mena-gmtdmp

أسبوع الموضة في الرياض يربط بين الأصالة السعودية وروحِ الابتكارِ العالمي

أتيلييه حكايات Atelier Hekayat
أتيلييه حكايات Atelier Hekayat

في نسختِه الثالثةِ، واصلَ أسبوعُ الموضةِ في الرياض ترسيخَ مكانته بوصفه أحدَ أبرزِ الأحداثِ العالميَّةِ على خارطةِ الموضة، مؤكِّداً أن العاصمةَ السعوديَّة، لم تعد مجرَّد متفرِّجٍ على هذا العالمِ الواسع، بل باتت وجهةً أساسيَّةً، وعاصمةً ناشئةً للموضةِ العالميَّة. في قلبِ الصحراء، نبضت الرياض بإبداعاتِ المصمِّمين السعوديين، واستقطبت أشهرَ الدورِ العالميَّة حيث شهدَ هذا الموسمُ حضورَ أسماءٍ رائدةٍ مثل فيفيان ويستوود Vivienne Westwood، وستيلا ماكارتني Stella McCartney في مشهدٍ، عكسَ انفتاحَ البلادِ على التنوُّعِ الإبداعي، وتفاعلها مع أحدثِ توجُّهاتِ الصناعة. ولم يقتصر البريقُ على منصَّاتِ العروضِ فحسب، بل وامتدَّ أيضاً، ليشملَ الصفوفَ الأماميَّةَ التي ضجَّت بالمشاهيرِ العالميين، وأشهرِ محرِّري الموضة، وعدساتِ المصوِّرين من أضخمِ المؤسَّساتِ الإعلاميَّة مثل CNN، وWWD، ما أضفى على الحدثِ طابعاً دولياً، يعكسُ حجمَ الاهتمامِ الكبير، والتقديرِ المتزايدِ بهذا الأسبوعِ الفريد. بهذه الخطواتِ الواثقة، ترسمُ الرياض مستقبلاً جديداً للموضة، يربطُ بين الأصالةِ السعوديَّة، وروحِ الابتكارِ العالمي.

إعداد: 
سارة مرتضى 
عبير بو حمدان 

فيفيان ويستوود وفنون التراث

في نسختِه الثالثةِ، انطلقَ أسبوعُ الموضةِ في الرياض 2025 بعرضٍ افتتاحي استثنائي، جسَّدَ التقاءَ الإبداعِ العالمي بالهويَّةِ السعوديَّةِ الأصيلة. وفي قلبِ واحةِ نخيل الرياض، قدَّمت دارُ فيفيان ويستوود Vivienne Westwood البريطانيَّةُ أوَّلَ عروضها في الشرقِ الأوسط ضمن تعاونٍ فريدٍ مع مؤسَّسةِ فنون التراث، إذ عرضت فساتينَ راقيةً، جمعت بين التصاميمِ البريطانيَّة، والحِرفِ السعوديَّة.

كذلك، نُظِّمت جلسةٌ حواريَّةٌ عبر هيئةِ الأزياءِ السعوديَّة، جمعت ممثِّلين من فيفيان ويستوود Vivienne Westwood وفنون التراث، لتسليطِ الضوءِ على هذا التعاونِ الثقافي غير المسبوق الذي يعكسُ رؤيةَ المملكة في تحويلِ الرياض إلى عاصمةٍ عالميَّةٍ للموضة، تمزجُ بين التراثِ والابتكار.

 

 

 

 

 

 

  1. جيسيكا قهواتي مع العارضات في غرض فيفيين ويستوود Vivienne Westwood.
  2. الأميرة نورة الفيصل.
  3. فيفيين ويستوود Vivienne Westwood
  4. فيفيين ويستوود Vivienne Westwood
  5. فيفيين ويستوود Vivienne Westwood
  6. فيفيين ويستوود Vivienne Westwood
  7. فيفيين ويستوود Vivienne Westwood
  8. فيفيين ويستوود Vivienne Westwood
  9. فيفيين ويستوود Vivienne Westwood
  10. جيسيكا قهواتي مع العارضات في غرض فيفيين ويستوود Vivienne Westwood.

