نصائح تربوية هامة لكي لا يتصف الطفل بأنه جبان ومتردد/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%88%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D9%88%D9%86/1811198-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D8%A7%D9%86
دربي طفلك أن يكون شجاعاً وقادراً على مواجهة الحياة
تقع مسئولية تربية الطفل بطريقة إيجابية على عاتق الأم في المقام الأول، ولكن ذلك لا يعني أن ينسحب دور الأب، فهو يتحمل المسئولية معها مناصفة، ولذلك فتربية الطفل تحتاج من الوالدين التعاون أولاً، وبعد ذلك عدم الإسراف في الكثير من التصرفات أو القيام بتصرفات حاطئة بدافع الحب والحنان؛ لأن الإفراط فيهما يؤدي إلى نتائج عكسية تؤثر على شخصية الطفل مستقبلاً. كثيراً ما تسمعين أن البعض يصف طفلك بأنه جبان ومتردد، وتلاحظين أنه لا يستطيع مواجهة الآخرين، ولكنك لا تعرفين أنك السبب في وصول طفلك لهذه الحالة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله؛ حيث أشار إلى نصائح تربوية هامة؛لكي لا يتصف الطفل بأنه جبان ومتردد وكذلك عدم قدرته على مواجهة الآخرين، مما يؤثر على شخصيته وثقته بنفسه، ومن هذه النصائح عدم الإفراط في التدليل والرعاية وغيرهما من النصائح في الآتي:
توقفي عن التدليل الزائد لطفلك
تدليل الطفل
اعلمي أن تدليل الطفل الزائد يأتي بنتائج عكسية مثل القسوة عليه تماماً، ولذلك يجب أن تتبعي أسلوب التدليل المقنن والمتزن، وليس المبالغة فيه؛ لأن أضرار التدليل الزائد للأطفال تؤدي لأن يصبح طفلك مهزوز الشخصية وغير قادر على الاستقلال بنفسه، بمعنى أنه يتوقع أن تكوني معه وتوفري له كل ما يحتاجه، وأن تزيلي كل العقبات من طريقه، كما أن الطفل يستغل جيداً نقطة ضعف الأم، والتي يكتشفها بذكاء حين يعرف أنه قد جاء بعد شوق، أو أنه الطفل الأول، أو أنه أيضاً الطفل الأخير الذي يحظى باهتمام وحب ودلال كل أفراد العائلة.
دللي طفلك وأشعريه بحبك وحنانك، ولكن ليس معنى ذلك أن يبقى محمولاً على كتفك طيلة الوقت، ولا أن تمسكي بيده طيلة الوقت، ولا أن تجيبي كل طلباته بحيث تكونين محامي الدفاع عنه، ولا تمنحيه الفرصة لكي يتواصل مع الآخرين ويتفاعل معهم، ويواجه المشاكل التي تبدأ مع الأطفال حوله حين يصبح في الحضانة وحين ينتقل إلى المدرسة.
ابتعدي عن العقاب المُبالغ فيه
ابتعدي عن عقاب طفلك بطريقة مبالغ فيها؛ لأنك يجب أن تعرفي أضرار المبالغة في عقاب الطفل والقواعد الصحيحة للعقاب الفعال والمتوازن؛ لأن عقاب الطفل يجب أن يكون مرتبطاً بطرق تربوية إيجابية وليس منصباً على الضرب والشتائم مثلاً، كما أن الطفل قبل عمر الثالثة لا يعرف معنى العقاب؛ لأنه يريد أن يلعب ويمارس طفولته فقط.
اتبعي قواعد هامة لعقاب طفلك؛ لكي لا يكون طفلاً خائفاً ومتردداً، ويبدأ الآخرون في وصفه بأنه جبان، وسوف يصدق طفلك هذا الوصف ولا يستطيع مواجهة أي موقف، كما أنه يتوقع الضرب والعقاب مثل العزل في غرفة منفردة طيلة الوقت؛ ولذلك فهو يصبح خائفاً وجباناً وغير قادر على اتخاذ أي قرار في حياته، بمعنى أنه يتحول إلى إنسان سلبي ومنقاد للآخرين بلا رأي أو قرار.
توقفي عن الانتقاد المستمر لطفلك
أمّ تلوم طفلتها
توقفي عن لوم طفلك وانتقاده باستمرار، ولا تتحولي إلى أم متصيدية لأخطاء طفلك، فهو ليس آلة مبرمجة، بمعنى أن الطفل مثله مثل أي إنسان من حقه أن يصيب ويخطئ، كما أن الطفل في سن صغيرة يكون لا زال يتعلم ويكتشف العالم من حوله، ويبدأ الاكتشاف مبكراً حين تلاحظين أنه يعض بفمه الخالي من الأسنان على لعبته البلاستيكية الطرية وأنه يتمسك بها، ويبكي حين تفلت منه، فهذه أولى وسائل اكتشافه للعالم الذي يجب عليه مواجهته.
