لمناسبة اليوم العالمي للقهوة، الموافق 1 أكتوبر، هل تساءلتِ يوماً: ما هي أفضل المدن حول العالم التي تأسر عشاق القهوة وتقدم لهم تجارب لا تُنسى؟ من لندن التي بدأت رحلتها مع القهوة في القرن السابع عشر ثم عادت لتستعيد مكانتها مع القهوة المختصة، إلى كوبنهاغن التي رفعت تحضير القهوة إلى فن راقٍ يعشق التفاصيل، مروراً بسيدني التي صنعت أيقونة القهوة الأسترالية الفلات وايت، وطوكيو التي تمزج بين الحكمة القديمة والابتكار الحديث، وحتى لشبونة التي تحتفي بثقافة القهوة الهادئة والمتأنية. لا ننسى سان فرانسيسكو، مهد ثورة القهوة الأمريكية، ميلان عاصمة الإسبريسو وأمستردام التي تجمع بين روح المغامرة وتقاليد التحضير. فما الذي يجعل كلاً من هذه المدن استثنائية في عالم القهوة؟ وكيف تختلف تجارب القهوة من مكان إلى آخر لتلبي شغف كل عاشقة للقهوة؟ لنغوص معاً في رحلة؛ عبر أبرز عواصم القهوة العالمية.
لندن

في القرن السابع عشر، كانت لندن من أوائل العواصم الأوروبية التي احتضنت القهوة بعد فيينا وباريس والبندقية. لكن مع مرور القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، تخلت لندن عن القهوة لصالح الشاي. فقد استوردت أوراق الشاي من مستعمرات بعيدة؛ مثل الهند وسريلانكا وهونغ كونغ ولاحقاً كينيا. في السنوات الأخيرة، تحولت لندن مرة أخرى إلى ملاذٍ لعشاق القهوة؛ إذ أصبحت القهوة المختصة وحبوب القهوة عالية الجودة هي المسيطرة.
كوبنهاغن

لقد أصبحت كوبنهاغن المليئة بالكنوز التاريخية الجديرة بالاستكشاف، بشكل غير معلن، واحدة من أروع مدن القهوة في العالم. انسِي كل ما كنت تعرفينه عن القهوة، فالدنمارك قد رفعت القهوة إلى مستوى الفن. في كوبنهاغن، يركزون على مصدر حبوب القهوة وجودتها ودرجات تحميصها الدقيقة وأساليب التحضير المتقنة. الدنماركيات يعشقن التحميصات الخفيفة التي تبرز النكهات الطبيعية للقهوة.
سيدني

في كل حي من أحياء سيدني، ستجدين عشاقاً ومجتمعات مخصصة للقهوة. الهبة التي قدمتها سيدني لثقافة القهوة العالمية هي بلا شك الفلات وايت، الذي غزا قوائم القهوة من نيويورك إلى طوكيو، كما أن الباريستات الأستراليات اكتسبن سمعة عالمية في تقديم تجارب قهوة فريدة من نوعها، حيث يتمتعن بشغف لا يُستهان به تجاه الجودة والالتزام بها. ولا يهم من أين أتت الحبوب. حبوب برازيلية؟ شغف القهوة الإيطالية واليونانية؟ سيدني تمزج كل هذا لتصنع القهوة منذ خمسينيات القرن الماضي. في هذه المدينة المهووسة بالقهوة، تقدم المقاهي قهوة استثنائية، وتولي اهتماماً كبيراً لديكورها. وهذا ما يعزز تجربة القهوة ككل، وهو أحد الأسباب التي تجعل هذه الوجهة الأسترالية من أفضل مدن القهوة في العالم.
طوكيو

مشهد القهوة في طوكيو، مثل اليابان نفسها، هو مفارقة رائعة تجمع بين الحكمة القديمة والابتكار الحديث. بدأت رحلة القهوة في المدينة عام 1888، عندما افتُتح أول مقهى مخصص للقهوة، كاهيساكان، في منطقة أونو. مثل هذا المكان كان لحظة مهمة في تاريخ القهوة في اليابان، حيث كان بداية لمقاهي كيساتين الأسطورية.
لشبونة

في لشبونة، تبدأ تجربة القهوة بنداء بيكا المليء باللحن؛ وهو الإسبريسو البرتغالي المكثف الذي يشكل نبض المدينة السائل. مثل طوكيو، مشهد القهوة في لشبونة هو مزيج رائع من القديم والجديد. ما يميز لشبونة أكثر من غيرها هو ثقافة القهوة الهادئة، حيث يُشجع على التلذذ بالقهوة بدلاً من الاستعجال في شربها. وهذا، أكثر من أي شيء آخر، يجعلها واحدة من أفضل مدن القهوة في العالم.
سان فرانسيسكو

بفضل ألفريد بيت، أصبحت سان فرانسيسكو مركز ثورة القهوة الأمريكية من الجيل الثالث. افتتح بيت أول متجر له في بيركلي عام 1966، والذي أصبح لاحقاً مصدر إلهام لسلسلة ستاربكس في سياتل. بشكل عام، تبرز سان فرانسيسكو بنهجها المجتمعي تجاه القهوة، إذ يعدّ العديد من المقاهي مراكز ثقافية حقيقية، كما أنها المدينة التي تثبت أن تقاليد القهوة والابتكار يمكن أن يتعايشا بشكل رائع.
ميلان

بعد أن حصل موريندو على براءة اختراع ماكينة الإسبريسو في تورينو عام 1884، اختار أكيلي جاجا ميلانو لتسجيل براءة اختراعه لماكينة بدون بخار، لامبو، عام 1938. لكن ثقافة القهوة في هذه المدينة تتجاوز الإسبريسو فقط. ميلانو هي أيضاً مدينة الماروكينو، هذا المزيج السماوي من الإسبريسو، الكاكاو ورغوة الحليب، الذي يستوحي اسمه من نوع الجلد المغربي. إذا كنتِ من محبات القهوة الحديثة، فلا تفوتي زيارة أورسو نيرو كوفي، الذي يرتقي بالقهوة المتخصصة وتقنيات التحضير الحديثة.
أمستردام

مشهد القهوة في أمستردام يعود إلى شركة الهند الشرقية الهولندية والقرن السابع عشر. حينها، قدّم الهولنديون القهوة إلى أوروبا من مصادر مثيرة؛ مثل الهند وإندونيسيا. وروح المغامرة في القهوة هذه لا تزال حية حتى اليوم. ما يجعل أمستردام واحدة من أفضل مدن القهوة؛ هو نهجها الغريب والفريد تجاه القهوة. هذه المدينة تضم مقاهي متخصصة في "القهوة البطيئة"؛ حيث تُحضّر كل كوب يدوياً وببطء وباحترافية.