هل تساءلتِ يوماً كيف يمكن لمدينة مثل أثينا، التي عاشت آلاف السنين من الحضارات المتعاقبة، أن تجمع في أحيائها روح التاريخ وسحر الحداثة معاً؟ وكيف لكِ، كامرأة محبة للاستكشاف، أن تختاري الحي الذي يعكس شخصيتكِ ويمنحكِ التجربة التي تبحثين عنها بين أصالة الماضي وراحة الحاضر؟ قد تظنين أن أثينا مجرد أكروبوليس شامخ يطل على المدينة، لكن الحقيقة أن خلف هذا الرمز العظيم تختبئ عوالم كاملة من الأحياء المتنوعة، لكل منها نكهته الخاصة وميزاته التي تجعله يستحق التوقف، فهل ستبدئين رحلتكِ من منطقة الأكروبوليس حيث القرب من المعالم الكبرى والمزيج المدهش بين السائحين والسكان المحليين؟ أم ستتجهين إلى ساحة سنتاغما، قلب المدينة النابض، لتعيشي أجواءها السياسية والتجارية في آن واحد؟ ربما يجذبكِ سحر موناستيراكي، حيث تختلط الأسواق الشعبية بالمقاهي المطلة على الآثار، أو بسيري ذات الروح الإبداعية حيث تجتمع الحرف اليدوية مع الفن العصري.
منطقة الأكروبوليس
إذا كانت مهمتكِ الأساسية هي الوصول إلى الأكروبوليس قبل تدفق المجموعات السياحية، فاحجزي فندقاً في منطقة ماكريجياني بالقرب من المدخل الشرقي للموقع ومتحف الأكروبوليس، على عكس المتوقع، هذه المنطقة ليست مجرد وجهة سياحية صاخبة، بل مزيج جميل من أحياء سكنية تقليدية ومساكن فاخرة جداً، إضافة إلى فنادق تناسب مختلف الميزانيات، كلما ابتعدتِ أكثر عن الأكروبوليس، ستجدين مقاهي ومطاعم محلية صغيرة يقصدها السكان كأماكنهم المعتادة، وإذا واصلتِ المشي جنوباً، فستصلين إلى كوكاكي، التي غالباً ما تتصدر قوائم الأحياء الأثينية الأصيلة.
ينكنك قراءة أيضًا أجمل 10 أماكن سياحية ثقافية وتاريخية في أثينا عاصمة اليونان
كولوناكي
إلى الشرق والشمال من ساحة سنتاغما يقع كولوناكي المليء بالأشجار وهو أرقى أحياء وسط أثينا، يضم متاحف مميزة مثل متحف الفن السيكلادي ومتحف بيناكي للثقافة اليونانية، فضلاً عن تلة ليكافيتوس ذات المنحدرات الخضراء والإطلالات الساحرة، الفنادق في كولوناكي أغلى سعراً، لكنها أيضاً من أهدأ الأماكن قرب المركز، أما إذا رغبتِ في الإقامة على مسافة أقرب سيراً إلى الأكروبوليس؛ فركّزي على الأحياء المنخفضة الأقرب إلى شارع فاسيليسيس صوفيا؛ لأن منحدرات ليكافيتوس قد تكون مرهقة بعد يوم طويل.
ساحة سنتاغما
أمام البرلمان والحراس ذوي الأحذية المزخرفة بالكرات الصوفية، تمتد ساحة سنتاغما، التي تُعد المركز غير الرسمي للمدينة ومعلماً رئيسياً يجذب الناس مساءً، تشكل سنتاغما إحدى زوايا المثلث التجاري، أي المنطقة المركزية للأعمال، النقطتان الأخريان هما أومونيا شمالاً وموناستيراكي غرباً، وعلى الرغم من أن معظم المباني تعود إلى الستينيات من الخرسانة، إلا أنّكِ ستجدين كنائس قديمة تظهر فجأة بين الشوارع وأحياء صغيرة تحافظ على أنشطتها التقليدية.
ميتس وبانغراتي
خلف الاستاد الباناثينايكي تقع منطقة ميتس وبانغراتي على التلال، حيث الأجواء المظللة بالأشجار والهدوء، إنها منطقة رائعة للتنزه، بما في ذلك زيارة المقبرة الأولى في أثينا ذات الطابع التاريخي، كما يحتضن الحي مطاعم مرموقة تستحق الحجز، ما يجعلها وجهة مميزة لتناول وجبة أنيقة بعد يوم من الاستكشاف.
قد يهمك أيضًا متابعة زيارة مفصلة إلى الأكروبوليس ومواقع أثرية هامة في أثينا
موناستيراكي
سُمّي الحي نسبةً إلى دير صغير تحوّل إلى كنيسة، ويحتضن معالم مثل الأغورا القديمة والأغورا الرومانية، لكنكِ ستجدين أيضاً العديد من الفرص للاستراحة بين المعالم، مثل مقاهٍ ومطاعم مطلة على الآثار، سوق البرغوث هنا مليء غالباً بالتذكارات السياحية، لكن صباح الأحد يكشف وجهاً آخر هو تجار يعرضون بضائعهم في الشوارع ومتاجر تحف قديمة بعضها أنيق وبعضها مغطى بالغبار.
بسيري
شمال إيرمو يمتد حي بسيـري، حيث تتجاور الحرف التقليدية مثل صانعة الكراسي بالقش، مع المخابز التي تشتهر بخبز الكعك بالسمسم ومعارض الفن والمقاهي العصرية، إنه مزيج رائع من الأجواء والأناقة والعملية.
كيبسيلي
رغم أنها تبعد قليلاً عن المركز وتحتاجين للوصول إليها بالحافلة، فإن كيبسيلي تُعد من الأحياء الحيوية في المدينة، بُنيت بأسلوب راقٍ وهي اليوم منطقة نابضة بالحياة يسكنها المهاجرون، شارع فوكينوس نيغري المخصص للمشاة والظل تحيط به الأشجار ويجاوره سوق كيبسيلي البلدي الذي أُعيد تجديده ليصبح نقطة جذب محلية.
بلاكا
جنوب سنتاغما ستجدين واحداً من أعرق أحياء أثينا، يزدان بالقصور النيوكلاسيكية والكنائس التاريخية، كثير من الشوارع مرصوفة بالحجارة ومغلقة أمام السيارات وتؤدي الدروب الصاعدة إلى الأكروبوليس، المكان كله يبدو كلوحة خلابة، خاصة في منطقة أنافيوتيكا ذات البيوت البيضاء بأسلوب جزر اليونان، طبيعي أن يكون هذا الحي مزدحماً بالسائحات بسبب قربه من الأكروبوليس والمعالم السياحية الكبرى، خاصة في شارع أدريانو المليء بالمحلات، ومع ذلك ستجدين مطاعم ومقاهي جيدة، فالأثينيات أيضاً يعشقن هذه الأجواء.
إكزارخيا
شمال أومونيا وخلف الجامعة والمتحف الأثري الوطني، ستجدين حي إكزارخيا. هُنا؛ يمكنكِ التوقف عند حديقة نافارينو التي يديرها السكان بأنفسهم أو زيارة اللايكي أغورا، سوق المنتجات الأسبوعي، أيام السبت، أو مقهى ستيكي ميتاناستون الذي يديره مهاجرون، لتشعري بروح الحي الحقيقية، إذا اخترتِ الإقامة هنا؛ فستحتاجين إلى ركوب الحافلة أكثر من المعتاد.
