عند الدخولِ لمنزلِ سمر حدرج ومحمد علي بيضون، يشعرُ المرءُ بأريحيَّةٍ، ودفءٍ، كيف لا والزوجانِ الشابَّان، اللذانِ يتشاركان الحياةَ والعملَ وتربيةَ طفلةٍ تبلغُ عامين، يختصَّان في التصميم، فمحمد هو المؤسِّسُ والمديرُ الإبداعي والمهندسُ المعماري الداخلي لشركةِ Lartquitecte، أمَّا سمر، فهي الشريكةُ المالكةُ ومديرةُ التصميم، وقد درست التصميمَ الداخلي بدايةً قبل أن تتخصَّصَ في تصميمِ الأثاثِ والمفروشاتِ والمعداتِ والمنتجات وتُعزِّز خبرتها بتأثيراتٍ من عالمَي الفنِّ والموضةِ اللذين تدمجهما بسلاسةٍ وبأسلوبٍ جميلٍ.
تصوير: فاتشيه أباكليان
منزلُ الزوجين، بأثاثه ذي اللونِ الأسود، مضاءٌ بشكلٍ جيِّدٍ، إذ يستمدُّ النورَ من واجهةٍ زجاجيَّةٍ متَّصلةٍ بشرفةٍ، تطلُّ بدورها على مشهدٍ أخضرَ بديعٍ. وفي منطقةِ الاستقبالِ المفتوحة، يبدو عالمُ كلٍّ منهما حاضراً حيث تبرزُ طاولةُ بلياردو، وكتبٌ كثيرةٌ، ولوحاتٌ من مدارسَ فنيَّةٍ مختلفةٍ، بينها لوحاتٌ لسمر التي ستُطلِقُ معرضها الفني الأول، علماً أن أعمالها تدمج بين التكنولوجيا، والحِرفُ اليدويَّةُ، والعاطفة. نلمحُ أيضاً صوراً بالأبيضِ والأسود، تعودُ إلى حفلِ زفافهما، وقطعَ أثاثٍ، وإكسسواراتٍ، صمَّمتها سمر لتبدو وكأنَّها منحوتةٌ، مع التأثُّرِ بروحِ حركةِ ممفيس المتمرِّدة، وبساطةِ العصرِ الحديث.
الحياة والعمل

تتشاركان الحياةَ والعمل. إلى أي حدٍّ يمكن أن يُسهِّلَ، أو يُصعِّب القربُ من بعضكما، والعيشُ سوياً، والتعرُّضُ للمواقفِ نفسها القيامَ بعمليَّةِ التصميم الإبداعيَّة، وما دورُ كلٍّ منكما في العمل؟
سمر: نبدأ دائماً معاً، فتطويرُ المفاهيم عمليَّةٌ مشتركةٌ، نقومُ خلالها بعصفٍ ذهني، ونتحدَّى، ونُكمِلُ أفكارَ بعضنا. محمد بطبيعته، ينجذبُ للجانبِ التجاري، والرؤيةِ الأوسعِ للمشروع، ويُركِّز على كيفيَّةِ تطويره، وزيادةِ نطاقه، وتشغيله بفاعليَّةٍ. في حين، أتعمَّقُ بدوري في الهويَّةِ البصريَّةِ للمشروع، والشكلِ، والملمسِ، والجماليَّاتِ النهائيَّة. وفيما أهتمُّ بروحِ المكانِ وعاطفته، يضمنُ محمد أن تُحافظ الوظائفُ على استمراريَّتها، وبالطبع فريقنا من المصمِّمين الموهوبين، يُساعدوننا دائماً في ترجمةِ هذه الرؤيةِ إلى واقعٍ.
محمد: أنا و«سام» لكلٍّ منَّا طابعٌ خاصٌّ في التصميم. كلانا يعرفُ تماماً نقاطَ قوَّةِ الآخر، ونُفكِّر دائماً معاً في كيفيَّةِ تركيبِ الأفكار، ودمجها بطريقةٍ خلَّاقةٍ، وتُعدُّ هذه المرحلةُ من أجمل فتراتِ العملِ على المشروع. بعد ذلك، تبدأ «سام» بالبحثِ، وأنا بعمليَّةِ التصميم، وخلال هذه المراحل، تتلاقى الأفكارُ، وتنسجمُ مع بعضها، ليكون لكلِّ واحدٍ منَّا دورٌ محدَّدٌ في كلِّ مرحلةٍ من مراحلِ التصميم.