الاحتفاء  بالجذور السعوديَّة

5-1. فيفيين ويستوود Vivienne Westwood


جاء أسبوعُ الموضةِ في الرياض بوصفه تكريماً للتاريخِ التراثي، واحتفاءً مؤثِّراً بالجذورِ السعوديَّة التي شكَّلت نسيجَ هذا الحدثِ العالمي. وقد برزَ ذلك بشكلٍ كبيرٍ لدى وعد العقيلي وغيرها من خلال الأقمشةِ التقليديَّة، والتطريزاتِ المستوحاةِ من الحِرفِ المحليَّة، والعروضِ التي جمعت بين الأصالةِ والابتكار. وجسَّد الأسبوعُ حواراً بصرياً بين الماضي والحاضر، ولم يكن مجرَّد استعراضٍ للموضة، بل كان تحيَّةً فنيَّةً للهويَّة، عبَّرت عن فخرِ المصمِّمين بثقافتهم، وسعيهم لإعادةِ تعريفها عالمياً بأسلوبٍ حديثٍ ومبدعٍ.

 

  1. عبدالله وأضوى أكبر لدار عدنان أكبر Adnan Akbar.
  2. تيما عابد Tima Abid.
  3. عدنان أكبر Adnan Akbar
  4. وعد العقيلي Waad Aloqaili.
  5. عنان أكبر Adnan Akbar

فنَّ التفاصيل الراقية

قدَّم عددٌ من دورِ الأزياءِ في الحدث مجموعاتِ كوتور فاخرةً أمثال عدنان أكبر، وتيما عابد، تميَّزت بحِرفيَّةٍ عاليةٍ، ودقَّةٍ لامتناهيةٍ في التنفيذ. وعكست هذه التصاميمُ فنَّ التفاصيلِ الراقية من التطريزاتِ اليدويَّةِ الدقيقة إلى تناغمِ الأقمشةِ الفاخرة، والقصَّاتِ المعقَّدة، لتُقدِّم كلُّ علامةٍ رؤيتَها الخاصَّةَ للفخامة. كانت كلُّ قطعةٍ بمنزلةِ عملٍ فنِّي، يُحاكي التراث، ويستحضرُ الابتكار، مؤكِّدةً أن الكوتور في الرياض، تجاوز كونه زياً فقط، إذ أصبح لغةَ إبداعٍ، تُعبِّر عن هويَّةٍ وذوقٍ عالمي متجدِّدٍ.

لمسات مستوحاة من سكون الصحراء 

تألَّقَ الزهري الباستيلي في أسبوعِ الرياض، إذ جاء لوناً رئيساً، استلهمَ هدوءَه من سكونِ الصحراءِ عند الفجر حيث يلتقي الضوءُ بالرمالِ في لحظةٍ شاعريَّةٍ. وعكسَ هذا اللونُ الرقيقُ، الذي برزَ لدى عدنان أكبر وتيما عابد وغيرهما، إحساساً راقياً بالأنوثةِ والنعومة، وظهرَ في تصاميمَ انسيابيَّةٍ، وتفاصيلَ مترفةٍ، مزجت بين البساطةِ والفخامة. هو لم يكن خياراً لونياً فقط، بل وجاء أيضاً تجسيداً لهدوءٍ داخلي، وأناقةٍ ناعمةٍ، تنطقُ بلغةٍ عصريَّةٍ، تحملُ في طيَّاتها روحَ الصحراء، ورفاهيَّةَ الكوتور.

ما رأيك بالاطلاع على تسريحات شعر من عروض أسبوع الأزياء في الرياض.. صيحات تعكس هوية المرأة العصرية

 

 

 

  1. تيما عابد Tima Abid.
  2. عدنان أكبر Adnan Akbar.
  3. عدنان أكبر Adnan Akbar
  4. تيما عابد Tima Abid.
  5. عدنان أكبر Adnan Akbar.
  6. تيما عابد Tima Abid

تأثير العالم الشرقي

أتيلييه حكايات Atelier Hekayat

 


بات تأثيرُ العالمِ الشرقي واضحاً بعروضِ أسبوعِ الموضةِ في الرياض حيث استلهمَ عديدٌ من المصمِّمين قصَّاتٍ وتفاصيلَ من الثقافةِ الشرقيَّةِ الغنيَّة. ولفتتنا بشدَّةٍ تصاميمُ أتيلييه حكايات Atelier Hekayat، فقد برزت تصاميمُ، تعبقُ بلمساتِ هذا الوحي من خلال الأقمشةِ الفاخرة، والتطريزاتِ الدقيقة، والقصَّاتِ الفضفاضة التي تُذكِّر بالعباءاتِ، والكيمونو مع لمساتٍ معماريَّةٍ، تعكسُ روحَ الشرق. هذا التلاقي الثقافي، أضفى على العروضِ بُعداً شاعرياً حيث امتزجت الفخامةُ بجماليَّةِ الشرقيَّات، ما أكسبَ القطعَ طابعاً أنيقاً، وغامضاً، ومفعماً بالهويَّة.

 

  1. علياء وعبيرعريف مصممتا علامة أتيلييه حكايات Atelier Hekayat.
  2. المصممة تيما عابد Tima Abid
  3. تيما عابد Tima Abid.
  4. تيما عابد Tima Abid
  5. تيما عابد Tima Abid

كواليس عمل الستايلست

العنود السويلم | منسّقة عرض منى الشبل

العنود السويلم

 

«كان هذا ثاني تعاونٍ لي مع منى الشبل بأسبوعِ الموضةِ في الرياض. العملُ معها ممتعٌ جداً، وفيه كثيرٌ من التحدِّياتِ، والدروسِ التي أتعلَّمُها، وتُفيدني في مسيرتي. هي بحقٍّ مدرسةٌ في الأخلاقِ، والذوقِ، والثقةِ في النفس، ودائماً ما تتجاوبُ مع أي فكرةٍ أطرحها عن القصَّاتِ، والألوانِ، والعناصرِ الجديدة. ليس لديها مشكلةٌ أن تتحدَّى، وليس لديها شيءٌ مستحيلٌ. طبعاً، وبسببِ ضيقِ الوقتِ، كان هناك ضغطٌ وتوتُّرٌ، لكنْ بيني وبينها انسجامٌ كبيرٌ جداً. أمَّا بالنسبةِ إلى أسبوعِ الموضة، فهذا هو الحدثُ الرابعُ الذي أعملُ به بواقعِ ثلاثةٍ في الرياض، وواحدٍ في وجهةِ البحر الأحمر. النجاحُ في هذا المكانِ المليء بالتحدِّياتِ والصعوبات طعمُه مختلفٌ».

روان كتوعة | منسّقة عرض وعد العقيلي

روان كتوعة

 


«فخورةٌ بتنسيقِ مجموعةِ وعد العقيلي التي حرصنا فيها على الحفاظِ على الهويَّةِ بأسلوبٍ حديثٍ ومتقنٍ. المجموعةُ، استُلهِمَت من التراثِ البحري لفرسانِ وجازان، إذ تجلَّت في تصاميمها تفاصيلُ الصدفِ، واللؤلؤ، والأمواج، كما أضفنا لمسةً من علامةِ المجوهراتِ السعوديَّةِ Ofa التي تنفردُ بتصاميمها المزدانةِ باللؤلؤ. فخورةٌ حقاً بأن أكون ضمن المبدعين بأسبوعِ الموضةِ في الرياض».


نوف النملة | منسّقة عرض ريم الكنهل

نوف النملة

 


«سعيدةٌ بتنسيقي أوَّلَ عرضِ أزياءٍ لي على منصَّةِ العرض، والأسعدُ من ذلك أن يكون هذا العرضُ للمصمِّمةِ ريم الكنهل في أوَّلِ ظهورٍ لها ضمن أسبوعِ الموضةِ في الرياض. المجموعةُ، كانت شخصيَّةً جداً بالنسبةِ إلى ريم، في حين أعادت إليَّ كثيراً من الذكرياتِ عن الملابسِ التقليديَّةِ التي كانت ترتديها جدَّاتنا، ثم إن الأقمشةَ المستخدمةَ مثل خطِّ البلدة، والتلِّ، والزري كلّها جزءٌ من تراثنا الغني. لقد حاولنا أن نُعيد تقديمها بأسلوبٍ عصري مع التأكيدِ على الجذورِ والتقاليدِ عبر تنسيقها مع المجوهراتِ الذهبيَّة، ولفِّ الشعرِ بالمنيخل في مزيجٍ، جمعَ بين فخامةِ الماضي، وروحِ الحاضر».

سلطان الملحم | منسّق عروض أشواق المرشد وقرمز وAwaken

سلطان الملحم

 


«شاركتُ أخيراً في ثلاثةِ عروضِ أزياءٍ بوصفي مصمِّمَ إطلالاتٍ، ولكلِّ عرضٍ تجربةٌ مختلفةٌ، صنعت لي رحلةً خاصَّةً مع تلك العلاماتِ التجاريَّة. مع أشواق المرشد، مثلاً، كان التركيزُ على الفساتينِ الراقية، والتفاصيلِ الدقيقة حيث عملنا على كلِّ قطعةٍ، لتُجسِّد الأنوثةَ بأسلوبٍ هادئ ومترفٍ من اختيارِ الأقمشةِ، مروراً بتنسيقِ الإكسسوارات، ووصولاً إلى انتقاءِ المودل، وطريقةِ عرضِ الأزياء التي تُكمِلُ الصورةَ النهائيَّةَ على المسرح. أمَّا مع قرمز، فكانت التجربةُ مختلفةً تماماً. المجموعةُ مستوحاةٌ من شخصيَّةِ نوري الشعلان، لذا اشتغلنا على روحِ الماضي، لكنْ بلمسةٍ عصريَّةٍ، وحرصنا على الدمجِ بين القوَّةِ، والهيبةِ، والأناقةِ القديمة بطريقةٍ تُحاكي التاريخَ السعودي بروحٍ حديثةٍ. في المقابل، قدَّم عرضُ Awaken رؤيةً للمستقبل، إذ كان التنسيقُ متحرِّراً، ويعكسُ التحوُّلَ والتطوُّر. وراءَ الكواليس، كانت العمليَّةُ متكاملةً من الاجتماعاتِ مع المصمِّمين، والتجهيزِ المسبقِ للأزياء إلى التنسيقِ مع العارضين والعارضاتِ قبل الصعودِ للمنصَّة. كلُّ عرضٍ، كان عالماً مختلفاً بين الماضي والحاضرِ والمستقبل، وكلُّ تجربةٍ منها، أضافت لي بُعداً جديداً في فهمِ الموضةِ بوصفها قِصَّةً تُروى لا إطلالةً فقط».

يمكنك أيضًا الاطلاع على أجمل صيحات الأكسسوارات لربيع وصيف 2026 من أسبوع الأزياء في الرياض

تصاميم مستوحاة من الطبيعة السعوديَّة

تميَّزَ أسبوعُ الموضةِ في الرياض بتنوُّعٍ غني ورائعٍ، عكسَ ثراءَ الإلهام المستمدِّ من الطبيعةِ السعوديَّة، إذ برزت لوحةٌ واسعةٌ من التصاميمِ التي استلهمت جمالَ البحرِ، والشمسِ، والرملِ، خاصَّةً لدى آرام، وأشواق المرشد. أما الألوانُ، فتنوَّعت بين الأزرقِ البحري العميق، والذهبي المشعِّ لأشعَّةِ الشمس، والدرجاتِ الرمليَّةِ الدافئة، مع قصَّاتٍ، جمعت بين الانسيابيَّةِ والجرأة. هذا التنوُّعُ، أضفى حيويَّةً وإشراقةً على العروض، وقدَّمَ رؤيةً عصريَّةً، دمجت بين عناصرِ البيئةِ الصحراويَّةِ والبحريَّةِ في صورةٍ مبدعةٍ، نطقت بالأصالةِ والتجدُّدِ في آنٍ واحدٍ.