ساعدي طفلك أن يكون قوياً وقادراً على مواجهة الآخرين حين تسمحين له أن يجرب وأن يخوض مغامرات ومحاولات، وكوني له ناصحة وصبورة ولا تعاقبيه وتلوميه على أول خطأ بل علميه أن الخطأ يقود إلى النجاح، ويجب أن تتبعي نصائح عملية.. إليكِ كيفية تعليم أطفالك ثقافة الاعتذار لكي لا يكون طفلك مستهتراً بمشاعر الآخرين، وفي نفس الوقت يكون جريئاً وشجاعاً.
امنحيه الاستقلالية منذ عمر مبكر
امنحي طفلك الفرصة؛ لكي يكون مستقلاً بذاته منذ صغره، ولا تكوني العصا السحرية التي تنفذ له كل طلباته، وتقوم بكل المهمات بدلاً منه، ويجب عليك أن تساعديه على أن يقوم بكل المهمات السهلة بنفسه ابتداء من ترتيب سريره ورفع طبقه الفارغ عن مائدة الطعام، وكوني حريصة أن يشعر الطفل بأن له مكانة في الأسرة، وبأن دوره فعال وهام في نجاح وتدبير أموره.
اهتمي بأن يكون لطفلك خصوصيته، وأن تحترمي هذه الخصوصية؛ مثل أن يكون له حصالة يدخر بها مصروفه، كما يجب ألا تقتربي من ألعابه وأشيائه الخاصة دون أن تستأذنيه؛ لكي يشعر بأن له خصوصيته فتتعزز ثقته بنفسه ويكون قادراً على حماية ممتلكاته والحفاظ عليها، وهذا يندرج تحت مسمى الشخصية القوية المستقلة والقادرة على مواجهة الآخرين.
توقفي عن الخوف المفرط والحماية الزائدة لطفلك
طفل منطوٍ
توقفي عن الحماية الزائدة والمفرطة بحيث تتحولين إلى سجن للطفل بدافع خوفك عليه، وهذا خطأ كبير تقع به الأمهات مما ينشئ طفلاً جباناً ومتردداً وغير قادر على مواجهة المجتمع، فيظل الطفل يدور في فلك الأم التي يراها هي الدرع الذي يحميه، والحقيقة أنها تضره ولا تفيده، فمن الضروري أن يخرج للحياة وأن تتوقع الأم أن يصاب بجروح وخدوش مثلاً حين يلعب ويلهو مثل باقي الصغار.
لاحظي أن حمايتك الزائدة لطفلك وخوفك المفرط عليه من الأمراض سوف يقلل من مناعة الطفل، كما أن من أخطاء الاهتمام الزائد بالأبناء أن ينشأ الطفل مهزوز الشخصية وضعيف الثقة بنفسه وغير قادر على اتخاذ أي قرار دون أن يعود للأم، ويصبح موضع سخرية من الآخرين وسوف يتعرض فعلاً للتنمر في محيطه.
ادعميه وشجعيه ولا تقارنيه بغيره
شجعي طفلك دائماً، وكوني الداعم الأول لطفلك، وعندما تقومين بمدح طفلك اهتمي بأن تمتدحي الفعل وليس الشخص مثلاً، ويجب أن تعلمي أن هناك 5 أخطاء لا تقعي بها عند مديح طفلك لكي لا يصاب بالغرور ومن بينها أن مدح جمال الطفل ونعومة شعره مثلاً لا يعني أن الطفل مميز، فهذه صفات جينية ولكن يجب مدح جمال رسوماته ودقة حله للواجبات المدرسية وهكذا.
توقفي عن مقارنة طفلك بالآخرين وتذكري أن استخدام المقارنة بين الأطفال يُنشِئهم غير أسوياء، ولذلك يجب أن تعرفي أن الأطفال يولدون بينهم فروق فردية حتى لو كانوا توائم، وبالتالي لا تتوقعي أن يشبهوا بعضهم البعض، وفيما أن الذكاء يكتسب من الوالدين، فهناك عوامل بيئية تعمل على تنميته، وقيامك بتشجيع طفلك يعني أن تعززي ثقته بنفسه، وتحسني من مهارة لديه، وبالتالي فهو لن يكون جباناً ومتردداً بل لديه شخصية واثقة ومستقلة ذاتياً.