mena-gmtdmp

دراسة سعودية تؤكد تعرض البحر الأحمر لجفاف تام قبل 6 ملايين سنة

دراسة
البحر الأحمر - الصورة من unsplash

أكد باحثون من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاوست"، أن البحر الأحمر تعرض قبل ملايين السنين لواحدة من أعنف التحولات الجيولوجية التي غيرت بيئته البحرية جذريًا، حيث تعرّض لاضطراب هائل قبل 6,2 مليون سنة.

وتفصيلاً، فقد قدّم علماء "كاوست" دليلًا قاطعًا يُظهر أن البحر الأحمر جفّ بالكامل قبل نحو 6,2 ملايين سنة، قبل أن يُعاد ملؤه فجأة بفيضان كارثي هائل من المحيط الهندي، وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في المجلة العلمية Communications Earth & Environment، لتضع حدًا زمنيًا دقيقًا لحَدثٍ جيولوجي كبير غيّر بشكل دائم معالم البحر الأحمر.

تفاصيل الاكتشاف

وكشف علماء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، أن هذا الاضطراب الذي تعرض له البحر الأحمر انتهى بفيضان هائل من المحيط الهندي أعاد المياه إلى الحوض وأحيا النظام البيئي فيه من جديد.

ومن خلال المزج بين تقنيات تصوير زلزالي متقدمة، وتحليل دقيق لحفريات مجهرية، إضافة إلى التأريخ الجيوكيميائي، تمكن العلماء من تحديد خط زمني واضح لهذه الظاهرة المذهلة، واتضح أن فترة الجفاف الكامل لم تتجاوز 100 ألف عام، وهو زمن وجيز إذا ما قورن بعمر الأرض، وخلال هذا الانقطاع، فقد البحر الأحمر ارتباطه بالبحر المتوسط وتحول إلى حوض ملحي جاف، قبل أن تعود المياه المتدفقة عبر مضيق باب المندب لتغمره مرة أخرى وتعيد له طبيعته البحرية، وهذا يربط بين الاكتشاف الجديد لدور المضائق البحرية في إعادة تشكيل الحياة في البحار والمحيطات.

جذور القصة عبر ملايين السنين

وأوضح الباحثون، أن حاجزًا بركانيًا جنوب البحر الأحمر كان يفصل الحوض عن مياه المحيط، ولكن قبل 6.2 مليون عام اخترق الطوفان هذه العوائق الطبيعية، وفتح ممرًا مائيًا ضخمًا بطول 320 كيلومترًا ما زالت آثاره واضحة اليوم في قاع البحر. هذا التدفق غمر الحوض بسرعة مذهلة، ليعيد التوازن البيئي ويؤسس للاتصال الدائم بين البحر الأحمر والمحيط الهندي.

ويظهر السجل الجيولوجي أن البحر الأحمر بدأ يتشكل قبل نحو 30 مليون عام نتيجة تباعد الصفيحة العربية عن الإفريقية، في بدايته كان وادياً ضيقًا مليئًا بالبحيرات، ثم غمرته مياه المتوسط قبل 23 مليون عام ليصبح خليجًا واسعًا، لكن ضعف حركة المياه وارتفاع معدلات التبخر أديا إلى زيادة ملوحته، ما تسبب في انقراض كثير من أشكال الحياة البحرية بين 15 و6 ملايين سنة مضت، بينما تراكمت طبقات سميكة من الأملاح والجبس، وهذا يوضح أن الانهيار الكارثي لم يكن نتيجة ظرف واحد، بل تراكم لعوامل بيئية وزمنية طويلة.

الأهمية العلمية لهذا الاكتشاف

الأهمية العلمية لهذا الكشف تتجاوز حدود المنطقة، إذ يُعدّ البحر الأحمر مختبرًا طبيعيًا فريدًا لفهم كيفية نشوء المحيطات، وتراكم الترسبات الملحية العملاقة، وكيفية تفاعل المناخ مع الحركات التكتونية عبر ملايين السنين، كما يؤكد هذا الكشف الترابط الوثيق بين تاريخ البحر الأحمر وتغير المحيطات العالمية، ويظهر أيضًا أن المنطقة قد شهدت من قبل ظروفًا بيئية قاسية، لكنها تمكنت في نهاية المطاف من استعادة نظامها البيئي البحري المزدهر.

تابعي أيضًا: جامعة كاوست تكشف عن ابتكار علمي لتحويل غازات الاحتباس الحراري إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية

يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس