من الطبيعي أن يتعرض الأطفال للاعتداء اللفظي والجسدي من الأطفال الآخرين، فيتعرض الطفل للشتائم والضرب وهي تصرفات طبيعية تحدث بين معظم الأطفال ولا يمكن منعها على الإطلاق، ولكن يجب على الأم أن تعرف كيف تواجهها وكيف تتصرف حين يشكو لها طفلها خصوصاً طفل المدرسة من تعرضه للضرب من الأطفال أو الزملاء الآخرين.
تقع العديد من الأمهات في مشكلة عندما يعود الطفل من المدرسة مثلاً ويشكو لأمه أنه قد تعرض للضرب من الزملاء الصغار، وقد يستولون على أدواته وأغراضه ويتصرفن إزاء هذه المشكلة بأخطاء تؤدي إلى نتائج عكسية، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي علاء النمر، حيث أشار إلى نصائح مهمة تساعدك كيف تتصرفين حين يتعرض طفلك للضرب من الأطفال الآخرين في المدرسة؟ وذلك من خلال البعد عن أخطاء تربوية تقعين بها في مواجهة هذه المشكلة في الآتي:
1- استمعي لطفلك حين يعود باكياً من المدرسة

اعلمي أن التعامل مع تعرض طفلك للضرب بالكثير من الصبر والحكمة والاحتواء؛ هو أولى الخطوات التي يجب اتباعها مع مشكلة الطفل الباكي، لأن هذه المواقف لا تستوجب أن تتعاملي معها بغضب حيث إن تعرض طفلك للضرب مشكلة طبيعية؛ لذلك يجب أن تكوني هادئة لكي يشعر الطفل بأن الضرب لا يمكن التعامل معه أو إنهاؤه.
دعي طفلك يشرح لك كل تفاصيل وأحداث ما جرى معه ولا تقاطعيه لأن ذلك إحدى طرق فعالة لتعليم الطفل التعبير عن مشاعره بدلاً من البكاء، لأن الطفل حين يعود إليك حزيناً وباكياً فهو بحاجة للتعبير عن مشاعره، ولا تحاولي أبداً أن تكملي الحديث عنه لأن ذلك قد يدفع الطفل إلى اختلاق أحداث غير حقيقية، ولكن اتركيه لكي يخبرك بما حدث حقاً.
2- اطمئني على صحة الطفل وعدم تعرضه لإصابة جسدية
اهتمي بالاطمئنان على صحة ونفسية الطفل عندما يعود باكياً، وقد ظهرت عليه بالطبع آثار الضرب ولكن من دون مبالغة، ويمكنك أن تقومي بعلاج أي جرح قد تعرض له مع تهدئة بكاء الطفل وعدم المبالغة لكي لا يرفع صوت البكاء مستدراً عطفك، ولكن يجب أيضاً ألا تقولي له إنه جبان، بل قولي له إنه طفل شجاع لأنه قد أخبرك بالحقيقة، فهناك بعض الأطفال يخافون بالاعتراف بتعرضهم للضرب، وعليك اتباع نصائح تربوية مهمة لكي لا يتصف الطفل بأنه جبان ومتردد، ومنها عدم السخرية من الأم بما تعرض له الطفل.
احتضني طفلك وربّتي على رأسه لكي يشعر بالأمان، فالمشاعر التي تمنحيها له مفيدة ومهمة، ويجب أن يحصل عليها سريعا وذلك أثناء تضميد الجرح أو إسكاته عن البكاء، ولا تؤخري هذه المشاعر، ولا تبالغي في إظهارها لأن الطفل سوف يتعرض لها كثيراً في حياته.
3- تأكدي من السبب الحقيقي لتعرض طفلك إلى الضرب من الآخرين
استمعي إلى القصة والتفاصيل كاملة حين يعود إليك طفلك وهو يشكو من تعرضه للضرب؛ لأن الطفل أحياناً قد يتعرض للمزاح من الأطفال فقد يرمي أحدهم الوسادة أو اللعبة الإسفنجية الكبيرة الحجم باتجاه الآخر، ولكن أحدهم قد يبكي لأنه يعتقد أنه يضربه ولشعوره بالمهانة أكثر من الألم، وتكون مهمتك في هذه الحالة أن تعرفي إذا ما كان الأطفال في حالة مزح ولهو أم أن الموقف متعمداً ويستلزم التدخل؟
علّمي طفلك مبكراً أن يدير مشاعره، فعند الفرح والمرح يجب أن يتقبل المزاح، ولذلك يجب أن تعلميه أيضاً أن يغضب ضمن حدود كما يجب أن يتدرب الطفل على حل المشاكل التي يتعرض لها بالكلام وليس بالضرب، لأنه حين يعتاد على الضرب فسوف يتعرض للضرب أيضاً، ولا تتوقفي عن مدح شخصيته وأن تسمعيه كلاماً إيجابياً، إضافة لضرورة أن يحسن اختيار الأصحاب الذين لا يعانون من مشاكل نفسية بسبب تعرضهم إلى الاضطراب الأسري، حيث يتعرض مثل هؤلاء للعنف من والديهم ويحولهم ذلك إلى أطفال عدوانيين.
4- تأكدي أن طفلك ليس المتسبب في المشكلة التي أدت إلى ضربه
لاحظي أن طفلك قد يكون السبب في حدوث مشكلة الضرب، مثل إثارة مشاعر الغيرة بين الإخوة، أو بين طفلك والأطفال سواء في المدرسة أو من أطفال الأقارب، فلذلك من الضروري أن تكوني قد وضعت أسس تربية صارمة لطفلك، بحيث أن تكون المساواة والعدل هما الأساس الأول لكي لا يعتدي أحد الأطفال على الآخر بسبب التمييز بينهم.
توقعي أن يتعرض طفلك للضرب من الآخرين في حال أن الطفل يشعر دائماً بأنك لا تقفين إلى جواره ولا تسانديه فيصبح ضعيف الشخصية، فأساس تكوين شخصية الطفل هو الأم، حيث إن شعوره بأنك الداعمة ولا تلومينه باستمرار وأنه في حال تعرضه لموقف صعب سوف تصبحين فوراً إلى جواره فهذا ما يمنحه الثقة لكي يمنع الآخرين من تجاوز حدودهم معه.
5- علّمي طفلك الرد على الاعتداء بكرامة
علّمي طفلك ما يعرف تربوياً بمهارات التعامل مع المواقف لأنه يجب أن يرد على تعرضه للضرب من الأطفال الآخرين بكرامة وبدون أن يكون رده مؤذياً وعنيفاً، فلا يجب أن تقولي له القاعدة التي تتبعها معظم الأمهات وهي اضرب من يضربك لأنك بذلك تزرعين بداخله ثقافة العنف.
عوّدي طفلك أن يطلب من الكبار المحيطين به أو المسئولين عن رعايته مساعدته في حال تعرضه للضرب، وفي حال أنه لم يكن قادراً على التعامل مع الخطر مثل أن يجتمع أكثر من طفل لإحداث الأذى به، وذلك يكون ضمن ما يعرف بأشكال التنمر المدرسي الذي يمارسه التلاميذ الصغار عادة مع بعضهم البعض، ويمكنه أن يرد بالكلام المؤدب والحازم ومستخدماً لغة الحسد من دون أن يمد يده.
6- علّميه رياضات الدفاع عن النفس

علّمي طفلك أن يحمي نفسه وأن يكون ذا لياقة بدنية، وذلك منذ عمر مبكر لأن الطفل حين يتعود على التعرض للضرب منذ صغره فلن يتخلى عن طريقة الدفاع عن نفسه بالضرب حين يكبر، حيث نجد أطفالاً يستمرون في ممارسة العض وشد الشعر لسن متقدمة، ولذلك فمن المهم أن يفهم طفلك قبل أن يتم العامين إنه يجب ألا يمد يده على الآخرين.
عوّدي طفلك أن يضع حدوداً لنفسه وفي نفس الوقت يجيد الدفاع عن نفسه بتعلم رياضات دفاعية، فعوديه أنه لا يجوز أن يلمس أحد جسمه لكي يحمي نفسه من التحرش، كما عليه أن يبتعد عن الطفل العدواني بطبعه، مثل أن يكون ذلك الطفل من أولئك الذين يمارسون العض وشد الشعر مع غيرهم؛ لأنه سوف يتعرض للعض ونتف الشعر منهم مثلاً، ويجب أن يكون تجنبه للتعامل مع الطفل العدواني هادئاً وبدون أن يواجهه بحقيقته بصراحة.
قد يهمك أيضاً: ابني ضعيف الشخصية ويتعرض للضرب بالمدرسة.. ما الحل؟






