mena-gmtdmp

تجربتي في تأسيس خزانة ملابس مستدامة.. حيل ذكية تقلص مشترياتك

إطلالة من شوارع باريس - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
إطلالة من شوارع باريس - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©

في ظل تنامي الموضة السريعة نحن محاصرات بمغريات لا حصر لها، فجولة واحدة في أحد مراكز التسوق الكبري كفيل بتأجيج رغبتنا في الشراء دون الحاجة إلى ذلك، حتى القطع التي نضيفها إلى سلة مشترياتنا على أحد المواقع أو التطبيقات الشهيرة قد تكون راجعة لحالة مزاجية سيئة أو رغبة في اعتماد صيحات دارجة من دون أن نتأكد إذا كانت مناسبة لنا أو لا، إذا وصلتِ إلى هذه النقطة من التحليل الدقيق لعاداتكِ الشرائية، فأنتِ على أول طريق تبني الفكر المستدام ليس فقط لدواعٍ بيئية وأخلاقية بل لتقليص مشترياتكِ والتسوق ضمن ميزانية محددة، أو قد تكونين مثلي ترغبين في اتباع مبدأ الـMinimalism بهدف خلق مساحات فارغة حولك تساعدك في تخفيف التوتر وتعزيز الجانب الإبداعي في شخصيتكِ، نعم فكل هذه المكاسب قد نحصل عليها لمجرد أننا قررنا تأسيس خزانة ملابس مستدامة تعكس شخصيتنا من دون الانصياع وراء صرعات قد لا تدوم لموسمين متتاليين، استمري في القراءة لتتعرفي إلى تجربتي الشخصية لتستوحي منها.

إطلالة من شوارع باريس - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©

أسباب دفعتني إلى التفكير في تأسيس خزانة ملابس مستدامة

إطلالة من شوارع باريس - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©


بوصولي إلى سن الأربعين أدركت حاجتي الملحة لخلق بيئة مريحة من حولي، ولكن لم يكن هذا السبب الوحيد الذي دفعني إلى تأسيس خزانة ملابس مستدامة فقد وضعت في الاعتبار أشياء أخرى:

  • ترتيب أولوياتي يبدأ من خزانتي: قد لا تصدقين ذلك ولكن الخزانة التي تحتوي على القطع الضرورية والمستخدمة فقط ستعكس رغبتكِ في ترتيب أولوياتكِ في الحياة، فأدركت أنني في سن الأربعين لا أحتاج إلى اقتناء المزيد من القطع الرائجة لأثبت أنني على الموضة، فالآن أصبح لي ستايلي الشخصي الذي أبني عليه خزانة متماسكة تدوم لسنين.
  • تخفيف التوتر وتعزيز الجانب الإبداعي: عند لحظة معينة تأكدت من رغبتي في التخلص من الزحام من حولي وقررت أن أبدأ بخزانة ملابسي، هو مبدأ المينيماليزم الذي يدعو إلى اقتناء أشياء أقل ولكنها فاعلة، كبسولة ملابس يُعتمد عليها في تشكيل إطلالاتي اليومية تدعمها أكسسوارات فخمة هى وسيلتي في إضفاء تغيير على قطع ارتديتها عدة مرات ولكن بتنسيقها بطرق مختلفة تظهر وكأنها قطع جديدة تماماً.
  • التخلص من الشراء العاطفي: فالتخطيط لإنشاء خزانة ملابس مستدامة كانت أولى خطواتي للتخلص من التسوق العاطفي المبني على الحالة المزاجية، ففي طريقي إلى تطبيق مبدئي الجديد لم أكن أسمح لنفسي بالإصغاء إلى مشاعري أو تقلباتي المزاجية، فالهدف بات واضحاً وكنت أذكر نفسي به عندما تعجبني قطعة ما أنا متأكدة تماماً من أنها لا تناسبني ولن أرتديها.
  • التوقف عن إهدار أموالي على أشياء غير مفيدة: لقد سمح لي ذلك بشراء قطع بجودة أعلى يمكن الاستفادة منها لسنوات من دون أن تفقد رونقها، قطع قادرة على رفع قيمة أي إطلالة حتى وإن كانت تبدو بسيطة.