لمتابعة اللقاء في النسخة الديجيتال، اضغط(ي) هنا
أفكار من عوالم مختلفة

من أين تستقيان الإلهامَ والأفكارَ في العمل؟
سمر: أستمدُّ الإلهامَ من أشياءَ ونشاطاتٍ يوميَّةٍ كثيرةٍ. نزهةٌ في المدينة، ومحادثةٌ عميقةٌ مع صديقةٍ، وقراءةُ كتابٍ، وحتى التحدُّث مع الذكاء الاصطناعي أحداثٌ تُلهمني. أعتقدُ أن الإبداعَ، هو القدرةُ على ربطِ نقاطٍ، تبدو غير مترابطةٍ. بهذه الطريقةِ تولدُ المفاهيمُ القويَّة، أي عندما تتناغمُ أفكارٌ من عوالمَ مختلفةٍ، لتُشكِّل شيئاً جديداً وأصيلاً.
محمد: مصادرُ الإلهامِ لدي متنوِّعةٌ: أولاً الموقعُ الذي يتمُّ تنفيذُ المفهومِ فيه، إذ يُؤثِّر بي كثيراً، فأتعمَّقُ بدراسته لاختيارِ أفضل ما يناسبه. ثانياً صاحبُ المشروع، وطريقةُ تفكيره، وثقتُه بالشركة، وهذا له دورٌ كبيرٌ في مدى حريَّتنا الإبداعيَّة. ثالثاً الفكرةُ، أو المفهومُ نفسه، ومدى غناه بالإمكانات. عندما نكون، «سام» وأنا، منغمسَين في مشروعٍ ملهمٍ، كلُّ ما حولنا يتحوَّلُ إلى مصدرِ إلهامٍ لدعمِ فكرته، وإخراجه بأجمل صورةٍ.
مسؤولية حضارية كبرى

بعد أكثر من 500 مشروعٍ في نحو 13 دولةً، كيف تنظران إلى عالمِ التصميمِ والعمارة؟
سمر: التصميمُ تعبيرٌ شخصي سواء كان تصميماً داخلياً، أو مُنتَجاً، لذا يجبُ أن يعكسَ الأشخاصَ الذين سيستخدمون المساحة، أو الجمهورَ المستهدفَ من المُنتَج. هذا ما يُعرَفُ بالتفرُّد اليوم. نحن في تطوُّرٍ مستمرٍّ، وينبغي أن تتطوَّرَ مساحاتنا أيضاً. التصميمُ هو أيضاً تعبيرٌ عن الذات، لكنْ ليس عن ذاتِ المصمِّم حصراً فعندما نُصمِّم منزلاً، نتعمَّقُ في العاداتِ، والاحتياجاتِ، والروتين اليومي لمَن يعيشون فيه. الهدفُ، هو خلقُ مساحةٍ، تُسهِّل حياتهم، وتُحسِّنها لا أن تبدو جميلةً فقط. عندما يتعلَّقُ الأمرُ بالمشروعاتِ التجاريَّة، من المهمِّ بالقدرِ نفسه أن تعكسَ الأشخاصَ الذين يختبرون ذلك المكان، وأن تُشعِرَهم بالطاقة، وأن تغمرهم، وأن تجذبَ عواطفهم. لا ينبغي أن يدورَ التصميمُ حول رؤيةِ المصمِّم وحده. عندما نتخلَّى عن الأنا، ونُصمِّم بتعاطفٍ وقتها نخلقُ مساحاتٍ، ليست قويَّةً وعمليَّةً فحسب، بل وذات معنى أيضاً. عندئذ، يصبحُ التصميمُ أداةً لخدمةِ الناس، وتحسين حياتهم.
محمد: أرى أن التصميم من أهمِّ عناصرِ الحياةِ البشريَّة، فهو الذي يرسمُ أنماطَ حياةِ الناس، ويُحدِّد كيف يعيشون، بدءاً من تخطيطِ المدن، ووصولاً إلى أدقِّ تفاصيلِ حياتهم اليوميَّة. التصميمُ يُؤثِّر في كيفيَّةِ تنقُّلاتهم، واستمتاعهم بالحدائقِ، والموادِّ المستخدمةِ من حولهم، والأماكنِ التي يجتمعون فيها. عليه، التصميمُ لا يكتفي بتغييرِ حياةِ الأفراد، بل ويمتدُّ تأثيره إلى الأجيالِ القادمة أيضاً، لذا من وجهةِ نظري التصميمُ مسؤوليَّةٌ حضاريَّةٌ كبيرةٌ، يجب أن يتمَّ التعاملُ معها بدقَّةٍ وعنايةٍ.
توجهات التصميم
سواء تعلَّق الأمرُ بالعمارةِ، أو التصميمِ الداخلي، أو تصميمِ المنتجات، هل تلاحظان أن هناك ذوقاً واحداً شائعاً، بات يطغى على أماكنَ مختلفةٍ من العالم؟
سمر: في وقتٍ مضى، كان بعض الناسِ، يعتقدون أن تحديثَ منازلهم، واللحاقَ بموضةِ التصميمِ والديكور السائدة، يجعلان مساحاتهم فاخرةً، لكنْ هذه العقليَّةُ جرَّدت المنازلَ من هويَّتها. حالياً، يتَّجه الكثيرون نحو التصاميمِ الداخليَّةِ التي تعكسُ شخصيَّاتهم، وأنماطَ حياتهم، وثقافاتهم، والسؤالُ الحقيقي في العامِ الجاري، 2025، هو: كيف تتكاملُ ديكوراتُ منزلك الداخليَّة مع موسيقاك، وعطرك، وأزيائك، ومجموعتك الفنيَّة، وأسلوبِ حياتك وثقافتك؟ هنا يكمنُ السرُّ.
محمد: عندما يحدثُ تغيُّرٌ عالمي معيَّنٌ، يظهرُ أثره فوراً على توجُّهاتِ التصميم. على سبيل المثال، جائحةُ كورونا، أدَّت إلى بروزِ الألوانِ الترابيَّة، وتلك المستمدَّةِ من الطبيعةِ في التصاميم، لأن غالبية الناسَ تعبت نفسياً من الإغلاق، وأصبحت في حاجةٍ إلى الارتباط بالطبيعة. مع ذلك، يجبُ الحفاظُ على الطابعِ الخاصِّ بكلِّ بلدٍ ومنطقةٍ، وعلى المصمِّمِ أن يستخدمَ الموادَّ والعناصرَ التي تُعبِّر عن ثقافةِ المكان الذي يُصمِّم له. الجمعُ بين التقاليدِ المحليَّة، والتوجُّهاتِ العالميَّة، هو ما يجعلُ التصميمَ ناجحاً ومستداماً.
اختلاط الحداثة مع الأصالة
هل يمكن الحديثُ عن طُرزٍ في العمارةِ والتصميمِ مرغوبةٍ أخيراً، وأخرى لا تزالُ خالدةً؟
سمر: لطالما كان أسلوبُ الحدِّ الأدنى البسيطِ والمعروفِ بـ «المينيماليست ستايل» رائجاً، لكننا بدأنا نشهدُ تحوُّلاً. الناسُ تتوقُ إلى مساحاتٍ متجدِّدةٍ محمَّلةٍ بالمشاعرِ، مساحاتٍ متعدِّدة الطبقات، مزخرفةٍ، ومعبِّرةٍ. أعتقدُ أننا سنشهدُ عودةً إلى أسلوبِ المبالغة «الماكسيماليزم»، لكنْ بلمسةٍ أكثر دقةً ومعنى. مع ذلك، فإن التناغمَ بين البساطةِ والمبالغة، هو ما يُميِّز التصميمَ الخالد، وعندما يُصمَّم أي أسلوبٍ بوعي، سيكون قادراً على تجاوزِ الصيحات.