 

  1. وعد العقيلي Waad Aloqaili
  2. أسواق المرشد Ashwaq Almarshad
  3. عدنان أكبر Adnan Akbar
  4. وعد العقيلي Waad Aloqaili
  5. منى الشبل Mona Alshebil
  6. AM*N’
  7. AM*N’

الاحمر مسيطر بقوة

سيطرَ اللونُ الأحمر بشكلٍ لافتٍ وجريءٍ على عددٍ من عروضِ المصمِّمين السعوديين بأسبوعِ الموضةِ في الرياض، ورأينا ذلك في تصاميمِ هندامي Hindamme، وقرمز، وريم الكنهل، ما منحَ الإطلالاتِ طابعاً قوياً ومملوءاً بالحيويَّة. هذا الاختيارُ اللوني الجريء، عبَّر عن الثقةِ والشغف، وجسَّد روحَ الإبداعِ المتمرِّدة التي تُميِّز المشهدَ السعودي اليوم. من خلال الأحمر، استطاع المصمِّمون خلقَ توازنٍ بين الفخامةِ والجرأة، ما جعلَ هذه العروض تترك انطباعاً لا يُنسى، وتعكسُ حضوراً لافتاً وسطَ التنوُّعِ الغني للحدث.

 

  1. هندامي Hindamme.
  2. آرام Aram.
  3. قرمز Qormuz
  4. هندامي Hindamme.
  5. ريم الكنهل Reem AlKanhal

برزت خلال أسبوعِ الموضةِ في الرياض تصاميمُ، عكست طابعَ الرجل البدوي العصري، وجمعت بين أصالةِ التراثِ البدوي، وروحِ الحداثةِ العصريَّة. وتجسَّدت هذه الرؤيةُ في تصاميمَ رجاليَّةٍ لدى SV By Saudia، وهندامي Hindamme، مزجت بين الأقمشةِ التقليديَّة، والقصَّاتِ المعاصرة مع لمساتٍ عمليَّةٍ، تناسبُ أسلوبَ حياةِ الرجلِ الحديثِ المتنقِّل. أعادت هذه الموضةُ تعريفَ الرجولةِ السعوديَّةِ من خلال مزجِ الراحةِ والأناقة، لتعكسَ شخصيَّةً متجدِّدةً، تنطلقُ بثقةٍ من جذورها الأصيلةِ نحو المستقبلِ بكلِّ حريَّةٍ وابتكارٍ.

ما رأيك بالاطلاع على مجوهرات فاخرة تألقت بها النجمات ومدونات الموضة في أسبوع الأزياء في الرياض

 

 

  1. RBA
  2. RBA
  3. قرمز Qormuz
  4. قرمز Qormuz
  5. SV By Saudia


Abadia إبداع يحاكي الذاكرة

مصممة الأزياء شهد الشهيل

ضمن فعاليَّاتِ النسخةِ الثالثةِ من أسبوعِ الأزياءِ في الرياض 2025 التي شهدت حضوراً لافتاً لمصمِّمين عالميين ومحليين، كان لنا لقاءٌ خاصٌّ مع مصمِّمةِ الأزياءِ السعوديَّةِ شهد الشهيل، مؤسِّسةِ علامةِ Abadia، بعد أن قدَّمت عرضاً استثنائياً، استلهمته من أعماقِ الذاكرةِ الخليجيَّة، وتاريخِ الغوصِ بحثاً على اللؤلؤ.

حدِّثينا عن المجموعةِ التي قدَّمتِها ضمن أسبوعِ الأزياءِ في الرياض؟

هذه المجموعةُ قريبةٌ جداً إلى قلبي. استلهمتُها من قِصَّةِ جدي عندما كان شاباً، وذهبَ إلى البحرِ في رحلةِ غوصٍ بوصفها طقساً للعبورِ إلى الرجولة. لحظةُ الغوصِ تلك، أصبحت بالنسبةِ لي رمزاً للشجاعةِ، واحتضانِ المجهول برشاقةٍ وقوَّةٍ. من خلال تلك القصَّة، أردتُ استكشافَ عالمِ الغوصِ بحثاً على اللؤلؤ، والقوَّةِ غير المرئيَّةِ للنساءِ اللاتي بقين خلفَ الرجال، يحمين الأسرةَ، ويقُدن المجتمع.