قد يهمك التعرف إلى 10 صيحات جريئة لتواكبي موضة خريف 2025

ما الخطوات التي اتبعتها لتكوين خزانة ملابس مستدامة؟

إطلالة من شوارع باريس - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©


ليس من السهل التخلص من عادتك الشرائية القديمة دفعة واحدة ومن دون دافع حقيقي، فالأمر يتطلب خطوات تمهيدية تفتح لكِ الطريق لاتباع نظام محدد يشبه إلى حد كبير نظامكِ الغذائي، هي بالفعل رحلة مشابه ولكن هدفكِ خلالها التخلص من ملابسكِ الزائدة عن الحاجة، وفي النقاط التالية خلاصة تجربتي:

  • قمت بعمل حصر للملابس المتوفرة في خزانتي: لتحديد القطع التي سأبقي عليها، وتلك التي سأتخلص منها لتفريغ مساحة لقطع أخرى بخامات أكثر إستدامة، وأنشأت قائمة على هاتفي بكل ذلك، ساعدتني هذه الخطوة في تكوين صورة واضحة عن خزانتي القديمة، وقد كانت نقطة انطلاقتي الحقيقية نحو تطبيق مبدأ الاستدامة.
  • حددت ستايلي الشخصي: اليوم أن أعرف جيداً الموديلات المفضلة التي قد لا تخضع لموضة رائجة، والأهم أنها تناسب ذوقي وشكل قامتي، هذه الخطوة أساسية في رحلتك لخزانة مستدامة، فهي وسيلتك الفعالة للتوقف عن الشراء العشوائي، لدرجة أنك ستمرين من أمام قطع مغرية للغاية على أحدث طراز من دون أن تلتفتي إليها من الأساس، لمجرد أنك أدركت أنها بعيدة كل البعد عن ستايلك الشخصي.
  • ركزت على القطع المناسبة لشكل قامتي: فأي غرض يعجبني خارج القائمة التي حددتها مسبقاً بما يلائم طولي وطبيعة قامتي هو مجرد إهدار لأموالي على ملابس حتماً لن أرتديها، فركزت على كل ما يبرز طول قامتي القصيرة، واستثمرت في البناطيل مرتفعة الخصر، والقمصان المخططة والجاكيتات والمعاطف ذات القياسات المضبوطة.
  • توقفت تماماً عن التسوق أونلاين: ليس فقط لاتساع الخيارات التي قد تشدني تلقائياً إلى عاداتي الشرائية القديمة، ولكن من مبدأ التمسك بالجودة على حساب الكم الرديء الذي لن يصمد طويلاً في خزانتي، فالأهم هنا هو الاستثمار في القطع طويلة الأمد.
  • استثمرت في الخامات الطبيعية: فتجنبت تماماً الملابس المصنوعة من الأقمشة المختلطة وابتعدت عن خامات بعينها مثل البوليستر، وحرصت على قراءة التفاصيل المدونة على الـLabel الخاصة بكل قطعة جديدة للتأكد من أنها من مواد طبيعية 100% قابلة للتحلل وإعادة تدويرها، ومن هنا تنامى تلقائياً حس المسؤولية لدي بالقضايا البيئية.
  • وضعت خطة للحفاظ على ملابسي وأكسسواراتي: فاطلعت جيداً على الطرق الصحيحة لتنظيفها، واستعنت بالخبراء في تنظيف بعضها، فكثير من الملابس قد تخسر جزءاً كبيراً من قيمتها بغسلها بالطرق التقليدية سواء في الغسالة أو حتى يدوياً، كما استثمرت في أكياس الحفظ المخصصة للملابس لضمان تخزينها بالشكل الصحيح مع انتهاء كل موسم، أيضاً اقتنيت شماعات جيدة ومبطنة خاصة للملابس ذات الخامات الرقيقة مثل الدانتيل والحرير، كل هذه الإجراءات ساعدتني إلى حد كبير في الحفاظ على القطع المتوفرة في خزانتي لأطول فترة ممكنة وبالتالي ساعدتني على الحد من الشراء.

الخلاصة: اعلمي أن البيئة الصحية والمحيط المرتب هما سبيلك للراحة النفسية، فترتيب خزانة الملابس وإعادة بنائها وفقاً لمبدأ الاستدامة لا يخدم أناقتنا فقط، بل هو نافذتنا لأسلوب حياة أفضل ودعوة لتجديد الطاقة الإيجابية.
قد يهمك التعرف إلى 6 حيل ذكية لتنسيق البدلة الجينز بأسلوب الستريت ستايل