محمد: هناك توجُّهاتٌ (أو ترنداتٌ) في التصميمِ على الدوام، لكنْ في المقابل، تبقى هناك أنماطٌ خالدةٌ وجميلةٌ، لا تبهت بمرورِ الزمن. من المهمِّ أن نخلقَ توازناً بين الاثنين، لنصل إلى تصميمٍ معاصرٍ، لكنَّه لا يفقدُ بريقه مع الوقت. كذلك، لذوقِ صاحبِ المشروع، وتجاربه الشخصيَّةِ دورٌ مهمٌّ في تحديدِ توجُّه التصميم، فاختلاطُ الحداثةِ مع عناصرِ الأصالة، يصنعُ تصميماً، يلامسُ مشاعرَ الناس، ويبقى حاضراً في ذاكرتهم.
تحديات واستلهامات
ما التحدِّياتُ والإيجابيَّاتُ للمصمِّمِ الذي يعيشُ في بيروت، وإلى أي حدٍّ تُلهمكما المدينةُ؟
سمر: لبنان سريعُ الوتيرة، وهنا الناسُ تريدُ إنجازَ كلِّ شيءٍ بسرعةٍ قياسيَّةٍ. كذلك نحن متعدِّدو الثقافاتِ بعمقٍ، ولدينا مجموعةٌ واسعةٌ من الأذواقِ والإلهامات، فما يناسبُ منطقةً قد لا يناسبُ تماماً منطقةً أخرى. التصميمُ في هذا السياق مليءٌ بالتحدِّيات والإلهامات. كلُّ مشروعٍ يبدو وكأنَّه قِصَّةٌ جديدةٌ بشخصيَّةٍ وطاقةٍ مختلفتَين. هذا هو جمالُ بيروت. كلُّ زاويةٍ، تظهرُ وكأنَّها عالمٌ مغايرٌ، ولكلِّ زاويةٍ حكايتُها الخاصَّة.
محمد: بيروت هي نقطةُ ضعفي. أعشقُ هذه المدينةَ، ولبنان عموماً. كل تحدٍّ، أواجهه هنا، يُعطيني قوَّةً إضافيَّةً لأعملَ على تطويرِ نفسي وتصاميمي. في كلِّ زاويةٍ من هذه المدينةِ قِصَّةٌ، وفي كلِّ تفاصيلها مصدرُ إلهامٍ حي لا ينضب.
بيئات آمنة ومحفزة
على أي نوعٍ من المشروعاتِ السكنيَّةِ، أو التجاريَّةِ، أو غيرها، يُفضِّل كلٌّ منكما العمل؟
سمر: أعشقُ المشروعاتِ السكنيَّة. لا شيء يفوقُ متعةَ سماعِ عميلٍ يقولُ: «هذا المنزلُ يُشبهني». أعرفُ حينها أننا أبدعنا. لكلِّ عائلةٍ شخصيَّتها، وأسلوبُ حياتها الفريد، وأعشقُ تحدي دمجهما بمساحةٍ سكنيَّةٍ عمليَّةٍ وجميلةٍ. أُحبُّ أيضاً المرافقَ التعليميَّةَ والترفيهيَّة فقلبي قلبُ طفلةٍ، وأنا أمٌّ الآن، وأعشقُ المساحاتِ التي تُلهم الأجيالَ الشابَّة. نشأتُ في مدارسَ، تفتقرُ إلى الهويَّة، لذا يُغذِّي كسرُ هذه الحلقةِ المفرغة، وخلقُ بيئاتٍ آمنةٍ ومحفِّزةٍ إبداعي. غالباً ما أعتمدُ على منهجِ مونتيسوري، ليس فقط من أجل السلامةِ والموادِّ، بل ولأنه يُغذِّي التطوُّرَ لا الترفيه فحسب.