في جوهرها، تتحدَّثُ المجموعةُ عن الشجاعةِ فوقَ الراحة، عن التحوُّلِ، والتسليمِ، والقوَّةِ الهادئةِ التي تسكنُ داخلَ كلٍّ منا. كلُّ قطعةٍ، حملت ذلك التوازنَ بين النعومةِ والبنية، وبين الحركةِ والسكون، وهو ما يُمثِّل روحَ عباية.

كيف ترين تطوُّرَ مشهدِ الموضةِ في السعوديَّة اليوم في ظلِّ الحِراك الثقافي المتسارع؟

ما نشهده اليوم في السعوديَّةِ، هو يقظةٌ إبداعيَّةٌ. هناك فخرٌ متزايدٌ بهويَّتنا، ورغبةٌ في التعبيرِ عنها بصدقٍ من خلال التصميمِ، والفنِّ، والثقافة.مهمَّتُنا في أباديا Abadia كانت دائماً “من السعوديَّةِ إلى العالم”. نحن نسعى إلى إيصالِ تراثنا بطريقةٍ أصيلةٍ، تلمسُ الجمهورَ العالمي كما تلامسُ عميلنا المحلي. هذا التوازنُ، يسمحُ لنا بحفظِ الروايةِ الثقافيَّة، وفي الوقتِ نفسه بدعوةِ العالمِ لاكتشافِ جمالها من منظورٍ جديدٍ. أنا فخورةٌ بالخطواتِ التي قطعناها حيث أصبحت أباديا Abadia حاضرةً في أكثر من تسعِ مدنٍ حول العالم، بما في ذلك الولاياتُ المتَّحدة، وأوروبا، وآسيا.

العرضُ الافتتاحي الذي مزجَ بين الرقصِ التقليدي وتقديمِ المجموعةِ، أبهرَ الجمهور، كيف نشأت هذه الفكرةُ لديكم؟

كانت الفكرةُ أن نبدأ العرضَ بتعبيرٍ فنِّي، يُجسِّد روحَ المجموعة. أردتُ أن أعبِّر عن المشاعرِ الكامنةِ في التصميمِ من خلال الحركةِ والصوت، لذا تعاونَّا مع الفنَّانةِ الكويتيَّةِ منيرة عادل التي أعادت تصوُّرَ رقصةِ السمري التقليديَّةِ بعدسةٍ معاصرةٍ. لقد روت من خلالها قِصَّةَ النساءِ اللاتي انتظرن أحبَّاءَهن أثناءَ رحلاتِ الغوصِ بحثاً على اللؤلؤ.

الرقصةُ، جسَّدت مشاعرَ الشوقِ، والقوَّةِ، والصمود، وأظهرت كيف كانت النساءُ الركيزةَ الأساسيَّةَ لاستمرارِ الحياةِ والمجتمع. قُدِّمت الرقصةُ على ثلاثِ مراحلَ، كلٌّ منها عبَّرت عن حالةٍ عاطفيَّةٍ مختلفةٍ: الانتظارُ، الأملُ، واللقاء. لقد أصبحت جسراً شعرياً بين الماضي والحاضر، وكرَّمت التراثَ، ومنحته حياةً في سياقٍ حديثٍ.

الموسيقى المصاحبةُ للعرضِ، كانت متناغمةً بشكلٍ رائعٍ مع روحِ المجموعةِ، كيف تمَّ اختيارُها؟

الموسيقى، كانت جزءاً أساسياً من روايةِ القِصَّة. أُعيدَ تصوُّرُها من قِبل الموسيقيَّةِ الكويتيَّةِ حصَّة الحميدي التي عملت على مقطوعةٍ أصليَّةٍ، جمعت ثلاثاً من أغنياتي المفضَّلةِ من السمري، لكنْ بتوزيعٍ معاصرٍ، مزجَ بين الحنينِ والحداثة. الصوتُ، حملَ في طيَّاته مشاعرَ البُعدِ، وإيقاعَ البحرِ، والقوَّةَ الصامتةَ للمُنتَظِرات. بالنسبةِ لي، كانت الموسيقى العنصرَ الذي أتمَّ العالمَ الذي كنا نخلقه. لقد ربطت كلَّ شيءٍ ببعضه: الحركةُ، والأزياءُ، والقِصَّة، ومنحت الجمهورَ الفرصةَ، ليشعرَ بالعاطفةِ وراءَ كلِّ قطعةٍ.

