mena-gmtdmp

مصممون خليجيون من تشكيل يعيدون رسم الموروث بحس معاصر في أسبوع دبي للتصميم

تنوين من تشكيل في أسبوع دبي للتصميم
تنوين من تشكيل في أسبوع دبي للتصميم

في قلب "أسبوع دبي للتصميم" هذا العام، وتحديداً في معرض "داون تاون ديزاين"، يفتح "مركز تشكيل" أبوابه على عالم من الأفكار والمواد والخيال. هناك، تتجلّى مجموعة "تنوين 2025" التي تُمثّل ثمرة 11 شهراً من البحث والتجريب والتعاون في أعمال 9 مصممين مقيمين في دولة الإمارات، حملوا في تصاميمهم روح المكان، وجمال الحِرفة، وإيماناً عميقاً بالاستدامة والهوية. "سيدتي" كانت حاضرة والتقت 3 من هؤلاء المصممين، الذين جمعهم حب الموروث المحلي، الذي يميز بيئة الخليج العربي من صحراء، ونخيل، وبحر، وصولاً إلى تقاليد الجدّات.

ناصر الغاوي: مجموعة نوى عمل يحتفي بنخيل الإمارات

مجموعة نوى لناصر الغاوي
مجموعة نوى لناصر الغاوي

يقدّم ناصر الغاوي، المصمم والفنان التشكيلي الإماراتي، عمله الفني "مجموعة نوى" المكونة من ثريّا وطاولة تنبضان بالحياة، رغم أن مادتهما من أبسط ما في بيئتنا وهي نوى التمر، إذ يخبرنا ناصر بأن كل عمود من الثريّا، وعددها 9، يتألف من أكثر من ستة آلاف قطعة نوى، تم حفّها بعناية من الجهات الست لتكشف عن طبقة داخلية بلونٍ مختلف، كأنها ذاكرة مخفية داخل كل حبة! استغرق المشروع حوالي شهرين من العمل المتواصل، وعنه يقول الغاوي: "في بيئتنا في الإمارات، والخليج عامةً، تحظى النخلة باهتمام كبير، فهي رمز للخير والعطاء، ومصدر أساسي لحياة الناس منذ القدم في الغذاء، والصناعات، والأثاث، وحتى في استخداماتها التقليدية كالحصير والأرضيات. ومن منطلق الاستدامة الذي انطلق في الإمارات منذ سنوات، أحببنا أن نبتكر شيئًا جديدًا من بيئتنا المحلية، فكانت الفكرة أن نستخدم نوى التمر كمادة أساسية". وأضاف: "عندما قمنا بحفّ النوى من الأطراف الست، ظهرت لنا طبقة داخلية مختلفة اللون عن الخارج، ما منح القطعة جمالًا بصريًا طبيعيًا وفريدًا. والحمد لله، وفقنا في تنفيذ المشروع كما تخيلناه تماماً".

تابعي المزيد الإبداع يتجلى في دبي... افتتاح داون تاون ديزاين يحتفي بروائع التصميم والديكور المعاصر

تسنيم النبهاني: بين وبين عمل يجمع أمواج البحر بسكون الجبال

عمل 'بين وبين' لتسنيم النبهاني
عمل بين وبين لتسنيم النبهاني

تسنيم النبهاني، معمارية ومصممة أثاث ورسّامة عُمانية، تشارك بقطعتها "بين وبين"، وهي عبارة عن طاولة ومرآة؛ تقول النبهاني عن العمل: "الفكرة جامعة بين المتحرك والثابت. بعد فترة من البحث، اكتشفنا أن في منطقة الخليج العربي يوجد دائماً هذا التناقض بين الحركة والسكون، سواء في الطبيعة أو في حياة الناس. فالبحر بأمواجه المتحركة يقابله سكون الجبال، وكذلك الناس؛ فهناك من كان يعيش في حركة دائمة بين البحر والصحراء، وهناك من استقر في المزارع والجبال. أردت أن أجسّد هذا التناقض في منتجٍ ثابتٍ يبدو وكأنه يريد أن يتحرك". وعن المواد المستخدمة، توضح النبهاني: "استخدمنا في الطاولة مادة الديزرت بورد Desert Board المستدامة، والتي تُصنع من مخلفات شجرة النخيل. أما في المرآة فاستعملنا زجاج الموزاييك، الذي يشبه في شكله وحدات البيكسل، ليعكس مزيجاً بين العالمين التناظري والرقمي".

جاسم النقبي: عمل هيلة مستوحى من خزانة مجوهرات الجدات

عمل 'هيلة' لجاسم النقبي
عمل هيلة لجاسم النقبي

جاسم النقبي، مصمم متعدد التخصصات ومؤسس استوديو تقسيم، يشارك في تنوين أيضاً بعمل فني بعنوان "هيلة"، وهي خزانة مجوهرات استلهم فكرتها من سوارٍ ورثته جدّته إلى والدته، ثم انتقل إلى أخته. هو أراد من خلال هذه المشاركة تسليط الضوء على مفهوم تربّى عليه أبناء الإمارات، وهو أن "الذهب زينة وخزينة" أي أنه في الوقت نفسه رمز للجمال ومصدر للقيمة والميراث، إذا يجسد هذا العمل كيف أن الذهب في الثقافة الإماراتية والعربية عامةً يُعد إرثاً تنتقل ملكيته من الجدّات إلى الأمهات ثم إلى البنات والأخوات، ليحمل معه ذاكرة الأجيال. تستمدّ خزانة المجوهرات "هيلة " شكلها من السوار الإماراتي التقليدي المستوحى من حبّة الهيل، كذلك استوحى اسم "هيلة" الذي يحمل في طيّاته معاني متعدّدة، فهو يرمز إلى الثروة والوفرة، كما أنه يطلق على توابل الهيل الفوّاحة. وفي ما يتعلق بالخامات، فقد استخدم المخمل الأحمر والخشب؛ إذ يرمز المخمل الأحمر إلى الصناديق التقليدية التي يُحفظ فيها الذهب، وغالباً ما تكون مبطّنة بهذا اللون الذي يعكس الفخامة والخصوصية.