاث علامات تجارية عالمية في أبوظبي.