«أمتلك قلب طفلة وأعشق تصميم المساحات التي تُلهم الأجيال الشابة»
سمر حدرج
محمد: أحبُّ المشروعاتِ التي تتطلَّبُ خلقَ فكرةٍ جديدةٍ بالكامل، ولم يتم تنفيذها سابقاً. سواء كان مطعماً، أو صالةَ ألعابٍ، أو مقهى، أو محطةَ وقودٍ، أو محمصةً، أو حتى منزلاً بتصميمٍ فريدٍ وغير تقليدي. أمَّا عندما يُطلَبُ مني تكرارُ مشروعٍ موجودٍ، أو نسخُ فكرةٍ قائمةٍ، فأنا لا أكون الشخصَ المناسبَ لهذه المهمَّة، لأنني أؤمنُ بأن التصميمَ يجبُ أن يكون دائماً أصيلاً ومبتكراً.
«أؤمن بأن التصميم يجب أن يكون دائماً أصيلاً ومبتكراً»
محمد علي بيضون
«منزل الأحلام»
هناك مصطلحٌ شائعٌ في مجالِ العمارةِ والتصميم، هو «منزل الأحلام»، ما مواصفاتُ هذا المنزلِ بالنسبةِ لكما؟
سمر: بالتأكيد، لكنني لا أختزلُ معنى المصطلحِ على منزلٍ بتصميمٍ واحدٍ. أتخيَّلُ منازلَ متنوِّعةً، تناسبُ مختلفَ المراحلِ والأمزجةِ الخاصَّةِ بالساكنين. المنزلُ الذي أعيشُ فيه راهناً، يُمثِّل حياتي الحاليَّة، وحياةَ عائلتي، وأتركه يتطوَّرُ مع تطوُّرنا.
محمد: بعيداً عن صيحاتِ الموضةِ في التصميم، عندما نعملُ على تصميمِ «منزل الأحلام»، نولي أهميَّةً قصوى لفهمِ خصوصيَّةِ صاحبه، ليعكسَ شخصيَّته وحياته المستقبليَّة، وليس فقط واقعه الحالي. يجب أن يكون المنزلُ مناسباً لنمطِ حياةِ صاحبه، وعمله، وهواياته، ومستقبله. لا أنسى عبارةً، قالها لي أحدُ عملائي ذات مرَّةٍ: «أريدُ أن يكون منزلي حلماً لأبنائي وأحفادي، مكاناً يشتاقون إليه، ويرغبون في العودةِ إليه دائماً». وقد تركت هذه الكلماتُ أثراً عميقاً في داخلي.
مساحات مستدامة وذكية
ما رؤيتكما لمستقبلِ عالمَي التصميمِ والعمارةِ الداخليَّة، خاصَّةً مع ضيقِ المساحاتِ المتاحةِ للسكن، لا سيما في المدنِ الكبرى؟
سمر: أعتقدُ أن مستقبلَ التصميم، يكمنُ في خلقِ مساحاتٍ مستدامةٍ وذكيَّةٍ. علينا إعادةُ النظرِ في كيفيَّةِ استخدامِ كلِّ مترٍ مربَّعٍ، ليس من الناحيةِ الوظيفيَّةِ فحسب، بل والعاطفيَّة أيضاً. لا ينبغي أن تشعر بقيودٍ في المساحاتِ الصغيرة فمع عقليَّةٍ تصميميَّةٍ صحيحةٍ، يمكن أن تشعرَ بالاتِّساعِ، والكفاءةِ، والطابعِ الشخصي العميق. الأمرُ كلُّه يتعلَّقُ بالتصميمِ بعنايةٍ، وتعاطفٍ، ورؤيةٍ بعيدةِ المدى.
محمد: أتوقَّعُ أن يتغيَّر تصميمُ الشققِ في المستقبل بأن تصبحَ المساحاتُ أكثر مرونةً. الجدران ستختفي تدريجياً لصالحِ حلولٍ ذكيَّةٍ ومتعدِّدةِ الوظائف. قد يتحوَّلُ الجدارُ إلى خزانةٍ، أو شاشةٍ، أو مطبخٍ حسبَ الحاجة، مع عزلٍ صوتي مدروسٍ. بهذه الطريقةِ، سيصبحُ البناءُ أسرع، والمساحاتُ أصغر وأكثر كفاءةً، ما يُلبي احتياجاتِ الحياةِ الحضريَّة المعاصرة.