Stella McCartney


أنوثة ووعي وفخامة

 


في ليلةٍ احتفاليَّةٍ، سادتها الفخامةُ، والرؤيةُ المستقبليَّة، أُسدِلَ الستارُ على النسخةِ الثالثةِ من «أسبوع الأزياء في الرياض 2025» بطريقةٍ لا تُنسى. عرضٌ ختامي، حملَ توقيعَ المصمِّمةِ البريطانيَّةِ الشهيرةِ ستيلا مكارتني Stella McCartney التي أثبتت مرَّةً أخرى أن الموضة، يمكن أن تكون راقيةً، ومؤثِّرةً، وواعيةً بيئياً في آنٍ واحدٍ. من خلال عرضٍ مستوحى من ذوقِ المرأةِ العربيَّة، ومغلَّفٍ بهويَّةٍ عالميَّةٍ، قدَّمت مكارتني تجربةً بصريَّةً وجماليَّةً كاملةً، شكَّلت ختاماً، يليقُ بموسمٍ استثنائي من الابتكارِ والأناقة.

عرض مستدام يليق بالختام

 

في لحظةٍ، طالَ انتظارها، اعتلى منصَّةَ العرضِ أوَّلُ إبداعــــاتِ ستيلا مكارتني، فستانٌ فضي لامعٌ مغطَّى بالكاملِ بالترترِ النباتي القابلِ للتحلُّل، انسابَ بنعومةٍ على العارضة، ليُجسِّد التقاءَ الفخامةِ بالحسِّ البيئي الرفيع. هذا الفستانُ، لم يكن مجرَّد افتتاحيَّةٍ، بل شكَّلَ إعلاناً واضحاً بأن الاستدامة، ليست خياراً إضافياً، وإنما جوهرُ التصميم. ولم تتوقَّف الفساتينُ البرَّاقةُ عند حدودِ الجرأة، بل وتميَّزت أيضاً بمراعاةِ الذوقِ الشرقي المُحافِظ، إذ عادت التصاميمُ اللامعةُ مجدَّداً إلى المنصَّة، لكنْ بقصَّاتٍ طويلةٍ وأكثر احتشاماً. ستيلا، خاطبت ذوقَ المرأةِ العربيَّةِ بعنايةٍ، فاختارت لها قطعاً بنقوشٍ جريئةٍ مستوحاةٍ من الطبيعةِ البريَّة، كما أن التنسيقَ مع أحذيةِ بوت صديقةٍ للبيئة، أكملَ اللوحةَ بأسلوبٍ حضري أنيقٍ. وفي لمسةٍ مستلهمةٍ من روحِ الثمانينيَّات، عادت البدلاتُ الفضفاضةُ لتعتلي خشبةَ العرضِ بأكتافٍ عريضةٍ، وقصَّاتٍ عمليَّةٍ. وزُيِّنت تارةً بأغصانِ الوردِ لإضفاءِ طابعٍ أنثوي، وصُمِّمت تارةً أخرى بأقمشةٍ لامعةٍ، ولحظات احتفاليَّةٍ راقيةٍ.

حضور لافت

شهد هذا العرضُ حضوراً مرموقاً، من بينهم لمى الشثري، رئيسةُ تحريرِ مجلَّة «سيدتي»، وبوراك شكماك، الرئيسُ التنفيذي لهيئةِ الأزياء، إلى جانبِ أسماءٍ إعلاميَّةٍ بارزةٍ، وعشَّاقِ الموضةِ من مختلفِ أنحاء العالم، في مقدِّمتهم نادين نسيب نجيم، ونجود الرميحي، ولمى العقيل، ونزر الغندور، ويارا النملة. عرضُ مكارتني، لم يكن مجرَّد ختامٍ لأسبوعِ الأزياء، بل جاء احتفاءً بالمستقبلِ، بالأنوثةِ، وبالأناقةِ المستدامة.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط