mena-gmtdmp

شهر التوعية حول سرطان البروستاتا.. من الاختبارات إلى الخيارات العلاجية المتاحة

شهر التوعية حول سرطان البروستاتا- المصدر: pexels-artempodrez
شهر التوعية حول سرطان البروستاتا- المصدر: pexels-artempodrez

نوفمبر هو شهر التوعية بسرطان البروستاتا، أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال حول العالم. يهدف هذا الشهر إلى تسليط الضوء على أهمية الكشف المبكر، والفحوص الدورية، ونمط الحياة الصحي في الوقاية من المرض والكشف عنه في مراحله الأولى لتكون فرص العلاج والشفاء أكبر.
رغم أن سرطان البروستاتا يتطور ببطء في غالبية الحالات، إلا أن هناك أنواعاً أخرى عدائية وتنتشر بسرعة. من هنا ضرورة التنبّه للأعراض والعوامل المسببة التي تلعب دوراً محورياً في الحفاظ على صحة الرجال وجودة حياتهم.
الحملة السنوية للتوعية بسرطان البروستاتا، معروفة عالمياً باسم "موفمبر -Movember"، قد أطلقت لتشجيع الرجال على الاهتمام بصحتهم وكسر حاجز الصمت حول الأمراض التي قد تصيبهم، عبر الحوار، والفحص، والدعم المجتمعي.
إليك بعض التفاصيل والمعلومات المهمّة حول سرطان البروستاتا:

أعراض سرطان البروستاتا

قد لا تظهر أي أعراض لسرطان البروستاتا في المرحلة المبكرة. وظهور الأعراض غالباً يعني أن الورم قد كبر أو انتشر، ولهذا الكشف المبكر والفحوص الدورية مهمة جداً.
فيما يلي أبرز الأعراض وفقاً لخبراء "كليفلاند كلينك":

  1. تكرار التبول، وشعور بحاجة ملحّة للتبول، خصوصاً في الليل.
  2. تدفّق ضعيف أو متقطع أو قليل للبول.
  3. ألم أو حرقان أثناء التبول.
  4. تسريب بول أو فقدان السيطرة على المثانة (سلس البول).
  5. ألم أو انزعاج أثناء العلاقة الزوجية أو ضعف في الأداء.
  6. وجود دم في البول أو في السائل الذكوري.
  7. ألم في أسفل الظهر أو الورك أو الصدر، وهو يمكن أن يشير إلى انتشار السرطان إلى العظام.
  8. خدر أو وخز في الأرجل أو القدمين (خصوصاً إذا تأثر العمود الفقري أو الأعصاب).


سرطان البروستاتا وأهمية فحوص الكشف المبكر

الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا على قدر من الأهمية- المصدر: pexels-anntarazevich


يوصي الدكتور كارلوس فارغاس، اختصاصي أشعة الأورام في مايو كلينك، بإجراء الفحوص المنتظمة. ويؤكد أن الهدف من الفحص هو الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، حين يكون لا يزال محصوراً داخل غدة البروستاتا، حيث تكون فرص العلاج الناجح أعلى.
ومن المهم الخضوع للفحص المناسب، كما أن فحص سرطان البروستاتا بسيط نسبياً. يمكنك إجراء اختبار مستضد البروستاتا النوعي، أو PSA، مع طبيبك مرة واحدة في السنة، ومن خلاله يمكن تخصيص الإجراءات المناسبة بناءً على عمرك وعوامل الخطر الأخرى.
اختبار المستضدات النوعي للبروستاتا هو اختبار دم يُستخدم لقياس كمية هذا المستضد في الدم. قد تشير المستويات المرتفعة إلى وجود سرطان، لكن هناك حالات صحية أخرى قد تتسبب أيضاً ارتفاعاً في المستوى. من المهم مناقشة مدى ملاءمة اختبار المستضد النوعي للبروستاتا مع طبيبك، وذلك بناءً على مستوى الخطر الشخصي لديك وعمرك.


عوامل الخطر للإصابة بسرطان البروستاتا

تشمل عوامل الخطر: التقدم في السن، السيرة المَرضية العائلية والعرق (حيث يعتبر سرطان البروستاتا أكثر فتكاً بين الرجال السود). ويُعدّ عمر الخمسين عاماً فما فوق هو الفئة العمرية الأكثر شيوعاً للإصابة.
إذا كان لديك قريب من الدرجة الأولى مصاباً حالياً أو سبق أن أُصيب بسرطان البروستاتا، أو لديك سيرة مَرضية عائلية من الطفرات الجينية التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي مثل BRCA1 أو BRCA2 أو سيرة مَرضية عائلية قوية للإصابة بسرطان الثدي، فقد يكون خطر إصابتك بسرطان البروستاتا أعلى.
وهنا يشدد الدكتور فارغاس على أن الكشف المبكر أمر بالغ الأهمية. فإذا تمكّن الأطباء من اكتشاف سرطان البروستاتا في وقت مبكر، فإنه يكون قابلاً للعلاج والشفاء.

سرطان البروستاتا: لا تحتاج جميع الحالات إلى علاج

ليس كل حالات سرطان البروستاتا تحتاج إلى علاج. فبعض أنواع السرطان يمكن أن تبقى تحت المراقبة النشطة.
"عندما نكتشف سرطان البروستاتا في مرحلة مبكرة جداً، يمكننا مراقبته لسنوات عديدة. وإذا أصبح سرطان البروستاتا أكثر عدوانية لاحقاً، عندها يمكننا التدخل لعلاجه. المشكلة تكمن عندما لا يتم إجراء الفحص، ثم يُكتشف سرطان بروستاتا عدواني للغاية، سواء كان لا يزال موضعياً أو قد انتشر بالفعل إلى أماكن أخرى، وفي هذه الحالة تكون فرص السيطرة على السرطان، أو علاجه، أو إنقاذ الحياة أقل بكثير."، بحسب الدكتور فارغاس.
في حالة المراقبة النشطة، قد يتم إجراء فحوص متابعة منتظمة لمراقبة تطور السرطان لدى المريض.
إذن الفحص يُعد بالغ الأهمية، ولذلك نشجع على إجراء الفحص للكشف عن سرطان البروستاتا. لكن هذا لا يعني بالضرورة أنك بحاجة إلى العلاج. فإذا تم تشخيص سرطان البروستاتا، يمكننا عندها تحديد أنسب خطة للتعامل مع حالتك، وذلك بناءً على عمرك وفئة الخطر التي تنتمي إليها.
إلى جانب المراقبة النشطة، تتوفر مجموعة كاملة من خيارات علاج سرطان البروستاتا، تشمل: العلاج الإشعاعي، والعلاج الهرموني، والعلاج بالتجميد، والعلاج الكيميائي، والجراحة، بما في ذلك استئصال البروستاتا الروبوتي، والذي حقق نتائج دقيقة للغاية.


أهمية العلاج الإشعاعي لسرطان البروستاتا

أحد الجوانب التي شهدت تغييراً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية هو كيفية استخدام العلاج الإشعاعي لدى المرضى المصابين بسرطان البروستاتا المنتشر. لقد وجدنا أن العديد من هؤلاء المرضى لا يزالون يستفيدون من توجيه الإشعاع إلى غدة البروستاتا.
لقد وجدنا أيضاً أن العديد من المرضى الذين لديهم فقط عدد محدود من مواقع الإصابة المنتشرة (أي أن السرطان لم ينتشر على نطاق واسع) يمكنهم الاستفادة من علاج مكثف، حيث نجمع بين العلاج الإشعاعي والعلاج المنهجي لإعادتهم إلى حالة من الهدوء المرضي لا يمكن فيها الشفاء عن السرطان، وإنما تحسين جودة الحياة.
وهناك تقنية إشعاعية أخرى تشمل العلاج بأشعة البروتون المنظَّم الشدة باستخدام تقنية المسح الإشعاعي القلمي. ويُوضح الدكتور فارغاس أن العلاج بالبروتون يُستخدم بفعالية لعلاج مرضى سرطان البروستاتا. فهو علاج موضعي للغاية يتيح للأطباء استهداف غدة البروستاتا بشكل دقيق، ما يسمح بتركيز العلاج في منطقة البروستاتا، على أمل تقليل الأحداث الجانبية الكبيرة التي قد تنجم عن العلاج.


*ملاحظة من "سيّدتي" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.